سورة التكوير - تفسير السعدي
" إذا الشمس كورت "
إذا الشمس لفت وذهب ضوءها,
" وإذا النجوم انكدرت "
وإذا النجوم تناثرت, فذهب نورها,
" وإذا الجبال سيرت "
وإذا الجبال سيرت عن وجه الأرض فصارت هباء منبثا,
" وإذا العشار عطلت "
وإذا النوق الحوامل تركت وأهملت,
" وإذا الوحوش حشرت "
وإذا الحيوانات الوحشية جمعت واختلطت , ليقتص الله من بعضها لبعض,
" وإذا البحار سجرت "
وإذا البحار ملئت حتى فاضت, فانفجرت وسالت,
" وإذا النفوس زوجت "
وإذا النفوس تركت بأمثالها ونظائرها,
" وإذا الموءودة سئلت "
وإذا الطفلة المدفونة حيه سئلت يوم القيامة سؤال تطييب لها وتبكيت لوائدها :
" بأي ذنب قتلت "
بأي ذنب كان دفنها؟
" وإذا الصحف نشرت "
وإذا صحف الأعمال عرضت,
" وإذا السماء كشطت "
وإذا السماء قلعت وأزيلت من مكانها,
" وإذا الجحيم سعرت "
وإذا النار أوقدت فأضرمت,
" وإذا الجنة أزلفت "
وإذا الجنة دار النعيم قربت من أهلها المتقين,
" علمت نفس ما أحضرت "
إذا وقع ذلك, تيقنت ووجدت كل نفس ما قدمت من خير أو شر.
" فلا أقسم بالخنس "
أقسم الله تعالى بالنجوم المختفية أنوارها نهارا,
" الجواري الكنس "
الجارية والمستترة في أبراجها,
" والليل إذا عسعس "
والليل إذا أقبل بظلامه,
" والصبح إذا تنفس "
والصبح إذا ظهر ضياؤه,
" إنه لقول رسول كريم "
إن القرآن لتبليغ رسول كريم- هو جبريل عليه السلام-,
" ذي قوة عند ذي العرش مكين "
ذي قوة في تنفيذ ما يؤمر به, صاحب مكانة رفيعة عند الله,
" مطاع ثم أمين "
تطيعه الملائكة, مؤتمن على الوحي الذي ينزل به.
" وما صاحبكم بمجنون "
وما محمد الذي تعرفونه بمجنون,
" ولقد رآه بالأفق المبين "
ولقد رأى محمد جبريل الذي يأتيه بالرسالة في الأفق العظيم,
" وما هو على الغيب بضنين "
وما هو ببخيل في تبليغ الوحي
" وما هو بقول شيطان رجيم "
وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم, مطرود من رحمة الله, ولكنه كلام الله ووحيه.
" فأين تذهبون "
فأين تذهب بكم عقولكم في التكذيب بالقرآن بعد هذه الحجج القاطعة؟
" إن هو إلا ذكر للعالمين "
ما هو إلا موعظة من الله لجميع الناس,
" لمن شاء منكم أن يستقيم "
لمن شاء منكم أن يستقيم على الحق والإيمان,
" وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "
وما تشاؤون الاستقامة, ولا تقدرون على ذلك, إلا بمشيئة الله رب الخلائق أجمعين.