المصدر: فريق عمل طريق الإسلام
- مصر
- ar.islamway.net
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
في أوائل سورة الذاريات لما ذكر الله أهوال يوم القيامة، توقف السياق القرآني، ثم بدأت تلوح بذكر فريق حصد السعادة الأبدية، واستطاع الوصول إلى جنات وعيون، تأمل كيف تشرح الآيات سبب وصول ذلك الفريق إلى الجنات والعيون {إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍۢ وَعُيُونٍ . ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ قَبْلَ ذَ ٰلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا۟ قَلِيلًۭا مِّنَ ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات:15-17]. تأمل كيف كان سبب سعادتهم أن نومهم بالليل قليل! إذن أين يذهب باقي ليلهم؟ إنه يذهب بالسهر مع الله جل وعلا.
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
ووصف النبي صلى الله عليه وسلم سلوك المنافق في تعامله مع الصلاة فقال
«تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني االشيطان، قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلا قليلًا» (رواه مسلم).
ألا يخشى المسلم المتكاسل في الصلاة، المستثقل لها، المستعجل دومًا في أدائها، أن يكون طيلة حياته إنما كان يمارس صلاة المنافق! كم ستكون صدمة فاجعة إذا رأى صلاته عند لقاء الله محسوبة عليه صلاة المنافقين فتكون وبالًا وهو يظنها النجاة؟!
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
تأمل كيف أمر الله المجاهدين بصلاة الجماعة، وهم على خط النار، وتحت مخاطر القصف، وشرح القرآن لهم كيف يصلونها، فكيف يبيح الله تعالى لرجل ينام فوق فراش وثير، تحت أجهزة التكييف الحديثة أن يدع الصلاة؟ بأي منطق يجوز هذا؟! وجاء الأمر الصلاة في آية مركبة صياغتها بطريقة شديدة الترهيب {وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ} [الروم من الآية:31]. فإذا كان الله يجعل ترك الصلاة من أفعال المشركين، فكيف يرضى المسلم لنفسه أن يكون بهذه المنزلة؟!
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
ضم هذه النظائر إلى بعضها: مدح الله لإسماعيل بأمره أهله بالصلاة، وأمر لقمان لابنه بالصلاة، وأمر الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بإن يأمر أهله بالصلاة، ثم تذكر هذه اللامبالاة المتبلدة التي صارت تغزو بيوتنا للأسف.
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
كلما تذكرت كارثة الخامسة والسابعة صباحًا، وأحسست بشغفنا وإنهماكنا بما يفوق حرصنا على الله ورسوله والدار الآخرة، شعرت وكأن تاليًا يتلو علي من بعيد قوله تعالى في سورة التوبة {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ} (التوبة من الآية 24)، ماذا بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة؟!
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
ثم مشهد "المقارنة بين الساعة 5 والساعة 7صباحًا" أقارن تفاوت الحالة الشعبية بين هاتين اللحظتين اللتين لا يفصل بينهما إلا زهاء مئة دقيقة فقط. في الساعة 5 صباحًا، نجد طائفة موفقة من الناس توضأت، تتهادى بسكينة لأداء صلاة الفجر، بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء ما يزالون في فرشهم. ما إن تأتي الساعة 7 وبدأ وقت الدراسة والدوام، وكأنما أطلقت في البيوت صافرات الإنذار! حركة موّارة، وطرقات تتدافع. لكن هل يمكن أن يكون الدوام والشهادات أعظم في قلب الإنسان من الصلاة؟!
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
ما أكثر ما مررنا بحالات من قسوة القلب! ماذا لو لقينا خالق السموات والأرض ونحن في حالة قسوة القلب التي قال عنها {فَوَيْلٌۭ لِّلْقَـٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ} [الزمرمن الآية 22]؟ كم ستكون لحظة فاجعة! وقد أثبتت التجارب أن أنفذ الأدوية وأسرعها في معالجة قسوة القلب هو تلاوة القرآن وتدبر كلام الله سبحانه وتعالى {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم:58].
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
كيف تقع قسوة القلب؟ كيف ينزف القلب إيمانه؟! الحقيقة أن قسوة القلب هي نتيجة طبيعية للمعاصي والخطايا بشكل عام، ولكن لا أعرف سببًا يجفف القلب ويقسيه مثل الغفلة عن ذكر الله، ولا أعرف سببًا يحيي القلب وينيره فورًا مثل ذكر الله، وقد جاءت الإشارة في كتاب الله إلى هذه العلاقة بين بعد العهد عن الذكر وقسوة القلب {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَ} [الحديد:16].
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
قد يتصور كثير من الناس أن قسوة القلب مجرد سبب للمعصية، ويغفل الكثيرن عن أن قسوة القلب قد تكون نتيجة وعقوبة من الله على المعصية ذاتها، فيعاقب الله العبد إذا عصاه بأن يسلط عليه قسوة القلب، كما قال الله تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَـٰقَهُمْ لَعَنَّـٰهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَـٰسِيَةًۭ} [المائدة من الآية:13].
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
هل يقف أمر قسوة القلب عند حرمان من مقامات الإيمان الرفيعة كالتضرع لله؟ لا طبعا! هناك ما هو أفظع من ذلك، وهو أن المرء إذا قسا قلبه قصًّر في طاعة الله، بدأ يلتمس لنفسه المخارج بتأويل النصوص لتوافق هواه، فتراه يدس رأسه في مسائل الخلاف يبحث عن قول الذي يوافق تقصيره، ويحني رماح النصوص كي لا تصيبه {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَـٰسِيَةًۭ ۖ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [المائدة من الآية:13].
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
تخيل ما شئت من مراحل وصفات لقسوة القلب، ثم استمع إلى التصوير القرآني {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعْدِ ذَ ٰلِكَ فَهِىَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةًۭ ۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلْأَنْهَـٰرُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ} [البقرة من الآية:74]، كم من مقارنة موجعة! إن القلب إذا قسا خسر القدرة على الاتصال بالله سبحانه وتعالى، ومناجاته، والتشرف بالانطراح بين يديه. وهذه اللحظات التي يتقلب فيها القلب بين يدي الله هي من أرقى وأجمل وألذ لحظات الدنيا.
إبراهيم السكران
مقتبسات من كتاب رقائق القرآن
نعرف جيدًا من خلال تجاربنا اليومية أن إيماننا في قلوبنا يمر بحالات متفاوتة، بل شديدة التفاوت. تارة نشعر بدفء الإيمان في قلوبنا يتصاعد، فيرق القلب ويلين ويخف ويرفرف، فتنيب النفوس وتذعن، حتى نجد في نفوسنا اندفاعًا لافتًا للعمل لصالح، ونفورًا من المعصية. وتارة آخرى نشعر بالإيمان في قلوبنا يتبلد، ويفتر، حتى نجد من استثقال الطاعات والتكاسل عنها ما يشعرك أنك مكبل، كأنك تمشي في قيود، تستوعر الخطى!


