ما حكم م الأرباح فى حساب البريد

منذ 2020-02-03
السؤال:

كنت أودعت مبلغ فى حساب البريد فما حكم الأرباح على المبلغ الاصلى

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فمن المعلوم أن عقد الإيداع في لبريد ينصّ على أن المودع يحصل على فائدةٍ مُحدَّدة ترتَبِطُ بالمبلغ المودَع؛ وأنه عقْدُ قرْضٍ بين المودع وهيئة البريد، وهما طرَفاه - القارض والمقرض - وهذا هو عينُ رِبا الجاهليَّة،؛ لأنه من المجمع عليه أن كل قرضٌ جرَّ نفعًا فهو من الربا

هذا؛ وهيئة البريدَ غالبًا ما تضع أموال المودِعين في البنوك الربويَّة،ثم تأخذ عليها نِسبةً معلومة، ومن هذه النّسبةِ يوزّع جزءًا على المودِعين، ويَحجِزُ الباقيَ لِحسابِه لأنَّه لا يُجازف بالاستِثْمار، فيفضّل وضعَها في بنك تجاريّ.

إذا تبيَّن ذلك فيحرُم التَّعامُل مع دفاتِر التَّوفير؛ لأنَّ الله تَعالى قد توعَّد آكِلَ الرِّبا بالحرب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278، 279].

وروى مُسلمٌ من حديث جابرٍ أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعَنَ آكِلَ الرّبا وموكِلَه وكاتِبَه وشاهدَيْه، وقال: "هُم سواء"، يعني في الإثم.

إذا تقرر هذا؛ فإن كنت تعلم حرمة وضع المال في البريد، فيجب عليك التخلص منه في أوجه الخير، فيعطى للفقراء والمساكين.

وأما إن كنت تجهل حرمة التعامل مع البريد، ولا تظنه من الربا المحرم، فيجوز لك الانتفاع بالفوائد؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 275]،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 1
  • 1,086

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً