ماذا أفعل لكي لا أظلم او أظلم

منذ 2021-02-13
السؤال:

توفت أمي وقد بلغت من السن 5سنوات تزوج أبي بزوجة اخري لكي ترعي وتنظم أمور البيت وأشياء أخري فما هي الحقوق والواجبات أي المعاملات بين أبناء الأب وزوجة الأب وأيضا مع أهل زوجة الأب جزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن برّ زوجة الأب والإحسان إليها من برّ الأبناء بوالدهم؛ لكونه بسببه، فيتضمن الإحسان لزوجة الأب وإكرامها، والإحسان إليها وفعل الجميل معه، بر الأب بفعل ما يسره؛ لأنها من أهل وداده وأصفيائه؛ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه بعد أن يولي"؛ رواه مسلم.

ولا شك أن الزوجة تدخل في عموم أهل الود، وقد سبق أن بينا هذا في فتوى: "هل تقوم زوجة الأب مقام الأم؟".

أما معاملة أهل زوجة الأب فيكون الاحسان وعدم الإساءة بالقول أو بالفعل؛ وقد أمر الله تعالى في كتابه العزيز بالإحسان إلى الناس عمومًا من بذل السلام، والبشاشة، والكلام الطيب، ولين الجانب، وغير ذلك؛ قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].

جاء في تفسير ابن كثير (1/ 209) :"أي كلموهم طيبًا، ولينوا لهم جانبًا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف؛ كما قال الحسن البصري في قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، فالحسن من القول يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلم ويعفو ويصفح، ويقول للناس: حسنا كما قال الله، وهو كل خلق حسن رضيه الله.

ثم روى بإسناده إلى الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تحقرن من المعروف شيئا، وإن لم تجد فالق أخاك بوجه منطلق"؛ وأخرجه مسلم في صحيحه، والترمذي.

وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للناس حسنًا بعد ما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل، فجمع بين طرفي الإحسان الفعلي والقولي، ثم أكد الأمر بعبادته والإحسان إلى الناس بالمتعين من ذلك وهو الصلاة والزكاة.

وقد أمر الله هذه الأمة بنظير ذلك في سورة النساء بقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا } [النساء: 36]". اهـ. مختصرًا

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 1,027

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً