عبادة العمر "الحج"
يا أسرار المحبين بكعبة الحب طوفي واركعي، وبين صفاء الصفا ومروة المروة اسعي وأسرعي، وفي عرفات العرفان قفي وتضرَّعي
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضى الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ اللَّهُ: إِنَّ عَبْدًا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَا يَفِدُ[1] إِلَيَّ لَمَحْرُوم» [2].
يا أسرار المحبين بكعبة الحب طوفي واركعي، وبين صفاء الصفا ومروة المروة اسعي وأسرعي، وفي عرفات العرفان قفي وتضرَّعي، ثم إلى مزدلفة الزلفى فادفعي، ثم إلى منى نيل المُنى فارجعي، فإذا قربوا القرابين فقرِّبي الأرواح، ولا تمنعي[3].
إن الحجَّ من بين أركان الإسلام ومبانيه عبادة العمر، وختام الأمر، وتمام الإسلام، وكمال الدين.
قد فرضَه اللهُ على الأمةِ الإسلاميةِ؛ لِيجتمعَ المسلمونَ من شتى بقاع الأرض مبتهلينَ إليه، متضرعين أن يؤيدهم بنصر من عنده، وأن يرزقهم هدايته وإعانته على سلوك سبيل الحق، ولا شك أن ذلك يزيد من ترابطهم، وأُلفتهم.
حكم الحج:
إنَّ الحجَّ أحدُ أركانِ الإسلامِ وقواعِدِهِ، أَجمعَ المسلمونَ على ذلكَ سلفًا وخلفا.
قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97].
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»[4].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ»، ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ»[5].
وَيَجِبُ ذَلِكَ فِي العُمُرِ مَرَّةً؛ لِهَذَا الحَدِيْثِ.
وَأَجْمَعَ العُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ عَلَى المَرْءِ فِي عُمُرِهِ حَجَّةٌ وَاحِدَةٌ، حَجَّةُ الإِسْلَامِ إِلَّا أَنْ يَنذرَ نَذْرًا، فَيَجِبُ عَلَيْهِ الوَفَاءُ بِهِ[6].
حكم العمرة:
تَجِبُ العُمْرَةُ عَلَى مَنْ يَجِبُ عَلَيْهِ الحَجُّ؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة:196].
وَلِمَا رَوَى الصُّبَيُّ بْنُ مَعْبَدٍ: كُنْتُ أَعْرَابِيًّا نَصْرَانِيًّا، فَأَسْلَمْتُ، فَكُنْتُ حَرِيصًا عَلَى الْجِهَادِ، فَوَجَدْتُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مَكْتُوبَيْنِ[7] عَلَيَّ، فَأَهْلَلْتُ بِهِمَا، فَأَتَيْتُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المؤْمِنِينَ إِنِّي وَجَدْتُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مَكْتُوبَيْنِ عَلَيَّ، فَأَهْلَلْتُ بِهِمَا، فَقَالَ عُمَرُ رضى الله عنه: «هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم»[8].
وَيَجِبُ ذَلِكَ فِي العُمْرِ مَرَّةً؛ لِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه المُتَقَدِّمِ[9].
هل الحج واجب على الفور، أو على التراخي؟
يعني هل يجب على من توفرت فيه شروط وجوب الحجِّ أن يحج فورا في عامِه، أم يجوز له تأخيره؟
الصحيح من أقوال العلماء أن الحج يجب على الفور، ولا يجوز تأخيره.
لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].
وقوله تَعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]، والأمر على الفور.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍرضى الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ»[10].
ولأنه أحد أركان الإسلام، فكان واجبا على الفور، كالصيام[11].
من فضائل الحج والعمرة:
1-الحج من أعظم فرائض الإسلام.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ»، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ»[12].
الحج المبرور: هو الذي لا يخالطه إثم، مأخوذ من البِر وهو الطاعة، وقيل: هو المقبول، ومن علامة القبول أن يرجعَ خيرًا مما كان، ولا يعاود المعاصي، وقيل: هو الذي لا رياء فيه، ولا مانعَ من حمله على جميع هذه المعاني؛ فإنها متقاربة[13].
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضى الله عنه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ.
قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ»[14].
2-الحج، والعمرة من أسباب مغفرة الذنوب، ودخول الجنة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ[15]، وَلَمْ يَفْسُقْ[16]، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ[17]»[18].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ»[19].
وعَنْ عَمْرو بنِ العَاصِ رضى الله عنه، في قصَّةِ إسْلَامِه، قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ، قَالَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟»، قَالَ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا؟ وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟»[20].
3-الحج أفضل الجهاد.
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رضى الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: «لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ»[21].
4- الحج سبب من أسباب دخول الجنة.
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ»، قَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ قَالَ: «الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ»[22].
5- الحج والعمرة سبب من أسباب الرزق.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ[23] خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ»[24].
6-الحج والعمرة جهاد الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «جِهَادُ الْكَبِيرِ، وَالصَّغِيرِ، وَالضَّعِيفِ، وَالمرْأَةِ: الْحَجُّ، وَالْعُمْرَةُ»[25].
7-الحاج والمعتمر أجابا دعوة الله تبارك وتعالى.
عَنِ ابْنِ عُمَرَرضى الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ، وَفْدُ اللَّهِ دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ، وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ»[26].
8-الحاج في حفظ الله تبارك وتعالى حتى يرجع إلى بيته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ فِي ضَمَانِ اللَّهِ عز وجل: رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ عز وجل، وَرَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل، وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجًّا»[27].
أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله وكفى، وصلاةً على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..
سبحان من فضَّل هذه الأمة وفتح لها على يدي نبيها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم أبواب الفضائل الجمة... فما من عمل عظيم يقوم به قوم ويعذر عنه آخرون إلا وقد جعل الله عملا يقاومه أو يفضل عليه، فتتساوى الأمة كلها في القدرة عليه.
لما كان الجهاد أفضل الأعمال ولا قدرة لكثير من الناس عليه كان الذكر الكثير الدائم يساويه ويفضل عليه، وكان العمل في عشر ذي الحجة يفضل عليه إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع منهما بشيء.
ولما كان الحج والعمرة من أفضل الأعمال ولا قدرة لكثير من الناس عليه شرع الله تبارك وتعالى أعمالا لها أجرُ الحج، والعمرة، منها:
1- الصلاة في جماعة.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضى الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ»[28].
2- صلاة الفجر في جماعة والجلوس إلى شروق الشمس لذكر الله جل جلاله.
عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ[29] فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ»[30].
3-العمرة في شهر رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
عن ابْنِ عَبَّاسٍرضى الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً»، أَوْ «حَجَّةً مَعِي»[31].
4-التسبيح، والتكبير، والتحميد بعد الصلوات المكتوبة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ العُلَا، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: «أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ»، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولُ اللهِ قَالَ: «تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً»، فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الْأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقَالَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ»[32].
من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله تعالى بحقه الذي عرَفه..
ومن عجز عن المبيت بمزدلفةَ فليبت عزمه على طاعة الله، وقد قربه وأزلفه..
ومن لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف..
ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا، وقد بلغ المُنا..
ومن لم يصل إلى البيت؛ لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت؛ فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد[33].
• اللهم ثبِّت قلوبَنا على الإيمان.
• ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
• ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار.
• ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد.
أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.
[1] لَا يَفِدُ: أي لم يعتمر، ولم يحج.
[2] صحيح: رواه ابن حبان في صحيحه (3703)، وصححه الألباني في الصحيحة (1662).
[3] انظر: لطائف المعارف، صـ (288).
[4] متفق عليه: رواه البخاري (8)، ومسلم (16).
[5] صحيح: رواه مسلم (1337).
[6] انظر: الإجماع، لابن المنذر، رقم «161».
[7] مكتوبين: أي مفروضين.
[8] صحيح: رواه أبو داود (1799)، والنسائي (2731)، وابن ماجه (2970)، وصححه الألباني.
[9] انظر: الكافي، لابن قدامة (2/ 297-298).
[10] حسن: رواه أبو داود (1732)، وابن ماجه (2883)، وأحمد (3/ 333)، وحسنه الألباني.
[11] انظر: المغني، لابن قدامة (5/ 36-38).
[12] متفق عليه: رواه البخاري (26)، ومسلم (83).
[13] انظر: إكمال المعلم (1/ 347)، وحاشية السندي على سنن النسائي (5/ 112).
[14] صحيح: رواه الترمذي (2616)، وقال: «حسن صحيح» ، والنسائي في الكبرى (11330)، وابن ماجه (3973)، وأحمد (22016)، وصححه الألباني.
[15] فلم يرفث: أي لم يقل فحشا، وقيل: لم يجامع زوجته. [انظر: إكمال المعلم (4/ 362)].
[16] ولم يفسق: أي لم يفعل معصية، أو سيئة. [انظر: إكمال المعلم (4/ 362)].
[17] رجع كما ولدته أمه: أي بغير ذنب. [انظر: إكمال المعلم (4/ 362)].
[18] متفق عليه: رواه البخاري (1819)، ومسلم (1350).
[19] متفق عليه: رواه البخاري (1773)، ومسلم (1349).
[20] صحيح: رواه مسلم (121).
[21] صحيح: رواه البخاري (1520).
[22] حسن: رواه أبو داود (429)، وحسنه الألباني.
[23] الكير: أي كير الحداد الذي ينفخ به النار. [انظر: النهاية في غريب الحديث (4/ 217)].
[24] صحيح: رواه الترمذي (810)، والنسائي (2630)، وأحمد (3669)، وصححه أحمد شاكر، والألباني.
[25] حسن: رواه النسائي (2626)، وأحمد (9459)، وحسنه الألباني.
[26] حسن: رواه ابن ماجه (2893)، وحسنه الألباني.
[27] صحيح: رواه الحميدي (1121)، وصححه الألباني في الصحيحة (598).
[28] حسن: رواه أبو داود (558)، وحسنه الألباني.
[29] الغداة: أي صلاة الفجر. [انظر: النهاية في غريب الحديث (3/ 346)].
[30] حسن: رواه الترمذي (586)، وحسنه الألباني.
[31] متفق عليه: رواه البخاري (1863)، ومسلم (3098).
[32] متفق عليه: رواه البخاري (843)، ومسلم (595).
[33] انظر: لطائف المعارف، صـ (288).
- التصنيف: