النظر الى الصور المحرمة
السلام عليكم انا تائب من فترة والحمدالله ولدي صديق لا اريده ان يعلم بتوبتي فأراني صورة فاضحة انجبرت ان انظر لها لكي لايعلم بأني تبت والله ياشيخ نظرت بعيني لا بقلبي وندمت كثيرا فهل علية اثم وهل اجدد التوبة وجزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم الحق كلما وقع في ذنب يتوب إلى الله تعالى، ويتَرْكُ الذَّنْبِ ويندمُ على ما سَبَقَ، ويعزم على أن لا يعودَ إلى مِثْلِه.
فقد دلَّ الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أن من تاب لله توبة نصوحًا، واجتمعت فيه شروط التوبة الصادقة- فإن يقبل توبته، قال الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له"؛ رواه ابن ماجه.
وقد بين الإمام ابن القيم في كتابه "مفتاح دار السعادة" حدًا دقيقًا لمن يوفق لمغفرة الله ولمن يهلكه ذنبه فقال (1/ 283-284): "إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة وقوة الطبيعة، فيواقع الذنب مع كراهته له من غير إصرار في نفسه، فهذا ترجى له مغفرة الله وصفحه وعفوه؛ لعلمه تعالى بضفعه وغلبة شهوته له، وأنه يرى كل وقت ما لا صبر له عليه، فهو إذا واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خاضع لربه، خائف مختلج في صدره شهوة النفس الذنبَ وكراهةَ الايمان له، فهو يجيب داعي النفس تاره وداعي الايمان تارات.
فأما من بنى امره على ان لا يقف عن ذنب، ولا يقدم خوفًا، ولا يدع لله شهوة، وهو فرح مسرور يضحك ظهرًا لبطن إذ ظفر بالذنب، فهذا الذي يخاف عليه ان يحال بينه وبين التوبة ولا يوفق لها".
فتب إلى الله من هذا الذنب، وابتعد عن قرناء السوء، ولو عدت إلى الذنب فسرع بالتوبة، فلا يجوز للمسلم إذا تاب ثم عاد أن يُصِر؛ بل يتوب ولو عاد في اليوم مائة مرة، وقد صح عن حبر الأمة عبدالله بن عباس أنه قال: "لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار"،، والله أعلم.
- المصدر: