المصدر: الاستقامة للإنتاج و التوزيع - بالرياض

  • السعودية
  • العنوان: الرياض - الملز -شارع الأربعين . عنيزة هاتف 063645880/063653330 ناسوخ 063653332 ص.ب 1502
  • www.alestqmh.com
  • 4762945
  • 12062565

تابع الأدلة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

ولقد أتى التخصيص بالعند الذي ***** قلنا بسبع بل أتى بثمان

منها صريح موضعان بسورة ال ***** أعراف ثم الانبياء الثاني

فتدبر النصين وانظر ما الذي ***** لسواه ليست تقتضي النصان

وبسورة التحريم أيضا ثالث ***** بادي الظهور لمن له أذنان

ولديه في مزمل قد بينت ***** نفس المراد وقيدت ببيان

لا تنقص الباقي فما لمعطل ***** من راحة فيها ولا تبيان

وبسورة الشورى وفي مزمل ***** سر عظيم شأنه ذو شان

في ذكر تفطير السماء فمن يرد ***** علما به فهو القريب الداني

لم يسمح المتأخرون بنقله ***** جنبا وضعفا عنه في الأيمان

بل قاله المتقدمون فوارس ال ***** إسلام هم أمراء هذا الشان

ومحمد بن جرير الطبري في ***** تفسيره حكيت به القولان


فصل

هذا وحاديها وعشرين الذي ***** قد جاء في الاخبار والقرآن

إتيان رب العرش جل جلاله ***** ومجيئه للفصل بالميزان

فانظر إلى التقسيم والتنويع في ال*****قرآن تلفيه صريح ببيان

ان المجيء لذاته لا أمره ***** كلا ولا ملك عظيم الشان

اذ ذانك الامران قد ذكرا وبي*****نهما مجيء الرب ذي الغفران

والله ما احتمل المجيىء سوى مجيى ***** ء الذات بعد تبين البرهان

من أين يأتي يا أولي المعقول إن ***** كنتم ذوي عقل مع العرفان

من فوقنا أو تحتنا ( وأمامنا ) ***** أو عن شمائلنا وعن إيمان

والله لا يأتيهم من تحتهم ***** أبدا تعالى الله ذو السلطان

كلا ولا من خلفهم وأمامهم ***** وعن الشمائل أو عن الأيمان

والله لا يأتيهم الا من ال ***** علو الذي هو فوق كل مكان


فصل
في الإشارة إلى ذلك من السنة


واذكر حديثا في الصحيح تضمنت ***** كلماته تكذيب ذي البهتان

لما قضى الله الخليقة ربنا ***** كتبت يداه كتاب ذي الإحسان

وكتابه هو عنده على ال*****عرش المجيد الثابت الأركان

إني أنا الرحمن تسبق رحمتي ***** غضبي وذاك لرأفتي وحناني

ولقد أشار نبينا في خطبه ***** نحو السماء بأصبع وبنان

مستشهد رب السموات العلى ***** ليرى ويسمع قوله الثقلان

أتراه أمسى للسما مستشهدا ***** أم للذي هو فوق ذي الأكوان

ولقد أتى في رقية المرضى عن ال*****هادي المبين أتم ما تبيان

نص بأن الله فوق سمائه ***** فأسمعه إن سمحت لك الاذنان

ولقد أتى خبر رواه عمه ال*****عباس صنو أبيه ذو الإحسان

أن السموات العلى من فوقها ال*****كرسي عليه العرش للرحمن

والله فوق العرش يبصر خلقه ***** فانظر إن سمحت لك العينان

واذكر حديث حصين بن المنذر الث*****قة الرضى أعني أبا عمران

إذ قال ربي في السماء لرغبتي ***** ولرهبتي أدعوه كل أوان

فأقره إلهادي البشير ولم ويقل ***** أنت المجسم قائل بمكان

حيزت بل جهيت بل شبهت بل ***** جسمت لست بعارف الرحمن

هذي مقالتهم لمن قد قال ما ***** قد قاله حقا أبو عمران

فالله يأخذ حقه منهم ومن ***** أتباعهم فالحق للرحمن

واذكر شهادته لمن قد قال رب*****ي في السما بحقيقة الإيمان

وشهادة العدل المعطل للذي ***** قد قال ذا بحقيقة الكفران

واحكم بأيهما تشاء وإنني ***** لاراك تقبل شاهد البطلان

ان كنت من أتباع جهم صا*****حب التعطيل والبهتان والعدوان

واذكر حديثا لابن إسحاق الرضى ***** ذاك الصدوق الحافظ الرباني

في قصة استسقائهم يستشفعو ***** ن إلى الرسول بربه المنان

فاستعظم المختار ذاك وقال شأ ***** ن الله رب العرش أعظم شان

الله فوق العرش فوق سمائه ***** سبحان ذي الملكوت والسلطان

ولعرشه منه أطيط مثل ما ***** قد أط رحل الراكب العجلان

لله ما لقي ابن اسحاق من ال*****جهمي إذ يرميه بالعدوان

ويظل يمدحه إذا كان الذي ***** يروي يوافق مذهب الطعان

كم قد رأينا منهم أمثال ذا ***** فالحكم لله العلي الشان

هذا هو التطفيف لا التطفيف في ***** ذرع ولا كيل ولا ميزان

واذكر حديث نزوله نصف الدجى ***** في ثلث ليل آخر أو ثان

فنزول رب ليس فوق سمائه ***** في العقل ممتنع وفي القرآن

واذكر حديث الصادق ابن رواحة ***** في شأن جارية لدى الغشيان

فيه الشهادة أن عرش الله فو ***** ق الماء خارج هذه الأكوان

والله فوق العرش جل جلاله ***** سبحانه عن نفي ذي البهتان

ذكر ابن عبد البر في استيعابه ***** هذا وصححه بلا نكران

وحديث معراج الرسول فثابت ***** وهو الصريح بغاية التبيان

وإلى إله العرش كان عروجه ***** لم يختلف من صحبه رجلان

واذكر بقصة خندق حكما جرى ***** لقريظة من سعد الرباني

شهد الرسول بأن حكم إلهنا ***** من فوق سبع وفقه بوزان

واذكر حديثا للبراء رواه اصحا*****ب المساند منهم الشيبانى

وأبو عوانة ثم حاكمنا الرضى ***** وأبو نعيم الحافظ الرباني

قد صححوه وفيه نص ظاهر ***** ما لم يحرفه أولو العدوان

في شأن روح العبد عند وداعها ***** وفراقها لمساكن الأبدان

فتظل تصعد في سماء فوقها ***** أخرى إلى خلاقها الرحمن

حتى تصير إلى سماء ربها ***** فيها وهذا نصه بأمان

واذكر حديثا في الصحيح وفيه تحذي*****ر لذات البعل من هجران

من سخط رب في السماء على التي ***** هجرت بلا ذنب ولا عدوان

واذكر حديثا قد رواه جابر ***** فيه الشفاء لطالب الأيمان

في شأن أهل الجنة العليا وما ***** يلقون من فضل ومن إحسان

بيناهم في عيشهم ونعيمهم ***** وإذا بنور ساطع الغشيان

لكنهم رفعوا اليه رؤوسهم ***** فإذا هو الرحمن ذو الغفران

فيسلم الجبار جل جلاله ***** حقا عليهم وهو ذو الإحسان

واذكر حديثا قد رواه الشافعي ***** طريقه فيه أبو اليقظان

في فضل يوم الجمعة اليوم الذي ***** بالفضل قد شهدت له النصان

يوم استواء الرب جل جلاله ***** حقا على العرش العظيم الشان

واذكر مقالته الست امين من ***** فوق السماء الواحد المنان

واذكر حديث أبي رزين ثم سق*****ه بطوله كم فيه من عرفان

والله ما المعطل بسماعه ***** أبدا قوى إلا على النكران

فأصول دين نبينا فيه أتت ***** في غاية الأيضاح والتبيان

وبطوله قد ساقه ابن إمامنا ***** في سنة والحافظ الطبراني

وكذا أبو بكر بتاريخ له ***** وأبوه ذاك زهير الرباني

واذكر كلام مجاهد في قوله ***** أقم الصلاة وتلك في سبحان

في ذكر تفسير المقام لأحمد ***** ما قيل ذا بالرأي والحسبان

ان كان تجسيما فان مجاهدا ***** هو شيخهم بل شيخه الفوقاني

ولقد أتى ذكر الجلوس به وفي ***** أثر رواه جعفر الرباني

اعني ابن عم نبينا وبغيره ***** أيضا أتى والحق ذو تبيان

والدارقطني الامام يثبت ال ***** آثار في ذا الباب غير جبان

وله قصيد ضمنت هذا وفي ***** ها لست للمروي ذا نكران

وجرت لذلك فتنة في وقته ***** من فرقة التعطيل والعدوان

والله ناصر دينه وكتابه ***** ورسوله في سائر الازمان

لكن بمحنة حزبه من حربه ***** ذا حكمة مذ كانت الفئتان

وقد اقتصرت على يسير من كثي*****ر فائت للعد والحسبان

ما كل هذا قابل التأويل بالت*****حريف فاستحيوا من الرحمن

Audio player placeholder Audio player placeholder

تابع الأدلة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

كلا ولا في كتبهم هذا بلا ***** بالعكس أوصوكم بلا كتمان

إذ قد أحاط العلم منهم أنهم ***** ليسوا بمعصومين بالبرهان

كلا وما منهم أحاط بكل ما ***** قد قاله المبعوث بالقرآن

فلذاك أوصوكم بأن لا تجعلوا ***** أقوإلهم كالنص في الميزان

لكن زنوها بالنصوص فان توا ***** فقها فتلك صحيحة الاوزان

لكنكم قدمتم أقوإلهم ***** أبدا على النص العظيم الشان

والله لا لوصية العلما*****ء نفذتم ولا لوصية الرحمن

وركبتم الجهلين ثم تركتم الن*****صين مع ظلم ومع عدوان

قلنا لكم فتعلموا قلتم أما ***** نحن الائمة فاضلو الازمان

من أين والعلماء أنتم فاستحوا ***** أين النجوم من الثرى التحتاني

لم يشبه العلماء الا انتم ***** أشبهتم العلماء في الاذقان

والله لا علم ولا دين ولا ***** عقل ولا بمروءة الانسان

عاملتم العلماء حين دعوكم ***** للحق بل بالبغي والعدوان

إن أنتم الا الذباب إذا رأى ***** طعما في المساقط الذبان

وإذا رآ فزعا تطاير قلبه ***** مثل البغاث يساق بالعقبان

وإذا دعوناكم إلى البرهان كا ***** ن جوابكم جهلا بلا برهان

نحن المقلدة الالى ألفوا كذا ***** آباءهم في سالف الازمان

قلنا فكيف تكفرون وما لكم ***** علم بتكفير ولا إيمان

اذ أجمع العلماء أن مقلدا ***** للناس كالاعمى هما أخوان

والعلم معرفة الهدى بدليله ***** ما ذاك والتقليد مستويان

حرنا بكم والله لا أنتم ***** مع العلماء تنقادون للبرهان

كلا ولا متعلمون فمن ترى ***** تدعوه نحسبكم من الثيران

لكنها والله أنفع منكم ***** للارض في حرث وفي دوران

نالت بهم خيرا ونالت منكم ال*****معهود من بغي ومن عدوان

فمن الذي خير وأنفع للورى ***** أنتم أم الثيران بالبرهان


فصل

هذا وثامن عشرها تنزيهه ***** سبحانه عن موجب النقصان

وعن العيوب وموجب التمثيل والت*****شبيه جل الله ذو السلطان

ولذاك نزه نفسه سبحانه ***** عن أن يكون له شريك ثان

أو أن يكون له ظهير في الورى ***** سبحانه عن إفك ذي بهتان

أو أن يوالي خلقه سبحانه ***** من حاجة أو ذلة وهوان

أو أن يكون لديه أصلا شافع ***** الا بإذن الواحد المنان

وكذاك نزه نفسه عن والد ***** وكذاك عن ولدهما نسبان

وكذاك نزه نفسه عن زوجه ***** وكذاك عن كفء يكون مدان

ولقد أتى التنزيه عما لم يقل ***** كي لا يدور بخاطر الانسان

فانظر إلى التنزيه عن طعم ولم ***** ينسب اليه قط من انسان

وكذلك التنزيه عن موت وعن ***** نوم وعن سنة وعن غشيان

وكذلك التنزيه عن نسيانه ***** والرب لم ينسب إلى نسيان

وكذلك التنزيه عن ظلم وفي إلى ***** أفعال عن عبث وعن بطلان

وكذلك التنزيه عن تعب وعن ***** عجز ينافي قدرة الرحمن

ولقد حكى الرحمن قولا قاله ***** فنحاص ذو البهتان والكفران

إن الإله هو الفقير ونحن أصحا*****ب الغني ذو الجد والامكان

ولذاك أضحى ربنا مستقرضا ***** أموالنا سبحان ذي الإحسان

وحكى مقالة قائل من قومه ***** ان العزيز ابن من الرحمن

هذا وما القولان قط مقالة ***** منصورة في موضع وزمان

لكن مقالة كونه فوق الورى ***** والعرش وهو مباين الأكوان

قد طبقت شرق البلاد وغربها ***** وغدت مقررة لذي الاذهان

فلأي شيء لم ينزه نفسه ***** سبحانه في محكم القرآن

عن ذي المقالة مع تفاقم أمرها ***** وظهورها في سائر الاديان

بل دائما لنا إثباتها ***** ويعيده بأدلة التبيان

لا سيما تلك المقالة عندكم ***** مقرونة بعبادة الاوثان

أو انها كمقالة لمثلث ***** عبد الصليب المشرك النصراني

إذ كان جسما كل موصوف بها ***** ليس الإله منزل الفرقان

فالعابدون لمن على العرش استوى ***** بالذات ليسوا عابدي الديان

لكنهم عباد أوثان لدى ***** هذا المعطل جاحد الرحمن

ولذاك قد جعل المعطل كفرهم ***** هو مقتضى المعقول والبرهان

هذا رأيناه بكتبهم ولم ***** نكذب عليكم فعل ذي البهتان

ولأي شيء لم يحذر خلقه ***** عنها وهذا شأنها ببيان

هذا وليس فسادها بمبين ***** حتى يحال لنا على الاذهان

ولذاك قد شهدت فأفضلكم لها ***** بظهورها للوهم في الانسان

وخفاء ما قالوه من نفي على ال*****أذهان بل تحتاج للبرهان


فصل

هذا وتاسع عشرها إلزام ذي الت*****عطيل أفسد لازم ببيان

وفساد لازم قوله هو مقتض ***** لفساد ذاك القول بالبرهان

فسل المعطل عن ثلاث مسائل ***** تقضي على التعطيل بالبطلان

ماذا تقول أكان يعرف ربه ***** هذا الرسول حقيقة العرفان

أم لا وهل كانت نصيحة لنا ***** كل النصيحة ليس بالخوان

أم لا وهل حاز البلاغة كلها ***** فاللفظ والمعنى له طوعان

فإذا انتهت هذي الثلاثة فيه كا ***** ملة مبرأة من النقصان

فلأي شيء عاش فينا كاتما ***** للنفي والتعطيل في الازمان

بل مفصحا بالضد منه حقيقة ال ***** إفصاح موضحة بكل بيان

ولأي شيء لم يصرح بالذي ***** صرحتم في ربنا الرحمن

ألعجزه عن ذاك أم تقصيره ***** في النصح أم لخفاء هذا الشان

حاشاه بل ذا وصفكم يا أمة التـ ***** ـعطيل لا المبعوث بالقرآن

ولأي شيء كان يذكر ضد ذا ***** في كل مجتمع وكل زمان

أتراه أصبح عاجزا عن قوله استولى وينزل أمره وفلان

ويقول أين الله يعني من بلفظ الأي*****ن هل هذا من التبيان

والله ما قال الأئمة كل ما ***** قد قاله من غير ما كتمان

لكن لان عقول أهل زمانهم ***** ضاقت بحمل دقائق الإيمان

وغدت بصائرهم كخفاش أتى ***** ضوء النهار فكف عن طيران

حتى إذا ما الليل جاء ظلامه ***** ابصرته يسعى بكل مكان

وكذا عقولكم لو استشعرتم ***** يا قوم كالحشرات والفئران

أنست بإيحاش الظلام وما لها ***** بمطالع الانوار قط يدان

لو كان حقا ما يقول معطل ***** لعلوه وصفاته الرحمن

لزمتكم شنع ثلاث فأرتؤوا ***** أو خلة منهن أو ثنتان

تقديمهم في العلم أو في نصحهم ***** أو في البيان إذاك ذو إمكان

إن كان ما قد قلتم حقا فقد ***** ضل الورى بالوحي والقرآن

إذ فيهما ضد الذي قلتم وما ***** ضدان في المعقول يجتمعان

بل كان أولى أن يعطل منهما ***** ويحال في علم وفي عرفان

أما على جهم وجعد أو ***** على النظام أو ذي المذهب اليونان

وكذاك أتباع لهم فقع الفلا ***** صم وبكم تابعو العميان

وكذاك أفراخ القرامطة الالى ***** قد جاهزوا بعداوة الرحمن

كالحاكمية والالى وألوهم ***** كأبي سعيد ثم آل سنان

وكذا ابن سينا والنصير نصيـ *****ر أهل الشرك والتكذيب والكفران

وكذاك أفراخ المجوس وشبههم ***** والصائبين وكل ذي بهتان

إخوان ابليس اللعين وجنده ***** لا مرحبا بعساكر الشيطان

أفمن حوالته على الت*****نزيل والوحي المبين ومحكم القرآن

كمحير أضحت حوالته على ***** أمثإله أم كيف يستويان

أم كيف يشعر تائه بمصابه ***** والقلب قد جعلت له قفلان

قفل من الجهل المركب فوقه ***** قفل التعصب كيف ينفتحان

ومفاتح الإقفال في يد من له الت*****صريف سبحان العظيم الشان

فاسأله فتح القفل مجتهدا على ال ***** أسنان ان الفتح بال بالأسنان


فصل

هذا وخاتم هذه العشرين وجها ***** وهو أقربها إلى الاذهان

سرد النصوص فانها قد نوعت ***** طرق الادلة في أتم بيان

والنظم يمنعني من استيفائها ***** وسياقه الالفاظ بالميزان

فاشير بعض إشارة لمواضع ***** منها وأين البحر من خلجان

فاذكر نصوص الاستواء فانها ***** في سبع آيات من القرآن

واذكر نصوص الفوق أيضا في ثلا ***** ث قد غدت معلومة التبيان

واذكر نصوص علوه في خمسة ***** معلومة برئت من النقصان

واذكر نصوصا في الكتاب تضمنت ***** تنزيله من ربنا الرحمن

فتضمنت أصلين قام عليهما ال ***** اسلام والأيمان كالبنيان

كون الكتاب كلامه سبحانه ***** وعلوه من فوق كل مكان

وعدداها سبعون حين تعد أو ***** زادت على السبعين في الحسبان

واذكر نصوصا ضمنت رفعا ومع*****راجا وإصعادا إلى الديان

هي خمسة معلومة بالعد ***** والحسبان فاطلبها من القرآن

ولقد أتى في سورة الملك التي ***** تنجي لقاريها من النيران

نصان أن الله فوق سمائه ***** عند المحرف ما هما نصان

Audio player placeholder Audio player placeholder

تابع الأدلة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

وانظر مقالة أحمد ونصوصه ***** في ذاك تلقاها بلا حسبان

فجميعها قد صرحت بعلوه ***** وبالاستوا والفوق للرحمن

وله نصوص واردات لم تقع ***** لسواه من فرسان هذا الشان

اذ كان ممتحنا باعداء الحدي*****ث وشيعة التعطيل والكفران

وإذا أردت نصوصه فانظر إلى ***** ما قد حكى الخلال ذو الاتقان

وكذاك اسحاق الامام فانه ***** قد قال ما فيه هدى الحيران

وابن المبارك قال قولا شافيا ***** إنكاره علم على البهتان

قالوا له ما ذاك نعرف ربنا ***** حقا به لنكون ذا إيمان

فأجاب نعرفه بوصف علوه ***** فوق السماء مباين الأكوان

وبأنه سبحانه حقا على ال*****عرش الرفيع فجل ذو السلطان

وهو الذي قد شجع ابن خزيمة ***** اذ سل سيف الحق والعرفان

وقضى بقتل المنكرين علوه ***** بعد استتابتهم من الكفران

وبأنهم يلقون بعد القتل فو ***** ق مزابل الميتات والانتان

فشفى الامام العالم الحبر الذي ***** يدعى إمام أئمة الازمان

ولقد حكاه الحاكم العدل الرضى ***** في كتبه عنه بلا نكران

وحكى ابن عبد البر في تمهيده ***** وكتاب الاستذكار غير جبان

إجماع أهل العلم أن الله فو ***** ق العرش لم ينكره ذو إيمان

وأتى هناك بما شفى أهل الهدى ***** لكنه مرض على العميان

وكذا علي الاشعري فانه ***** في كتبه قد جاء بالتبيان

من موجز وإبانة ومقالة ***** ورسائل للثغر ذات بيان

وأتى بتقرير استواء الرب فو ***** ق العرش بالأيضاح والبرهان

وأتى بتقرير العلو بأحسن الت*****قرير فانظر كتبه بعيان

والله ما قال المجسم مثل ما ***** قد قاله ذا العالم الرباني

فارموه ويحكم بما ترموا به ***** هذا المجسم يا أولي العدوان

أولا فقولوا إن ثم حزازة ***** وتنفس الصعداء من حران

فسلوا الإله شفاء ذا الداء العضا ***** ل مجانب الاسلام والأيمان

وانظر إلى حرب وإجماع حكى ***** لله درك من فتى كرمان

وانظر إلى قول ابن وهب اوحد ال*****علماء مثل الشمس في الميزان

وانظر إلى ما قال عبد الله في ***** تلك الرسالة مفصحا ببيان

من أنه سبحانه وبحمده ***** بالذات فوق العرش والأكوان

وانظر إلى ما قاله الكرخي في ***** شرح لتصنيف امرئ رباني

وانظر إلى الأصل الذي هو شرحه ***** فهما الهدى لملحد ! حيران

وانظر إلى تفسير عبد ما الذي ***** فيه من الآثار في ذا الشان

وانظر إلى تفسير ذاك الفاضل الث*****بت الرضى المتضلع الرباني

ذاك الإمام ابن الإمام وشيخه ***** وأبوه سفيان فرازيان

وانظر إلى النسائي في تفسيره ***** هو عندنا سفر جليل معان

واقرأ لمسند عمه ومصنف ***** أتراهما نجمين بل شمسان

واقرأ كتاب العرش للعبسي وهــ ***** ــو محمد المولود من عثمان

واقرأ كتاب الاستقامة للرضى ***** ذاك ابن اصرم حافظ رباني

واقرأ كتاب الحافظ الثقة الرضى ***** في السنة العليا فتى الشيباني

ذاك ابن أحمد أوحد الحافظ قد ***** شهدت له الحافظ بالإتقان

واقرأ كتاب الأثرم العدل الرضى ***** في السنة الأولى إمام زمان

وكذا الإمام ابن الإمام المرتضى ***** حقا أبي داود ذي العرفان

تصنيفه نثرا ونظما واضحا ***** في السنة المثلى هما نجمان

واقرأ كتاب السنة الأولى الذي ***** أرواه مضطلع من الأيمان

ذاك النبيل ابن النبيل كتابه ***** أيضا نبيل واضح البرهان

وانظر إلى قول ابن أسباط الرضى ***** وانظر إلى قول الرضى سفيان

وانظر إلى قول ابن زيد ذا*****ك حماد وحماد الإمام الثاني

وانظر إلى ما قاله علم الهدى ***** عثمان ذاك الدرامي الرباني

في نقضه والرد يا لهما كتا ***** با سنة وهما لنا علمان

هدمت قواعد فرقة جهمية ***** خرت سقوفهم على الحيطان

وانظر إلى ما في صحيح محمد ***** ذاك البخاري العظيم الشان

من رده ما قاله الجهمي بالنـ ***** قل الصحيح الواضح البرهان

وانظر إلى تلك التراجم ما الذي ***** في ضمنها إن كنت ذا عرفان

وانظر إلى ما قاله الطبري في الش*****رح الذي هوعندكم سفران

أعني الفقيه الشافعي اللا ***** لكائي المسدد ناصر الأيمان

وانظر إلى ما قاله في السنة ال*****كبرى سليمان هو الطبراني

وانظر إلى قول الطحاوي الرضى ***** وأجره من تحريف ذي بهتان

قد قال في تمهيده ورسائل ***** والشرح ما فيه جلي بيان

في بعضها حقا على العرش استوى ***** لكنه استولى على الأكوان

وأتى بتقرير العلو وأبطل ال*****لام التي زيدت على القرآن

من أوجه شتى وذا في كتبه ***** باد لمن كانت له عينان

وانظر إلى قول ابن كلاب وما ***** يقضي به لمعطل الرحمن

أخرج من النقل الصحيح وعقله ***** من قال قول الزور والبهتان

ليس الإله بداخل في خلقه ***** أو خارج من جملة الأكوان

وانظر إلى ما قاله في سو*****رة الأعراف مع طه ومع سبحان

انظر إلى ما قاله البغوي في *****تفسيره والشرح يالإحسان

في سورة الاعراف عند الاستوا ***** فيها وفي الاولى من القرآن

وانظر إلى ما قاله ذو سنة ***** وقراءة ذاك الامام الداني

انظر إلى ما قاله علم الهدى ***** أعني أبا الخير الرضى النعمان

وكتابه في الفقه وهو بيانه ***** يبدي مكانته من الأيمان

وانظر إلى السنن التي قد ***** صنف العلماء بالآثار والقرآن

زادت على المائتين منها مفرد ***** أوفى من الخمسين في الحسبان

منها لأحمد عدة موجودة ***** فينا رسائله إلى الاخوان

واللائي في ضمن التصانيف التي ***** شهرت فلم تحتج إلى حسبان

فكثيرة جدا فمن يك راغبا ***** فيها يجد فيها هدى الحيوان

أصحابها هم حافظو الاسلام لا ***** أصحاب جهم حافظو الكفران

وهم النجوم لكل عبد سائر ***** يبغي الإله وجنة الحيوان

وسواهم والله قطاع الطـ ***** ريق أئمة تدعو إلى النيران

ما في الذين حكيت عنهم آنفا ***** من حنبلي واحد بضمان

بل كلهم والله شيعة أحمد ***** فأصوله وأصولهم سيان

وبذاك في كتب لهم قد صرحوا ***** وأخو العماية مإله عينان

أتظنهم لفظية جهلية ***** مثل الحمير تقاد بالارسان

حاشوهم من ذاك بل والله هم ***** أهل العقول وصحة الاذهان

فانظر إلى تقريرهم لعلوه ***** بالنقل والمعقول والبرهان

عقلان عقل بالنصوص مؤيد ***** ومؤيد بالمنظق اليونان

والله ما استويا ولن يتلاقيا ***** حتى تشيب مفارق الغربان

أفتقذفون أولاء بل أضعافهم ***** من سادة العلماء كل زمان

بالجهل والتشبيه والتجـ ***** سيم والتبديع والتضليل والبهتان

يا قومنا الله في إسلامكم ***** لا تفسدوه بنخوة الشيطان

يا قومنا اعتبروا بمصرع من خلا ***** من قبلكم في هذه الازمان

لم يغن عنهم كذبهم ومحإلهم ***** وقتإلهم بالزور والبهتان

كلا ولا التدليس والتلبيس عنـ ***** ـد الناس والحكام والسلطان

وبدا لهم عند انكشاف غطائهم ***** ما لم يكن للقوم في حسبان

وبدا لهم عن انكشاف حقائق ال ***** إيمان أنهم على البظلان

ما عندهم والله غير شكاية ***** فأتوا بعلم وانطقوا ببيان

ما يشتكي الا الذي هو عاجز ***** فاشكوا لنعذركم إلى القرآن

ثم اسمعوا ماذا الذي يقضي لكم ***** وعليكم فالحق في الفرقان

لبستم معنى النصوص وقولنا ***** فغدا لكم للحق تلبيسان

من حرف النص الصريح فكيف لا ***** يأتي بتحريف على الانسان

يا قوم والله العظيم أساتم ***** بأئمة الاسلام ظن الشان

ما ذنبهم ونبيهم قد قال ما ***** قالوا كذاك منزل الفرقان

ما الذنب الا للنصوص لديكم ***** إذ جسمت بل شبهت صنفان

ما ذنب من قد قال ما نطقت به ***** من غير تحريف ولا عدوان

هذا كما قال الخبيث لصحبه ***** كلب الروافض أخبث الحيوان

لما أفاضوا في حديث الر*****فض عند القبر لا تخشون من إنسان

يا قوم أصل بلائكم ومصابكم ***** من صاحب القبر الذي تريان

كم قدم ابن أبي قحافة بل غدا ***** يثني عليه ثناء ذي شكران

ويقول في مرض الوفاة يؤمكم ***** عني ابو بكر بلا روغان

ويظل يمنع من إمامة غيره ***** حتى يرى في صورة الغضبان

ويقول لو كنت الخليل لواحد ***** في الناس كان هو الخليل الداني

لكنه الاخ والرفيق وصاحبي ***** وله علينا منة الإحسان

ويقول للصديق يوم الغار لا ***** تحزن فنحن ثلاثة لا اثنان

الله ثالثنا وتلك فضيلة ***** ما حازها إلا فتى عثمان

يا قوم ما ذنب النواصب بعد ذا ***** لم يدهكم الا كبير الشان

فتفرقت تلك الروافض كلهم ***** قد أطبقت أسنانه الشفتان

وكذلك الجهمي ذاك رضيعهم ***** فهما رضيعا كفرهم بلبان

ثوبان قد نسجا على المنوال يا ***** عريان لا تلبس فما ثوبان

والله شر منهما فهما على ***** أهل الضلالة والشقا علمان


فصل

هذا وسابع عشرها أخباره ***** سبحانه في محكم القرآن

عن عبده موسى الكليم وحربه ***** فرعون ذي التكذيب والطغيان

تكذيبه موسى الكليم بقوله ***** الله ربي في السما نباني

ومن المصائب قولهم إن اعتقا ***** د الفوق من فرعون ذي الكفران

فإذا اعتقدتم ذا فأشياع له ***** أنتم وذا من أعظم البهتان

فاسمع إذا من ذا الذي أولى بفر ***** عون ا لمعطل جاحد الرحمن

وانظر إلى ما جاء في القصص التي ***** تحكي مقال امامهم ببيان

والله قد جعل الضلالة قدوة ***** بأئمة تدعو إلى النيران

فإمام كل معطل في نفيه ***** فرعون مع نمرود مع هامان

طلب الصعود إلى السماء مكذبا ***** موسى ورام الصرح بالبنيان

بل قال موسى كاذب في زعمه ***** فوق السماء الرب ذو السلطان

فابنوا لي الصرح الرفيع لعلني ***** أرقى اليه بحيلة الانسان

وأظن موسى كاذبا في قوله ***** الله فوق العرش ذو سلطان

وكذاك كذبه بأن إلهه ***** ناداه بالتكليم دون عيان

هو أنكر التكليم والفوقية العليا ***** كقول الجهم ذي صفوان

فمن الذي أولى بفرعون إذا ***** منا ومنكم بعد ذا التبيان

يا قوم والله العظيم لقولنا ***** ألف تدل عليه بل ألفان

عقلا ونقلا مع صريح الفطرة ال ***** أولى وذوق حلاوة الأيمان

كل يدل بأنه سبحانه ***** فوق السماء مباين الأكوان

أترون أنا ناركو ذا كله ***** لجعاجع التعطيل وإلهذيان

يا قوم ما أنتم على شيء إلى أن ***** ترجعوا للوحي بالاذعان

وتحكموه في الجليل ودقه ***** تحكيم تسليم مع الرضوان

قد أقسم الله العظيم بنفسه ***** قسما يبين حقيقة الأيمان

أن ليس يؤمن من يكون محكما ***** غير الرسول الواضح البرهان

بل ليس يؤمن غير من قد حكم ال*****وحيين حسب فذاك ذو إيمان

هذا وما ذاك المحكم مؤمنا ***** إن كان ذا حرج وضيق بطان

هذا وليس بمؤمن حتى يسلم للذي ***** يقضي به الوحيان

يا قوم بالله العظيم نشدتكم ***** وبحرمة الأيمان والقرآن

هل حدثتكم قط أنفسكم بذا ***** فسلوا نفوسكم عن الأيمان

لكن رب العالمين وجنده ***** ورسوله المبعوث بالقرآن

هم يشهدون بأنكم أعداء من ***** ذا شأنه ابدا بكل زمان

ولأي شيء كان أحمد خصمكم ***** أعني ابن حنبل الرضى الشيباني

ولأي شيء كان بعد خصومكم ***** أهل الحديث وعسكر القرآن

ولأي شيء كان أيضا خصمكم ***** شيخ الوجود العالم الحراني

أعني أبا العباس ناصر سنة ال*****مختار قامع سنة الشيطان

والله لم يك ذنبه شيئا سوى ***** تجريده لحقيقة الإيمان

إذ جرد التوحيد عن شرك كذا ***** تجريده للوحي عن بهتان

فتجرد المقصود عن قصد له ***** فلذاك لم ينضف إلى انسان

ما منهم أحد دعا لمقالة ***** غير الحديث ومقتضى الفرقان

فالقوم لم يدعوا إلى غير الهدى ***** ودعوتم أنتم لرأي فلان

شتان بين الدعوتين فحسبكم ***** يا قوم ما بكم من الخذلان

قالوا لنا لما دعوناهم إلى ***** هذا مقالة ذي هوى ملآن

ذهبت مقادير الشيوخ وحرمة العلما*****ء بل عبرتهم العينان

وتركتم أقوالهم هدرا وما ***** أصغت إليها منكم أذنان

لكن حفظنا نحن حرمتهم ولم ***** نعد الذي قالوه قدر بنان

يا قوم والله العظيم كذبتم ***** وأتيتم بالزور والبهتان

ونسبتم العلماء للامر الذي ***** هم منه أهل براءة وأمان

والله ما أوصاكم أن تتركوا ***** قول الرسول لقولهم بلسان

Audio player placeholder Audio player placeholder

تابع الأدلة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

فصل

هذا ورابع عشرها إقرار سا ***** ئله بلفظ الأين للرحمن

ولقد رواه أبو رزين بعدما ***** سأل الرسول بلفظه بوزان

ورواه تبليغا له ومقررا ***** لما أقربه بلا نكران

هذا وما كان الجواب جواب من لكن جواب اللفظ بالميزان

كلا وليس لمن دخول قط في ***** هذا السياق لمن له أذنان

دع ذا فقد قال الرسول بنفسه ***** أين الإله لعالم بلسان

والله ما قصد المخاطب غير معناها ***** الذي وضعت له الحقان

والله ما فهم المخاطب غيره ***** واللفظ موضوع لقصد بيان

ياقوم لفظ الأين ممتنع ***** على الرحمن عندكم وذو بطلان

ويكاد قائلكم يكفرنا به ***** بل قد وهذا غاية العدوان

لفظ صريح جاء عن خير الورى ***** قولا وإقرارا هما نوعان

والله ما كان الرسول بعاجز ***** عن لفظ من مع أنها حرفان

والأين أحرفها ثلاث وهي ذو ***** لبس ومن في غاية التبيان

والله ما الملكان أفصح منه إذ ***** في القبر من رب السما يسلان

ويقول أين الله يعني من فلا ***** والله ما اللفظان متحدان

كلا ولا معناهما أيضا لذي ***** لغة ولا شرع ولا انسان


فصل

هذا وخامس عشرها الإجماع من ***** رسل الإله الواحد المنان

فالمرسلون جميعهم مع كتبهم ***** قد صرحوا بالفوق للرحمن

وحكى لنا إجماعهم شيخ الورى ***** والدين عبد القادر الجيلاني

وأبو الوليد المالكي أيضا حكى ***** إجماعهم أعني ابن رشد الثاني

وكذا أبو العباس أيضا قد حكى ***** إجماعهم علم الهدى الحراني

وله اطلاع لم يكن من قبله ***** لسواه من متكلم بلسان

هذا ونقطع نحن أيضا أنه ***** إجماعهم قطعا على البرهان

وكذاك نقطع أنهم جاءوا بإثـ ***** بات الصفات لخالق الأكوان

وكذاك نقطع أنهم جاءوا بإث*****بات الكلام لربنا الرحمن

وكذاك نقطع أنهم جاءوا بإث*****بات المعاد لهذه الأبدان

وكذاك نقطع أنهم جاءوا بتو*****حيد الإله ومإله من ثان

وكذاك نقطع أنهم جاءوا بإث*****بات القضاء وما لهم قولان

فالرسل متفقون قطعا في *****أصول الدين دون شرائع الأيمان

كل له شرع ومنهاج وذا ***** في الأمر لا التوحيد فافهم ذان

فالدين في التوحيد دين واحد ***** لم يختلف منهم عليه اثنان

دين الإله اختاره لعباده ***** ولنفسه هو قيم الأديان

فمن المحال بأن يكون لرسله ***** في وصفه خبران مختلفان

وكذاك نقطع أنهم جاءوا بعد ***** ل الله بين طوائف الإنسان

وكذاك نقطع أنهم أيضا دعوا ***** للخمس وهي قواعد الأيمان

إيماننا بالله ثم برسله ***** وبكتبه وقيامة الأبدان

وبجنده وهم الملائكة الألى ***** هم رسله لمصالح الأكوان

هذي أصول الدين حقا لا اصو ***** ل الخمس للقاضي هو إلهمذاني

تلك الأصول للإعتزال وكم لها ***** فرع فمنه الخلق للقرآن

وجحود أوصاف الإله ونفيهم ***** لعلوه والفوق للرحمن

وكذاك نفيهم لرؤيتنا له ***** يوم اللقاء كما يرى القمران

ونفوا قضاء الرب والقدر الذي ***** سبق الكتاب به هما حتمان

من أجل هاتيك الأصول وخلدوا ***** أهل الكبائر في لظى النيران

ولأجلها نفوا الشفاعة فيهم ***** ورموا رواة حديثها بطعان

ولأجلها قالوا بأن الله لم ***** يقدر على إصلاح ذي العصيان

ولأجلها قالوا بأن الله لم ***** يقدر علىإيمان ذي الكفران

ولأجلها حكموا على الرحمن بالش*****رع المحال شريعة البهتان

ولأجلها هم يوجبون رعاية لل*****أصلح الموجود في الإمكان

حقا على رب الورى بعقولهم ***** سبحانك اللهم ذا السبحان


فصل

هذا وسادس عشرها إجماع أه*****ل العلم أعني حجة الأزمان

من كل صاحب سنة شهدت له ***** أهل الحديث وعسكر القرآن

لا عبرة بمخالف لهم ولو ***** كانوا عديد الشاء والبعران

إن الذي فوق السموات العلى ***** والعرش وهو مباين الأكوان

هو ربنا سبحانه وبحمده ***** حقا على العرش استو الرحمن

فاسمع إذا أقوإلهم واشهد ***** عليهم بعدها بالكفر والأيمان

واقرأ تفاسير الأئمة ذاكري ال*****إسناد فهي هداية الحيران

وانظر إلى قول ابن عباس بتف*****سير استوى إن كنت ذا عرفان

وانظر إلى أصحابه من بعده ***** كمجاهد ومقاتل حبران

وانظر إلى الكلبي أيضا والذي ***** قد قاله من غير ما نكران

وكذا رفيع التابعي أجلهم ***** ذاك الرياحي العظيم الشان

كم صاحب ألقى إليه علمه ***** فلذاك ما اختلفا عليه اثنان

فليهن من قد سبه إذ لم يوا ***** فق قوله تحريف ذي البهتان

فلهم عبارات عليها أربع ***** قد حصلت للفارس الطعان

وهي استقر وقد علا وكذلك ار ***** تفع الذي ما فيه من نكران

وكذاك قد صعد الذي هو رابع ***** وأبو عبيدة صاحب الشيباني

يختار هذا القول في تفسيره ***** أدري من الجهمي بالقرآن

والأشعري يقول تفسير استوى ***** بحقيقة استولى من البهتان

هو قول أهل الاعتزال وقول أت*****باع لجهم وهو ذو بطلان

في كتبه قد قاله من موجز ***** وإبانة ومقالة ببيان

وكذلك البغوي أيضا قد حكا ***** ه عنهم بمعالم القرآن

وانظر كلام إماما هو مالك ***** قد صح عنه قول ذي إتقان

في الاستواء بأنه المعلوم لـ ***** كن كيف خاف على الأذهان

وروى ابن نافع الصدوق سماعه ***** منه على التحقيق والإتقان

الله حقا في السماء وعلمه ***** سبحانه حقا بكل مكان

فانظر إلى التفريق بين الذ***** ات والمعلوم من ذا العالم الرباني

فالذات خصت بالسماء وإنما المعلوم عم جميع ذي الأكوان

ذا ثابت عن مالك من رده ***** فلسوف يلقى مالكا بهوان

وكذاك قال الترمذي بجامع ***** عن بعض أهل العلم والأيمان

الله فوق العرش لكن علمه ***** مع خلقه تفسيرذي إيمان

وكذاك قال الشافعي حكاه عنه ال*****بيهقي وشيخه الرباني

حقا قضى الله الخلافة ربنا ***** فوق السماء لأصدق العبدان

حب الرسول وقائم من بعده ***** بالحق لا فشل ولا متوان

فانظر إلى المقضي في ذي الار*****ض لكن في السماء قضاء ذي

السلطان وقضاؤه وصف له لم ينفصل ***** عنه وهذا واضح البرهان

وكذلك النعمان قال وبعده ***** يعقوب والالفاظ للنعمان

من لم يقر بعرشه سبحانه ***** فوق السماء وفوق كل مكان

ويقر أن الله فوق العرش لا ***** تخفى عليه هواجس الاذهان

فهو الذي لا شك في تكفيره ***** لله درك من إمام زمان

هذا الذي في الفقه الأكبر عندهم ***** وله شروح عدة لبيان

Audio player placeholder Audio player placeholder

تابع الأدلة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

فاليوم بالتفسير أولى من عذا ***** ب واقع للقرب والجيران

ويكون ذكر عروجهم في هذه الد*****نيا ويوم قيامة الأبدان

فنزولهم أيضا هنالك ثابت ***** كنزولهم أيضا هنا للشان

وعروجهم بعد القضا كعروجهم ***** أيضا هنا فلهم إذا شأنان

ويزول هذا السقف يوم معادنا ***** فعروجهم للعرش والرحمن

هذا وما نضجت لدي وعلمها ***** الموكول بعد لمنزل القرآن

وأعوذ بالرحمن من جزم بلا ***** علم وهذا غاية الأمكان

والله أعلم بالمراد بقوله ***** ورسوله المبعوث بالفرقان


فصل

هذا وخامسها صعود كلامنا ***** بالطيبات إليه والإحسان

وكذا صعود الباقيات الصالحا ***** ت إليه من أعمال ذي الأيمان

وكذا صعود تصدق من طيب ***** أيضا إليه عند كل أوان

وكذا عروج ملائك قد وكلوا ***** منا بأعمال وهم بدلان

فإليه تعرج بكرة وعشية ***** والصبح يجمعهم على القرآن

كي يشهدون ويعرجون إليه بال ***** أعمال سبحان العظيم الشان

وكذاك سعي الليل ترفعه إلى الرحمن ***** من قبل النهار الثاني

وكذاك سعي اليوم يرفعه له ***** من قبل ليل حافظ الإنسان

وكذاك معراج الرسول إليه حق ***** ثابت ما فيه من نكران

بل جاوز السبع الطباق وقددنا ***** منه إلى أن قدرت قوسان

بل عاد من موسى إليه صاعدا ***** خمسا عداد الفرض في الحسبان

وكذاك رفع الروح عيسى المرتضى ***** حقا إليه جاء في القرآن

وكذاك تصعد روح كل مصدق ***** لما تفوز بفرقة الأبدان

حقا إليه كي تفوز بقربه ***** وتعود يوم العرض للجثمان

وكذا دعا المضطر أيضا صاعد ***** أبدا إليه عند كل أوان

وكذا دعا المظلوم أيضا صاعد ***** حقا إليه قاطع الأكوان


فصل

هذا وسادسها وسابعها النز ***** ل كذلك التنزيل للقرآن

والله أخبرنا بأن كتابه ***** تنزيله بالحق والبرهان

أيكون تنزيلا وليس كلام من ***** فوق العباد إذاك ذو إمكان

أيكون تنزيلا من الرحمن والرحمن ***** ليس مباين الأكوان

وكذا نزول الرب جلاله ***** في النصف من ليل وذاك الثاني

من ذاك يسألني فيعطي سؤله ***** من ذا يتوب إلي من عصيان

فيقول لست بسائل غيري بأحوال ***** العباد أنا العظيم الشان

من ذاك يسألني فأغفر ذنبه ***** فأنا الودود الواسع الغفران

من ذا يريد شفاءه من سقمه ***** فأنا ا لقريب مجيب من ناداني

ذا شأنه سبحانه وبحمده ***** حتى يكون الفجر فجرا ثاني

يا قوم ليس نزوله وعلوه ***** حقا لديكم بل هما عدمان

كذاك ليس يقول شيئا عندكم ***** لا ذا ولا قولا سواه ثان

كل مجاز لا حقيقة تحته ***** أول وزد وأنقص بلا برهان

فصل

هذا وثامنها بسورة غافر ***** هو رفعة الدرجات للرحمن

درجاته مرفوعة كمعارج ***** أيضا له وكلاهما رفعان

وفعيل فيها ليس معنى فاعل ***** وسياقها يأباه ذو التبيان

لكنها مرفوعة درجاته ***** لكمال رفعته على الأكوان

هذا هو القول الصحيح فلا تحد ***** عنه وخذ معناه في القرآن

فنظيرها المبدي لنا تفسيرها ***** في ذي المعارج ليس يفترقان

والروح والاملاك تصعد في معارجه ***** إليه جل ذو السلطان

ذا رفعة الدرجات حقا ما هما ***** إلا سواء او هما شبهان

فخذ الكتاب ببعضه بعضا كذا ***** تفسير أهل العلم للقرآن


فصل

هذا وتاسعها النصوص بأنه ***** فوق السماء وذا بلا حسبان

فاستحضر الوحيين وانظر ذا ***** ك تلقاه مبينا واضح التبيان

ولسوف نذكر بعض ذلك عن قر ***** يب كي تقوم شواهد الأيمان

وإذا أتتك فلا تكن مستوحشا ***** منها ولا تك عندها بجبان

ليست تدل على انحصار إلهنا ***** عقلا ولا عرفا ولا بلسان

إذ أجمع السلف الكرام بأن ***** معناها كمعنى فوق بالبرهان

او ان لفظ سمائه يعنى به ***** نفس العلو المطلق الحقان

والرب فيه وليس يحصره من ***** المخلوق شيء ذو السلطان

كل الجهات بأسرها عدمية ***** من حقه هو فوقها ببيان

قد بان عنها كلها فهو المحيط ***** ولا يحاط بخالق الأكوان

ما ذاك ينقم بعد ذو التعطيل في ***** وصف العلو لربنا الرحمن

ايرد ذو عقل سليم قط ذا ***** بعد التصور يا اولي الاذهان

والله ما رد امرؤ هذا بغير ***** الجهل او بحمية الشيطان


فصل

هذا وعاشرها اختصاص البعض من ***** أملاكه بالعند للرحمن

وكذا اختصاص كتاب رحمته بعند ***** الله فوق العرش ذو تبيان

لو لم يكن سبحانه فوق الورى ***** كانوا جميعا عند ذي السلطان

ويكون عند الله ابليس وجبريل هما في العند مستويان

وتمام ذاك القول ان محبة الر ***** حمن غير ارادة الأكوان

و كلامها محبوبه ومراده ***** وكلامها هو عنده سيان

ان قلتم عندية التكوين فالذ*****اتان عند الله مخلوقان

أو قلتم عندية التـقريب تقـ ***** ريب الحبيب وما هما عدلان

فالحب عندكم المشيئة نفسها ***** وكلاهما في حكمها مثلان

لكن منازعكم يقول بأنها ***** عندية حقا بلا روغان

جمعت له حب الإله وقربه ***** من ذاته وكرامة الإحسان

والحب وصف وهو غير مشيئة ***** والعند قرب ظاهر التبيان


فصل

هذا وحادي عشرهن إشارة ***** نحو العلو بأصبع وبنان

لله جل جلاله لا غيره ***** إذ ذاك اشراك من الانسان

ولقد أشار رسوله في مجمع الـ ***** حج العظيم بموقف الغفران

نحو السماء بأصبع قد كرمت ***** مستشهدا للواحد الرحمن

يا رب فاشهد انني بلغتهم ***** ويشير نحوهم لقصد بيان

فغدا البنان مرفعا ومصوبا ***** صلى عليك الله ذو الغفران

أديت ثم نصحت إذ بلغتنا ***** حق البلاغ الواجب الشكران


فصل

هذا وثاني عشرها وصف الظهو ***** ر له كما قد جاء في القرآن

والظاهر العالي الذي ما فوقه ***** شيء كما قد قال ذو البرهان

حقا رسول الله ذا تفسيره ***** ولقد رواه مسلم بضمان

فاقبله لا تقبل سواه من التفا ***** سير التي قيلت بلا برهان

والشيء حين يتم منه علوه ***** فظهوره في غاية التبيان

أو ما ترى هذي السما وعلوها ***** وظهورها وكذلك القمران

والعكس أيضا ثابت فسفوله ***** وخفاؤه اذ ذاك مصطحبان

فانظر إلى علو المحيط وأخذه ***** صفة الظهور وذاك ذو تبيان

وانظر خفاء المركز الادنى ووصـ ***** ــف السفل فيه وكونه تحتاني

وظهوره سبحانه بالذات مثـ ***** ـل علوه فهما له صفتان

لاتجحدنهما جحود الجهم أو ***** صاف الكمال تكون ذا بهتان

وظهوره هو مقتض لعلوه ***** وعلوه لظهوره ببيان

وكذاك قد دخلت هناك الفا ***** ء للتسبيب مؤذنة بهذا الشان

فتأملن تفسير أعلم خلقه ***** بصفاته من جاء بالقرآن

إذ قال أنت كذا فليس لضده ***** أبدا إليك تطرق الإتيان


فصل

هذا وثالث عشرها إخباره ***** انا نراه بجنة الحيوان

فسل المعطل هل يرى من تحتنا ***** أم عن شمائلنا وعن إيمان

أم خلفنا وأمامنا سبحانه ***** أم هل يرى من فوقنا ببيان

يا قوم ما في الأمر شيء غير ذا ***** أو أن رؤيته بلا إمكان

إذ رؤية لا في مقابلة من الرائي ***** محال ليس في الامكان

ومن ادعى شيئا سوى ذا كان دعواه مكابرة على الاذهان

ولذاك قال محقق منكم ***** لأهل الاعتزال مقالى بأمان

ما بيننا خلف وبينكم لدى الت ***** حقيق في معنى فيا إخوان

شدوا بأجمعنا لنحمل حملة ***** تذر المجسم في أذل هوان

اذ قال إن إلهنا حقا يرى ***** يوم المعاد كما يرى القمران

وتصير أبصار العباد نواظرا ***** حقا اليه رؤية بعيان

لا ريب أنهم إذا قالوا بذا ***** لزم العلو لفاطر الأكوان

ويكون فوق العرش جل جلاله ***** فلذاك نحن وحزبهم خصمان

لكننا سلم وانتم اذ تساعدنا ***** على نفي العلو لربنا الرحمن

فعلوه عين المحال وليس فو ***** ق العرش من رب ولا ديان

لا تنصبوا معنا الخلاف فما له ***** طعم فنحن وأنتم سلمان

هذا الذي والله مودع كتبهم ***** فانظر ترى يا من له عينان

Audio player placeholder Audio player placeholder

الأدلة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

فصل
في الإشارة إلى الطرق النقلية الدالة على أن الله سبحانه فوق سمواته على عرشه


ولقد أتانا في عشر أنواع ***** من المنقول في فوقية الرحمن

مع مثلها أيضا يزيد بواحد ***** ها نحن نسردها بلا كتمان

منها استواء الرب فوق العرش في ***** سبع أتت في محكم القرآن

وكذلك اطردت بلا لام ولو ***** كانت بمعنى اللام في الاذهان

لآتت بها في موضع كي يحمل الباقي ***** عليها بالبيان الثاني

ونظير ذا إضمارهم في موضع ***** حملا على المذكور في التبيان

لا يضمرون مع اطراد دون ذكر ***** المضمر المحذوف دون بيان

بل في محل الحذف يكثر ذكره ***** فإذا هم الفوه ألف لسان

حذفوه تخفيفا وإيجازا فلا ***** يخفى المراد به على الانسان

هذا ومن عشرين وجها يبطل التـ***** فسير باستولى لذي العرفان

قد أفردت بمصنف لامام ***** هذا الشأن بحر العالم الحراني


فصل

هذا وثانيها صريح علوه ***** وله بحكم صريحه لفظان

لفظ العلي ولفظه الاعلى معرفة ***** ( أتتك هنا ) لقصد بيان

إن العلو له بمطلقه على التـ ***** عميم والاطلاق بالبرهان

وله العلو من الوجوه جميعها ***** ذاتا وقهرا مع علو الشاني

لكن نفاة علوه سلبوه إكما ***** ل العلو فصار ذا نقصان

حاشاه من إفك النفاة وسلبهم ***** فله الكمال المطلق الرباني

وعلوه فوق الخلقية كلها ***** فطرت عليه الخلق والثقلان

لا يستطيع معطل تبديلها ***** أبدا وذلك سنة الرحمن

كل إذا ما نابه أمر يرى ***** متوجها بضرورة الانسان

نحو العلو فليس يطلب خلفه ***** وأمامه أو جانب الانسان

ونهاية الشبهات تشكيك وتخميش ***** وتغيير على الأيمان

لا يستطيع تعارض المعلوم *****والمعقول عند بداية الاذهان

فمن المحال القدح في المعلوم بالشبهات ***** هذا بين البطلان

وإذا البداية قابلتها هذه الشبهات ***** لم تحتج إلى بطلان

شتان بين مقالة أوصى بها ***** بعض لبعض أول للثاني

ومقالة فطر الإله عباده ***** حقا عليها ما هما عدلان


فصل

هذا وثالثها صريح الفوق ***** مصحوبا بمن وبدونها نوعان

إحداهما هو قابل التأويل وال ***** اصل الحقيقة وحدها ببيان

فإذا ادعى تأويل ذلك مدع ***** لم تقبل الدعوى بلا برهان

لكنما المجرور ليس بقابل الت*****أويل في لغة وعرف لسان

وأصخ لفائدة جليل قدرها ***** تهديك للتحقيق والعرفان

إن الكلام إذا أتى بسياقه ***** يبدي المراد لمن له أذنان

أضحى كنص قاطع لا يقبل التـ *****أويل يعرف ذا أولو الأذهان

فسياقه الألفاظ مثل شواهد ال ***** أحوال إنهما لنا صنوان

إحداهما للعين مشهود بها ***** لكن ذاك لمسمع الإنسان

فإذا أتى التأويل بعد سياقه ***** تبدي المراد أتى على إستهجان

وإذا أتى الكتمان بعد شواهد ال ***** أحوال كان كأقبح الكتمان

فتأمل الألفاظ وانظر ما الذي ***** سيقت له إن كنت ذا عرفان

والفوق وصف ثابت بالذات من ***** كل الوجوه لفاطر الأكوان

لكن نفاة الفوق ماوفوا به ***** جحدوا كمال الفوق للديان

بل فسروه بأن قدر الله أعلى ***** لا يفوق الذات للرحمن

قالوا وهذا مثل قول الناس في ***** ذهب يرى من خالص العقيان

هو فوق جنس الفضة البيضاء لا ***** بالذات بل في مقتضى الأثمان

والفوق أنواع ثلاث كلها ***** لله ثابتة بلا نكران

هذا الذي قالوا وفوق القهر والـ ***** فوقية العليا على الأكوان


فصل

هذا ورابعها عروج الروح وال ***** أملاك صاعدة إلى الرحمن

ولقد أتى في سورتين كلاهما اشـ ***** تملا على التقدير بالأزمان

في سورة فيها المعارج قدرت ***** خمسين ألفا كامل الحسبان

وبسجدة التنزيل ألفا قدرت ***** فلأجل ذا قالوا هما يومان

يوم المعاد بذي المعارج ذكره ***** واليوم في تنزيل في ذا الآن

وكلاهما عندي فيوم واحد ***** وعروجهم فيه إلى الديان

فالألف فيه مسافة لنزولهم ***** وصعودهم نحو الرفيع الداني

هذي السماء فإنها قد قدرت ***** خمسين في عشر وذا ضعفان

لكنما الخمسون الف مسا*****فة السبع الطباق وبعد ذي الأكوان

من عرش رب العالمين إلى الثرى ***** عند الحضيض الأسفل التحتاني

واختار هذا القول في ***** تفسيره البغوي ذاك العالم الرباني

ومجاهد قد قال هذا القول لكن ***** ابن إسحاق الجليل الشان

قال المسافة بيننا والعر ***** ش ذا المقدار في سير من الإنسان

والقول الأول قول عكرمة وقو ***** ل قتادة وهما لنا علمان

واختار الحسن الرضى ورواه عن ***** بحر العلوم مفسر القرآن

ويرجح القول الذي قد قاله ***** ساداتنا في فرقهم أمران

إحداهما ما في الصحيح المانع ***** لزكانه من هذه الأعيان

يكوى بها يوم القيامة ظهره ***** وجبينه وكذلك الجنبان

خمسون ألفا قدر ذاك اليوم في ***** هذا الحديث وذاك ذو تبيان

فالظاهر اليومان في الوجهين يو ***** م واحد ما أن هما يومان

قالوا وإيراد السياق يبين الـ ***** مضون منه بأوضح التبيان

فانظر إلى الإضمار ضمن يرونه ***** ونراه ما تفسيره ببيان

Audio player placeholder Audio player placeholder

الرد على المعطلة القائلين بخلو العرش من إله يعبد

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

فاحكم على من قال ليس بخارج ***** عنها ولا فيها بحكم بيان

بخلافه الوحيين والاجماع والعقل ***** الصريح وفطرة الرحمن

فعليه اوقع حد معدوم بلى ***** حد المحال بغير ما فرقان

يا للعقول إذا نفيتم مخبرا ***** ونقيض حد ذاك في امكان

ان كان نفي دخوله وخروجه ***** لا يصدقان معا لذى امكان

الا على عدم صريح نفيه ***** متحقق ببديهة الانسان

أيصح في المعقول يا أهل النهى ***** ذاتان لا بالغير قائمتان

ليست تباين منهما ذات لاخرى ***** أو تحايثها فيجتمعان

ان كان في الدنيا محال فهو ذا ***** فارجع إلى المعقول والبرهان

فلئن زعمتم ان ذلك في الذي ***** هو قابل من جسم أو جثمان

والرب ليس كذا فنفي دخوله ***** وخروجه ما فيه من بطلان

فيقال هذا أولا من قولكم ***** دعوى مجردة بلا برهان

ذاك اصطلاح من فريق فارقوا الوحي ***** المبين بحكمة اليونان

والشيء يصدق نفيه عن قابل ***** وسواه في معهود كل لسان

أنسيت نفي الظلم عنه وقولك ***** الظلم المحال وليس ذا إمكان

ونسيت نفي النوم والسنة التي ***** ليست لرب العرش في الإمكان

ونسيت نفي الطعم عنه وليس ذا ***** مقبولة والنفي في القرآن

ونسيت نفي ولادة أو زوجة ***** وهما على الرحمن ممتنعان

والله قد وسف الجماد بأنه ***** ميت أصم ومإله عينان

وكذا نفى عنه الشعور ونطقه ***** والخلق نفيا واضح التبيان

هذا وليس لها قبول للذي ***** ينفي ولا من جملة الحيوان

ويقال أيضا ثانيا لو صح هذا ***** الشرط كان لما هما ضدان

لا في النقيضين اللذين كلاهما ***** لا يثبتان وليس يرتفعان

ويقال أيضا نفيكم لقبوله ***** لهما يزيل حقيقة الامكان

بل ذا كنفي قيامه بالنفس أو ***** بالغير في الفطرات والاذهان

فإذا المعطل قال إن قيامه ***** بالنفس او بالغير ذو بطلان

إذ ليس يقبل واحدا من ذينك ال ***** أمرين إلا وهو ذو إمكان

جسم يقوم بنفسه أيضا كذا ***** عرض يقوم بغيره أخوان

في حكم إمكان وليس بواجب ***** ما كان فيه حقيقة الامكان

فكلاكما ينفي الإله حقيقة ***** وكلا كما في نفيه سيان

ماذا يرد عليه من هو مثله ***** في النفي صرفا إذ هما عدلان

والفرق ليس بممكن لك بعدما ***** ضاهيت هذا النفي في البطلان

فوزان هذا النفي ما قد قلته ***** حرفا بحرف انتما صنوان

والخصم يزعم أن ما هو قابل ***** لكليهما فكقابل لمكان

فافرق لنا فرقا يبين مواقع ال ***** إثبات والتعطيل بالبرهان

أولا فاعط القوس باريها وخل الفشر عنك وكثرة إلهذيان


فصل
في سياق هذا الدليل على وجه آخر


وسل المعطل عن مسائل خمسة ***** تردي قواعده من الاركان

قل للمعطل هل تقول إلهنا المعبود ***** حقا خارج الاذهان

فإذا نفى هذا فذاك معطل ***** للرب حقا بالغ الكفران

وإذ أقربه فسله ثانيا ***** أتراه غير جميع ذي الأكوان

فإذا نفى هذا وقال بأنه ***** هو عينها ما ها هنا غيران

فقد ارتدى بالاتحاد مصرحا ***** بالكفر جاحد ربه الرحمن

حاشا النصارى أن يكونوا مثله ***** وهم الحمير وعابدو الصلبان

هم خصصوه بالمسيح وامه ***** وأولاء ما صانوه عن حيوان

وإذ أقر بأنه غير الورى ***** عبد ومعبود هما شيئان

فاسأله هل هذا الورى في ذاته ***** أم ذاته فيه هنا أمران

فإذا اقر بواحد من ذينك الـ ***** أمرين قبل حده النصراني

ويقول أهلا بالذي هو مثلنا ***** خشداشنا وحبيبنا الحقان

وإذا نفى الامرين فاسإله إذا ***** هل ذاته استغنت عن الأكوان

فلذاك قام بنفسه أم قام بال ***** أعيان كالاعراض والالوان

فإذا أقر وقال بل هو قائم ***** بالنفس فاسإله وقل ذاتان

بالنفس قائمتان أخبرني هما ***** مثلان أو ضدان أو غيران

وعلى التقادير الثلاث فإنه ***** لولا التباين لم يكن شيئان

ضدين أو مثلين أو غيرين كا ***** نابل هما لا شك متحدان

فلذاك قلنا إنكم باب لمن ***** بالاتحاد يقول بل بابان

نقطتم لهم وهم خطوا على ***** نقط لكم كمعلم الصبيان

Audio player placeholder Audio player placeholder

تفنيد أقوال المتكلمين في أفعال الله أزلاً وأبداً

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

بل كل فرد فهو مسبوق بفر ***** ذ قبله ابدا بلا حسبان

ونظير هذا كل فرد فهو ملحوق ***** بفرد بعده حكمان

النوع والآحاد مسبوق وملحوق ***** وكل فهو منها فان

والنوع لا يفنى أخيرا فهو لا ***** يفنى كذلك اولا ببيان

وتعاقب الآنات أمر ثابت ***** في الذهن وهو كذاك في الأعيان

فإذا أبيتم ذا وقلتم ***** أول الاانات مفتتح بلا نكران

ما كان ذاك الآن مسبوقا يرى ***** الا بسبل وجوده الحقان

فيقال ما تعنون بالانات هل ***** تعنون مدة هذه الازمان

من حين إحداث السموات العلى ***** والارض والافلاك والقمران

ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن ***** من قبلها شيء من الأكوان

هل جاءكم في ذاك من أثر ومن ***** نص ومن نظر ومن برهان

هذا الكتاب وهذه الاثار والمعقول ***** في الفطرات والاذهان

إنا نحاكمكم إلى ما شئتم ***** منها فحكم الحق في تبيان

اوليس خلق الكون في الأيام كا ***** ن وذاك مأخوذ من القرآن

او ليس ذلكم الزمان بمدة ***** لحدوث شيء وهو عين زمان

فحقيقة الازمان نسبة حادث ***** لسواه تلك حقيقة الازمان

واذكر حديث السبق للتقدير ***** والتوقيت قبل جميع ذي الأعيان

خمسين ألفا من سنين عدها المختار ***** سابقة لذي الأكوان

هذا وعرش الرب فوق الماء من ***** قبل السنين بمدة وزمان

والناس مختلفون في القلم الذي ***** كتب القضاء به من الديان

هل كان قبل العرش أو هو بعده ***** قولان عند أبي العلى إلهمذاني

والحق أن العرش قيل لانه ***** قبل الكتابة كان ذا أركان

وكتابة القلم الشريف تعقبت ***** إجاده من غير فصل زمان

لما براه الله قال اكتب كذا ***** فغدا بأمر الله ذا جريان

فجرى بما هو كائن ابدا إلى ***** يوم المعاد بقدرة الرحمن

أفكان رب العرش جل جلاله ***** من قبل ذا عجز وذا نقصان

أم لم يزل ذا قدرة والفعل مقدور ***** له أبدا وذو إمكان

فلئن سألت وقلت ما هذا الذي ***** أداهم لخلاف ذا التبيان

ولأي شيء لم يقولوا إنه ***** سبحان هو دائم الإحسان

فاعلم بأن القوم لما أسسوا ***** أصل الكلام عموا عن القرآن

وعن الحديث ومقتضى المعقول بل ***** عن فطرة الرحمن والبرهان

وبنوا قواعدهم عليه فقادهم ***** قسرا إلى التعطيل والبهتان

نفي القيام لكل أمر حادث ***** بالرب خوف تسلسل الأعيان

فيسد ذاك عليهم في زعمهم ***** إثبات صانع هذه الأكوان

إذ أثبتوا بكون ذي الاجسام حا ***** دثة فلا تنفك عن حدثان

فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن ***** لحدوثها إذ ذاك من برهان

فلاجل ذا قالوا التسلسل باطل ***** والجسم لا يخلو عن الحدثان

فيصح حينئذ حدوث الجسم من ***** هذا الدليل بواضح البرهان

هذي نهايات لأقدام الورى ***** في ذا المقام الضيق الاعطان

فمن الذي يأتي بفتح بين ***** ينجي الورى من غمرة الحيران

فالله يجزيه الذي هو أهله ***** من جنة المأوى مع الرضوان


فصل

فاسمع إذا وافهم فذاك معطل ***** ومشبه وهداك ذو الغفران

هذا الدليل هو الذي أرداهم ***** بل هو كل قواعد القرآن

وهو الدليل الباطل المردود عند ***** أئمة التحقيق والعرفان

ما زال أمر الناس معتدلا إلى ***** أن دار في الاوراق والاذهان

وتمكنت أجزاؤه بقلوبهم ***** فأتت لوازمه إلى الأيمان

رفعت قواعده وتخت أسه ***** فهوى البناء وخر للاركان

وجنوا على الاسلام كل جناية ***** إذ سلطوا الاعداء بالعدوان

حملوا بأسلحة المحال فخانهم ***** ذاك السلاح فما اشتفوا بطعان

وأتى العدو إلى سلاحهم فقا ***** تلهم به في غيبة الفرسان

يا محنة الاسلام والقرآن من ***** جهد الصديق وبغي ذي طغيان

والله لولا الله ناصر دينه ***** وكتابه بالحق والبرهان

لتخطفت أعداؤه أرواحنا ***** ولاقتطعت منا عرى الأيمان

أيكون حقا ذا الدليل وما اهتدى ***** خير القرون له محال ذان

وفقتم للحق اذ حرموه في ***** أصل اليقين ومقعد العرفان

وهديتمونا للذي لم يهتدوا ***** أبدا به واشدة الحرمان

ودخلتم للحق من باب وما ***** دخلوه واعجبا لذا الخذلان

وملكتم طرق الهدى والعلم دو ***** ن القوم واعجبا لذا البهتان

وعرفتم الرحمن بالاجسام وال ***** أعراض والحركات والالوان

وهم فما عرفوه منها بل من ال *****آيات وهي فغير ذي برهان

الله أكبر أنتم أو هم على ***** حق وفي غي وفي خسران

دع ذا أليس الله قد أبدى لنا ***** حق الادلة وهي في القرآن

متنوعات صرفت وتظاهرت ***** في كل وجه فهي ذو أفنان

معلومة للعقل أو مشهودة ***** للحس أو في فطرة الرحمن

أسمعتم لدليلكم في بعضها ***** خبرا او احسستم له ببيان

أيكون أصل الدين ما تم الهدى ***** إلا به وبه قوى الأيمان

وسواه ليس بموجب من لم يحط ***** علما به لم ينج من كفران

والله ثم رسوله قد بينا ***** طرق الهدى في غاية التبيان

فلأي شيء إعرضا عنه ولم ***** نسمعه في أثر ولا قرآن

لكن أتانا بعد خير قروننا ***** فظهور أحداث من الشيطان

وعلى لسان الجهم جاء وحزبه ***** من كل صاحب بدعة حيران

ولذلك اشتد النكير عليهم ***** من سائر العلماء في البلدان

صاحوا بهم في كل قطر بل رموا ***** في إثرهم بثواقب الشهبان

عرفوا الذي يفضي اليه قولهم ***** ودليلهم بحقيقة العرفان

وأخو الجهالة في خفارة جهله ***** والجهل قد ينجي من الكفران


فصل
في الرد على الجهمية المعطلة القائلين بأنه ليس على العرش إله يعبد ولا فوق السموات إله يصلى له ويسجد وبيان فساد قولهم عقلا ونقلا ولغة وفطرة

والله كان وليس شيء غيره ***** وبرى البرية وهي ذو حدثان

فسل المعطل هل يراها خارجا ***** عن ذاته أم فيه حلت ذان

لابد من إحداهما أو أنها ***** هي عينه ما ثم موجودان

ما ثم مخلوق وخالقه وما ***** شيء مغاير هذه الأعيان

لابد من احدى ثلاث مإلها ***** من رابع خلو عن الروغان

ولذاك قال محقق القوم الذي ***** رفع القواعد مدعي العرفان

هو عين هذا الكون ليس بغيره ***** أنى وليس مباين الأكوان

كلا وليس مجانبا ايضا لها ***** فهو الوجود بعينه وعيان

ان لم يكن فوق الخلائق ربها ***** فالقول هذا القول في الميزان

اذ ليس يعقل بعد إلا أنه ***** قد حل فيها وهي كالابدان

والروح ذات الحق جل جلاله ***** حلت بها كمقالة النصراني

Audio player placeholder Audio player placeholder

تراجم لبعض الشخصيات الواردة في القصيدة

يشرح الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه قول الناظم ابن القيم رحمه الله :

وقديم الإحسان الكثير ودائم الجود ***** العظيم وصاحب الغفران

من غير إنكار عليهم فطرة ***** فطروا عليها لا تواص ثان

اوليس فعل الرب تابع وصفه ***** وكما له أفذاك ذو حدثان

وكما له سبب الفعال وخلقه ***** أفعإلهم سبب الكمال الثاني

أو ما فعال الرب عين كمإله ***** أفذاك ممتنع على المنان

أزلا إلى أن صار فيما لم يزل ***** متمكنا والفعل ذو إمكان

تالله قد ضلت عقول القوم إذا ***** قالوا بهذا القول ذي البطلان

ماذا الذي أضحى له متجددا ***** حتى تمكن فانطقوا ببيان

والرب ليس معطلا عن فعله ***** بل كل يوم ربنا في شان

والامر والتكوين وصف كما له ***** ما فقد ذا ووجوده سيان

وتخلف التأثير بعد تمام مو ***** جبه محال ليس في الامكان

والله ربي لم يزل ذا قدرة ***** ومشيئة ويليهما وصفان

العلم مع وصف الحياة وهذه ***** أوصاف ذات الخالق المنان

وبها تمام الفعل ليس بدونها ***** فعل يتم بواضح البرهان

فلأي شيء قد تأخر فعله ***** مع موجب قد تم بالاركان

ما كان ممتنعا عليه الفعل بل ***** ما زال فعل الله ذا إمكان

والله عاب المشركين بأنهم ***** عبدوا الحجارة في رضى الشيطان

ونعى عليهم كونها ليست بخا ***** لقة وليست ذات نطق بيان

فأبان أن الفعل والتكليم من ***** أوثانهم لا شك مفقودان

فإذا هما فقدا فما مسلوبها ***** بإله حق وهو ذو بطلان

والله فهو إله حق دائما ***** أفعنه ذا الوصفان مسلوبان

أزلا وليس لفقدها من غاية ***** هذا المحال واعظم البطلان

إن كان رب العرش حقا لم يزل ***** أبدا إله الحق ذا سلطان

فكذاك أيضا لم يزل متكلما ***** بل فاعلا ما شاء ذا إحسان

والله ما في العقل ما يقضي لذا ***** بالرد والابطال والنكران

بل ليس في المعقول غير ثبوته ***** للخالق الازلي ذي الإحسان

هذا وما دون المهيمن حادث ***** ليس القديم سواه في الأكوان

والله سابق كل شيء غيره ***** ما ربنا والخلق مقترنان

والله كان وليس شيء غيره ***** سبحانه جل العظيم الشان

لسنا نقول كما يقول الملحد الزنديق ***** صاحب منطق اليونان

بدوام هذا العالم المشهود وال ***** أرواح في أزل وليس بفان

هذي مقالات الملاحدة الالى ***** كفروا بخالق هذه الأكوان

وأتى ابن سينا بعد ذاك مصانعا ***** للمسلمين فقال بالإمكان

لكنه الأزلي ليس بمحدث ***** ما كان معدوما ولا هو فان

وأتى بصلح بين طائفتين ***** بينهما الحروب وما هما سلمان

أنى يكون المسلمون وشيعة الـ ***** يونان صلحا قط في الأيمان

والسيف بين الأنبياء وبينهم ***** والحرب بينهما فحرب عوان

وكذا أتى الطوسي بالحرب الصريح***** بصارم منه وسل لسان

وأتى إلى الإسلام يهدم أصله ***** من أسه وقواعد البنيان

عمر المدارس للفلاسفة الألى ***** كفروا بدين الله والقرآن

وأتى إلى أوقاف أهل الدين ينقلها ***** إليهم فعل ذي أضغان

وأراد تحويل الاشارات التي ***** هي لابن سينا موضع الفرقان

وأراد تحويل الشريعة بالنوا ***** ميس التي كانت لدى اليونان

لكنه علم اللعين بأن هذا *****ليس في المقدور والإمكان

إلا إذا قتل الخليفة والقضـ ***** ـاة وسائر الفقهاء في البلدان

فسعى لذاك وساعد المقدو*****ر بالأمر الذي هو حكمة الرحمن

فأشار أن يضع التتار سيوفهم في ***** عسكر الأيمان والقرآن

لكنهم يبقون اهل صنائع الدنيا ***** لأجل مصالح الأبدان

فغدا على سيف التتار الالف في ***** مثل لها مضروبة يوزان

وكذا ثمان مئينها في ألفها ***** مضروبة بالعد والحسبان

حتى بكى الإسلام أعداء اليهو ***** د كذا المجوس وعابدوا الصلبان

فشفى اللعين النفس من حزب الرسول ***** وعسكر الأيمان والقرآن

وبوده لو كان في أحد وقد ***** شهد الوقيعة مع أبي سفيان

لأقر أعينهم وأوفى نذره ***** أو ان يرى متمزق اللحمان

وشواهد الاحداث ظاهرة على ***** ذا العالم المخلوق بالبرهان

وأدلة التوحيد تشهد كلها ***** بحدوث كل ما سوى الرحمن

لو كان غير الله جل جلاله ***** معه قديما كان ربا ثاني

إذ كان عن رب العلى مستغنيا ***** فيكون حينئذ لنا ربان

والرب باستقلإله متوحد ***** أفممكن أن يستقل اثنان

لوكان ذاك تنافيا وتساقطا ***** فإذا هما عدمان ممتنعان

والقهر والتوحيد يشهد منهما ***** كل لصاحبه هما عدلان

ولذلك اقترنا جميعا في صفا ***** ت الله فانظر ذاك في القرآن

فالواحد القهار حقا ليس في ال ***** إمكان أن تحظى به ذاتان


فصل
في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى وكلامه والانفصال عنه


فلئن زعمتم أن ذاك تسلسل ***** قلنا صدقتم وهو ذو إمكان

كتسلسل التأثير في مستقبل ***** هل بين ذينك قط من فرقان

والله ما افترقا لدى عقل ولا ***** نقل ولا نظر ولا برهان

في سلب إمكان ولا في ضده ***** هذي العقول ونحن ذو أذهان

فليأت بالفرقان من هو فارق ***** فرقا يبين لصالح الأذهان

وكذاك سوى الجهم بينهما كذا ***** العلاف في الانكار والبطلان

ولأجل ذا حكما بحكم باطل ***** قطعا على الجنات والنيران

فالجهم افنى الذات والعلاف ***** للحركات أفنى قاله الثوران

وأبو علي وابنه والاشعري ***** وبعده ابن الطيب الرباني

وجميع أرباب الكلام الباطل ***** المذموم عند أئمة الأيمان

فرقوا وقالوا ذاك فيما لم يزل ***** حق وفي أزل بلا إمكان

قالوا لاجل تناقض الازلي وال ***** احداث ما هذان يجتمعان

لكن دوام الفعل في مستقبل ***** ما فيه محذور من النكران

فانظر إلى التلبيس في ذا الفرق تر ***** ويجا على العوران والعميان

ما قال ذو عقل بأن الفرد ذو ***** أزل لذي ذهن ولا أعيان

Audio player placeholder Audio player placeholder

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً