هل يقع الطلاق في حالتي هذا ؟
حصلت مشاجرة بيني وبين زوجتي, وكانت في تلك اللحظة تسبني وتشتمني بأقذع العبارات وأشدها ايذءاً في نفسي وحتى انها تشابكت بالأيدي معي لتضربني وتعتدي علي. غضبي تلك اللحظة كان شديداً مما جعلني غير متزن وغير متحكم في نفسي ولا في امري فطلقتها للمرة الثالثة كنت مرغماُ ومكرهاً على هذا التصرف لأني لم استطع ضبط نفسي لهول الموقف وشدته.. في كل التطليقات السابقة يكون هذا حالها من بذاءه اللسان والاعتداء على زوجها (لفظياً وجسدياً) حتى يغيب على عقلي تماما ويبلغ غضبي أقصاه، مما لا يجعل لدي طريقه للتعامل مع الموقف سوى الطلاق ولكني سبق وراجعتها في الطلقة الأولى والثانية لأجل تربية الأبناء والحرص على عدم هدم هذه الأسرة وتشتيت افرادها ,وكنت وقتها قد استفتيت امام الجامع و وضح لي ان الطلاقين الأول والثاني لم يقعا نظرا لانغلاق بصيرتي تلك اللحظات .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت أنك طلقت زوجتك في المرات الثلاث بعدما يغيب على عقلك تمامًا، ويبلغ غضبك أقصاه، وتصبح غير متزن، ولا تتحكم في نفسك: فإن الطلاق لا يقع طلاقه.
فشدة الغضب إذا وصل بصاحبها إلى حدٍّ أنه لا يعلم ما يقول، فلا يقع طلاقه ولا شيء من أقواله؛ لأنه أشبه بالمجنون.
وكذلك إن كان لا يستطيع أن يضبط أقواله وأفعاله فلا يقع طلاقه أيضًا، في أصح قولي أهل العلم؛ لأن الأَدِلَّةُ تدل على عدم نفوذ أقواله؛ كما روى أبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا طلاق ولا عِتَاق فِي إِغْلاق"، والإغلاق معناه انغلاق الذهن عن النظر والتفكير؛ بسبب الغضب أو السكر أو غيرهما.
ولأنه يُشترط في المطلق: أن يكون بالغًا، عاقلًا، مختارًا قاصدًا اللفظ المُوجِب للطلاق من غير إجبار، ومن ثمّ فلا يقع طلاق ذاهب العقل، ولا المُكرَه، ولا الغضبان غضبًا يُغلق العقل.
إذا تقرر هذا؛ فل تقع تلك الطلقات الثلاث،، والله أعلم.
- المصدر: