علماؤنا وواجب المرحلة

منذ 2006-12-20
علماؤنا وواجب المرحلة
وراء الأحداث أصحاب الأقلام من العلماء والمفكرين ، أو بالأحرى : أصحاب المشاريع الفكرية التربوية الجادة هم الذين يصنعون الأحداث ، وما الساسة والعَسْكر وباقي طبقات المجتمع إلا ثمرة لفكر هؤلاء . شاءوا أم أبوا . إنني أرى الأقلام رماح ، وأرى العقول مصانع ، وكلّ ما يحدث من خير أو شر هو نتاج مفاهيمَ غرسها المربون في قلوب من يتحركون على الأرض . فالسيف لا يسوس الناس وإن كان صارما مسلولا ، والتاريخ شاهد على كلامي ، فما استطاع عباد الصليب البقاء في دولة الإسلام حين أتوا بالسيف ، وما استطاع العثمانيون فتح أوروبا والبقاء فيها حين تعاملوا معهم كغزاة وليس كدعاة ، بل وانتقض المغرب العربي على الصحابة والتابعين عدة مرات وما استقر إلا بالمشاريع التعليمية الدعوية التربوية التي أقامها موسى بن نصير بين القوم بعد أن أزال عنهم الملأ الذين استكبروا بالقتال . واقرؤوا كل مراحل الانحراف في تاريخ البشرية ، تجدونها تبدأ بالانحراف الفكري ( العقدي ) الذي يستهدف المفاهيم والتصورات ثم يليه الانحراف السلوكي الذي يستهدف عبادات الناس وتعاملاتهم . وقد بدأ نقض عرى الدين ـ في العصر الحديث ـ على يد المنتسبين للدين وأصحاب المشاريع الفكرية التربوية المشبوهة. وعلماؤنا اليوم معنيون بإعادة البناء ، وتصحيح الأوضاع ، والخطوة الأولى ـ فيما أرى ـ هي ترتيب الصف الداخلي وتنقيته من الدخلاء والغرباء الذين يتكلمون للناس بلسان الدين ... ( العقلانيين ) و ( المفكرين ) و ( الإصلاحيين ) ... الخ . نعم لا بد من إسقاط الرايات الكاذبة ، وكشف المخادعين للأمة ، وكذا لا بد من فك عرى التحزب المتواجد بين أبناء الصحوة ، وتبني مشاريع تربوية جادة من أجل ( إخراج أجيال من طلبة العلم الشرعي غير الموجَّه حزبياً ، أو المأسور رسمياً ، أو المحصور إقليمياً ؛ ليكونوا بعد ذلك علماء أكفاء ، علماء ملة ، لا علماء دولة ، يخاطبون الناس بلسان الإسلام العام ، ويخاطبون أهل الإسلام بلسان أهل السنة ويخاطبون أهل السنة بلسان الانقياد والحياد ... الانقياد في الإتباع ، والحياد في مسائل الاجتهاد . )
  • 0
  • 0
  • 69

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً