زوجتي ترفض معاشرتي معظم الاوقات

منذ 2020-01-05
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوجتي ترفض معاشرتي في معظم الأوقات فكلما طلبتها لذلك تتحجج بإي شي لكي تمتنع مني سواء بالمرض أو خوفا من البرد وفي أكثر الأوقات تقول أن نفسيتها تعبانه وقد ذكرتها بالقرآن وبالاحاديث النبويه التي تحرم هذا الشئ ولكن دون جدوى والله اني أخاف الوقوع في الحرام وليس لدي القدره للزواج مرة أخرى افيدوني قي أمري جزاكم الله خير الجزاء

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد أوجِب الشارع الحكيم على المرْأة أن تمكِّن زوْجَها من الاستِمْتاع بِها كلَّما أراد، على الوجْه الَّذي أباحه الله، فإن لَم تفعلْ من غير ضررٍ، فإنَّها ناشز، عاصية لربِّها، ما لم يكن هناك عذر أو مرض أو غير ذلك.

والذي يظهر أن الزوجة على تخاف الله تعالى، وتتقيه في زوجها لا يسعها حينما تعلم الترهيب الشديد في الامتناع عن الزوج إلا أن تستجيب؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تُصبح"، وعنه في الصحيح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها"، وفي "المسند" وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قَتَب لم تمنعه"؛ قال الشوكاني: "إسناده صالح".

وعن طلق بن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فَلتَأته وإن كانت على التَّنور"، رواه النسائي والترمذي، وقال: "حسن صحيح"، وصححه ابن حبان.

قال صاحب "الإقناع": "وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت إذا كان في القبل - ولو من جهة عجيزتها - ما لم يشغلها عن الفرائض، أو يضر بها، ولو كانت على التنور أو على ظهر قَتَب".

ولكن يجب على الزوج النَّظر في سببِ الامتناع، ولا يكون ذلك إلا بفتح باب الحوار والحديث، فربما كان السَّبب راجعًا إليه، ومن ثمّ يعمل على إزالة الموانع، أو يكون عندها حواجز نفسية أو مشكلات وعقد تتطلب العرض على أهل الاختصاص.

كما يجب على الزوج تحمُّل مسؤوليَّته، ويتفقَّد أحوال زوجته وحالتها النفسية والبدنية قبل الجماع، وليبحث عن السبل والوسائل التي تجلب لها السعادة، وليتعاونا سويًّا في هذا الشَّأن بودٍّ وحب؛ فالأمر يتطلَّب وضوحًا وصراحة، وكذلك على الزوجة أن تحاول تفهُّم حال زوجها وأن تسعى في إعفافه،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 11
  • 7
  • 81,129

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً