ماذا افعل مع زوج عذبني ومازال بأدبني

منذ 2020-01-15
السؤال:

زوجي منذ سنين طويلة وهو يسيء الي ويخرج وإذا عاد بعد فترات طويلة جاء مكشر الوجه ويضربني وسيبني ولكن مان عندي منه رلد وبنت آن ذاك وكان يهجرني ومازال واكتشفت انه يحب امرأة متزوجة ولديها طفلين آن ذاك وزوجها على قد حاله اما زوجي كان معه مركز ومال وهذا بعد كفاح معه وصارع نع زوجها الو ان طلقها منه وتزوجها هو اولا في البداية عرفي ثم رسمي وبعد ان عرفت من السجلات المدنية انه متزوج باخرى وإنه يعاملني معاملة سيئة ليس فيها اي مودة ورحمة وبعد سنين من زواجهم أنا الآن لا أستطيع تحمل هذا الوضع لانه يريد شراء الناس اللي تقرر مصيري بالفلوس والخدمات على حساب نفسيتي وعلى حساب نفسية اولادي الذين لم يتحملوا العلاقة السيئة بيني وبين ابيهم فذهبت ابناي الكبرى الى مشفى شهير لعلاج الادمان ويليها سقط اخيها الكبير بعد تخرجه الى تعاطي المخدرات والبنت الصغرى وهي رقم ٣ وهي الان في الصف الثاني الثانوي تتعالج من شرب السجائر ونفسياً بسبب مرها لشخصية والدها التي تراها امامها والان هو منتظر ان يمسك منصب كبير غير منصبه المرموق الان ولكن نظرات المره وتاديبه لي وانه يقول اني امشي مع الرجال بالسيارة واني امرأة سيئة الخلق ويعايروني اهله بذلك وانا والله اعلم لا منظر ولا شيء يدل على ذلك ولكن بعض الذلات التي لم استمر فيها لاني ديه مش طبيعتي الان هو مثل علينا بالكذب وورق رسمي طلاق هذه المرأة ولكنه لم يتركها ساعة رغم ثبوت طلاقها في الجهات الرسمية الان يعذبني بالهدوء يذلني ويقهرني ويمنع عني المصروففما حكم اني اريد الطلاق منه لانه ما عفنيش وبل بيأدبني علشان افضل راضية بهذا الامر

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالشريعةُ الإسلامية شرعت من الأحكام والتدابير الكافلة بحماية الحياة الزوجيَّة من التصدُّع والانهيار، وأرشدَتْ إلى بَذْل محاولاتٍ للإصلاح حفاظًا على البيت فهو خيرٌ من الطلاق، إلا أن تصل المشكلات والتنافر في الطباع إلى مرحلى يصعب معها الاستمرارَ، وذلك إذا كان الزوج غيرَ قابل لتعديل سلوكِه؛ فالحياة الزوجية لا تَصلُح بالقهر، ولا تقوم بالكره، ولا برغبة بعض الأطراف في الاستمرار، فالحياةُ الزوجيةُ كغيرها مِن الأمور الاجتماعية تحيَا وتَتَرَعْرَع بالحبِّ أو التفاهُم وحُسْن الخُلُق، أو أداء الحقوق ومراعاة شريك الحياة.

والأسرة القويَّة التي تُحقِّق منهج الله في الأرض يقوم كيانُها على الحب والتكافل، واختفاء مشاعر الأثرة والأنا، وتتضاعَف فيها مشاعرُ الإيثار، ويجد الزوجان فيها الطمأنينة والراحة والستر والإحصان والصيانة والهدوء؛ كما قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]، وقال: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187].

وما أعظم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجلٍ أراد أن يُطَلِّق زوجه؛ لأنه لا يُحبها: (ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمُّم؟).

والله تعالى شرع الطلاق إذا فشل الإصلاح، وسُدَّتْ سبُل الاستقرار، وفسد الحال بين الزوجين والأبناء، فيصير بقاء الزواج مفسدة محضة، وضررًا مجردًا، فإلزام الزوجين بالاستمرار ليس من الحكمة،  فاقتضت حكم الله تعالى أن شرع الطلاق لإزالة المفسدة.

قال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد"(5/ 219):

"قد يكون الطلاق من أكبر النعم التي يفك بها المطلق الغل من عنقه، والقيد من رجله، فليس كل طلاق نقمة، بل من تمام نعمة الله على عباده أن مكنهم من المفارقة بالطلاق إذا أراد أحدهم استبدال زوج مكان زوج، والتخلص ممن لا يحبها ولا يلائمها، فلم ير للمتحابين مثل النكاح، ولا للمتباغضين مثل الطلاق". اهـ.

إذا تقرر هذا، فإن كنت على يقين تعسَّر استمرار الحياة، فلا بأس من طلب الطلاق أو الخُلْعَ، وقد وعد الله عزَّ وجل الزوجين بأن يغنيَ كلَّ واحد من الزوجين من فضله وسَعَته إذا تفرَّقا؛ فقال سبحانه وتعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130]،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 1,570

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً