حكم سلس المذي المنقطع

منذ 2020-02-04
السؤال:

نزول المذي بشكل مستمر ، اعاني بعد التبول من نزول المذي لفترة تقارب الساعة بعدها اتطهر واتواضاء للصلاة لكن بعدها بساعة الى ساعتين يرجع ينزل مره اخره على ملابسي هل يجوز ان استخدم لاصق بعد التبول مباشرة لتغطية مخرج البول والوضوء للصلاة ، لاني اعاني في الدوام ان مايكون هناك وقت للبقاء في دورة المياه لانقطاع المذي والوضوء للصلاة فااضطر لتاخير صلاتي الظهر والعصر لبعد العودة للمنزل ليكون هناك متسع من الوقت لانقطاع المذي بعد التبول ، وايضاً المذي ينزل مني بعد المشي

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلسلس المذي المنقطع من الأعذار التي تيبح التأخر عن صلاة الجماعة حتى ينقطع المذي ثم يصلي، وذهب جمهور الفقهاء سوى المالكية، من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى وجوب تجديد الوضوء للمعذور؛ واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم للمستحاضة: "توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت"؛ رواه أبو داود والترمذى وقال: "حديث حسن صحيح"، عن أم المؤمنين عائشة، ورواه البخاري وزاد: "وقال: "توضئى لكل صلاة".

وأهل العلم يقيسون سلس المذي على سلس البول والمستحاضة؛ قال أبو عمر بن عبد البر تعليقًا على حديث على بن أبي طالب في الصحيحين عن علي، قال: كنت رجلاً مذاءً، فأمرت رجلاً أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، لمكان ابنته، فسأل فقال: "توضأ واغسل ذكرك"، في كتاب "التمهيد"(21/ 206): "هذا حديث مجتمع على صحته لا يختلف أهل العلم فيه ولا في القول به، والمذي عند جميعهم يوجب الوضوء، ما لم يكن خارجًا عن علة أبردة وزمانة، فإن كان كذلك فهو أيضًا كالبول عند جميعهم، فإن كان سلسًا لا ينقطع، فحكمه كحكم سلس البول عند جميعهم أيضًا، إلا أن طائفة توجب الوضوء على من كانت هذه حاله لكل صلاة قياسًا على الاستحاضة عندهم، وطائفة تستحبه ولا توجبه". اهـ.
أما التعصيبِ أو رَبْط العضو، فلا يجوز، وقد نصّ بعض أهل العلم على أنه مِن البِدَع، ويُؤدِّي إلى الوسوسة، ويترتب عليه مِن الضرَر والمرض ما هو معروف، ولم يقل به من الفقهاء إلا الشافعية، ومنعه جمهور الفقهاء.

وإنما يجب وضع قطعة من القماش أو المناديل للتحفظ من النجاسة، ولا تنتظر في الحمام كل هذا، ولكن بعد انقطاع المذي تتوضأ وتصلي، ولا يجوز لك تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها ما دام المذي لا يستوعب الوقت، فإن استوعب جميع الوقت صليت والمذي ينزل.

قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة فقال في "مجموع الفتاوى"(107/21): "وأمَّا مَن به سَلَسُ البول - وهو أن يَجْرِيَ بغير اختياره لا يَنقَطِعُ - فهذا يتخذ حِفاظًا يمنعه، فإن كان البولُ يَنقَطِع مِقدارَ ما يتطهَّر ويُصلِّي، وإلا صلَّى، وإنْ جرى البولُ - كالمستحاضة - تتوضأ لكل صلاة... وأمَّا مَن به سلس البول - وهو أن يَجْرِيَ بغير اختياره لا ينقطع - فهذا يتخذ حفاظًا يمنعه، فإن كان البولُ ينقطع مقدارَ ما يَتَطهَّر ويُصلي وإلا صلى، وإن جرى البول - كالمستحاضة - تتوضأ لكل صلاة". ا. هـ.

وعليه فالواجب عليك انتظار ساعة حتى ينقطع المذي ثم تتوضأ وتصلي قبل أن يخرج وقت الصلاة، ولا يجوز تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها؛ لأنه من كبائر الذنوب،، والله أعلم. 

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 6
  • 5
  • 10,033

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً