آثار الشذوذ على الفرد والمجتمع
خطورة الشذوذ الجنسي اليوم ليس في وجوده ابتداءً فقط، وإنما في الإصرار على نَقْل التجربة الغربية إلى المجتمعات العربية والإسلامية، وإسقاطه عليها، والسعي إلى تقنينه وتشريعه، والنَّيْل من الدين الذي يرفضه، والقِيَم التي تُعارضه.
الخُلُق الفاضل المتين دعامة من دعائم الأمة التي تنهض بالمجتمع، إلى جوار النُّظُم التي تُحدِّد علاقة الفرد بالأسرة، والأسرة بالمجتمع، والتي تُحقِّق للأُمة كيانها واستقلاليتها وتُحافظ على مميزاتها.
وقد سلك القرآن طريق التزكية لبناء الإنسان السويّ؛ فقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10] ، والخيبة عكس الفلاح، وهي تفيد الخذلان، وتدل على عدم الوصول إلى المطلوب.
ودسَّ نفسه؛ أي: غمَسها في الرذيلة، وأوقعها في الأفعال المشينة؛ فكانت عاقبتُه الخيبة وعدم تحصيل الخير.
فالذي يُعْرِض عن الله يتولَّد الخبث في نفسه وتُحدِّثه نفسه بالشرور والرذيلة، فتجده يغمس نفسه فيها، ولا يزكِّيها بالإقبال على الله تعالى، ينتقل من همٍّ إلى همٍّ، ومن تعاسةٍ إلى تعاسةٍ، وليس له في الدنيا إلا الشقاء والعذاب في الآخرة أشق وأخزى.
والله جعل تغيير شؤون الأمم وقفًا على تغيير أخلاقها وصلاح نفوسها، فقال سبحانه: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: ١١]، وما أرسل الله الرسل إلى المجتمعات إلا بالدعوة للفضيلة ومكارم الأخلاق، وبناء مجتمع سليم من الآفات والانحرافات العقدية والنفسية والفكرية والسلوكية.
وحين يُعْرِض الناس عن منهج الله في التشريع والتوجيه يقعون في مخاطر عظيمة يَجنون آثارها في الدنيا قبل الآخرة. وهذا ما حذَّر منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ؛ حتى يُعْلِنوا بها، إلا فشا فيهم الطّاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا قبلهم..» (صحيح الجامع: 7978)
وشيطنة الفطرة بالشذوذ مصدره ما دلَّ عليه قول الله تعالى: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 199]؛ فإنّ أهل الجاهلية الأولى قد غيّروا ما فُطرت عليه مخلوقات الله من البهائم عن طريق التشريع لصالح الأصنام بفقء عين البعير الحامي (الذي كثر النسل منه، فشرعوا حماية ظهره من الركوب). وغيّروا بالوشم ووسم الوجوه بالنار -وهو تشويه- خلق الله، وأقنعوا الجهال من الأتباع أنهم يريدون بذلك الخير!
ووضعوا بالخرافة والإضلال بعض مخلوقات الله في غير ما خلقه الله لها، فجعلوا الكواكب والشمس والقمر آلهة، وجعلوا الكسوف والخسوف يدلّ على أحوال الناس من فناء أو بقاء أو غيره..
أما العالم الغربي اليوم فقد سارع -وفق قوانينه الأممية- بتغيير خلق الله؛ برفض الإسلام وعداوة تشريعه، وتوجيه الناس إلى غيره من التشريع بالهوى والمصلحة والتَّحكّم.
فكل تغيير فيه حظّ من طاعة الشيطان وانتحال لأوامره هو تغييرٌ لخلق الله. ولا يشك أحد أن أقذر انحطاط للإنسانية هو شيطنة الفطرة بالشذوذ كما قدمت.
والشذوذ الجنسي الذي يُروّج له الغرب في ثقافته، ويُقَنِّن له في تشريعاته؛ له آثاره المُدمِّرة على الفرد والمجتمع. وفيما يلي استعراض لأهم تلك الآثار:
أولًا: على مستوى الفرد
1- يُحيل الطباع عن الفطرة التي ركَّبها الله في الإنسان، وإذا انتكس الطبع انتكس القلب؛ فصار قابلًا لكلّ شرّ وخبث، ممَّا يُورّث المهانة والحقارة والخسران، ويُفْقِد الحياء والمروءة من قلوب مَن يمارسون الشذوذ، وتتعاظم وتغلب صفة العدوان والاعتداء عليهم. قال تعالى: {وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} [النساء: 199] ، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ 5 إلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ 6 فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: ٥ - ٧]
إن استغناء الرجل بمثله، واستغناء المرأة بمثلها، مُضادٌّ للفطرة الإنسانية السوية، وكل ما يُضاد الفطرة فلا مصلحة من ورائه، لا للإنسان ولا لغيره من الأحياء. فالشذوذ الذي ينادي به الغرب حاليًا ضد مصلحة الإنسان ومستقبله.
2- القلق المسيطر على فاعل الشذوذ من اكتشاف أمره في المجتمعات ذات الهوية الدينية.
3- إلحاق أضرار فادحـة بصحة الفـرد، وانتشار الأمراض بين الشَّواذّ جنسيًّا، والمنتقلة بالجنس، وأخطرها نقصان المناعة والمقاومة في الجسم (الإيدز)، والأمراض الزهرية. إضافة إلى ذلك تنتشر بين الشاذين الأمراض الجسدية، مثل: الوباء الكبدي (ب)، ومرض «متلازمة أمعاء الشواذ»، والحمى المضخِّمة للخلايا، إضافة إلى الأمراض العصبية والاضطرابات النفسية، مثل: القلق والاكتئاب والشعور وبالنقص والسادية... وما إلى ذلك من اضطرابات نفسية قد تصل بأصحابها إلى الانتحار أو القتل.
وفي ممارسة الشذوذ باللواط يحصل التأثير على أعضاء التناسل والإصابة بالعقم؛ بحيث يضعف مراكز الإنزال الرئيسية في الجسم، ممَّا يؤدي إلى القضاء على الحيوانات المنوية، ويؤثر على تركيب مواد المنيّ، لينتهي بعدم القدرة على إيجاد النسل، والإصابة بالعقم. وغير ذلك من الأمراض الجنسية، ويمكن لمن أراد التفصيل الرجوع إلى كتاب الدكتور عبد الحميد القضاة -رحمه الله-: (الأمراض الجنسية عقوبة إلهية).
وقد صرّح (مارتن ماير) مؤسس «شبكة العمل المسيحية» المحافظة؛ بأن الشذوذ الجنسي ضارٌّ، ويؤدي إلى انتشار الأمراض، وقال: «أنا لستُ على استعداد لتسليم هذه الأمة العظيمة لأحد أكثر حكومات العالم تطرُّفًا وراديكالية من الشواذ جنسيًّا ناقلي المرض والسحاقيات المعاديات لقيم الأسرة.
4- الاضطرابات النفسية والعصبية؛ مثل: القلق والاكتئاب والشعور بالنقص والساديّة. مع ما يرافق صفة الشذوذ من ممارسات قاتلة؛ كالإدمان على المخدرات والمسكرات، والانتحار، وغيرها. وقد كشفت دراسات أمريكية ارتفاع حالات الانتحار وسط صفوف الشواذ من الجنسين داخل الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بين الشباب، وأن نسبة المراهقين الذين لديهم أفكار انتحارية ما زالت مرتفعة بين الأقليات الجنسية مقارنةً بالشباب من الجنسين المختلفين السويين وفق تقرير أوردته قناة NBC الأمريكية.
وقال برايان موستانسكي، مؤلف مشارك في إحدى الدراستين ومدير معهد نورث ويسترن: إن العديد من الدراسات التي تعود إلى أواخر التسعينيات أظهرت أن شباب الأقليات الجنسية أكثر عُرْضَة للإبلاغ عن محاولة الانتحار بثلاث مرات تقريبًا.
وقالت الدراسة: إن خطر حدوث اضطرابات الصحة العقلية والانتحار وإساءة استخدام المواد وغيرها من المشاكل الصحية تتزايد خلال فترة المراهقة؛ إلا أن الخطر يكون أكثر وضوحًا بالنسبة لشباب (الشواذ).
وفحصت إحدى الدراسات بقيادة جوليا ريفمان من كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن، ما يقرب من عشر سنوات من البيانات عن الشباب في عشر ولايات أمريكية؛ فتبين من خلال هذه الفترة تضاعف نسبة الشباب الذين عُرفوا كأقليات جنسية، من 7.3% في عام 2009م إلى 14.3% في عام 2017م.
5- العزلة الشعورية عن مجتمع الأطهار المتطهرين من فاحشة الشذوذ، وتحول ذلك مع مرور الزمن إلى حالة استعداء واستكبار أو ضعف وانكسار.
ثانيًا: على مستوى المجتمع:
1- الشذوذ من أكبر الجرائم وأسباب زوال النعم، وتدمير المجتمع؛ فالفساد وَجْه الفسق، والشذوذ شكل قبيح من أشكاله، فالخلل في القِيَم والمعايير الدينية والأخلاقية يؤدي إلى كثرة الجرائم من قتل وسرقة وإدمان وتعاطي المخدرات، واستعمال العنف والشدة والاعتداء على الآخرين.
كما أن الشذوذ يهدف إلى إلغاء ثنائية إنسانية أساسية في الكون، هي ثنائية (الذكر والأنثى) التي يستند إليها العمران الإنساني والمعيار الإنساني لوجوده على وجه الأرض، وهنا يكمن التدمير. قال الله تعالى: {وَإذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16]، وقال الله سبحانه: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
ويظهر هذا الفساد في المياه، والهواء، والزروع، والثمار، والمساكن، ويظهر بالخسف والزلازل، ومحق البركة، وهذه الآفات والمصائب إنما تظهر بما أحدثه الناس من الذنوب، وهذا مشاهد في حياة الناس، مصداقًا لقوله سبحانه في الآية السابقة.
وفي هذا السياق اعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق (نيكسون) أنّ الشاذين يقوّضون أركان المجتمع، وأن الذي أضاع الإمبراطورية الإغريقية هو الشذوذ الجنسي، وذكر أن أرسطو كان شاذًّا، وكذلك سقراط، وأن الذي هدم الإمبراطورية الرومانية هو انحلال الأباطرة. وخلص نيكسون في النهاية إلى أن أمريكا تتجه إلى المصير ذاته.
وحذّر الملياردير الفرنسي (سيرج داسو) من أن الشذوذ الجنسي يعني انهيار الدول والحضارات، مستشهدًا في ذلك بسقوط الإمبراطورية الإغريقية أيضًا.
2- إحجام أهل الغيرة على الأعراض عن تزويج بناتهم لمن يَعرفون شذوذهم.
3- العزوف عن الزواج بسبب اكتفاء البعض بالشذوذ، مما يُهدِّد نظام الأسرة.
ولذا وصف بابا الفاتيكان (بنديكت السادس عشر) زواج الشواذ جنسیًّا بأنه أحد عدة مخاطر تُهدِّد النظام التقليدي للأسرة، وتُقوّض مستقبل البشرية نفسها، وأدلى البابا بأعنف تصريحاته المناهضة لزواج الشواذ جنسيًّا في إحدى خُطَبه، وقال لدبلوماسيين من نحو ١٨۰ دولة: «إن تعليم الأطفال بحاجة إلى أوضاع ملائمة، وإن مكان الصدارة يذهب إلى الأسرة القائمة على زواج رجل وامرأة».
وأضاف «أنّ الأسرة ليست معاهدة اجتماعية فحسب، بل الخلية الأساس لكل مجتمع، وبناء على ذلك؛ فإن السياسات التي تُقوِّض الأسرة تُهدِّد كرامة الإنسان ومستقبل البشرية».
وعبَّرت نائبة أمريكية سابقة عن ولاية أوكلاهوما، عن استغرابها من تعامل المجتمع مع الشذوذ الجنسي كأمر عادي، ووصفته بأنه: «نقرة الموت بالنسبة للدولة الأمريكية، وأنه أخطر عليها من الإرهاب»، وأضافت في عدة حوارات لها: «إن المثليين خطر على الأمة والنسيج الأخلاقي والعائلة والزواج التقليدي الذي أبقى على الأمم لآلاف السنين».
4- بُغْض الناس واحتقارهم للشواذ في المجتمعات الطبيعية؛ مما يُضْعِف الروابط الاجتماعية بسبب سلوك طريق الشذوذ القبيح مِن قِبَل أفراد المجتمع، فلا يكون للشواذ مكانة في قلوب الناس. وما قد يَتبعه من إلحاق الخزي بأفراد الأسرة جميعًا، بسبب ممارسة الشذوذ مِن قِبَل أحد أفرادها.
5- وقوع المرأة ضحية لزواج غير مستقرّ لا يقوم على السكينة والمودة والرحمة إذا ارتبطت بالشاذّ من الرجال، وما يمكن أن ينقله إليها من الأمراض الجنسية، وما قد يلحقه من العقم الذي يُعطِّل إيجاد النسل ويحرم المرأة من الأمومة.
6- عدم ائتمان ممارسي فاحشة الشذوذ على أطفالهم أو إخوانهم في البيت؛ خشية الانجراف في مستنقعهم.
7- الشذوذ يُهدِّد استمرار الجنس البشري؛ وذلك لأن الشواذ لا يرتضون زواج الرجل بالمرأة، ومِن ثَمَّ إيجاد النسل كنتيجة طبيعية لعلاقة الجنسين ببعضهما، ويقوم الارتباط على أساس الجندر -ارتباط ذكر بذكر أو أنثى بأنثى-، وهنا تكون النتيجة عدم النسل، وانقراض الجنس البشري في المجتمع الممارس لهذه الرذيلة.
وفي تصريح لصحيفة «فرانس كولتور»، عقّب الملياردير اليهودي (داسو) على قرار فرنسا بالموافقة على قانون يسمح بزواج الشواذ، محذرًا من أنّ هذا يُهدِّد فرنسا بالانقراض، وقال: «زواج الرجل بالرجل، وزواج المرأة بالمرأة، يعني توقف المجتمع الفرنسي عن تجديد نفسه بأجيال جديدة.
8- تعطيل التنمية البشرية؛ فالإنسان كالنبتة تحتاج إلى بيئة خاصة في تربتها وزراعتها ورعايتها وجني ثمارها، وحين يضع الإنسان شهوته ونزوته واتصاله الجنسي في غير موضعه الذي خُلِقَ له ولأجله، يتعطل دوره في نماء حقيقي سوي لصالح نفسه ومجتمعه؛ إذ لا بد في مفهوم التنمية البشرية من مواءمة ومتابعة العلاقة بين العوامل الماديّة في حياة الإنسان والعوامل الروحيّة، وما بينهما من تأثير متبادل؛ كاكتساب الإنسان -مثلاً- خبرات مهنيَّة محددة تُعينه على تنمية حاجاته الماديّة، مع حاجته للمُثُل العليا والقِيَم والمبادئ الراسخة والاعتقاد الديني الصحيح؛ فالإنسان مادة، ورسالته في الحياة تقتضي تلبية حاجاته الماديّة مع الحفاظ على القيم الروحيّة.
9- انتشار الشر والفاحشة والضلال نتيجة لتحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرَّم الله، خاصةً إذا ما قامت القوانين والاتفاقيات الدولية بتشريع حماية الشواذ، وتجريم مَن يعتدي على حريتهم في ممارسة الشذوذ بالكلام أو الفعل أو إظهار مشاعر النفور والكراهية لما يقومون به.
10- يُعدُّ الشذوذ -بناء على النقطة السابقة- انتكاسة مفزعة لحرية الرأي والتعبير والاعتقاد، وشكلاً من أشكال التسلط والأنانية والاستبداد والوصاية، يمارسه الغرب وأتباعه على شعوب المجتمعات في العالم.
11- ممارسة الشذوذ تؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج الشرعي، وتساهم في زيادة المشكلات الاجتماعية من عنوسة وطلاق وخيانة زوجية وعجز جنسي؛ مما يسبب تقويض بنية الأسرة وتغيير شكلها الطبيعي المكون من رجل وامرأة وأطفال.
12- فَقْد المجتمع لهويته الثقافية؛ فلكل أمة مظاهر للحياة الاجتماعية فيها، تشرف عليها الحكومات، ويُنظّمها القانون، وتحميها السلطات، فيعمل المجتمع على أن تتفق هذه المظاهر مع هويته الثقافية، ووفق هذا فإن هوية شعوبنا العربية والإسلامية مظاهر حياتها الاجتماعية تتوافق مع آداب الدين، وتساير تشريع الإسلام وأوامره، وعليه فإن الدين يحارب الشذوذ والإباحية، ويضبط غريزة حفظ النفس، وغريزة حفظ النوع، من خلال الزواج، وينظّم مطالب الفم والفرج، ولا يجعلها تتغول على الناس أو تستعبدهم.
والأبشع في فقدان الهوية حين يرضى المجتمع ويوافق على ظهور مثل تلك الثقافة في محيطه؛ من خلال السماح بالفعاليات والمهرجانات وإقامة الجمعيات التي تعمل وفق منطق الشذوذ، فيرى «التزويج» من الشواذ بين الرجل والرجل، أو بين المرأة والمرأة متساويًا مع الأسر الطبيعية بين الرجل والمرأة!
13- الشذوذ يتعارض مع دور الجنس البشري في العطاء والطهارة وبناء المجتمع؛ فهو رذيلة تُضْعِف الوازع الديني لدى مُرتكبه، ويُدمّر القيم الأخلاقية، ويتزايد معه خطر التعرُّض للتحرش الجنسي والبذاءة والاغتصاب وغير ذلك ممّا تُحرّكه الشهوات المسعورة.
14- سهولة اختراق المجتمع والأمة والسيطرة عليهما، وإضعاف مقاومتهما، ثم استساغة استعمارهما فكريًّا وسلوكيًّا، ليغدو المجتمع في حالة ارتهان للغير المسيطر المتنفذ، يجعل الإنسان مسخًا مطموس المعالم بعد أن جُرِّد من هُويته وانسلخ من كيانه.
15- الاعتداء على الصحة المجتمعية بما ينتج عنه من أمراض تُشكِّل خطرًا على حياة الناس.
الخاتمة:
خطورة الشذوذ الجنسي اليوم ليس في وجوده ابتداءً فقط، وإنما في الإصرار على نَقْل التجربة الغربية إلى المجتمعات العربية والإسلامية، وإسقاطه عليها، والسعي إلى تقنينه وتشريعه، والنَّيْل من الدين الذي يرفضه، والقِيَم التي تُعارضه.
- التصنيف: