التفاضل بالإيمان (5)

وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب أن المسلم لو أسره كافر أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك إذا كان قائما بما يقدر علي من الواجبات ومن استعبد بحق إذا أدى حق الله وحق مواليه له أجران ولو أكره على التكلم بالكفر فتكلم به وقلبه مطمئن بالإيمان لم يضره ذلك وأما من استعبد قلبه صار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (4)

وكلما طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه كما قيل استغن عمن شئت تكن نظيره وأفضل على من شئت تكن أميره واحتج إلى من شئت تكن أسيره فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له وإعراض قلبه عن الطلب من غير الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدا إما على رئاسته وجنوده وأتباعه ومماليكه وإما على أهله وأصدقائه وإما على أمواله وذخائره وإما على ساداته وكبرائه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو قد مات أو يموت، قال تعالى: {وتوكل على الحى الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا}. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (3)

وقد قيل: إن الهجر الجميل هو هجر بلا أذى والصفح الجميل صفح بلا معاتبة، والصبر الجميل صبر بغير شكوى إلى المخلوق ولهذا قرىء على أحمد بن حنبل في مرضه أن طاوسا كان يكره أنين المريض ويقول إنه شكوى فما أن أحمد حتى مات. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (2)

​وفي المسند أن أبا بكر كان يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه، ويقول أن خليلي أمرنى أن لا اسأل الناس شيئا، وفي صحيح مسلم وغيره عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة وأسر إليهم كلمة خفية أن لا تسألوا الناس شيئا فكان بعض أولئك النفر يسقط السوط من يد أحدهم ولا يقول لأحد ناولني إياه. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (1)

إذا تبين ذلك فمعلوم أن هذا الباب يتفاضلون فيه تفاضلا عظيما، وهو تفاضلهم في حقيقة الإيمان وهم ينقسمون فيه إلى عام وخاص ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص ولهذا كان الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش إن اعطى رضي وإن منع سخط». ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (15)

وقد بين أن عباده هم الذين ينجون من السيئات، قال الشيطان: {فبما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم اجمعين الاعبادك منهم المخلصين}، قال تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}، وقال: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}. ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (14)

وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء إلى عبادة الله كقول نوح ومن بعده عليه السلام {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، وفي المسند عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمرى». ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (13)

ومن هذا الباب قوله تعالى: {اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة}، وقوله {والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة}، وتلاوة الكتاب هي إتباعه، كما قال ابن مسعود فى قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال يحللون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهة ويعملون بمحكمه فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر لمزيتها وكذلك قوله لموسى: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}، وإقامة الصلاة لذكره من أجل عبادته. ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (12)

وقد قيل أن الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال اقتران بل يكون من هذا الباب والتحقيق أن هذا ليس لازما، قال تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال}، وقال تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم}. ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (11)

وقال الفضيل بن عياض في قوله: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، قال أخلصه وأصوبه، قالوا يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه قال إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة. ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (9)

فالمخالف لما بعث به رسوله من عبادته وطاعته وطاعة رسوله لا يكون متبعا لدين شرعه الله كما قال تعالى {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا}، إلى قوله {والله ولى المتقين}، بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله قال تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}، وهم فى ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة يقدمونها على ما شرعه الله وتارة يحتجون بالقدر الكوني على الشريعة كما أخبر الله به عن المشركين كما تقدم. ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (8)

وأصل ضلال من ضل هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله واختياره الهوى على اتباع أمر الله فإن الذوق والوجد ونحو ذلك هو بحسب ما يحبه العبد فكل محب له ذوق ووجد بحسب محبته فأهل الإيمان لهم من الذوق والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»، وقال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا». ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً