هل في الشرع ما يدل أن الزنا يقضى من محارم الرجل
رايت امي وهي مع صديق ابي حتي عرف ابي الحقيقه وراهم امي وصديقه يتقابلان في بيت ابي الاخر ثم رايت زوجه ابي مع صديق ابي في بيت ابي في حاله زنا رايتهم بعيني هل اخبره بما رايت علي الرغم ان اخي راها مع رجل اخر ولكن ليست في حاله زنا ? سوال اخر هل ابي ارتكب الزنا هو الاخر بدليل الحديث الشريف من يزني في غير بيته بدرهما يزنا في غير اهله بغير درهما وشكرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ
فإن كان الحال كما ذكرت فيجب عليك إنكار ذلك المنكر؛ ففي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
والذي يظهر أن تلك المرأة مستهترة، وأن الفساد مُتَأَصِّلٌ نفسها بدليل زناها وتعدد علاقاتها المحرمة، فلا تتردد حظة واحدة في عدم إبلاغ والدك ولا تفكر كثيرا في مسألة ردود فعل حتى لا تنال من شرفه وشرفكن وشرف الأسرة.
أيضًا: فقد ذهب أكْثر أهْل العِلْم إلى المنْع من استِدامة نكاح الزَّانية، الَّتي لم تتب أو التي لم تُظْهِر عليها علامات التوبة، أو ظلَّت باقيةً على حالِها، وأنه يجب على الزوج أن يطلِّقْها ولا خير في إمساك مثلِها، لأنَّ الله - عزَّ وجلَّ - إنَّما أباح نكاح العفائِف التي قال الله تعالى فيهم: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[النساء/34]، وقال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5]، ولأنها إن كانت مصرة على فعل الفاحشة ولم تتب، كان إمساكها من الدياثة، والله -عز وجل- يقول: {الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى المُؤْمِنِينَ} [النور: 3]؛ ولأنَّها إذا كانتْ كذلِك، لا يؤْمَن أن تأتِي بولدٍ من الزِّنا، فتُلْحِقه بزوجها، وتورثه مالَه، أو تدنِّس عِرْضَه.
وأعلم أنه ليس في الشرع ما يدل أن الزنا يقضى من محارم الرجل، والحديث الذي يروى أن الزنا دين يقضى من محارم الرجل، فهو حديث موضوع مكذوب عليه صلى الله عليه وسلم،
ما ما ذكرته فليس بحديث، وإنما هو شعر للامام الشافعي رحمه الله :
عُفّوا تعُفَّ نساؤكُم في المحرم * وتجنبوا ما لا يليق بمسلمِ
إن الزنا دَينٌ فإنْ أقرضتَهُ * كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ
يا هاتكًا حَرَمَ الرجال وقاطعًا * سُبُل المودة عشْتَ غير مُكَرَّمِ
لو كنتَ حرًّا من سُلالةِ ماجدٍ * ما كنتَ هتاكا لحرمة مسلمِ
من يَزْنِ يُزْنَ به ولو بجداره * إن كنت يا هذا لبيبا فافهمِ
من يَزنِ في قومٍ بألفيْ درهمٍ * يُزنَ في أهل بيته بدرهمِ
هذا؛ والله أعلم.
- المصدر: