حكم اصطحاب الاطفال للمسجد

منذ 2020-08-16
السؤال:

هل يجوز اصطحاب الاطفال الذين يحدثون ضوضاء على المصلين في المسجد

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:

فالمتأمل لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن دخول الأطفال للمسجد النبوي كان أمرًا معهودًا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، والأدلة على ذلك كثيرة، ففي الصحيحين عن أبي قتادة الأنصاري، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها".

وروى أحمد والنسائي في الكبرى عن أبي هريرة، قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه، أخذهما بيده من خلفه أخذا رفيقا، فيضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاته، أقعدهما على فخذيه".

وروى أحمد وأصحاب السنن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن، والحسين رضي الله عنهما، عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما، فصعد بهما المنبر، ثم قال: " صدق الله: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} [التغابن: 15]، رأيت هذين فلم أصبر "، ثم أخذ في الخطبة"

فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أنه يجوز للأطفال دخول المسجد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحكمة من هذا، تعويدهم على دخول المسجد، وتعليمهم الصلاة، وتحفيظ القرآن الكريم، وغير ذلك من الفوائد والآداب الإسلامية.

غير أنه يجب على الآباء أن يعلموا أبناءهم الصغار آداب المسجد،  وحرمة المصلين، ويرشدوهم إلى خفض الصوت وترك اللعب حتى لا يتسببوا في ازعاج المصلين والتشويش عليهم، وأن يحذرهم من أذية الناس وتخطيهم ونحو ذلك قبل أن يؤتى به إلى المسجد؛ ففي صحيح البخاري عن عبد الله، قال: كنت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علي، فلما رجعنا سلمت عليه فلم يرد علي وقال: "إن في الصلاة لشغلاً".

فإن علم الأب من حال ابنه أنه إذا زجر انزجر، أخذه للمسجد، وإن علم خلافه فلا يأخذه، فكثير من الأطفال يكونوا سببًا للتشويش على المصلين، والعبث بالمسجد وممتلكاته، ولا يأتمرون بأمر، ولا ينتهون عن نهي، فلا يجوز إحضارهم إلى المسجد حينئذ، لما يترتب على إحضارهم من هذه المفاسد

وعليه، فيجوز إحضار الأطفال إلى المسجد إن كانوا لا يعبثوا في المسجد ولا يؤذوا المصلين، وينتهي لو نهي،  ولا يحدث ضوضاء في المسحد، وإن كان على النقيض من هذا فلا يجوز الإتيان به إلى المسجد، وإن أتى به إليه أخرج منه، لما يترتب على وجوده من تشويش على المصلين،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 8
  • 0
  • 6,736

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً