اثر المازوخية علي العلاقات الزوجية

منذ 2021-06-23
السؤال:

انا شخص مازوخي (احب التعرض للتعذيب والإهانة وتقبيل الاقدام للنساء -من غير محارمي- ) وعند البحث اكتشفت أنه ضمن الشذوذ الجنسي فما حكم الشرع في ذلك كما أنني قلق علي حياتي الزوجية وعدم تمكني من إنجاب أطفال علما بأني لست مثلي

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالمازوخية هي إحدى اضطرابات الإيثار أو "التفضيل الجنسي" " Sexual Preference Disorder "، وهو شذوذ جنسي يجعل صاحبه لا يحصل على الإثارة والإشباع الجنسي إلا عن طريق الألم الجسدي، بل إن الشخص المازوخي يتعرض لكل ألوان التعذيب والإذلال والإهانة، أو الضرب والصفع والسب، أو الركل بالأقدام والخنق، حتى يشعر باللذة والمتعة، والإشباع الجنسي، وحتى يقوم بالأداء الجنسي الكامل مع زوجته.

أما علاج ذلك المرض فيتحقق بوسيلتين:

الأولى إيمانية: وهي التداوي بأدوية الشَّرع الحنيف، ويتحقق ذلك بالعمل على تقويم النفس بالاستعانة بالله، والتَسَلَّح بالصبر الجميل؛ فكلُّ مَنْ به خَصْلَةُ سوء، فهو مطالَبٌ بجهاد النفس على الخلاص منها، وَأَخْذِ النفس بالشدة والحزم، وَحَجْزِهَا عن غيِّها، وعدم الاسترسال مع الشذوذ، والعملِ على كل ما من شأنه أن يقويَ الإيمان، من قراءة القرآن بتدبر، والمحافظة على الفرائض والسنن، مع إدمان الذكر، وقطع الطريق على النفس؛ بقطع الخطرات الضارة، وتغليب التفكير العقلي، والنظر في العواقب، وتحقيق الخوف من الله تعالى.

مع الإكثار من الدعاء النبوي: ((اللهم اغفر ذنبي، وطهر قلبي، وحَصِّنْ فرجي)), ((اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي))، ((اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيعُ، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانةُ)).

فمن جاهد نفسه لتحقيق العفاف يعفه الله؛ كما في الصحيحين قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومَن يسْتَعْفِفْ يُعِفَّه الله، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه الله، ومَنْ يتصبَّر يُصَبِّرْهُ الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ منَ الصَّبر))، فالخُلُق والقِيَم والمشاعر منها ما هو فِطريٌّ، ومنها ما هو مكتَسَبٌ، كما أن الله تعالى وعد كل من جاهد نفسَه في ذات الله، بهداية السبيل؛ وتحقَّيق الشفاء والمراد؛ كما قال الله – تعالى -: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

العلاج الثاني هو العلاج النفسي، فاعرض نفسك على طبيب نفسي ماهر ليصف لك الدواء الناجع،، والله أعلم.
 

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • -20
  • 33
  • 9,203

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً