سفر المرأة بدون محرم من أجل الدراسة

منذ 2022-10-05
السؤال:

السلام عليكم.، انتهيت من الثانوية وسأنتقل الى الجامعة اعرف ان سفر المرأة بدون محرم حرام ولا يجوز، ولكن الدراسة في دولتي صعبة جدا حيث أن الأوضاع الاقتصادية صعبة والمواصلات هنا صعبة جدا وتوجد ضائقة مالية شديدة ووجدت منحة في السعودية حيث انني سأحصل على راتب، وزوج امي يعيش في المملكة هناك فأنا لا يوجد لدي اخ ليكون محرم لي و ابي الحقيقي موجود هنا ووضعه المالي سئ ولا يمكنه دفع ثمن التذكرة ولا نحن نستطيع أن ندفع له ثمن التذكرة وانا لا اريد ان افعل شئ محرّم رغم اني اريد ان اذهب لاني سأخفف عن عائلتي.

الإجابة:

فإن كان الحال كما ذكرت فيجوز لك السفر بغير محرم من أجل المصلحة الراجحة؛ لأن مفسدة السفر بغير محرم معارضة بالمصلحة الراجحة والحاجة الشديدة؛ ومن المقرر أن هذه المفسدة إذا عارضها المصلحة الراجحة أو الحاجة الشدية قدمت عليها؛، والشارع الحكيم إنما حرّم على المرأة السفر بغير محرم سدًا للذريعة إلى الحرام وليس هو من المحرم لذاته، وما حرم سدًا للذريعة يباح من أجل المصلحة الراجحة، كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في "مجموع الفتاوى" (23/ 214) حيث قال: "وما كان منهيا عنه لسد الذريعة، لا لأنه مفسدة في نفسه، يشرع إذا كان فيه مصلحة راجحة، ولا تفوت المصلحة لغير مفسدة راجحة... وهذا أصل لأحمد وغيره: في أن ما كان من " باب سد الذريعة " إنما ينهى عنه إذا لم يحتج إليه، وأما مع الحاجة للمصلحة التي لا تحصل إلا به فلا ينهى عنه". اهـ.

وقال أيضًا (23/ 186-187): "... وما نهى عن الخلوة بالأجنبية، والسفر معها، والنظر إليها، لما يفضي إليه من الفساد، ونهاها أن تسافر إلا مع زوج أو ذي محرم، وكما نهى عن سب آلهة المشركين؛ لئلا يسبوا الله بغير علم، وكما نهى عن أكل الخبائث؛ لما يفضي إليه من حيث التغذية الذي يقتضي الأعمال المنهي عنها، وأمثال ذلك.

ثم إن ما نهى عنه لسد الذريعة يباح للمصلحة الراجحة، كما يباح النظر إلى المخطوبة، والسفر بها إذا خيف ضياعها؛ كسفرها من دار الحرب، مثل سفر أم كلثوم، وكسفر عائشة لما تخلفت مع صفوان بن المعطل؛ فإنه لم ينه عنه إلا لأنه يفضي إلى المفسدة، فإذا كان مقتضيًا للمصلحة الراجحة، لم يكن مفضيًا إلى المفسدة". اهـ.

إذا تقرر هذا، فيجوز لك السفر للسعودية من أجل الدراسة، ولا يجب عليك حينئذ اصطحاب محرم،، والله أعلم.    

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 7
  • 2
  • 828

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً