رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (57)- اللغة والثقافة (2)

اللغة، هي التي تمهد له الطريق إلى الإحاطة بأسرار الثقافة، لأن أمر الإحاطة عندئذ منوط كله بالقدرة على تمحيص مفردات اللغة تمحيصًا دقيقًا، وتحليل تراكيبها وأجزاء تراكيبها بدقة متناهية، حتى يرى ما هو زيف جليًا واضحًا. ثم منوط أيضًا بالقدرة الفائقة على النظر في الثقافة على ترتيب مادتها بعد نفي زيفها وتمحيص جيدها، متحريًا وضع كل حقيقة من الحقائق في حق موضعها، لأن أخفى إساءة في وضع إحدى الحقائق في غير موضعها، خليق أن يشوه عمود الصورة تشويهًا بالغ القبح والشناعة.  

لا خير فيما دون الصدق من الحديث

‏قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لا خير فيما دون الصدق من الحديث، من يكذب يفجر، ومن يفجر يهلك، قد أفلح من حفظ من ثلاث: الطمع، والهوى، والغضب "  الصمت لابن أبي الدنيا (495)

الصدق والكذب يعتركان في القلب

‏قال مالك بن دينار رحمه الله : «الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه» الصمت لابن أبي الدنيا (512)

الباقيات الصالحات

عن ابن مسعود ، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم :  ( لقيت إبراهيم ليلة أُسري بي ، فقال : يا محمد ، أقرئ أُمّتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيّبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) حسنه الألباني

باب الاسْتِعَاذَةُ مِنَ الْهَمِّ

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَوَاتٌ لَا يَدَعُهُنَّ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» المصدر: باب الاسْتِعَاذَةُ مِنَ الْهَمِّ من كتاب الاستعاذة من سنن النسائي
__________
[حكم الألباني] صحيح لغيره

نهارك ضيفك

يا ابن آدم: نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن احسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمّك.

(الحسن البصري)

[سُورَة النَّحْل : الْآيَات 17 إِلَى 19]

[سُورَة النَّحْل : الْآيَات 17 إِلَى 19] بتصرف

{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ (19)  }

بَعْدَ أَنْ أُقِيمَتِ الدَّلَائِلُ عَلَى انْفِرَادِ اللَّهِ بِالْخَلْقِ ابْتِدَاءً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} [سُورَة النَّحْل: 3] ... فَالِاسْتِفْهَامُ عَنِ الْمُسَاوَاةِ إِنْكَارِيٌّ، أَيْ لَا يَسْتَوِي مَنْ يَخْلُقُ بِمَنْ لَا يَخْلُقُ... وَهَذَا كَلَامٌ جَامِعٌ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى وَفْرَةِ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى النَّاسِ بِحَيْثُ لَا يَسْتَطِيعُ عَدَّهَا الْعَادُّونَ، وَإِذَا كَانَتْ كَذَلِكَ فَقَدْ حَصَلَ التَّنْبِيهُ إِلَى كَثْرَتِهَا بِمَعْرِفَةِ أُصُولِهَا وَمَا يَحْوِيهَا مِنَ الْعَوَالِمِ.

{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ (19)}

فَبَعْدَ أَنْ أَثْبَتَ أَنَّ اللَّهَ مُنْفَرِدٌ بِصِفَةِ الْخَلْقِ دُونَ غَيْرِهِ بِالْأَدِلَّةِ العديدة ثمَّ باستنتاج ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: { أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ } انْتَقَلَ هُنَا إِلَى إِثْبَاتِ أَنَّهُ مُنْفَرِدٌ بِعُمُومِ الْعِلْمِ.  وَلَمْ يُقَدَّمْ لِهَذَا الْخَبَرِ اسْتِدْلَالٌ وَلَا عُقِّبَ بِالدَّلِيلِ لِأَنَّهُ مِمَّا دَلَّتْ عَلَيْهِ أَدِلَّةُ الِانْفِرَادِ بِالْخَلْقِ، لِأَنَّ خَالِقَ أَجْزَاءِ الْإِنْسَانِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ يَجِبُ لَهُ أَنْ يَكُونُ عَالِمًا بِدَقَائِقِ حَرَكَاتِ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ وَهِيَ بَيْنَ ظَاهِرٍ وَخَفِيٍّ، فَلِذَلِكَ قَالَ: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ }  .

المصدر: التحرير والتنوير لابن عاشور رحمه الله. 124/7 طبعة الدار التونسية

فائدة العلم

ولو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به؛ إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهمّ، وكفاية الأفكار المُؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داعٍ إليه . [ الأخلاق والسير لـ ابن حزم صـ ٨٧ ]

بين المخلوق والخالق

ليس بين المخلوق والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل (مجموع الفتاوى [15/25])

أسرار الصلاة (42)- أسرار التشهد!

فإذا جلس في التشهد فله حال آخر، وإقبال آخر يشبه حال الحاج في طواف الوداع، واستشعر قلبه الانصراف من بين يدي ربه إلى أشغال الدنيا والعلائق والشواغل التي قطعه عنها الوقوف بين يدي ربه، وقد ذاق قلبه التألم والعذاب بها قبل دخوله في الصلاة، فباشر قلبه روح القرب، ونعيم الإقبال على الله تعالى، وعافيته منها وانقطاعها عنه مدة الصلاة، ثم استشعر قلبه عوده إليها بخروجه من حمى الصلاة، فهو يحمل همَّ انقضاء الصلاة وفراغه منها ويقول: "ليتها اتصلت بيوم اللقاء".

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (2)- المنهج الأدبي

ولكي لا تقع في الوهم والضلال، وكي لا يغرر بك أحد من المتشدقين من أهل زماننا هذا بالثرثرة، فاعلم أن حديثي هنا هو عن الذي يسمى "المنهج الأدبي" على وجه التحديد؛ أي: عن المنهج الذي يتناول الشعر والأدب بجميع أنواعه، والتاريخ، وعلم الدين بفروعه المخلتفة، والفلسلفة بمذاهبها المتضاربة، وكل ما هو صادر عن الإنسان إبانة عن نفسه وعن جماعته؛ أي يتناول ثقافتها المتكاملة المتحدرة إليه في تيار القرون المتطاولة والأجيال المتعاقبة. ووعاء ذلك كله ومستقره هو اللغة العربية واللسان لا غير.

مظاهرة الكفار

لا يشك من عرف الإسلام أن من نواقضه مظاهرة الكفار على المسلمين

{لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَ‌ىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } [ من الآية 51:المائدة]

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
15 ذو القعدة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً