التفاضل بالإيمان (10)

والجهاد هو بذل الوسع وهو القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق، فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه ومعلوم أن المحبوبات لا تنال غالبا إلا باحتمال المكروهات سواء كانت محبة صالحة فاسدة فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم إلا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم من الضرر في الدنيا والآخرة فالمحب لله ورسوله إذا لم يتحمل ما يرى ذو الرأي من المحبين لغير الله مما يحتملون في حصول محبوبهم دل ذلك على ضعف محبتهم لله إذا كان ما يسلكه أولئك هو الطريق الذي يشير به العقل. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (8)

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ». ... المزيد

التفاضل بالإيمان (7)

منها ما يحتاج العبد إليه كما يحتاج إليه من طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه ونحو ذلك هذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه يكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطة الذي يجلس عليه بل بمنزة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته من غير أن يستعبده فيكون هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (6)

ومن أعظم أسباب هذا البلاء إعراض القلب عن الله فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شىء قط أحلى من ذلك ولا ألذ ولا أطيب والإنسان لا يترك محبوبا إلا بمحبوب آخر يكون أحب إليه منه أو خوفا من مكروه فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح أو بالخوف من الضرر، قال تعالى في حق يوسف {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}، فالله يصرف عن عبده ما يسوءه من الميل إلى الصورة والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (5)

وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب أن المسلم لو أسره كافر أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك إذا كان قائما بما يقدر علي من الواجبات ومن استعبد بحق إذا أدى حق الله وحق مواليه له أجران ولو أكره على التكلم بالكفر فتكلم به وقلبه مطمئن بالإيمان لم يضره ذلك وأما من استعبد قلبه صار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (4)

وكلما طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه كما قيل استغن عمن شئت تكن نظيره وأفضل على من شئت تكن أميره واحتج إلى من شئت تكن أسيره فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له وإعراض قلبه عن الطلب من غير الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدا إما على رئاسته وجنوده وأتباعه ومماليكه وإما على أهله وأصدقائه وإما على أمواله وذخائره وإما على ساداته وكبرائه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو قد مات أو يموت، قال تعالى: {وتوكل على الحى الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا}. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (3)

وقد قيل: إن الهجر الجميل هو هجر بلا أذى والصفح الجميل صفح بلا معاتبة، والصبر الجميل صبر بغير شكوى إلى المخلوق ولهذا قرىء على أحمد بن حنبل في مرضه أن طاوسا كان يكره أنين المريض ويقول إنه شكوى فما أن أحمد حتى مات. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (2)

​وفي المسند أن أبا بكر كان يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه، ويقول أن خليلي أمرنى أن لا اسأل الناس شيئا، وفي صحيح مسلم وغيره عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة وأسر إليهم كلمة خفية أن لا تسألوا الناس شيئا فكان بعض أولئك النفر يسقط السوط من يد أحدهم ولا يقول لأحد ناولني إياه. ... المزيد

التفاضل بالإيمان (1)

إذا تبين ذلك فمعلوم أن هذا الباب يتفاضلون فيه تفاضلا عظيما، وهو تفاضلهم في حقيقة الإيمان وهم ينقسمون فيه إلى عام وخاص ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص ولهذا كان الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش إن اعطى رضي وإن منع سخط». ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (15)

وقد بين أن عباده هم الذين ينجون من السيئات، قال الشيطان: {فبما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم اجمعين الاعبادك منهم المخلصين}، قال تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}، وقال: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}. ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (14)

وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء إلى عبادة الله كقول نوح ومن بعده عليه السلام {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، وفي المسند عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمرى». ... المزيد

وجوب الأمر بالمعروف (13)

ومن هذا الباب قوله تعالى: {اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة}، وقوله {والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة}، وتلاوة الكتاب هي إتباعه، كما قال ابن مسعود فى قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال يحللون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهة ويعملون بمحكمه فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر لمزيتها وكذلك قوله لموسى: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}، وإقامة الصلاة لذكره من أجل عبادته. ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً