ماذا أفعل لأختار فتاة مسلمة
كل ما خاطب الفتاه ترفضنى بسبب انا متزوج قبل كده ولانى لا ظلمت زوجتى السابقه انا أعطيها حقوقها كامله ؟ ما الحل اختيار الفتاه المسلمه لقد وصلت المرحلة التشاوم ؟ ما الحل لكى أتزوج ؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا يخفى على السائل الكريم إن الزَّوج رِزقٌ، يسوقُه الله تعالى، أن له أجلٌ لا يتقدَّم ولا يتأخَّر، فما كتبه الله لك من رِزق لم يَحِنْ أجلُه بعدُ، ولعلَّ في هذا التَّأخير مصلحةً لهن وحِكَمًا، لا يُدركها إلا الله - سبحانه وتعالى - قال - عز وجل -: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في دعاء تفريج الكرب: "ماض في حكمك، عدل في قضاؤك" فقضاؤه هو أمره الكوني،
وقضاؤه وقدره القائم به حق وعدل، وهي نافذة في عبده ماضية فيه، لا انفكاك له عنها، ولا حيلة له في دفعه.
فهو سبحانه- عدل في هذه الأحكام، غير ظالم لعبده، بل لا يخرج فيها عن موجب العدل والإحسان، فإن الظلم سببه حاجة الظالم، أو جهله أو سفهه، فيستحيل صدوره ممن هو بكل شيء عليم، ومن هو غني عن كل شيء، وكل شيء فقير إليه، ومن هو أحكم الحاكمين، فلا تخرج ذرة من مقدوراته عن حكمته وحمده، كما لم تخرج عن قدرته ومشيئته، فحكمته نافذة حيث نفذت مشيئته وقدرته، ولهذا قال نبي الله هود صلى الله على نبينا وعليه وسلم، وقد خوفه قومه بآلهتهم: { قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ* مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ* إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [هود: 54 - 56]، أي: مع كونه سبحانه آخذًا بنواصي خلقهوتصريفهم كما يشاء، فهو على صراط مستقيم لا يتصرف فيهم إلا بالعدل والحكمة، والإحسان والرحمة.؛ فقوله: "ماض في حكمك"، مطابق لقوله: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}، وقوله: عدل في قضاؤك مطابق لقوله: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، قاله الإمام ابن القيم في "الطب النبوي"(ص: 153).
أما السبيل لتيْسير الزواج وتعجيلِه بزوجة صالحة فبصدف اللجوء إلى الله – تعالى - بالدُّعاء في أوقات الإجابة، ثُمَّ بلزوم الطاعة لله - عزَّ وجلَّ - وتجنُّب المعاصي.
أما التشاؤم فلا يليق بالمسلم، ويدفع بالتوكل على الله، وعدم المبالاة بهذه الأوهام التي يوسوس بها الشيطان ليكدر الصفو، وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر". وقال: "ليس منا من تطير أو تطير له، أو سحر أو سحر له" ، والطيرة هي التشاؤم.
فأستعن بالله ولا تعجز وأكثر من الاسْتِغفار؛ فقد قال – تعالى - على لسان نبيه نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10]، وقال: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود: 3]،، والله أعلم.
- المصدر: