الخلطة

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ: 

فإن الله تعالى قد أوْجَب على الأزواج مسْكنًا مسْتَقلاً للزوجة، والنفَقة والكسْوة بالمعروف، إضافة إلى كونه حقًّا للزوجة،

فعو أيضًا يحسم مادة النزاع بين الزوجة وأهل زوجها؛ فكثيرًا ما تتولد المشكلات بسبب تلك الخلطة، نظرًا لاختلاف الثقافات والعادات وطريقة المعيشة، وغير ذلك مما يحيل الحياة جحيمًا، كما هو مُشاهَد في مثل تلك الحال.

وقد نصّ الفقهاء على أن السكن المستقل من حقوق الزوجة، وأنه لا يُلْزِمها أن تسكُن مع أهلِه، وخاصَّة إذا ترتَّب على سُكناها معهُم أيُّ ضررٍ يَلحق بِها.

قال الكاساني الإمام في "بدائع الصنائع"(4 / 23): "ولو أراد الزوج أن يُسْكِنها مع ضرَّتِها،أو مع أحْمائها؛ كأم الزَّوج، وأختِه، وبنتِه من غيرها، وأقاربها، فأبتْ ذلك عليه -فإنَّ عليه أن يُسكنَها منزلا منفرِدًا ... ولكن لو أسكنَها في بيتٍمن الدَّار–أي: في غرفة -وجعل لهذا البيت غِلقًاعلى حدةٍ - كفاها ذلك،وليس لها أن تطالبه بمسكنٍ آخَر؛لأنَّ الضَّررَ بالخوف على المتاع،وعدمِ التمكُّن من الاستِمْتاع - قد زال". اهـ.

وعليه، فبين رغبة زوجتك لوالدتك وتلطف في الكلاك معها، وبين لها أن هذا من حقوقها الشرعية،، والله أعلم.