منظومة عشرة الإخوان - مقدمة المنظومة

منذ 2005-08-26
مقدمة المنظومة

يقول راجي الصمد بن علي أحمد


حمداً لمن هداني بالنطق والبيان

وأشرف الصلاة من واهب الصِلاة

على النبي الهادي وآله الأمجاد

وبعد فالكلام لحسنه أقسام

والقول ذو فنون في الجد والمجون

وروضة الأريضي السجع في القريض

والشعر ديوان العرب وكم أنال من أرب

فانسل اذا رمت الأدب اليه من كل حدب

رواية الأشعار تكسو الأديب العاري

وترفع الوضيعا وتكرم الشفيعا

وتنجح المآرب وتصلح المعائب

وتطرب الإخوانا وتذهب الأحزانا

وتنعش العشاقا وتؤنس المشتاقا

وتنسخ الأحقادا وتثبت الودادا

وتقدم الجبانا وتعطف الغضبانا

فقم له مهتما واحفظه حفطاًَ جمّا

وخيره ما أطربا مستمعاً وأعجبا

وهذه الأرجوزة في فنها وجيزة

بديعة الألفاظ تسهل للحفاظ

تطرب كل سامع بحسن لفظ جامع

أبياتها قصوروا وما بها قصوروا

ضمنتها معاني في عشرة الإخوان

تشرح للألباب محاسن الآداب

فان خير العشرة ما حاز قوم عشرة

وأكثر الإخوان في الوصل والأوان

صحبتهم نفاق ما شانها وفاق

يلقى الخليل خله إذا أتى محله

بظاهر مموه وباطن مشوه

يظهر من صداقه ما هو فوق الطاقه

والقلب منه خالي كفارغ المخالي

حتى اذا ما انصرفا اعرض عن ذاك الصفا

وإن يكن ثم حسد انشب انشاب الاسد

في عرضه مخالبه مستقصياً مثالبه

مجتهداً في غيبته لم يرع حق غيبته

فهذه صحبة من تراه في هذا الزمن

فلا تكن معتمدا على صديق أبداً

وان عصيت الا تصحب منهم خلا

فإنك الموفق بل السعيد المطلق

وان قصدت الصحبة فخذ لها في الأهبة

واحرص على آدابها تعدّ من اربابها

واستنب من شروطها توق من سقوطها

فان أردت علمها وحدها ورسمها

فاستمله من رجزي هذا البديع الموجز

فإنه كفيل بشرحه حفيل

فصلته فصولا تقرّب الوصولا

لمنهج الآداب في صحبة الاصحاب

تهدي جميع الصحب الى طريق رحب

سميتها إذ طربا بنظمنه واغربا

بنغمة الأغاني في عشرة الاخوان

والله ربي اسأل وهو الكريم المفضل

الهادي للسداد ومانح الإمداد

توفيق بن سعيد الصايغ

إمام وخطيب جامع محمد الحسن بالبحرين

  • 180
  • 19
  • 76,046
النشيد السابق
المقدمة
النشيد التالي
فصلٌ في تعريف الصديق والصداقة
  • eyadw

      منذ
    يَقولُ راجِي الصَّمَدِ عَلِيٌّ ابنِ أحمَدِ حَمْداً لمنْ هَدانِي بالنُّطْقِ والبَيانِ وأَشْرَفُ الصَّلاةِ مِنْ واهِبِ الصِّلاتِ على النَّبِيِّ الهادِي وآله الأمجادِ وبَعْدُ فالكَلامُ لِحُسْنِهِ أقسامُ والقَولُ ذُو فُنونِ فِي الجِدِّ والمُجونِ وروضَةُ الأريضِ السَّجْعُ والقَريضِ والشِّعرُ ديوانُ العَرَبْ وكَم أنالَ مِنْ أرَبْ فانسَلْ إذا رُمتَ الأدبْ إليهِ مِنْ كلِّ حَدَبْ رِواية ُ الأشعارِ تكسو الأديبَ العارِي وتَرفعُ الوَضيعَ وتُكرِمُ الشَّفِيعَ وتُنجِحُ المآربَ وتُصلِحُ المُوارِبَ وتُطربُ الإخوانَ وتُذهبُ الأحزانَ وتُنعِشُ العُشَّاقَ وتُؤنِسُ المُشتاقَ وتَنسَخُ الأحقادَ وتُثبِتُ الوِدادَ وتُقْدِمُ الجَبانَ وتُعْطِفُ الغَضبانَ وتَنْعتُ الحبيبَ والرَّشَأَ الرَّبِيبَ فَقُمْ لَهُ مُهْتَمّا واحْفَظْهُ حِفْظاً جَمّا وخَيرُهُ ما أَطْرَبَ مُستمِعاً وأَعجَبَ وهذِهِ أُرْجُوزَة فِي فَنِّها وَجِيزَه بَديعَة ُ الألفاظِ تَسْهُلُ للحُفّاظِ تُطْرِبُ كُلَ سامِعْ بِحُسْنِ لَفْظٍ جامِعْ أَبْياتُها قُصُورُ ما شانَها قُصُورُ ضَمَّنتُها مَعانِي فِي عِشْرَةِ الإخْوانِ تَشْرَحُ للألبابِ مَحاسِنَ الآدابِ فَإنَّ حُسْنَ العِشْرَة ما حازَ قَومٌ عُشْرَه وأَكْثَرُ الإخوانِ فِي العَصْرِ والأوانِ صُحْبَتُهُمْ نِفاقُ ما زانَها وِفاقُ يَلْقى الخَليلُ خِلَّه إذا أتى مَحلَّه بِظاهِرٍ مُمَوَّهِ وباطِنٍ مُشَوَّه يُظْهِرُ مِن صَداقَتِه ما هو فوقَ طاقَتِه والقَلْبُ مِنْهُ خالِي كَفارِغِ المخالِي حتى إذا ما انْصَرَفَ أَعْرَضَ عَن ذاك الصَفَا وإنْ يَكُنْ ثَمَّ حَسَدْ أنْشَبَ إنْشابَ الأسَدْ فِي عِرضِه مَخالِبَه مُسْتَقْصِياً مَثالِبَه مُجْتَهِداً فِي غِيبَتِه لَمْ يَرْعَ حَقَّ غَيْبَتِه فَهذِهِ صُحْبَة ُ مَنْ تَراهُ فِي هذا الزَّمَنْ فَلا تَكُنْ مُعْتَمِدا عَلَى صَدِيقٍ أبَدا وإنْ أَطَقْتَ ألاَّ تَصْحَبَ مِنْهُمْ خِلاَّ فَإنَّكَ المُوَفَّقُ بَلْ السَّعِيدُ المُطْلَق وإنْ قَصَدْتَ الصُّحْبَه فَخُذْ لَها فِي الأُهْبَه واحْرِصْ عَلَى آدابِها تُعَدُّ مِنْ أَرْبابِها واسْتَنْبِىء عَنْ شُرُوطِها تُوَقَّ مِنْ سُقوطِها والْزَمْ عُرى مَشْروطِها كَيْ تَنْأَ عَنْ مَسْخوطِها وإنْ أَرَدْتَ عِلْمَها وحَدَّها ورَسْمَها فاسْتَمْلِهِ مِنْ رَجَزِي هذا البَدِيعِ المُوْجَزِ فإنَّهُ كَفِيلُ بِشَرْحِهِ حَفِيلُ فَصَّلْتُهُ فُصُولا تُقَرِّبُ الوُصُولا لمنْهَجِ الآدابِ فِي صُحْبَةِ الأصْحابِ تَهْدِي جَميعَ الصَّحْبِ إلى الطَّريقِ الرَّحْبِ سَمَّيْتُهُ إذْ أَطْرَبَ بِنَظْمِهِ وأَغْرَبَ بِنَغْمَةِ الأغانِي فِي عِشْرَةِ الإخْوانِ والله رَبِّي أَسْأَلُ وهوَ الكَريمُ المُفْضِلُ إلْهامِيَ الأمْدادا ومَنْحِيَ السَّدادا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً