هل هناك فارق بين نية الأداء ونية الإعادة والقضاء

منذ 2020-02-04
السؤال:

هل نية اعادة الصلاة اذا اخطأ الامام تبطل الصلاة لانه يخطأ بعض المرات بسبب مشاكل في الحنجرة ولا يصحح الخطأ وبذلك تكون الصلاة باطلة بغض النظر عن النية

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإن كان الإمام المذكور يحسن قراءة الفاتحة، ويقيمها  على الوجه الصحيح فإمامته صحيحة،  لا مانع من إمامته، ولكن كان لا يقيم قراءة سورة الفاتحة، فلا تجوز الصلاة خلفه؛ لأنه يعجز عن أداء القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة، وهي ركن من أركان الصلاة،فقد نص الفقهاء على عدم صحة الاقتداء بمن يبدل حرفا من الفاتحة، أو يلحن فيها لحنًا يغير المعنى إلا في حق من هو مثله.

جاء في "مجموع الفتاوى" (23/ 350):

"وأما من لا يقيم قراءة الفاتحة فلا يصلي خلفه إلا من هو مثله، فلا يصلي خلف الألثغ الذي يبدل حرفًا بحرف إلا حرف الضاد إذا أخرجه من طرف الفم، كما هو عادة كثير من الناس، فهذا فيه وجهان: منهم من قال: لا يصلى خلفه ولا تصح صلاته في نفسه؛ لأنه أبدل حرفًا بحرف؛ لأن مخرج الضاد الشدق، ومخرج الظاء طرف الأسنان، فإذا قال (ولا الظالين) كان معناه ظل يفعل كذا.

 والوجه الثاني: تصح وهذا أقرب لأن الحرفين في السمع شيء واحد، وحس أحدهما من جنس حس الآخر لتشابه المخرجين، وهذا بخلاف الحرفين المختلفين صوتًا ومخرجًا وسمعًا، كإبدال الراء بالغين، فإن هذا لا يحصل به مقصود القراءة". اهـ.

إذا تقرر هذا؛ فإن كان الإمام يقم الفاتحة فلا بأس من الصلاة خلفة، ولكن إن كان يخطئ فيها بسبب مشاكل الحنجرة فالصلاة خلفه باطلة.

 

أما نية الإعادة فلم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد يبين فيه أن نية الإعادة في الوقت لمن ترك واجبًا من واجبات الصلاة تخالف نية الأداء؛ كأمره للمسيء في صلاته بالإعادة لما ترك الطمأنينة المأمور بها، وكأمره لمن صلى خلف الصف منفردًا بالإعادة لما ترك المصافة الواجبة، وكأمره لمن ترك لمعة من قدمه لم يصبها الماء بالإعادة لما ترك الوضوء المأمور به، وأمر النائم والناسي بأن يصليا إذا ذكرا وذلك هو الوقت في حقهما.

أما تقسيمات أهل العلم الصلاة بين: أداء وإعادة وقضاء، فهي تقسيمات علمية ليفرقوا بها بين الصلاة في الوقت وبعد الوقت، وأن الإعادة هي الصلاة المسبوقة بصلاة باطلة، ولا مشاحة في الاصطلاح، غير أنه لا يترتب على ذلك التقسيم اختلاف في النية، فالمصلي عمومًا يقصد أو ينوي الصلاة الحاضرة التي سيصليها، كما هو ظاهر من فحوى الأدلة السابقة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 1
  • 1,322

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً