هل يجوز للابن الوقوف أمام أبيه

منذ 2020-08-25
السؤال:

ابي دائما ما يشتم امي بكلام قبيح لايستحمله بشر وامي تتحمل لاجلنا ولكنها دائما ما تبكي وتتعب فهل على وزر ان وقفت امام ابي في هذا وما الحل

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فلا يجوز للأبن القوف أمام والده؛ لأن هذا من العقوق، وإنما يجب عليك نُصحه ودعوته إلى الحق، وإرشاده للخَير، تحذيره من المعصية؛ وبين له أن سبّ المسلم من كبائر الذنوب؛ ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".

وليكن النصح: بالرِّفْقُ، والشَّفقة الزَّائدة، والإحسان، والتحبُّب، مع الأدب الجمّ، وسلوك أحسن الطُّرُق وأرقِّ الأساليب، والحذر من الوقوع في التَّخْشين، أو فيما نَهى الله عنه؛ يقول الله تعالى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء: 23]، عندما يأمرهما بِمعروف أو ينهاهما عن منكر.

فالوالد أولى من أمر المعروف ونهْيِعن المنكر، ولكن وجوب برِّهما وطاعتهما يمنع من إيذائه باللفظ الخشن.

سُئِل الحسن عن الولد يَحتسب على الوالد، قال: "يعِظُه ما لم يغضب، فإن غضِب سكت عنه"؛ كما قال الغزالي في  "إحياء علوم الدين".

قال ابن مفلح في "الآداب الشرعيَّة": قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: "يأمر أبويْه بالمعروف وينهاهما عن المنكر"، وقال في رواية حنبل: "إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلِّمُه بغير عنْف ولا إساءة، ولا يغلظ له في الكلام وإلاَّ تركه، وليس الأب كالأجنبي"، وقال في رواية يعقوب بن يوسف: "إذا كان أبواه يبيعان الخمر لم يأكُل من طعامهم وخرج عنهم"، وقال في رواية إبراهيم بن هانئ: "إذا كان له أبوان لهما كرم يعصران عنبه، ويجعلانِه خمرًا يسقونه، يأمرهم وينهاهم، فإن لم يقبلوا خرَج من عندهم ولا يأوي معهم"؛ ذكره أبو بكر في "زاد المسافر".

وذكر المرّوذي أنَّ رجُلاً من أهل حمص سأل أبا عبدالله: أنَّ أباه له كروم يُريد أن يعاونه على بيعها، قال: "إن علمت أنَّه يبيعها ممَّن يعصرها خمرًا، فلا تعاونه".

أمَّا إذا لم يكف الوالد عن ذلك، فاستمرَّ في برِّه والإحسان إليْه؛ فللمعاملة الحسنة سرٌّ غريب في صلاح القُلوب؛ قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].

ويمكنك البحث عن أحد الكبار لوالدك أو أصدقائه لينصحه ويأخذ على يديه،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 3,146

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً