كيف أصل إخواتي بعد أن عابوا أمي أمامي
لى خمسه اخوه اربع بنات وولد اثنين منهم اخوتى (بنات)من الاب وهم يسكنون مع امهم هم الاكبر سنا فينا منذ صغرى وانا اعانى من اضهادهم ومعاملتهم وسوء ظنهم بى وباخوتى كانوا دائما يفتعلون المشاكل كلما اتو الى بيت والدى بالاجازات الصيفه وكبرنا وما زالت المشاكل تدور وانا تعبت نفسيا منهم ومن معاملتهم عمرى ٢٨سنه ومنذ صغرى وانا بضغط نفسى بسببهم ومن معاملتهم لى من احتقار ونبذ وافتعال المشاكل مع والدتى بسسب والدتهم وكل مرة اقول نحن اخوه وصله الرحم واجبه ولكن يعودوا لافعالهم واخر مرة من سنه صارت مشاكل كبيرة بيننا واقرت احداهما انها مخطأه ولكن بعدها بيوم صار خلاف اخر وشتموا امى وعابوا فيها وما قدرت استحمل وصار خلاف بيننا وبينهم الى الان طبعا ٢٨سنه تحوى الكثير الكثير من الضغط النفسى فهل انا مذنبه هم قاطعونا ونحن ايضا وانا من داخلى حزينه لانى اخاف من غضب الله على وانى قاطعه رحم من فترة سمعت شيخ يقول اننا لسنا مضطرين الى ان نستمر بالعلاقات التى تؤذينا وانا والله يا شيخ تعبت تعبت منهم ومن مشاكلهم وكانت الطامه اللى اغلقت صدرى تماما انهم عابوا بامى امامنا ولم يعترفوا انهم هم من يختلقون المشاكل من وهم اطفال افتونى جزاكم الله خيرا
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا شك أن الخير والرشد والفلاح في التزام المسلم لطاعة الله، وامتثال لأوامره، وأن الإفساد في الأرض بالمعاصي وقطيعة الأرحام مرتبط بالإعراض أيضًا بالتولي عن طاعة الله، فما، ومن ثمّ قد توعد الله تعالى من يسعون لقطيعة الرحم باللعن وهو الطرد من رحمته؛ فقال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } [محمد: 22، 23].
ومن أشد الأحاديث ترغيبًا في الصلة وترهيبًا من القطيعة ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
ولما كان من طبائع البشر البغي والظلم نبه النبي - صلى الله عليه وسلم – على منعى صلة الرحم فقال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"؛ رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
وبين رسول الله أن يعين الواصل ويدفع عنه الأذى، وأنه بإحسانه إليهم يخزيهم ويحقرهم في أنفسهم؛ ولإحسانه وقبيح فعلهم؛ فروى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، إنَّ لي قرابةً أصِلُهم ويَقْطَعُونني، وأُحْسِنُ إليهم ويُسيئون إليَّ، وأحلمُ عنهم ويَجْهَلُون عليَّ، فقال: "لئن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسفُّهم الملَّ، ولا يَزالُ معك مِن الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك".
ولا شك أن صلة القاطع سهل بالكلام شاق بالأفعال، ولكن الأجر على قدر النصب فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب وقال تعالى {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69]، فمن تحمل الأذى في ذات الله رفع الله شأنه ففي الصحيحين عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه"، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي مشهورة معلومة.
فأعظم ما يعين على صلة الرحم القاطع هو الاستعانة بالله في تحقيق منزلة العفو عن المسيء، قال {وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 40 - 43]، وقال سبحانه: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 96]، وقال {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35].
وأيضًا فإن لجزاء من جنس العمل، فالمسلم الحق يُحب أن يعفوَ الله عنه، فكذلك يُعامل الناس بخُلُق العفو؛ ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "فمَن أَحَبَّ أن يُزَحْزَحَ عن النار، ويَدْخُل الجنة، فلْتَأْتِه منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناسِ الذي يُحب أن يُؤتى إليه".
هذا؛ والله أعلم.
- المصدر: