هل يجوز أن أطالب والدي بميراثي لتسديد ديوني

منذ 2019-05-09

المواريثُ من حدود الله التي يجب الوقوفُ معها وعدمُ مجاوزتها، ولا القصورُ عنها، ولا الاحتيال على إبطال الشرع بحرمان بعض الورثة حقهم، أو عدم اعتبار شروطها، ومن يخالفْ ذلك، توعَّده الله بالعذاب الأليم

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . انا شاب متزوج واب لاربع ابناء من فلسطين مشكلتي هي .. ضاقت فيه سبل الحياة والتحقت بديون مادية باهضة وفقط السيطرة على تسديها وسبب هذة الديون العمار في المنزل ، لا اجد سبل سد هذه الحاجة بكل الاتحاهات سؤالي لكم من ناحية شرعية والدي على قيد الحياة ويمتلك ثروة من الاراضي هل يجوز مطالبته بميراثي من الارض واقوم ببيعها وتسديد حاجتي ؟ وبارك الله فيكم

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فمن المعلوم أن المواريثُ من حدود الله التي يجب الوقوفُ معها وعدمُ مجاوزتها، ولا القصورُ عنها، ولا الاحتيال على إبطال الشرع بحرمان بعض الورثة حقهم، أو عدم اعتبار شروطها، ومن يخالفْ ذلك، توعَّده الله بالعذاب الأليم، كما في قوله تعالى بعدما ذكر آيات المواريث: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء:13، 14]، وقال - سبحانه -: { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا } [البقرة: 229].

ومن حدود الله تعالى في المواريث، أن الله تعالى جعل لها شروطًا لا تقع إلا بها، وقد أجمع عليها الأئمة المتبعين وغيرهم:

أولها: تحقق موت  الْمُورَثِ، حقيقة أو حكمًا، كما في المفقود إذا حكم القاضي بموته، أو تقديرا كما في الجنين الذي انفصل بجناية على أمه توجب غرة.

ثانيها: تحقق حياة الْوَارِثِ بعد موت  الْمُورَثِ، أو إلحاقه بالأحياء تقديرًا.

وعليه؛ فلا يجوز لك أن تطالب بالميراث ووالدك على قيد الحياة، ولكن يجوز أن تطلب منه مساعدة، أو يدفع لك من زكاة ماله لسداد دينك، أو يهبك مقدارًا من المال،، والله أعلم.  

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 3
  • 0
  • 9,015

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً