الغيرة
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فأحيك أخي كريم على غيرتك على زوجتك فمما لا شك فيه أن الغيرة من الغرائز البشرية المحمودة التي أودَعَهَا اللهُ في الإنسان، وتظهر كلما أحس شركة الغير في حقه بلا اختيار منه، وهي من الصفات التي يحبُّها الله، فأقوى الناس دينًا أعظمُهم غيرة ، ومن لا يغار منكوس القلب ولا خير فيه؛ وفي الصحيحين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الكسوف: "يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ"، وفيهما أيضًا قال - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ؛ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ"
أما دخول أخوك على زوجتك فلا شك أنه قبيح إن كانت غير مرتدية للحجاب الكامل، غير أنه لا ذنب لها حتى تقول أطلقها، فأنت زوجها ورئيس البيت والقيم عليها، فلا تتساهلْ بارسالها عند أمك ما دمت تعلم دخول أخول عليها، كما يفعله أكثرُ المسلمين في زماننا بسبب الجهل بالشرع الحنيف، فالناس نشأت في ظل تلك الخُلطة المحرمة بنساء العائلة، والشارع الحكيم سدّ جميع الذرائع إلى الحرام، ووضع ضوابطَ للخلطة بالنساء من غض البصر، والتزامِ المرأة بالحجاب الشرعي، والكلامِ بالمعروف، وفي حضور الزوج، أو أحد المحارم.
فأخبر والدتك أنك لن ترسل زوجتك مادام الحال كما ذكرت، وأعلمها أن الشارع الحكيم لم يفرق بين أقارب الزوج وغيرهم في حرمة الدخول على النساء؛ ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت".
فحذر من الدخول على النساء غير المحارم، ومنع الدخول يستلزم منع الخلوة من باب أولى، والحمو هو قريب الزوج من غير المحارم كالأخ والعم والخال وأبنائهم، والنبي نبه عليه لما جرت به عادة الناس من التساهل بخلطة الرجل بزوجة أخيه، والخلوة بها فيدخل بدون نكير فيكون الشر منه أكثر والفتنة به أمكن،، والله أعلم.
- المصدر: