هل يجوز الكذب للمصلحة الشخصية

منذ 2020-02-06
السؤال:

هل يجوز أن أكذب في حال كان ذلك لمصلحتي وليس فيه ضرر لأحد و استحال لي اللجوء إلى التورية

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فقد حذر الشرع الحنيف من الكذب والتساهل فيه، وأنه إذا تساهل فيه كثر منه فعرف به وكتبه الله كذابًا؛ فالكذب هو باب إلى الفجور وهوالميل عن الاستقامة؛ ففي "الصحيحين" وغيرهما عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وإيَّاكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذَّاباً".

كما الكذب من صفات المنافقين؛ ففي "الصحيحين" عن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر"، وفيهما عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".

إذا علم هذا؛ فلا يجوز الكذب مطلقًا سواء للمصلحة الشخصية أو غيرها، إلا لمن يكون مضطراً، أو من كان يلحقه هو أو غيره ضرر على نفسه أو دينه أو أهله من قول الصدق، كمن يكذب لحق دم إنسان؛ فلا حرج عليه حينئذ؛ قال تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 173].

وليعلم أن التساهل في المعاصي ومنها الكذب لها سببان أحدهما: الغفلة، ودواؤها العلم والتذكر ‏دائماً بما في القرآن الكريم والحديث الشريف من الوعيد الشديد للمذنبين في الآخرة، وأن ‏تعجيل العقوبة لهم في الدنيا متوقع، فقد يعجل الله لأهل المعاصي ألواناً من العقوبة في ‏الدنيا.

 وثانيهما: الشهوة، ودواؤها : الابتعاد عن أسبابها المهيجة ‏والمغرية عليها، وتجنب مواطنها، واستحضار المخوفات الواردة فيها والآثار الوخيمة المترتبة عليها.

 ومن وقع في الكذب فليسرع بالتوبة إلى الله بالإقلاع عن الكذب، ويندم على فعله، وليعزم على عدم الرجوع إليه،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 12
  • 1
  • 4,313

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً