حكم قراءة قصص الرعب
ابني يقرأ قصص رعب مترجمة تتحدث عن الأرواح الشريرة وغيرها، هل اتركه أم أمنعه.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فمما لا شك فيه أن قراءة قصص الرعب لها تأثير سلبي على النفس، بما تتركه في نفس الصغير والكبير من آثار مدمرة للنفس، حيث تفسد المزاج، وتشوه الخيال، وتؤثر على أصحاب النفوس الضعيفة، وتبث في القلب الخوف، وتؤثر سلبًأ على الصحة النفسية، وتولد الوسوسة والتصورات الباطلة، كالخوف من الأماكن المظلمة، والرهاب الإجتماعي، وتهيج قرين الإنسان، وأحيانًا تؤدي إلى مس الجن للأطفال والشباب والفتيات.
ولا يخفى أن مشاهدة الأفلام المرعبة أو قراءة قصص رعب تترسخ في الاوعي، ثم تظهر في صورة رغبات وممارسات تزيد من انجذاب الإنسان نحو الممارسات العنيفة، على العكس تماما إذا ما قورنت بغيرها من القصص والروايات.
هذا؛ وقد نقلت "بوابة الديوان" دراسة أجراها عدد من الباحثين بجامعة لايدن الهولندية، حول الأخطار التي قد تلحق بمتابعي قصص الرعب، تبين أنها تؤدي إلى الموت أحيانًا، وبرغم تركيز الدراسة على نوعية القصص المرئية، إلا أنها أكدت تضرر قراءها أكثر من مشاهديها؛ لكونهم يعتمدون فقط على حاسة البصر، بينما يعتمد القارئ على كافة حواسه؛ لاستجلاب الصورة بما يتناسب مع ما يطالع من أحداث، الأمر الذي تتزايد معه فرص حدوث اضطرابات في الدورة الدموية، ويلازمها ارتفاع بهيرمون الأدرينالين، الذي يؤثر سلبًا على أداء القلب.
ثم نقلوا عن الدكتور رشاد علي عبد العزيز، أستاذ الصحة النفسية، بجامعة الأزهر بالقاهرة، أن هذا النوع من القصص يتناول الموضوعات المخيفة، والكثير من الصراعات والدماء والقتل، فضلاً عن الأشباح والجان والموتى، لذلك تمثل خطرًا على محبيها ومتابعيها قد يصل إلى حد الدفع للانتحار، حيث يصاب القارئ بالاكتئاب نتيجة خوفه من رؤية ما قام بقراءته أثناء نومه، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الساعة البيولوجية، وهو ما يسمى بـالأرق، ومع الاستمرار في مطالعة تلك القصص تزداد حدة الاكتئاب لدى القارئ بصورة تفقده شهيته لتناول الطعام، وتجعل نظرته للحياة تشاؤمية، تدفع به كل هذه التطورات في بعض الأحيان إلى الانتحار.
وقال: يعاني قارئ قصص الرعب من الخيالات أو التهيؤات فور انتهائه من مطالعتها؛ لأنه يعيش وقتًا طويلاً مع الأشباح والأرواح الهائمة، مما يضعه في حالة من عدم الاستقرار النفسي بعد ذلك.
وقال: لم يتوقف الأمر عند هذا الحد من الأخطار بل يتحول من كونه مجرد حالة من التهيؤات إلى الإصابة بالهوس النفسي، أو ما يطلق عليه: هلاوس نفسية.
وبالرغم من القاسم المشترك بين الهوس النفسي والتهيؤات، إلا أن الفرق بينهما يبدو واضحا، حيث أن الأخيرة تكن في المقام الأول عملية خيالية يتولى القيام بها عقل وخيال القارئ، بسبب ما يختزنه من أحداث وصور لشخصيات مخيفة، بينما يعتمد الهوس النفسي على الحواس فقط دون غيرها...... ولكن يحتاج الأمر إلى اهتمام بالغ في حال الإصابة به بعد مطالعة الكثير من قصص الرعب؛ لأنه يتحول إلى مرض نفسي قد يلازم الإنسان لسنوات طويلة".
وقد أظهرت دراسة علمية حديثة حول أضرار مشاهدة أفلام الرعب، وخلصت إلى أنها تسبب جلطات الشرايين.
إذا تقرر هذا، فالواجب على الوالدين منع الأبناء من شراء تلك الروايات وقراءتها، ومنعهم من مشاهدة أفلام الرعب؛ لأن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ الصحة النفسية، وحفظ العقل وسلامته،، والله أعلم.