أمانة تربية الأولاد
منذ 2006-02-15
إن انحراف الأبناء من أخطر المصائب التي تصاب بها المجتمعات، فانحراف الشباب أخطر من انحراف الشيوخ، فالشباب إذا انحرف دل ذلك على أن الحاضر في خطر، وعلى أن المستقبل في خطر أكبر منه؛ لأن الذي سيتولى التوجيه وسيتحكم في مستقبل المجتمع هم شباب اليوم، فإذا كان هؤلاء فاسدين فإن غد الأمة سيكون أسوأ من يومها. ومن أهم أسباب هذا الإنحراف, هو عجز الأسرة عن تخريج الصالحين المصلحين، فمستوى الأسرة ومستوى الوالدين هو الذي يحدّد لنا وضعية الأبناء، فلذلك ليس بغريب أن ينبّه ديننا على هذه القضية، وأن يبيّن أن المسؤوليةَ الكبرى يتحمّلها الوالدان، يقول الله سبحانه وتعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُومَرُون } [التحريم:6]. فالمخاطبون بوقاية أنفسهم وأهليهم من النار هم الآباء؛ لأن نصيبهم في هذه الوقاية نصيب الأسد، فمسؤوليتهم في هذا الباب أثقل وأخطر، ففي صحيح البخاري وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته }، بل الأبلغ من ذلك بيان النبي صلى الله عليه وسلم أن الوالدين محدِّدان لمسار ولدهما، عن أبي هُرَيرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :{ كلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة، فأبواهُ يُهوِّدانِهِ أَََو يُنصِّرانِهِ أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟!}.