وَلَيَالٍ عَشْرٍ

منذ 2013-10-02
وَلَيَالٍ عَشْرٍ

يا عشرَ حِجة بالتغيير ائتينا *** فموسمُ الخير أَصْلٌ في تداوينا

كان حال السلف الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة بين الخوف والرجاء، الخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راجٍ لثوابِ الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راج لمغفرته وعفوه.

وردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة في بعض آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:27 -28]. حيث أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية قوله: "عن ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعلومات أيام العشر" (ابن كثير [1413هـ، ج 3، ص 239]).

كما جاء قول الحق تبارك وتعالى: {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2]. وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله: "وقوله: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، هي ليالي عشر ذي الحجة، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه" (الطبري [1415هـ، ج 7، ص 514]).

وفي رحاب النبوة عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة. قيل: ولا مثلهن في سبيل الله ؟. قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفّر وجهه في التُراب» (رواه الهيثمي [ج 4، ص 17]).


إن هذه الأيام المباركات تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".

لنستغل هذه الأيام من العشر ذي الحجة بطاعة الله بما شرع من الأعمال الصالحة لعل الله أن يغفر ذنوبنا مثل: الإكثار من صلاة النوافل، ذبح الأضاحي، الإكثار من الصدقات المادية والمعنوية، الصيام، قيام الليل وهي من صفات عباد الرحمن الذين قال فيهم الحق سبحانه: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} [الفرقان:64]، و التوبة والإنابة إلى الله تعالى.

وفي أهمية الصيام في تلك الأيام المباركة أيضاً قالت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : "أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الفجر" ويكلل النجاح في اليوم التاسع من ذي الحجة بصوم يوم عرفة لغير الحاج فقد ثبت في الحديث الصحيح: «صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية»، وسُئِل عنه فقال صلى الله عليه وسلم: «هذا اليوم لمن ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له».

أيها المسلمون

عيدكم مبارك إذا أردتم، سعيد إذا استعددتم. فللعبادات سعادة، وسعادة عبادة تلك الأيام لا تعادلها أيام طوال العام فاستعدوا تزدهر أعيادكم وتظهر أمجادكم. 

روابط مميزة:

:: دروس وخطب عن العشر الأوائل من ذي الحجة ::
:: فتاوى متعلقة بالأيام العشر ::
:: مقالات متنوعة عن العشر الأوائل ::
:: ملف الحج بانوراما :: 

 

  • 25
  • 0
  • 165,080

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً