عمل في شركة لبناء كنيسة
السلام عليكم ورحمة الله اعمل في شركة مجال البناء وتريد الشركة بناء كنيسة هل في ذلك شيئ
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا يجوز للمسلم العمل في بناء الكنائس؛ لأن من شروط جواز العمل: أن تكون منفعة العمل مباحةً شرعًا، فالاستئجار على معصيةٍ أو ما يُستَعَان به على فعل المعصية، لا يجوز؛ والكنائس أماكن يكفر فيها بالله العظيم، ومن ثم لا يجوز إعانة أحدًا على الكفر بالله تعالى، وهذا أمر من بدهيان عقيدة المسلم؛ وقد قال الله – تعالى -: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2].
أما الراتب الذي تتقاضاه عن العمل في بناء الكنائس فمال حرم حرمٌ؛ لحديث: ((إن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه))؛ رواه أحمد وأبو داود.
إذا تقرر هذا فيجب عليك العمل في مكان آخر؛ بحيث لا تكون فيه سَبَبًا في إعانة على الكفر، فإن السَّلامَةَ في الدين لا يَعْدِلُها شيء، ومن رَتَعَ حول الحمى أوشَك أن يواقِعَهُ، ومن ترك شيئًا لله عَوَّضَهُ الله خيرًا منه؛ وقال الله - عز وجل -: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}؛ [الطلاق:2-3].
وقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في "مسند أحمد"، أنك لن تدع شيئًا اتقاء الله - عز وجل - إلا أعطاك الله خيرًا منه .
وسُئِلَ ابنُ تيميَّة عن خيَّاطٍ خاط للنّصارى سير حرير فيه صليب ذهب؛ فهل عليه إثم في خياطته؟ وهل تكون أجرته حلالًا أم لا؟ فقال: "إذا أعان الرّجل على معصية اللّه كان آثمًا".
ولمزيد فائدة يراجع فتوى: "حكم العمل في بناء الكنائس"،، والله أعلم.
- المصدر: