رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (61)- في الطريق إلى الثقافة (2)
ولأن الإنسان منذ مولده قد استودع فطرة باطنة بعيدة الغور في أعماقه، توزعه أن يتوجه إلى عبادة رب يدرك إدراكًا مبهمًا أنه خالقه وحافظه ومعينه، فهو لذلك سريع الاستجابة لكل ما يلبي حاجة هذه الفطرة الخفية الكامنة في أغواره. وكل ما يلبي هذه الحاجة، هو الذي هدى الله عباده أن يسموه الدين، ولا سبيل البتة إلى أن يكون شيء من ذلك واضحًا في عقل الإنسان إلا عن طريق اللغة لا غير، لأن العقل لا يستطيع أن يعمل شيئًا فيما نعلم إلا عن طريق اللغة. فالدين واللغة منذ النشاة الأولى متداخلان تدخلًا غير قابل للفصل، ومن أغفل هذه الحقيقة ضل الطريق. هذا شأن كل البشر على اختلاف مللهم وألوانهم، لا تكاد تجد أمة من خلق الله ليس لها دين بمعناه، كتابيًا أو وثنيًا أو بدعًا.
محمود محمد شاكر
اللأديب الناقد المحقق الشهير العلم إمام العربية وحامي حماها الشيخ أبو فهر محمود محمد شاكر ابن الشيخ محمد شاكر قاضي القضاة الشرعيين في مصر وأخو الشيخ العلامة محدث الديار المصرية أحمد محمد شاكر رحمهم ال
- التصنيف:
- المصدر: