تأخير الصلاة من أجل حفظ القرآن

منذ 2020-02-23
السؤال:

السلام عليكم احفظ القران مع اخوات في المسجد و احيانا نسمع الاذان العصر و لا نقوم للصلاة حتى ننهي الورد يمكن بعدساعة تقريبا فهل فعلنا غير جائز لتاخيرنا للصلاة عن وقتها ام لا بدلنا ان نتوقف و نصلي ؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالذي يظهر من كلام السائلة أن حفظها هي والأخوات يكون داخل المسجد، فإن كان كذلك فالمشروع في حقهن هو أداء الصلاة مع إمام المسجد، ولا يجوز لهن التخلف عن صلاة الجماعة ما دمن في المسجد؛ فقد روى أحمد وأبو داود والنسائي عن محجن بن الأدرع أنه كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن بالصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع ومحجن في مجلسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منعك أن تصلي ألست برجل مسلم؟" قال: بلى، ولكني كنت قد صليت في أهلي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جئت فصل مع الناس، وإن كنت قد صليت"، والحديث نصّ في الصلاة مع الإمام لمن كان في المسجد.

أما وقت العصر، فيدخل بمصير ظِلُّ كلّ شيءٍ مثلَه، وينتهي بغروب الشمس، وبين هذيْنِ الوَقْتَيْن يوجدُ وقتُ اختِيارٍ لِصلاةِ العصر ووقتُ اضطِرار، فوقْتُها الاختِياريّ يستمرّ إلى أن يَصيرَ ظلّ كلّ شيء مِثْليْه؛ لحديث جابرٍ - رضِيَ الله عنه – في إمامة جبريل - عليه السلام - للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند البيت مرتين وفيه: "ثُمَّ جاءَه العصر، فقال: قُم فصلّه، فصلَّى العصر حين صار ظِلُّ كلّ شيءٍ مِثْله"... قال: "ثم جاءه العصر - يعني من اليوم الثَّاني - فقال: قم فصلّه، فصلَّى العصر حين صار ظِلُّ كلّ شيء مثليْه" إلى أن قال له: "ما بين هذين وقت" ألحديثَ؛ رواه الترمذي والنسائي.

أمَّا وقتُ الاضطِرار فمِنِ اصفِرار الشَّمس إلى غُروبها، ولا يَجوز تأخير العصر إلى تِلك السَّاعة إلا لِلضَّرورة، فإنْ صلاها في ذلك الوقْتِ فقدْ أدَّاها في الوقت ولكن يأثَم إن كان التَّأخير لغَيْرِ عُذر.

وقد وردَ في "صحيح مسلم" عنِ النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: "تلكَ صلاةُ المُنافق؛ يرقُب الشمسَ حتَّى إذا كانت بين قَرْنَي شيطانٍ قام فنقر أربعًا لا يذكُر الله فيها إلا قليلاً".

قال النَّووي في شرح مسلم: "قال أصحابُنا: للعَصْرِ خَمسةُ أوقاتٍ: وقت فضيلة واختيار وجواز بلا كراهة وجواز مع كراهة ووقت عذر؛ فأمَّا وقت الفضيلة فأوَّل وقتها، ووقتُ الاختيار يمتدّ إلى أن يَصيرَ ظِلّ الشيء مِثْلَيْه، ووقتُ الجواز إلى الاصفِرار، ووقْتُ الجوازِ مع الكراهة حال الاصفِرار إلى الغُروب، ووقتُ العُذْر وهو وقت الظّهر في حقّ مَن يَجمع بين العصْر والظُّهر لسفرٍ أو مطر، ويكونُ العصرُ في هذه الأوقات الخمسةِ أداءً، فإذا فاتت كلُّها بغروبِ الشَّمس صارت قضاءً" انتهى.

وأمَّا تَحديدُ وقت الاختِيار بالدَّقائِق والسَّاعات، فإنَّه يَختلف من بلدٍ إلى آخَر، ومن فصلٍ من فُصول السَّنة إلى آخر، وتَحديد ذلك للأفراد قد لا يكون ميسورا، وإن كان هذا العمل سهلًا لِهيئات الأرصاد في كلّ بلد، فالرجوع للعلامات أسهل فما دمت ترى الشمس بيضاء نقية فأنت في وقت اختيار، مع العلم أنَّ الواجب الاعتِماد على العلامات الشرعية في ذلك،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 6,526

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً