منذ بدأت البشرية والإنسان كل يوم يتعلم جديداً، يغتر بمساحة علمه لأنه يراه، ولا يتواضع لمساحة جهله الذي لا ينتهي {وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًۭا} [الإسراء من الآية:85].

المنكرات تتحول فتبدأ معصية، ثم تكون موروثاً ثم تكون دينًا، فيجب إنكارها قبل تحولها

{ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَ‌نَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ‌ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:28]. 

لا تناظر أهل الباطل ولو ملكت الحجة حتى تُجيد استعمالها، ليس خوفاً على الحق وإنما خوفاً عليك، فقد يُقتل الإنسان بالعصا، وبيده سيف لا يُحسنه.

إذا اشتد الظلم قوي البلاء، وإذا اشتد الصبر قوي التمكين، هذه سنّة الله في بداية كل صراع ومنتهاه حتى للأنبياء.

الإصلاح رحمة لا فتنة، قال النبي صلى الله عليه سلم «إنَّ  اللهَ عزَّ وجلَّ لا يعذِّبُ العامَّةَ بعمَلِ الخاصَّةِ حتَّى يروا المُنكرَ بين ظَهرانَيهِم وهم قادرونَ على أن يُنكِروهُ فإذا فعلوا ذلك عذَّبَ اللهُ الخاصَّةَ والعامَّةَ» (حسن، فتح الباري [13/6]).

كثرة سماع الباطل تؤثر على القناعة بالحق، فقد حذّر الله نبيّه المعصوم صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال:

{ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ } [المائدة من الآية:49].

العافية بعد المصيبة فتنة، يختبر الله الشاكر من الكافر{فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} [الزمر من الآية:49]. 

كثيراً ما يظن الإنسان أنه انعتق من تقديس الأشخاص ويقع في تقديس هواه، بقي عبداً وإنما اختلف السيد.

الظلم ينتشر زمن الغنى أكثر من زمن الفقر، ففي الفقر يتراحمون وفي الغنى يتنافسون {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ} [الشورى من الآية:27].

من خاف من غير الله فقد حُرم كفاية الله {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر:36].

الهوى كالخمر للعقول يُعميها عن الحق فتتردى في ظلام الآراء والأفكار { فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْ‌دَىٰ} [طه:16].

إذا أحَبّ الإنسانُ أو كَرِه شقّ عليه العدل والإنصاف مع من يُحب ومن يكره، فتهون في عينيه أخطاء من يُحب وتعظُم أخطاء من يكره.