الفوائد (17)- الفاتحة وما تضمنته (5)

فأول السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة. وحظ العبد من النعمة على قدر حظّه من الهداية، وحظّه منها على قدر حظّه من الرحمة، فعاد الأمر كلّه إلى نعمته ورحمته. والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيّته، فلا يكون إلا رحيمًا منعمًا وذلك من موجبات إلهيّته، فهو الإله الحق، وإن جحده الجاحدون وعدل به المشركون. فمن تحقّق بمعاني الفاتحة علمًا ومعرفة وعملًا وحالًا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب، وصارت عبوديّته عبوديّة الخاصّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبّدين، والله المستعان.

أسرار الصلاة (4)- سحائب رحمته

ولما كانت الجدُوب متتابعة على القلوب، وقحطُ النفوس متواليًا عليها، جدّد له الدعوة آلة هذه المأدبة وقتًا بعد وقت رحمة منه به، فلا يزال مُستسقيًا، طالبًا إلى من بيده غيثُ القلوب، وسَقيُها مستمطرًا سحائب رحمته لئلا يَيبس ما أنبتته له تلك الرحمة  من نبات الإيمان، وكلأ الإحسان وعُشبه وثماره، ولئلا تنقطع مادة النبات من الروح والقلب، فلا يزال القلب في استسقاء واستمطار هكذا دائمًا، يشكو إلى ربه جدبه، وقحطه، وضرورته إلى سُقيا رحمته، وغيث برِّه، فهذا دأب العبد أيام حياته.

أسرار الصلاة (1)- قرة عُيون المحبين

فاعلم أنه لا ريب أن الصلاة قرة عُيون المحبين، ولذة أرواح الموحدين، وبستان العابدين ولذة نفوس الخاشعين، ومحك أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، وهي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين.

الإصلاح رحمة

الإصلاح رحمة لا فتنة، قال النبي صلى الله عليه سلم «إنَّ  اللهَ عزَّ وجلَّ لا يعذِّبُ العامَّةَ بعمَلِ الخاصَّةِ حتَّى يروا المُنكرَ بين ظَهرانَيهِم وهم قادرونَ على أن يُنكِروهُ فإذا فعلوا ذلك عذَّبَ اللهُ الخاصَّةَ والعامَّةَ» (حسن، فتح الباري [13/6]).

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً