و ماذا بعد العيد؟
يعد موسم الحج و أيام التشريق آخر مواسم العطاء والتعرض لنفحات الله تعالى التي تزداد مع رجب مروراً بشعبان ثم يفتح السوق الكبير في رمضان و يالها من خسارة فادحة خسارة من خرج من هذا الموسم و لم يغفر له، يتعرض فيه المسلم لنفحات و بركات ربانية يتقلب بين صيام و قيام ودعاء و اجتماع قلوب و أبدان وعشر مباركات و ليلة قدر ثم عيد مبارك.
و بعد هذا الموسم مباشرة تتجه الأفئدة و الأنظار لأغلى بقعة من بقاع الأرض مع الدعاء الحار لضيوف الرحمن بتسير السفر و قبول العمل وغفران الذنوب و مع موسم الحج تدخل العشر من ذي الحجة بنفحاتها و أجورها المضاعفة مواساة لمن لا يملك نفقة الحج و تطييباً لقلبه، فها هو الأجر المضاعف مع العمل اليسير وأنت في مكانك أجر العمل الصالح كأجر المجاهد بل أكثر.
ثم صيام يوم يكفر سنتين ودعاء مقبول هو خير الدعاء فعيد و نحر وهدي وبركة و مواساة الفقراء من أموال الأثرياء و تلاحم و تراحم .. ينتهي به مشهد العام خير نهاية سعيدة.
و بعد العيد هل يفتل كعك:
هذا مثل عامي لمن فاته عمل الكعك الخاص بالعيد بأنه قد فات الأوان بعد خروج العيد ... فهل ينطبق هذا على نفحات ربنا؟؟
أبداً و الله و كلا ...
قد يفتح لك بدعاء مقبول وأنت ساجد باك بين يدي مولاك في ليلة غفل عنها كثير من الخلق واصطفاك ربك من بين خلقه.
فيا من لم يكتب الله له الحج هذا العام تعرض لنفحات الله بمداومة الطاعات فقد ييسر الله لك ما تستحق به نفحاته و بركاته في وقت غفل عنه الناس فلنجعل سائر العام موسماً للطاعات.
و يا من حججت هذا العام :
هذه فرصة سانحة وولادة جديدة، وخير مقبل، فلا تضيّع نفحات الرحمن، و استأنف العمل ولا تركن فإنما هي رحلة إلى الجنان وهنيئًا لك إن شاء الله عنان الجنان.
وإلى الجميع :
ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة
روابط مفيدة: