فضل الوضوء
إن الوضوء له فضل جليل في الشريعةِ، ويكفي فضلا وشرفا أن الوضوء شرط لصحة الصلاةِ، وهو من الأعمال التي توجب محبة الله ذي الجلال والإكرامِ، قال الله سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، قال الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى -: "قال الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} ؛ أي: مِن ذنوبهم على الدوام، {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]؛ أي: المتنزِّهين عن الآثام، وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث، ففيه مشروعية الطهارة مطلقًا؛ لأن الله تعالى يحبُّ المتَّصف بها؛ ولهذا كانت الطهارةُ مطلقًا شرطًا لصحةِ الصلاة والطواف، وجواز مس المصحف، ويشمل التطهُّر المعنوي عن الأخلاق الرذيلة، والصفات القبيحة، والأفعال الخسيسة"؛ (تفسير السعدي). ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة أن المحافظة على الوضوء من علامات الإيمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتقيموا و لن تُحصوا، و اعلموا أنَّ خيرَ أعمالِكم الصلاةُ، و لا يحافظُ على الوضوءِ إلا مؤمنٌ» صححه الألباني في (صحيح الجامع:952).
ومن فضائل الوضوء العظيمة أنه سبب لدخول الجنة ومحو الخطايا ورفعة الدرجاتِ، فعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منْ مسلمٍ يتوضأُ فيحسنُ وضوءَهُ . ثم يقوم فيصلّي ركعتَينِ . مُقبلٌ عليهما بقلبهِ ووجههِ . إلا وجبتْ لهُ الجنةُ» (مسلم:234)ِ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال : أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه . اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ» (الترمذي:55)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تطهرَ في بيتِه ثم مشى إلى بيتٍ من بيوتِ اللهِ، ليقضي فريضةً من فرائضِ اللهِ، كانت خطوَتاهُ إحداهما تحطُّ خطيئةً، والأخرى ترفعُ درجةً» (مسلم: 666)، ولذا أخي الكريم فلنحرص على ملازمة الوضوء وإحسانه وقول أذكاره.
نسأل الله العزيز الحكيم أن يعلمنا من علمه العظيم، وأن يجعلنا من التوابين المتطهرين، والحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين، ومن اهتدى بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وسارعلى نهجه إلى يوم الدين.
- التصنيف:
- المصدر: