حديث النفس بالكفر
كنت أحدث نفسي بالكفر فأقول ( أكفر بالله ) ظنَّاً مني أنها ما دام أني لم أنطق بها لم أكفر ، لحديث النبي ﷺ: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم. هل إذا قلت في نفسي ( أكفر بالله ) أكون قد كفرت؟ و ما الواجب علي فعله الآن ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الكفر لا يقع بحديث النفس به، أو التفكير فيه، ما لم يُتلفظ به باتفاق العلماء؛ لانعدام اللّفظ أصلاً، وشذَّ الزّهريّ؛ قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:286]، وفي الصحيحين من حديث أبى هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به))، وفي رواية عند النسائي والترمذي بلفظ: ((إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل))، قال الترمذي: "والعمل على هذا عند أهل العلم.
أيضًا فإن قصد الفعل أو قصد الكلمة من شروط الحكم بالتكفير، فمن نطق بكلمة الكفر مختاراً ، وكلُّ عملٍ لابدَّ أنْ يصاحبه قصدٌ ، فلا يعتدُّ بعمل النَّاسي والنَّائم والصغير والمجنون والمكره لعدم القصد، وكذلك حديث النفس.
فمن نطق بكلمة الكفر عالمًا بمعناها عامدًا، غير مكره فهو كافر بالله تعالى، أو تلفظ بما يقتضى الكفر لجحوده حكمًا معلومًا بالضرورة فى الإسلام.
أما يجب فعله فهو قطع تلك الوساوس، وعدم الاسترسال معها،، والله أعلم.
- المصدر: