"قصة روعة"...
وضعت المكياج و الزينه لمراسم زفافها ...
فدخل وقت صلاة العشاء بعد ان انتقض وضوءها , .......
و قالت لامها : سأذهب لأتوضأ و أصلي .
غضبت الأم و قالت : انت مجنونه ؟ يوم زواجك ؟ سوف تفسدين مكياجك من ماء الوضوء ؟
فقالت العروسة : و الله لا اقدم احد على رب العالمين والله لأصلي .
.......
فعند وضوءها زال مكياجها وفرشت سجادتها و صلت فوالله سجدت و كانت اخر سجده لها في الدنيا وتوفت
وزفت العروسة الى قبرها
ولكن ما أروعها من زفة وما أجملها من يوم عندما تكون تركت كل شىء وكل زينة فى الدنيا من أجل الله
وبعثت يوم القيامة تقول لله :لك يارب وحدك
فأوصيكم بتقوى الله فى الفرح قبل الحزن
فلا نعلم على أى شىء نلقى الله
"من مات على شىء بعث عليه"
اوصيكم ونفسي المقصره بالصلاه ...المزيد

هذه هي السلفية ... فأين يذهبون ؟
قد نكون ممن اوقفته مناظرة في مواقع مشهورة ، او شد بصره في جرائد سيارة ،او على الاقل ممن سمع وهو مار ب"السلفية" تلك اللفظة التي غدت احدى أبرز المصطلحات التي كثر تداولها وطرحها في نوادي الفكر وميادين العلم، من أجل بحثها ونقدها ، ولعلك أيضا من أولئك الذين هابهم المولى شغف البحث عن الحق وسجية الوقوف على الحقيقة ، إلا أنك لم تجد في أولئك الباحثين من كان صادقا في تبصيرك أو ناقدا مخلصا في تعريفك حقيقة اللفظة وكنهها بقصد منهم تارة وبغيره أخرى ، لان الناس كما تعلم يا صاحبي طبائع ، والباحثين ايضا معادن، كماان الناقدين تحكمهم المذاهب وتتجارى بموضوعيتهم المصالح والمطامع ،
ولعلك حاولت ،او فكرت مرة ان تسعى في معرفة حقيقتها بنفسك ثم لم توفق لسلوك الطرق الصحيح، و لم تهدى للخطو في السبيل الواضح :من اجل الوصول الى حقيقتها الناصعة التي لا تحتاج لكثير عناء او كبير تعب من اجل معرفتها وإدراكها ،
لذا ساحاول قدر المستطاع تقريب حقيقتها لمريديها ، وايصال كنهها لمبتغيها، باسلوب سهل قريب واستدلات يسير حبيب، يوضح مدى نصاعة حقيقتها وجمالية كنهها ، ويمحو ما دلسوا لك به عليك وعليها حتى تعمى عن حقيقتها ...، بعيدا عن التعقيد المنافي ليسرها المتناهي، والاطالة المتعبة في ادراك صورتها اللامعة ، خاصة وان صاحبك مر قريبا من حالك ، وجاز شيئا من امرك وشانك.

وساسير بك إن شاء الله وامر على خطوات تكون على طريقة تساؤلات واجابات ، ماعليك فيها إلا أن تكون محضرا لعقلك غير لاه بفكرك وفؤادك،
- اولا: تعريف السلفية،
-قاعدة - لا بد لك منها في اي قضية ، وهي :لاجل التعرف على حقيقة اي لفظة وكلمة لا بد من التساءل عن معناها ومغزاها، وذلك بردها إلى أصلها اللغوي والاصطلاحيي، فما معنى السلفية وما مغزاها؟
معنى السفلية :
1- السلفية نسبة ، لماذا ؟ للسلف ، ومن هم ؟
السلف هم : كل من سلفك اي سبقك,,
2- بعدما علمت ان السلفية هي نسبة للسلف ، فلا بد ان تعلم ايضا ان تلك النسبة ليست باطلاق ،
-ماذا تعني بارك الله فيك انها ليست باطلاق؟
-اعني وفقك الله : ان السلفية عندما تطلق يراد بها سلف معينون، لهم خصائص معينة ، لهذا نقول السلفية نسبة الى السلف الصالحين، ومنه تعلم حفظك الله انه بقولنا الصلحين قد ابعدنا الطالحين.
- جميل، افهم من كلامك انك تريد ان تقول ان السلفية : هي ان ننتسب الى اناس سبقونا بشرط ان يكونوا صالحين ،
-احسنت ،ذاك الذي وودت ان تفهمه وتعيه في هذه الخطوة ، حتى تستطيع ان تفهم الخطوة التي تليها،
- ثانيا :
بعد معرفتك ايها الاخ الحبيب ان السلفية : هي انتساب لسلف صالحين فيجب عليك ان تسأل و تبحث عن اوصاف وخصائص هؤلاء السلف الصاحين ، الذين ستنتسب اليهم :هل يصلحون لذلك ؟ وهل عندهم شيء يستحقون به ذلك ؟.. وحتى نكون بهم عارفين ولغيرهم من الطالحين مميزين ، فلا يشتبه علينا الصالح بالفاسد ، ولا يختلط علينا الصحيح بالسقيم،و السليم وبالعليل.
فما خصائص اولئك القوم الذين نود الانتساب لهم ؟، وما صفاتهم التي نرغب في ادراكها لندركهم ، ومعرفتها لمعرفتهم ومحبتهم وسلوك نهجهم وسبيلهم ...؟
وهم ايضا من جاءت السنة المطهرة مؤكدة لما جاء في كتاب الله مبينا لشرفهم وصفوتهم .
وهم الذين جاءت الائمة في كل عصر ومصر عاضة على أثارهم ، وسالكة سبيلهم ، وداعية للاخذ بطريقتهم.
نعم فهم الصحب العدول والائمة الفحول ، ابر الناس قلوبا ، واصفاهم عقولا ، وانقاهم فطرة ، و اصدقهم لهجة ،واسلمهم صدورا، وانبلهم اخلاقا لا شك ان القوم الذين نطمح ان ننتسب اليهم ونندرج في سلكم يجب ان يختصوا بخصائص تخصهم ، واوصاف معنة تؤهلهم لان يكونو قدوة لغيرهم ،وسبيلهم سبيلا متبعة لغيهرم ،
وهذا هو ما نجده في السلف الصاحين الذين رمت ان انبه علب لسواى طريقتهم لتسلك ، وتعريفك سبيلهم لتتبع ،
فهم اولئك الصحب الافاضل الاكابر، الذين اختصوابخصائص لم تتاتى لغيرهم ، ومناقب لم و لن توجد و تتفق لسواههم ،
فيكفيهم اصطفاء لهم عن غيرهم ، وثناء لهم عن كل من عداهم ان الله رب العالمبن أنزل فيهم قرانا يتلى الى يوم الدين ، يبين فيه فضلهم وعدالتهم ، و يزكي بايه على ايمانهم وتعبدهم ، ويرشد في سوره من بعدهم الى التمسك بهديهم ، والاخذ بطرقتهم ، ويدعو سبحانه الى حبهم و تبجيلهم والدعاء لهم والاقتداء بهم ...
،
صينت بهم الديانة ، وجاهدوا وصبروا من اجل الهداية ، قدموا ارواحهم قربانا في سبيل نصرة الحق و دعوة الخلق ، هجروا الديار ، وتصدقول بالاموال ، و ضحول بكل نفيس وغال ، وهان عليهم الصعب والشاق في سبيل دعوة الناس لدين الحق...
...فلك الان اخي وبعد ان تبدى لك شيء من حقيقة معنى السلفية ، وزال عن ذهنك تلك الصورة الخاطئة ،والافكار المغلوطة عنها
،... ولك ان تطالبني بدليل على ما زعمت يطمئن فؤادك وسيلي خاطرك ، وبحجة ينمحي معها ما هو عالق في ذهنك حولها
لاقول لك احسنت يا صاحبي الطلب ، ووفقت في السؤال ، وهذا ما سامدك به ان شاءالله من منقول ومعقول ، تسكن اليه نفسك ، وتعلو به همتك فتصير باذن لا مقتنعا بصحة هذا المنهج فحسب ، بل مقنعا لغيرك متحمسا لتوصيله وهدايته لما وفقت اليه من حقيقة السلفية، وجمال صورتها المشرقة ....
اعلم اخي ان الادلة من كلام الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،واخبار السلف كثيرة جدا ، وحسبي هنا في هذه الصفحات التي اردت منها ان انبه على بعضها ، والوح مشيرا على نفائس منها ، لتنسج انت عليها بعد وتقيس حتى تصير واقفا عليها بنفسك، ومنتبها اليها بقلبك.
أ- من كتاب الله:
الاية الاولى:
قوله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما .
قال القرطبي رحمة الله عليه( قوله تعالى : فعلم ما في قلوبهم من الصدق والوفاء ، قاله الفراء . وقال ابن جريج وقتادة : من الرضا بأمر البيعة على ألا يفروا . وقال مقاتل : من كراهة البيعة على أن يقاتلوا معه على الموت . فأنزل السكينة عليهم حتى بايعوا . وقيل : فعلم ما في قلوبهم من الكآبة بصد المشركين إياهم وتخلف رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - عنهم ، إذ رأى أنه يدخل الكعبة ، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ إنما ذلك رؤيا منام ] . وقالالصديق : لم يكن فيها الدخول في هذا العام،
والسكينة : الطمأنينة وسكون النفس إلى صدق الوعد . وقيل : الصبر . وأثابهم فتحا قريبا قال قتادة وابن أبي ليلى : فتح خيبر . وقيل : فتح مكة . وقرئ ( وآتاهم ) ومغانم كثيرة يأخذونها يعني أموال خيبر ، وكانت خيبر ذات عقار وأموال ، وكانت بين الحديبية ومكة . ف ( مغانم ) على هذا بدل من ( فتحا قريبا ) والواو مقحمة . وقيل : ومغانم فارس والروم .) الجامع لأحكام القران للقرطبي
وقال الامام ناصر السعدي (يخبر تعالى بفضله ورحمته، برضاه عن المؤمنين إذ يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المبايعة التي بيضت وجوههم، واكتسبوا بها سعادة الدنيا والآخرة، وكان سبب هذه البيعة -التي يقال لها"بيعة الرضوان" لرضا الله عن المؤمنين فيها، ويقال لها "بيعة أهل الشجرة" - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دار الكلام بينه وبين المشركين يوم الحديبية في شأن مجيئه، وأنه لم يجئ لقتال أحد، وإنما جاء زائرا هذا البيت، معظما له، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان لمكة في ذلك، فجاء خبر غير صادق، أن عثمان قتله المشركون، فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من معه من المؤمنين، وكانوا نحوا من ألف وخمسمائة، فبايعوه تحت شجرة على قتال المشركين، وأن لا يفروا حتى يموتوا، فأخبر تعالى أنه رضي عن المؤمنين في تلك الحال، التي هي من أكبر الطاعات وأجل القربات، فعلم ما في قلوبهم من الإيمان، فأنزل السكينة عليهمشكرا لهم على ما في قلوبهم، زادهم هدى..) «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان»
الاية الثانية :
قوله تعالى ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا)
قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به " ، فإن صدق اليهود والنصارى بالله ، وما أنزل إليكم ، وما أنزل إلى إبراهيموإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وما أوتي موسى وعيسى ، وما أوتي النبيون من ربهم ، وأقروا بذلك ، مثل ما صدقتم أنتم به أيها المؤمنون وأقررتم ، فقد وفقوا ورشدوا ، ولزموا طريق الحق ، واهتدوا ، وهم حينئذ منكم وأنتم منهم ، بدخولهم في ملتكم بإقرارهم بذلك ) جامع البيان في تاويل القران للامام الطبري رحمه الله
قال الامام البغوي: (قوله تعالى ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ) أي بما آمنتم به ، وكذلك كان يقرؤها ابن عباس ، والمثل صلة كقوله تعالى : " ليس كمثله شيء " أي ليس هو كشيء ، وقيل : معناه فإن آمنوا بجميع ما آمنتم به أي أتوا بإيمان كإيمانكم وتوحيد كتوحيدكم ، وقيل : معناه فإن آمنوا مثل ما أمنتم به والباء زائدة كقوله تعالى : " وهزي إليك بجذع النخلة " وقال أبو معاذ النحوي : معناه فإن آمنوا بكتابكم كما آمنتم بكتابهم ، ( فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق ) أي في خلاف ومنازعة قاله : ابن عباس وعطاء ) معالم التنزيل للامام البغوي.
الاية الثالثة :
:قوله تعالى
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " ومن يشاقق الرسول " ، ومن يباين الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ، معاديا له ، فيفارقه على العداوة له " من بعد ما تبين له الهدى " ، يعني : من بعد ما تبين له أنه رسول الله ، وأن ما جاء به من عند الله يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم " ويتبع غير سبيل المؤمنين " ، يقول : ويتبع طريقا غير طريق أهل التصديق ، ويسلك منهاجا غير [ ص: 205 ] منهاجهم ، وذلك هو الكفر بالله ، لأن الكفر بالله ورسوله غير سبيل المؤمنين وغير منهاجهم) جامع البيان للامام القرطبي رحمه الله
وقال الامام البغوي
( ومن يشاقق الرسول ) نزلت في طعمة بن أبيرق وذلك أنه لما ظهرت عليه السرقة خاف على نفسه من قطع اليد والفضيحة ، فهرب إلى مكة وارتد عن الدين ، فقال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول ) أي : يخالفه ، ( من بعد ما تبين له الهدى ) التوحيد والحدود ( ويتبع غير سبيل المؤمنين) [ أي : غير طريق المؤمنين ( نوله ما تولى ) أي : نكله في الآخرة ] إلى ما تولى في الدنيا ، ( ونصله جهنم وساءت مصيرا )) في معالم التنزيل للبغوي
فهذه بعض الايات التي دلتك على فضلهم واحقيتهم ، وهي كافية لتؤكيد كل ما اسلفت لك في البدى ، لكن كما وعدت ساضيف لك من سنة رسول ايضا حثى يطمئن فؤادك اكثر.
ب _ من السنة:
الحديث الاول :
-عن أبي نجيحٍ العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودعٍ، فأوصنا، قال: ((أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعةٍ ضلالةٌ))؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح
قال الامام البغوي رحمة الله عليه:(وقوله : " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا " إشارة إلى ظهور البدع والأهواء - والله أعلم - فأمر بلزوم سنته ، وسنة الخلفاء الراشدين ، والتمسك بها بأبلغ وجوه الجد ، ومجانبة ما أحدث
على خلافها. وفيه دليل على أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولا ، وخالفه غيره من الصحابة كان المصير إلى قوله أولى ، وإليه ذهب الشافعي في القديم ".) انظر شرح السنة للبغوي
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله وتامل في كلام وان كان طويلا فانه كله فوائد والدرر ، زفيه تشخيص عجيب لما نحن فيه في هذه الاعصار ، قال:(وقولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((فَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)).
هذا إخبارٌ منهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بما وَقَعَ في أُمَّتِهِ بعدَهُ مِنْ كَثْرَةِ الاختلافِ في أصولِ الدِّينِ وفُروعِهِ، وفي الأقوالِ والأعمالِ والاعتقاداتِ، وهذا مُوَافِقٌ لِمَا رُوِيَ عنهُ مِن افتراقِ أُمَّتِهِ على بِضْعٍ وسبعينَ فِرْقَةً، وأنَّها كُلَّها في النَّارِ إلَّا فِرقةً واحدةً، وهيَ مَنْ كانَ على ما هوَ عليهِ وأصحابُهُ.
وكذلكَ في هذا الحديثِ أَمَرَ عندَ الافتراقِ والاختلافِ بالتَّمَسُّكِ بسُنَّتِهِ وسُنَّةِ الْخُلفاءِ الرَّاشدينَ مِنْ بَعْدِهِ.
والسُّنَّةُ: هيَ الطريقةُ الْمَسْلُوكَةُ، فيَشملُ ذلكَ التَّمَسُّكَ بما كانَ عليهِ هوَ وخُلفاؤُهُ الرَّاشدونَ مِن الاعتقاداتِ والأعمالِ والأقوالِ. وهذهِ هيَ السُّنَّةُ الكاملةُ؛ ...
وفي ذِكْرِ هذا الكلامِ بعدَ الأَمْرِ بالسَّمعِ والطَّاعةِ لِأُولِي الأَمْرِ إشارةٌ إلى أنَّهُ لا طاعةَ لأُولِي الأَمْرِ إلَّا في طاعةِ اللَّهِ، كما صَحَّ عنهُ أنَّهُ قالَ: ((إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ)).... . وفي أَمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ باتِّبَاعِ سُنَّتِهِ وسُنَّةِ خُلفائِهِ الراشدينَ بعدَ أَمْرِهِ بالسمعِ والطاعةِ لِوُلاةِ الأُمورِ عُمومًا، دليلٌ على أنَّ سُنَّةَ الْخُلفاءِ الراشدينَ مُتَّبَعَةٌ كاتِّباعِ سُنَّتِهِ، بخِلافِ غيرِهم مِنْ وُلاةِ الأُمورِ. ..
والخُلفاءُ الراشدونَ الذينَ أَمَرَ بالاقتداءِ بهم: هم أبو بكرٍ وعمرُ وعُثمانُ وعَلِيٌّ؛ فإنَّ في حديثِ سَفِينَةَ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا))، وقدْ صَحَّحَهُ الإِمامُ أحمدُ، واحْتَجَّ بهِ على خِلافةِ الأئمَّةِ الأربعةِ. ..
وإنَّما وَصَفَ الخلفاءَ بالراشدينَ؛ لأنَّهُم عَرَفُوا الحقَّ، وقَضَوْا بهِ، فالرَّاشِدُ ضِدُّ الغاوي، والغاوي مَنْ عَرَفَ الحقَّ وعَمِلَ بخِلافِهِ.
((الْمَهْدِيِّينَ))، يعني: أنَّ اللَّهَ يَهْدِيهِم للحقِّ، ولا يُضِلُّهم عنهُ. ..
وقولُهُ: ((عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ))، كِنايَةٌ عنْ شِدَّةِ التَّمَسُّكِ بها، والنواجِذُ: الأضراسُ.
قولُهُ: ((وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ))، تحذيرٌ للأمَّةِ مِن اتِّباعِ الأمورِ الْمُحْدَثَةِ الْمُبْتَدَعَةِ،) بتصرف من كتاب جامع العلوم والحكم
فهذا دليل قوي الدلالة على الاخذ بهدي الاصحاب خاصة عندما يمثر الخلاف ، ويشتد النزاع ، يرشد فيه النبي الامين صلى الله عليه وسلم الى التمسك بسنته وسنة خلفاء لانها من سنته صلى الله عليه وسلم،
الحديث الثاني:
(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموعه ، مبينا ان الناس يدكون في كل زمان انهم على الحق وانهم هم الصواب ، ثم يبين صفات من يكون منهم على الحق والصواب واوصافه "فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى، فيجعل طائفته والمنتسبة إلى متبوعه الموالية له، هم أهل السنة والجماعة، ويجعل من خالفها هم أهل البدع،- قال-: وهذا ضلال مبين، فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن جعل شخصاً غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدع، كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة الكلام في الدين وغير ذلك، كان من أهل البدع والضلالة والتفرق"
فاهل الحق لا ينتصرون الا لرسول الله وما جاء به من الحق ، ومعلوم ان هذا الحق لا يمكن التوصل اليه الا بالتمسك باصحابه ، الذين هم نقلة دينه رضي الله عنهم.
ولعل في هذا كفاية وغنية ، لكل من كان طالبا للحق بصدق واخلاص ، ورزق عقلا مميزا ، ولبا صافيا ، لم يشوش عليه التعصب ، ولا اطبق عليه غول الحمية لما وجد عليه الاباء ونشا عليه في الشباب..
والان هاك جملة من اقوال ائمة الدين تدلك على مدى توقيرهم وحظهم على الاخذ بمنه السلف الصالحين ,
ج : كلام ائمة الدين المهتديين،
قال ابن مسعود رضي الله عنه( مَن كانَ مُسْتَنًّا ، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتْنَةُ ، أولئك أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم - ، كانوا أفضلَ هذه الأمة : أبرَّها قلوبًا ، وأعمقَها علمًا ، وأقلَّها تكلُّفًا ، اختارهم الله لصحبة نبيِّه ، ولإقامة دِينه ، فاعرِفوا لهم فضلَهم ، واتبعُوهم على أثرهم ، وتمسَّكوا بما استَطَعْتُم من أخلاقِهم وسيَرِهم ، فإنهم كانوا على الهُدَى المستقيم ) اذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله،
وقال ايضا كما في مسند الامام احمد:
" إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ " المسند للامام احمد
وتمعن هذيت للفلاح لهذه القولة المأثورة عن الامام ابي حنيفة النعمان، والدالة على شدة توقيه لجانب الصحب الكرام :( ما جاءَ عن اللهِ تعالى فعلى الرأسِ والعينين، وما جاءَ عن رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم فسمعاً وطاعةً، وما جاءَ عن الصحابةِ رضي الله عنهم تخيرنا من أقوالهم، ولم نخرجْ عنهم، وما جاءَ عن التابعين فهُمْ رجالٌ ونحنُ رجالٌ) ذكرةابن حزم في الاحكام
وانظر الى الامام مالك كيف يقولها صراحة ويجليا واضحة ويعتقد ان لا صلاح الا بسلوك دربهم، واقتفاء اثرهم فيقول : (لا يصلح اخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها) كما ذكره صاحب المبسوط،
بل ان مالكا الامام رحمة الله عليه جعل من قول الصحاببي اصلا من اصول استدلاله التي اشتهرت عند طلابه ومتبعي مذهبه ،
وكذا الامام احمد يجعل التمسك بمذهب الصحابة وما كانوا عليه وما دانوا به اعتقادا وتعبدا دينا وشرعا يأتم من تجاوزه ويذم من تنكبه ، فيقول في اصوله : وأصول السنة عندنا :التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاقتداء بهم.....)
وتامل يا رعاك الله في كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني كيف علق السعادة على التمسك بما كان عليه السلف الصالحين فقال رحمة الله عليه (فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف)في الفتح
وانظر ايضا -بارك الله فيك- للامام الذهبي كيف يجعل الطعن فيهم طعنا في عدالتهم ، والكعن في عدالتهم ، رد خفي لما نقلوه ، وازدراء سخيف لما بلغوه
قال رحمه الله: "فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم وإضمار الحقد فيهم وإنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم وما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنائه عليهم وفضائلهم ومناقبهم وحبهم ولأنهم أرضى الوسائل من المأثور والوسائط من المنقول والطعن في الوسائط طعن في الأصل والإزدراء بالناقل ازدراء بالمنقول وهذا ظاهر لمن تدبره وسلم من النفاق ومن الزندقة والألحاد في عقيدته) الكبائر
واقوال المعاصرين ممن سار على منهج السلف وطريقتهم ايضا مشهورة معلومة ، ومن اولئك الامام ابن باز رحمة الله عليه الذي قرر في مجموع فتاويه (فالعلم: قال الله سبحانه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنهم أعلم بكتاب الله وأعلم بالسنة، فاستنباطهم وأقوالهم يعين طالب العلم، ويرشد طالب العلم إلى الفهم الصحيح عن الله وعن رسوله عليه الصَّلاة والسلام) مجموع فتاوى ابن باز
وبالجملة فيكفيهم فخرا وفضلا ان شهد لهم رب العالمين بالعدالة ، و اعترف لهم رسول البشرية بالخيرة فقال صلى الله عليه وسلم ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه: قرنين أو ثلاثة؟...)) متفق عليه
والان لم يتبقى لي الا ان اسال الله ان تكون من المخلصين الصادقين ، فتتقبل هذه الحقيقة الاصيلة الناصعة كما رايت وتيقنت ، فتتقبلها بخاطر راض وصدر منشرح طرفه للحق غير غاض.
ولا يفوتني قبل ان استودعك الله ، ان اذكرك بما كنت بدأت به معك من تعريفك لمعنى الصحيح للسلفية ، لكن هذه المرة سأنقل لك ، وأمدك : تعريفا لعالم كبير من علماءها وجهبد خطير من جهابذتا في عصرنا الحاضر ، حتى لا تحسبني ات بشي محدث من القول، او كلام مبتدع لاح به الفكر العليل او الخاطر الكليل ، وذاك الامام هو ابن عثييمين رحمة الله عليه ، الذي عرفها في جملة يسيرة تحمل في طياتها معان جليلة وفائدة بديعة بالفاظ وجيزة فقال (السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا ، فاتِّباعهم هو السلفيَّة ، )صورتها
وبذا تعلم مدى جرم اولئك المدلسين الذي شوهوا عليك حقيقتها المشرقة ، وقبحوا لك جمال الرقراقة، بإشاعات شنيعة عليلة ، وافتراءات كاذية هزيلة ...، كما تعلم ان السلفية بعيدة عن دجل مبتغي السياسة بانتحالها ، ومرتفعة عن مريدي الدنيا بحقيقة الدين ، اذ هي ليست حزبا يعادي على افكار مقيتة ، وليست جماعة متجمعة على حمية بغيضة ،
وانما هي منهج قويم ينتهج للتعبد به لله رب العالمين ، بمنهج منضبط ، وسبيل سالكه لا يتخبط ، منهج يجعل الدين يسرا ، وتحقيقه في الحياة امرا سهلا ، به تحقق السعادة المرجوة من الدين اذا ما الناس التزموه صادقين ، وانتسبوا اليه مخلصين .
هذا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين... ...المزيد

‏صدقه جاريه على الأنترنت Ongoing charity online I‏

https://www.facebook.com/pg/Ongoing.charity.online2

ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

لا إله إلا أنت سبحـانك إنى كنت من الظالمين

ربنايسعدكم جميعا

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة ❤

الحمد لله رب العالمين

من هدي القران الكريم
من وسائل القران في تثبيت العقيدة الاسلامية
اولا نتطرق لمفهوم العقيدة
لغة *من العقد وهو الابرام والجزم ومنه اليقين والعزم
اصطلاحا** هي المسائ التعلقة بالخالق ومااخبر به في المور الغيبية .
الايمان الجازم باركان الايمان الستة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء والقدر خيره وشره.
ثانيا اهمية العقيدة
1/ تحقيق الصحة النفسية والطمأنينة
2/ تحرير الانسان من العبودية المزعومة
3/ بالعقيدة يثبت الانسان في المحن
4/ قبوالعبادات مرتبط بالاخلاص لله
5/ نهوض الامة مرتبط بصحة العقيدة
6/ العقيدة تحقق الامن والاستقرار
7/ من كان موحدا نجى من النار ابتداءا أو مآلا
ثالثا من وسائل القران في تثبيت العقيدة
1/* إثارة العقل
ليتفكر ويتدبر في خلق الله ليدرك ان لهذا الكون خالقا
2/* إثارة الوجدان
لازالة التلبد والجمود الذي يقع في حس الانسان من كثرة تكرار المشاهد
3/* التذكير بقدرة الله ومراقبته
حتى يستشعر عظمة الله وجلاله وان علمه وسع كل شيء فيستحي ان يعصيه
4/* رسم الصور الحببة لفعل المؤمنين
وذالك ببيان مااعده الله يوم القيامة من جزاء للمؤمنين لنعمل بما عملوا ولننال مانالوا
5/* رسم الصور المنفرة لفعل الكافرين
وذالك ببيان مااعده الله للكافرين من عذاب وعقاب فنتجنب ماعملوا لكي لاننال مانالوا
6/* مناقشت الانحرافات
وذالك بدحض وابطال كل الشبهات التي يتعلق بها المبطلون ...المزيد

القرآن الكريم ... طريق للجنة

دعاء كفارة المجلس
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ».
(سنن الترمذي)
#السفير_الازهرى
#العاشق_لله_ورسوله
#الشافعى_الازهرى ...المزيد

سبحان اله