يوم عاشوراء وذكرى نجاة موسى عليه السلام

منذ 8 ساعات

عناصر المقال: ١- دعوة موسى عليه السلام لفرعون وإيمانُ السحرة. ٢- إنجاء الله موسى عليه السلام ومَن معه من فرعون وجنوده. ٣- الله ينصر عباده المؤمنين. ٤- فضل صيام يوم عاشوراء.

يوم عاشوراء وذكرى نجاة موسى عليه السلام

الحَمدُ لِلَّهِ نَاصِرِ أَولِيَائِهِ المُؤمِنِينَ، وَمُهلِكِ أَعدَائِهِ الكَافِرِينَ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الأَمِينُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ، أَمَّا بَعدُ:

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:

قَصّ اللَّهُ عَلَينَا فِي كِتَابِهِ أَحسَنَ القَصَصِ، وَخَبَّرَنَا مِن الأَخبَارِ مَا فِيهِ عِبرَةٌ لِلعُقَلَاءِ، وَتَذكِرَةٌ لِلأَلِبّاءِ، وَإِنّ مِن أَعظَمِ قِصَصِ القُرآنِ قِصَّةَ مُوسَى وَفِرعَونَ، فَقَد كَرّرَهَا اللَّهُ وَأَعَادَهَا عَلَى مَسَامِعِنَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِن كِتَابِهِ، لِنَسْتَلْهِمَ مِنهَا العِبَرَ، وَنُفِيدُ مِنهَا الدُّرُوسَ.

 

لَقَد أَوحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ أَن يَأتِيَ فِرعَونَ فَيَدعُوَهُ إِلَى أَن يَعبُدَ اللَّهَ، وَيَدَعَ تَعذِيبَ بَنِي إِسرَائِيلَ، وَآتَى اللَّهُ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ مِن الآيَاتِ مَا يَدُلُّ عَلَى صِدقِهِ ونُبُوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ، فَآتَاهُ مُعجِزَةَ العَصَا وَانقِلَابِهَا إِلَى حَيَّةٍ تَسعَى، وَخُرُوجَ يَدِهِ بَيضَاءَ إِذَا أَدخَلَهَا فِي جَيبِهِ، فِي تِسعِ آيَاتٍ أُخرَى إِلَى فِرعَونَ وَقَومِهِ، وَلَكِنَّ فِرعَونَ العَاتِيَ العَنِيدَ، أَبَى وَاستَكبَرَ،  {فكذَّبَ ‌وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى}، ادّعَى فِرعَونُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى سِحرٌ، وَأَنَّ عِندَهُ مِن السِّحرِ مَا يُبطِلُهُ، فَجَمعَ سَحَرَةَ مَملَكَتِهِ، وَوَاعَدَ مُوسَى يَومَ عِيدٍ لَهُم، لِيَجتَمِعَ النّاسُ وَيَرَوا هَزِيمَةَ مُوسَى، وَعَرَضَ السَّحَرَةُ مَا عِندَهُم مِن السِحرِ وَالشَعوَذَاتِ، ‌فَأَلْقَوا حِبَالَهُم وَعِصِيَّهُم وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرعَونَ إِنَّا لَنَحنُ الغَالِبُونَ، وعَرَضَ مُوسَى مَا عِندَهُ مِنَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ، قَالَ تَعَالى: ‌ {وَأَوحَينَا ‌إِلَى ‌مُوسَى ‌أَنْ أَلقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}.

عِبَادَ اللَّهِ:

تَأَمَّلُوا حَالَ هَؤُلَاءِ السَّحَرَةِ، لَمّا رَأَوا آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى آمَنُوا إِيمَانًا مُوقِنًا ثَابِتًا، مَعَ تَوَعُّدِ فِرعَونَ لَهُم بِأَن يُقَطِّعَهُم وَيُصَلِّبَهُم، لَكِنّهُم‌ {قَالُوا ‌لَا ‌ضَيرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * إِنَّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ المُؤمِنِينَ}.

 

وَبَعدَ انتِصَارِ مُوسَى لَجَأَ فِرعَونُ إِلَى القُوَّةِ وَالبَطشِ، فَأَرْعَدَ وَأَزْبَدَ، وَهَدَّدَ وَتَوَعَّدَ، وَهَذَا حَالُ أَهلِ البَاطِلِ عِندَمَا يُفلِسُونَ مِن الحُجَّةِ، فَأَوحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى أَن يَخرُجَ بِالمُؤمِنِينَ وَيَتَوَجّهَ بِهِم إِلَى حَيثُ أَمَرَهُ اللَّهُ.
 

عِندَ ذَلِكَ استَنفَرَ فِرعَونُ جُنُودَهُ، وَجَمَعَ قُوَّتَهُ، وَخَرَجَ فِي إِثْرِهِم، وَسَارَ فِي طَلَبِهِم، يُرِيدُ إِبَادَتَهُم عَن آخِرِهِم، ‌ {فَأَرسَلَ ‌فِرعَونُ ‌فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُم لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ}، فَانتَهَى مُوسَى بِمَن مَعَهُ مِن المُؤمِنِينَ إِلَى البَحرِ، وَلَحِقَ بِهِم فِرعَونُ وَجُنُودُهُ، وَهُنَاكَ تَزَايَدَتْ مَخَاوِفُ المُؤمِنِينَ، فَالبَحرُ أَمَامَهُم، وَالعَدُوُّ خَلفَهُم،  {فَلَمَّا تَرَاءَى ‌الجَمْعَانِ ‌قَالَ أَصحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدرَكُونَ}، هَكَذَا بَدَتِ النَّتِيجَةُ بِحَسَبِ الأَسبَابِ وَالمُعطَيَاتِ، وَلَكِنْ جَاءَتْ إِجَابَةُ المُؤمِنِ المُتَوَكِّلِ عَلَى رَبِّهِ المُصَدِّقِ بِوَعدِهِ: كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ، لَم يَدْرِ مُوسَى كَيفَ سَيُنَجِّيهِ اللَّهُ مِن فِرعَونَ، لَكِنَّ قُوَّةَ تَوَكُّلِهِ غَلَبَتْ مَا يَرَى مِن تَكَالُبِ الأَسبَابِ المُهلِكَةِ عَلَيهِ، وَهُنَا جَاءَ الفَرَجُ وَالنَّصرُ مِنَ القَوِيِّ العَزِيزِ، الوَلِيِّ الحَمِيدِ، الَّذِي هُوَ حَسْبُ مَن تَوَكَّلَ عَلَيهِ، وَوَكِيلُ مَنِ اعتَمَدَ عَلَيهِ، لَقَد أَمَرَ اللَّهُ مُوسَى أَن يَضرِبَ بِعَصَاهُ ذَلِكَ البَحرَ الهَائِجَ المُتَلَاطِمَ فَضَرَبَهُ، فَانفَتَحَ طُرُقًا يَابِسَةً عَلَى قَدْرِ القَومِ، فَسَارَ فِيهَا مُوسَى وَقَومُهُ لَا يَخَافُ دَرَكًا وَلَا يَخشَى، وَدَخَلَ فِرعَونُ وَجُنُودُهُ فِي إِثْرِهِم، فَلَمَّا تَكَامَلَ قَومُ مُوسَى خَارِجِينَ مِنَ البَحرِ، وَتَكَامَلَ قَومُ فِرعَونَ دَاخِلِينَ فِيهِ؛ أَمَرَ اللَّهُ البَحرَ، فَانطَبَقَ عَلَيهِم، وَأَغرَقَهُمْ أَجمَعِينَ، ‌فَقُطِعَ ‌دَابِرُ القَومِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

هَكَذَا -عِبَادَ اللَّهِ- انتَصَرَ الحَقُّ عَلَى البَاطِلِ، وَصَدَقَ اللَّهُ وَعدَهُ، وَأَعَزَّ جُندَهُ، وَحَصَلَ مَا أَخبَرَ بِهِ مُوسَى قَومَهُ حِينَ قَالَ: عَسَى رَبُّكُم ‌أَن ‌يُهلِكَ ‌عَدُوَّكُم وَيَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ، وَتَحَقَّقَتْ إِرَادَةُ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي أَخبَرَ عَنهَا بِقَولِهِ:  {وَنُرِيدُ أَن ‌نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِيَ فِرعَونَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنهُم مَا كَانُوا يَحذَرُونَ}.

 

عِبَادَ اللَّهِ: كَمْ فِي خَبَرِ مُوسَى وَفِرعَونَ مِن آيَةٍ لِلمُؤمِنِينَ، إِنّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَنَصرَهُ حَقٌّ لِأَهلِ الحَقِّ، لَكِنّ اللَّهَ جَعَلَ لِكُلّ شَيءٍ أَجَلًا، فَلَهُ حِكمَةٌ فِيمَا يَقضِي سُبحَانَهُ.

وَإِنّ الأَمرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، هُوَ الَّذِي يُدَبّرُ الأَمرَ، وَيَصرِفُ القَدَرَ، فَمَهْمَا عَتَا الظَّلَمَةُ وَالطُّغَاةُ وَأَهلُ الكُفرِ، وَاستَكبَرُوا بِمَا لَدَيهِم فِي الدُّنيَا مِن قُدُرَاتٍ وَخِبرَاتٍ، وَعُلَمَاءَ وَحُلَفَاءَ، إِلَّا أَنّهُم لَا شَيءَ لَهُم، بَل إِنّ الأَمرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، يَحكُمُ مَا يُرِيدُ، وَيَقضِي مَا يَشَاءُ.

وَمَهْمَا عَلَا البَاطِلُ وَارتَفَعَ فَهُوَ زَاهِقٌ وَزَائِلٌ لَا مَحَالَةَ، لَكِنّ عَلَى المُؤمِنِينَ أَن يَثِقُوا بِوَعدِ اللَّهِ، وَيَستَعِينُوا بِهِ وَيَصبِرُوا، فَإِنّ العَاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ.

فَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ فَأَطَاعَهُ وَامتَثَلَ أَمرَهُ، وَتَوَكّلَ عَلَيهِ وَاستَعَانَ بِهِ، فَهُوَ المَنصُورُ الغَالِبُ، قَالَ تَعَالَى: ‌إِنَّا ‌لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشهَادُ، وَقَالَ سُبحَانَهُ:‌إِنَّهُ ‌مَن ‌يَتَّقِ وَيَصبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحسِنِينَ.
 

عِبَادَ اللَّهِ: لَمَّا كَانَت أُمَّتُنَا أَولَى الأُمَمِ بِالأَنبِيَاءِ -فَنَحنُ أَولَى بِمُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ مِن كَفَرَةِ اليَهُودِ، وَأَولَى بِعِيسَى عَلَيهِ السَّلَامُ مِن كَفَرَةِ النَّصَارَى- شَرَعَ اللَّهُ لِلمُؤمِنِينَ أَن يَصُومُوا اليَومَ الَّذِي نَجّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَمَن مَعَهُ مِن إِخوَانِنَا المُؤمِنِينَ، وَهُوَ يَومُ عَاشُورَاءَ، جَاءَ فِي الصَّحِيحِ عَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَومٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوم نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِم، فَصَامَهُ مُوسَى شُكرًا لِلَّهِ تَعَالَى، فَنَحنُ نَصُومُهُ تَعظِيمًا لَهُ. قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنكُم». فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.  (رَوَاهُ البُخَارِيُّ).

وَلَمَّا سُئِلَ ﷺ عَن فَضلِ صَومِ يَومِ عَاشُورَاءَ قَالَ: «أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبلَهُ» (رَوَاهُ مُسلِمٌ)، وَيُستَحَبُّ أَن يَصُومَ اليَومَ التَّاسِعَ مَعَهُ؛ مُخَالَفَةً لِليَهُودِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُخَالَفَةَ الكُفَّارِ مَقصُودَةٌ فِي شَرِيعَتِنَا، حَتَّى مُخَالَفَتَهُم فِي الطَّاعَةِ، فَقَد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:  «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»  (رَوَاهُ مُسلِمٌ).

بَل هَذَا الشَّهرُ كُلُّهُ -شَهرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ- يُستَحَبُّ الإِكثَارُ مِنَ الصِّيَامِ فِيهِ؛ فَعَن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:  «أَفضَلُ الصِّيَامِ بَعدَ رَمَضَانَ؛ شَهرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ»  (رَوَاهُ مُسلِمٌ).

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.

رَبِّ أَعِنّا وَلَا تُعِنْ عَلَينَا، وَانصُرْنَا وَلَا تَنصُرْ عَلَينَا، وَامكُرْ لَنَا وَلَا تَمكُرْ عَلَينَا، وَاهدِنَا وَيَسِّرِ الهُدَى لَنَا، وَانصُرنَا عَلَى مَن بَغَى عَلَينَا، اللَّهُمَّ أَنجِ المُستَضعَفِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَأَنزِلْ نَصرَكَ عَلَى عِبَادِكَ المُوَحّدِينَ، اللَّهُمَّ وَفّقْ وَلِيّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: اُذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

________________________________________
المصدر: مركز حصين للأبحاث والدراسات

  • 1
  • 0
  • 133

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً