هل من قال هذا الدعاء كأنه زار الكعبة
هل من قال هذا الدعاء كأنه زار الكعبة: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير وإليه المصير.. هذا هو الدعاء الذي اسأل عنه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
فكلُّ عبادة لم يفعلها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع وجود المقتضي لها، وعدم المانع منها فهي من البدعة، مثل ما ورد في السؤال؛ فلم يرد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه علمه أصحابه؛ وقد صح عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: "مَنْ أَحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رَدٌّ"؛ رواه البخاري ومسلم، عن عائشة - رضي الله عنها - وفي رواية لمسلم: "مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رَدٌّ".
وقال - صلى الله عليه وسلم :- "وإيَّاكم ومُحْدَثَات الأمور؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة"؛ رواه مسلمٌ، عن جابر - رضيَ الله عنه.
البدعة تُطلق على كلِّ محدَثة لم توجد في كتاب الله سبحانه وتعالى، ولا في سنة رسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم - سواءٌ أكانت في العبادات أم العادات، وسواء أكانت محمودةً أو مذمومةً.
قال سيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى) "4 / 107)
" أن البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب، فأما ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب وعلم الأمر به بالأدلة الشرعية: فهو من الدين الذي شرعه الله وإن تنازع أولو الأمر في بعض ذلك، وسواء كان هذا مفعولاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يكن". اهـ.
هذا؛ وقد دلت الشريعة المشرفة أن من حرص على عمل الخير، وكان له من الإرادة الجازمة التي لم يتخلف عنها الفعل إلا لعذر أو ضعف القدرة أنه يكتب له الأجر كاملاً؛ ففي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم"، فإنه إذا كان يعمل في الصحة والإقامة عملاً ثم لم يتركه إلا لمرض أو سفر، كتب له الأجر، وقال: "إن بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر" فأخبر أن القاعد بالمدينة الذي عن الغزوة يثاب لصلاح نيته وحرصه على العمل.
وروى رواه أحمد وابن ماجه عن أبي كبشة الأنماري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الدنيا لأربعة: رجل آتاه الله علمًا ومالاً فهو يعمل فيه بطاعة الله فقال رجل: لو أن لي مثل فلان لعملت بعمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فهما في الأجر سواء"، وغيرها من الأدلة التي تدل على أن الثواب والعقاب على ما في القلب، والمراد به الإرادة الجازمة لا يتخلف عنها الفعل مع القدرة إلا لعجز، يجري صاحبها مجرى الفاعل التام في الثواب والعقاب.
إذا علم هذا؛ فلم يثبت دعاء من قاله كأنه زار الكعبة،، والله أعلم.
- المصدر: