حكم الابتعاد عن صديق سيئ الخلق للحفاظ على الدين

منذ 2018-08-30

لي صديق سيئ الخلق والأدب وهو ملتزم،المشكلة أنه يلازمني باستمرار ويزورني كثيراً وأنا أتأذى منه ولا أبين له ذالك والأيام التي أراه فيه كثيرا أشعر بنقص في ديني ومشقة على نفسي وضيقا في صدري وقد نصحته كثيراً وهو يقبل النصيحة وقد حاول أن يحسن حاله ولكن دون فائدة ..

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لي صديق سيئ الخلق والأدب وهو ملتزم،المشكلة أنه يلازمني باستمرار ويزورني كثيراً وأنا أتأذى منه ولا أبين له ذالك والأيام التي أراه فيه كثيرا أشعر بنقص في ديني ومشقة على نفسي وضيقا في صدري وقد نصحته كثيراً وهو يقبل النصيحة وقد حاول أن يحسن حاله ولكن دون فائدة وإذا ابتعدت عنه لفترة أشعر خلالها بتحسن في ديني وأشعر بحلاوة الإيمان مع أني في حالة مخالطتي معه تغيب تلك الحلاوة وينطفئ إيماني لذالك في هذه الأيام قررت أن أقطع علاقتي معه-بالتي هي أحسن-وأن لا يكون بيني وبينه إلا افشاء السلام والمصافحة لأنه يضرني في ديني وأصبحت أدعو الله بهذا الدعاء"اللهم من يضرني في ديني ولا ينفعني باعد بيني وبينه كما باعدت بين المشرق والمغرب(أشير إلى ذالك الشخص)" لأن هذا الشخص منذ مدة طويلة وهو يرى بأن علاقتنا هي أخوة في الله وأنا والله علاقتي به لم تزدني إلا ضررا في ديني.فهل أنا في حالتي على صواب؟وهل ينفع الدعاء المذكور؟ أخاف أن أكون آثماً وجزاكم الله خيراً.

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:                                           

فالذي يظهر من رسالة السائل الكريم أن هجر ذلك الرجل واجب عليه، لتحقق المصلحة الدينية الشرعية من الهجر، كما يفهم من كلامه، فالهجر إنما شرع لما يرجى من المصالح، وقد ذكر السائل أنه حينما لا يراه ينصلح دينه، ويتضرر إذا رآه، فلذلك يتعين عليه هجر صديقه، حتى ينجو بنفسه، فالصاحب ساحب والطبائع سراقة، من ثم قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

وقد بينت السنة المشرفة أن من الحكمة والعقل أن يختار الإنسان رفقة ذات علم ودين، وحثّ على  التحرز من سيء الخلق؛ ففي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة).

وقد نص أكثر أهل العلم على ذلك.

قال الحافظ ابن حجر - في "فتح الباري" (17 / 245) -: "قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث، إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه، أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة، فإن كان كذلك، جاز، وَرُبَّ هجرٍ جميلٍ خيرٌ من مخالطة مؤذية". اهـ.

 وقال الحافظ العراقي في "طرح التثريب"( 8/99):

"فأما الهجران لمصلحة دينية من معصية أو بدعة فلا يمنع منه، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجران كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضي الله عنهم".

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 16
  • 1
  • 31,065

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً