التوبة من المال المسروق

منذ 2018-08-30

اعمل محاسب خاص وكنت اسرق من دون ان يعلم صاحب العمل وتزوجت بزوجة صالحة ولكن بمال فية حرام من السرقة وحلال من مرتبي ودفعت منه المهر و جهزت الشقة وتوقف العمل وكنت شايل مبلغ من مال مسروق ومال من مرتبي وعملت بيه مشروع محل وانا حاليا اصرف منه علي امي واخواتي وزوجتي وخايف من الموت وعاوز اتوب

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعمل محاسب خاص وكنت اسرق من دون ان يعلم صاحب العمل وتزوجت بزوجة صالحة ولكن بمال فية حرام من السرقة وحلال من مرتبي ودفعت منه المهر و جهزت الشقة وتوقف العمل وكنت شايل مبلغ من مال مسروق ومال من مرتبي وعملت بيه مشروع محل وانا حاليا اصرف منه علي امي واخواتي وزوجتي وخايف من الموت وعاوز اتوب بس مليش مصدر رزق غير المحل وكل شوية استغفر بس خايف من ضلمة القبر ما العمل ...؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ

فإن الله تعالى جواد كريم غفور رؤوف رحيم، كتَبَ على نفسه الرحمة، وضمَّن الكتاب الذي كتبه أن رحمته تغلب غضبه، فهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها، كما أنه أشدُّ فرحًا بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا وجدها.

والتوبة من السرقة لها شروط، وهي: الإقلاع عن المعصية حالاً، والندم على فِعْلِها في الماضي، والعزم الجازم على عدم العَوْد إلى مِثْلها أبدًا، ورَدُّ المسروقِ إلى أهله.

فيجب عليك رَدُّ الأموال التي أخذتها من الشركة إلى صاحب العمل، وهذا شرط في صحة التوبة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 493)

"أن صحة التوبة فيما بينه وبين الله لا تسقط حقوق العباد من العقوبة المشروعة في الدنيا فإن من تاب من قتل أو قذف أو قطع طريق أو غير ذلك فيما بينه وبين الله فإن ذلك لا يسقط حقوق العباد من القود وحد القذف وضمان المال وهذا السب فيه حق لآدمي فإن كانت التوبة يغفر له بها ذنبه المتعلق بحق الله وحق عباده فإن ذلك لا يوجب سقوط حقوق العباد من العقوبة".

فاجتهد في حساب تلك الأموال، فإن كنت لا تستطيع الوصول إليهم، أو عجزتَ عن معرفة مكانه بعد محاولات متكرِّرة وبحثٍّ جاد، فلتتصدَّق بقيمة تلك المسروقات ما دمتَ تعرف المبلغ تقريبًا، وأكثِرْ مِن أعمال البر بنيَّ الكريم، وأكْثِرْ من الاستغفار والأعمال الصالحة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 6
  • 0
  • 16,146

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً