اكتشاف الابن خيانة الام بعد وفاه الأب

منذ 2020-02-03
السؤال:

السلام عليكم. انا يا شيخ اكتشفت ان امي بتكلم حد ف التلفون اكتر من مرة ومش انا لوحدي بس انا واخواتي ٣ فاخر مرة اكتشفت فيها قررت اني اقاطع امي ومكلمهاش تاني وسبت البيت ومشيت.. هل ما فعله حرام؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: 

فإن كان الحال كما ذكرت أن أمك تكلم رجلاً في الهاتف، فيجب مصاحتها بلغة حازمة أنها إن لم تنته فستعلم أسرتها؛ ليتخذوا على يديها،

كما يجب عليك أنت وإخوتك تفقد أحوالها دائما، وتكلموا معها لتعرفوا همومها، فقد تكون تعاني من الفراغ لانشغال الجميع عنها، وظنت أن هذا هو العلاج، ومن ثمّ عاونوها أن تملئ وقت فراغها بما يعود عليها النفع في الدنيا والآخرة، وتحل في كل هذا بالرفق والأَدَب، ولِين الجَانب، وإظْهَارِ الخَوف عليها مِن عَذَاب الله - تعالى – وفضيحة الدنيا.

 وناقش مع والدتك الأسباب التي دفعتها لإقامة علاقة مع رجل أجنبي في تلك السن المتقدمة، فعلى الأغلب أنها جاوزت الأربعين من العمر، وهي سن تناهي العقل فآن لها أن تعلم مقدار نعم الله عليها وتشكرها وتتفرغ للعبادة استعدادا للموت ولقاء الله، كما قال الإمام مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم ويخالطون الناس، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالقيامة حتى يأتيهم الموت"، كما في تفسير القرطبي (14/ 353).

ولتعلم أنه يجب عليك شرعًا منع هذه المنكر الذي علمته، حتى ولو أفسدت الجوال، أو أخذته منها؛ لتمنعيها من الوصول للرجل.  

  فإن تركت ما هي عليه من حال سيء، واستجابت للنصح ورجعت للهداية والعفاف فقد حصل المقصود والحمد لله، وأما إن  لم تستجب ولم تكف أو شَعرت منها بعدم المبالاة بعد تكرار المحاولات المرة بعد المرة، فلا تتردد في إخبار أسرتها حتى لا تنال من شرف الأسرة،  ولكن بحكمة؛ لأن التساهل في هذا قد يؤول لا قدر الله إلى النيل من شرف الأسرة جميعًا،، والله أعلم.

 

 

احرصي على أن تتحلي بالرفق، واللين، والأدب الجَم، وإظهار الرحمة والشفة عليها، ولا تلتفتي لوساوس النفس والشيطان لصرفك عن ذلك، بالتعلل بمثل هي أمك وأنك لا تريدي انتِهَاكِ الحشمة بينكما أو لتحافظي وَجَاهَتك أمامها، فكل هذه المصالح لا تساوي شيئا أمام المفاسد المترتبة على علاقتها الآثمة من امرأة متزوجة برجل منحرف مدمن للمخدرات فهذه أشياء تجعلها تتطور للفاحشة بأسرع مما يتصور.

سادسا: احذري أن تخبري أحدًا بما رأيت واستري عليها، مع التيقظ وعدم الغفلة عنها فراقبي جوالها وتابعي دخولها على مواقع الانترنت، وحسابها على مواقع التواصل الاجتماعي.

سابعا: ذكريها بالله تعالى وبوجوب التوبة النصوح وبخطورة تماديها في المعصية، وأن ذلك يعرضها لسخط الله ومكره بها وهتك سترها، فيعلم الجميع بأمرها، وأن الله تعالى البر الرحيم أمهلها للتوب قبل أن تقدروا عليها، فتمادت فكشف سترها أمامك فقط، إمهالا لها لترعوي، فإن تمادت ثانية ولم تتب فضحت عند الجميع لا قدر الله.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 8
  • 1
  • 1,750

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً