حديث شريف عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يؤمن ...

حديث شريف



عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

(لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) [متفق عليه]

فوائد تذكر المَوتِ ▪ يُعين على الاستعداد له قبل نزوله وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة ...

فوائد تذكر المَوتِ


▪ يُعين على الاستعداد له قبل نزوله

وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة والمسارعة إلى التوبة والإقلاع عن المعاصي، قبل نزوله فجأة.


▪ يقصر الأمل

وذلك بتقليل طمع الإنسان في البقاء في الدنيا ومنعه من التمادي في الغفلة أو الانشغال بما يبعده عن الله.


▪ يرغب في الآخرة

فهو يحفز العبد لأن يتزود لآخرته بالأعمال الصالحة وإصلاح ما فسد من أمره وتدارك ما فاته والاستعداد للقاء الله.


▪ يمنع من الأشر والبطر والتوسع في الدنيا

لأنه يدفع العبد للابتعاد عن الملذات الزائدة والإفراط فيها الذي يؤدي إلى الزهو والبطر ونسيان الآخرة.


▪ يحسّن الصلة بين العبد وربه

فهو يدفع العبد للاهتمام بما يرضي ربه والحذر مما يسخطه ويبعده عنه لأنه يعلم أن لقاءه بربّه حتمي.


▪ يرضي بالقليل من الرزق

فهو يُورّث الإنسان القناعة والرضا بما قسمه الله له من الرزق القليل، ويدرك أن الدنيا فانية لا بقاء لها.


▪ يزهد في الدنيا

بحيث يجعل العبد يدرك أن الدنيا حقيرة زائلة، ممّا يدفعه للتخلي عنها والتوجه للآخرة والعمل لها.


▪ يهون مصائب الدنيا

فحقيقة الدنيا أنها ليست إلا دارا للاختبار وأن ما يحصل فيها من مصائب ومشاق قليل هين مقارنة بالآخرة.


▪ يلين القلب ويُزيل قسوته

لأنه يجعل القلب أكثر رقة واستجابة للمواعظ وانتفاعا بها، فمن فارق ذكر الموت قسا قلبه وفسد.


▪ أنه من أبلغ المواعظ للعبد

لأنه يذكر العبد بالحقيقة التي لا مفر منها، ممّا يدعوه إلى محاسبة نفسه وتصحيح أخطائه.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 515
السنة السابعة عشرة - الخميس 10 ربيع الآخر 1447 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

مقال: فهل من معتبر منذ بداية الأحداث في الشام وفور حمل الناس السلاح، وتشكيل الفصائل المقاتلة ...

مقال: فهل من معتبر


منذ بداية الأحداث في الشام وفور حمل الناس السلاح، وتشكيل الفصائل المقاتلة ظنّ قادة هذه الفصائل أنّه لا بدّ لهم من خداع الغرب وأجهزة مخابراته إذا ما أرادوا استمرار ما يصبون له ونجاح ذلك، طلبا للدعم وهروبا من التصنيف في قوائم الإرهاب، جاهلين أو متجاهلين قول الله تعالى:(وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120].

ولضمان عدم خروج الأحداث عن السيطرة "دوليا" والسماح لأطرافها باللعب حسب القواعد التي يرضى عنها الغرب، وكذلك لضمان عدم وصول شرارتها إلى الدول المجاورة التي تعتبر حامية للمصالح الغربية، أمنيا واقتصاديا وسياسيا، استنفرت المؤسسات الأمنية في دول الخليج أجهزتها للتواصل مع قادة "الفصائل" والبحث عنهم، ومدهم بالمال وفتح قنوات اتصال وثيقة معهم.

لقد كانت أجهزة الأمن في دول الخليج تبحث وتفتش عن الفصائل المقاتلة وتتواصل معهم وتمدهم بالمال كي تتعرف إليهم بداية، وتضمن تحركاتهم، وصولا إلى التحكم بهم، واستخدامهم لضرب أي مشروع صادق يهدف لتمدد الدولة الإسلامية من العراق إلى الشام، وهو ما حدث لغالب الفصائل المقاتلة في الشام.

فبات الخطاب الخارجي لتلك الفصائل يحرص على تجنب الحديث عن تطبيق الشريعة الإسلامية على الأرض، وتطمين الغرب بأن ذلك لن يحدث، وكذلك طمأنة أجهزة المخابرات أننا رهن الإشارة والسمع والطاعة، سعيا لاستمرار التمويل وطمعا في الزيادة، -فكانت النتيجة المتوقعة منذ البداية- تسليم تلك الفصائل أسلحتها وحل نفسها والندم على ما خاضوه من تجربة فاشلة.

هذا السرد يلخص لنا أنه سواء علمت تلك الفصائل وأفرادها أنهم بفعلتهم تلك تحولوا بإرادتهم لعملاء لتلك الأجهزة لتنفيذ مخططات تلك الدول أم لم يعلموا، فهم قد ارتدوا عن دين الله وأصبحوا عملاء، وسقطوا في المستنقع الذي حفر لهم وأوقعوا أنفسهم فيه طوعا، ونفّذوا الخطة التي أريدت منهم بنجاح، فتباً لكم أيتها الفصائل المرتدة على هذه النتائج الباهرة، وتعسا لما قدمتموه بحق أنفسكم وأهاليكم.

وإعذارا إلى ربها وخوفا على الناس من الانجرار إلى الردة والوقوع فيها، وتوريد أهل الشام موارد الهلاك، وتقديم التضحيات دون طائل، حذّرت الدولة الإسلامية -رعاها الله- ومنذ البداية مرارا وتكرارا وعلى لسان قادتها وجنودها من هذه النتيجة التي كانت جميع المقدمات تدل عليها، فقد عاينوا نفس المشروع في العراق، وشاهدوا كيف تساقطت الفصائل الواحدة تلو الأخرى، خاضعةً للصليبيين، فصاروا رهن إشارتهم، سعياً وراء المال والمنصب.

واليوم تصلنا صور قادة تلك الفصائل المرتدة وهم في مدن "الترفيه" وقد باعوا عناصرهم واستولوا على أموالهم التي أرسلها لهم مرتدو الخليج، وتركوهم لمصيرهم الذي من أخفّ صوره التهجير والفقر والحيرة، بعدما أتموا مهمتهم التي أوكلت لهم، ومن بقي منهم يعيش في تيه التفرق والتحزب وينخرط بغرف عمليات تارة وينشق عنها تارة أخرى ويندمج مع فصيل لا يختلف حاله سوءً عنه، ثم ما يلبث حتى ينفض عنه، وهكذا الحال ظلامٌ وحفرٌ وتيهٌ وضياع.

خذلوا أهل السنة وأسلموا الديار للرافضة والنصيرية والـPKK الملاحدة، وصاروا جنوداً لطاغوت تركيا ودولته العلمانية وخدماً له ولمشروعه في الشمال، وتُسيّر أرتال الجيش التركي ذهاباً وإيابا في إدلب وأريافها دون أن يعترضوها، بل سارعوا لحراستها وجعلوا من جندهم درعا لعناصرها، والله المستعان.

ولم يسلم من تلك المشاريع من كان يذيع أنه يجابه أمريكا ومشروعها، يصرح بذلك منذ سنين ويستهدف وكلائها، فنراه اليوم يجلس مع من احتل أرضه واعتقل إخوانه وارتكب أفظع الجرائم بحق المستضعفين فأهلك الحرث والنسل، فها هي مفاوضات أمريكا الصليبية مع طالبان المرتدة قد خرجت إلى العيان بعدما كانت خلف ستار، برعاية من الطواغيت وطمأنة منهم، رضخ قادة الطالبان المرتدين وركنوا للظالمين ولم يجنوا إلا الذلة والمهانة والحسرة والندامة، وسيكونون أداة أمريكا بلا شك في حرب جند الخلافة في خراسان وقد بدؤوا هذه المهمة كي ينالوا رضى الصليبيين، وسيغدق عليهم الطواغيت الأموال والدعم والاعتراف بهم قريبا، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون.

تناسى كل هؤلاء أمر ربنا الجبار سبحانه من فوق سبع سماوات (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) وظنوا أنهم ببضع كلمات يقولونها أثناء مفاوضاتهم التي تنازلوا فيها عن كل ما أعلنوه من ثوابت سيحفظون بها عزتهم ومجدهم. وإنّ إصرارهم على دروب الردة التي سلكوها سيمضي بهم حتما إلى الاندثار كما حل بفصائل العراق والأحزاب التي سبقتهم في خراسان، وسيخسرون الدنيا والآخرة.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 154
الخميس 23 صفر 1440 هـ
...المزيد

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد (2) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ...

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد (2)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: ذكرنا سابقا، بعض شبه المنافقين والمرجفين في التهرب من الجهاد وعن أصول تلك الشبه ووجودها في شتى العصور والأزمنة:

الشبهة الخامسة: قالوا: لقد تسببتم في جهادكم بقتل الكثير من الأنفس والأرواح البريئة من (المدنيّين) الكفّار أو من المسلمين الذين فتك بهم الطّيران الصّليبي. فأمّا ما ذكرتم من قتلى الكفّار ممّن تسمّونهم بـ(المدنيّين) فقد أجاز لنا الشّرع كلّ بالغ من الذّكور إذا لم يكن لهم مع إمام المسلمين الشّرعي عهد ولا ذمّة، كما قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع يهود بني قريضة..

وأما قتلى الكفار الأصليين ممّن ليس من أهل القتال من النّساء والأطفال والذمّي وغيرهم فأجاز لنا الشّرع قتلهم في بعض الحالات كاختلاطهم بالمحاربين وعدم القدرة على التّمييز بينهم كما في مسألة التترس.

وأمّا ما ذكرتم من سقوط قتلى من المسلمين جرّاء الطّيران الصّليبي:

فأولاً: أنّ من قتل وقصف هو الذي يلام، أمّا المجاهد الذي امتثل أمر ربّه في قتال أعداء الله فلا يلام على ذلك، والذين يجب أن تتوجه إليهم أصابع اللوم بل بنادق المسلمين وأسلحتهم هم الحكّام الطّواغيت الذين فتحوا بلاد المسلمين للصّليبين ليقيموا فيها قواعدهم وينطلقوا منها لقتل المسلمين وقصفهم.

وثانيًا: أنّ في ترك الدّفاع والقتال لتحكيم شرع الله تسلّط الطّواغيت على رقاب المسلمين وتبديل دينهم، وهذه ضريبة أشدّ فظاعة من القتل قال تعالى: {وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ...} [البقرة:191] قال ابن كثير "رحمه الله": (ولما كان الجهاد فيه إزهاق النّفوس وقتل الرّجال نبّه الله إلى أنّ ما هم مشتملون عليه من الكفر بالله والصدّ عن سبيله أعظم وأشدّ من القتل). انتهى

أمّا النّوع الثّاني من الشبهات فهي من أمثال التعذر بالأموال والأولاد والنساء، وأمر هذا النّوع أسهل بكثير من النّوع الأول؛ لأنّ الشّبهات أخطر من الشّهوات، فالشّهوات تقود صاحبها في الغالب إلى الكبائر والمعاصي، وأما الشّبهات فتقود صاحبها إلى الكفر عياذًا بالله، ومن أحسن الردود التي ذكرها العلماء: ما ذكره الإمام ابن النحّاس في كتابه النافع مشارع الأشواق،

قال "رحمه الله": "اعلم أيّها الرّاغب عمّا افترض عليه من الجهاد، النّاكب عن سنن التّوفيق والسداد، إنّك قد تعرّضت للطرد والإبعاد، وحرمت -والله- الإسعاد بنيل المراد، ليت شعري هل سبب إحجامك عن القتال، واقتحامك معارك الأبطال، وبخلك في سبيل الله بالنّفس والمال، إلا طول أمل، أو خوف هجوم أجل، أو فراق محبوب من أهل ومال، أو ولد وخدم وعيال، أو أخ لك شقيق، أو قريب عليك شفيق، أو وليّ كريم، أو صديق حميم، أو ازدياد من صالح الأعمال، أو حبّ زوجة ذات حسن وجمال، أو جاه منيع، أو منصب رفيع، أو قصر مشيد، أو ظلّ مديد، أو ملبس بهي، أو مأكل هني ؟!! ليس غير هذا يقعدك عن الجهاد، ولا سواه يبعدك عن ربّ العباد، وتالله ما هذا منك أيها الأخ بجميل، ألا تسمع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيْلَ لَكُمُ انْفِرُوْا في سَبِيْلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلى الأَرْضِ أَرَضِيْتُمْ باِلحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتاَعُ الحَياَةِ الدُّنْيَا في الآخِرَةِ إِلا قَلِيْلٌ..} [التوبة:38].

اصغ لما أملي عليك من الحجج القاطعة، واستمع ما ألقي عليك من البراهين السّاطعة، لتعلم أنه ما يقعدك عن الجهاد سوى الحرمان، وليس لتأخرك سبب إلا النفس والشيطان، أما سكونك إلى طول الأمل، وخوف هجوم الأجل، والاحتراز من الموت الذي لا بد من نزوله، والإشفاق من الطرّيق الذي لا بدّ من سلوك سبيله، فو الله إنّ الإقدام لا ينقص عمر المقدمين، كما لا يزيد الإحجام عمر المستأخرين،
قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34].
وقال أيضا: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون:11].
وقال جلّ جلاله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت:57].

وإنّ للموت لسكرات أيها المفتون، وإنّ هول المطلع شديد ولكن لا تشعرون، وإنّ للقبر عذابا لا ينجو منه إلّا الصّالحون وإنّ فيه لسؤال الملكين الفاتنين: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:27]، ثم بعد ذلك الخطر العظيم، إمّا سعيدا فإلى النّعيم المقيم، وإمّا شقيّا فإلى عذاب الجحيم، والشّهيد أمِن من جميع ذلك، لا يخشى شيئا من هذه المهالك.

وقد قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم-: "ما يَجِدُ الشّهِيدُ مِنْ مَسّ القَتْلِ إلاّ كَمَا يَجِدُ أحَدُكُمْ مِنْ مَسّ القَرْصَةِ"(الترمذي وابن ماجة). فما يقعدك أيّها الأخ عن انتهاز هذه الفرصة، ثم تجار في القبر من العذاب، وتفوز عند الله بحسن المآب، وتأمن من فتنة السؤال، وما بعد ذلك من الشدائد والأهوال، فالشّهداء أحياء عند ربهم يرزقون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: فرحين بما آتاهم الله من فضله مستبشرين أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في علّيين فكم بين هذا القتل الكريم، وبين الموت الأليم.

لئن كانت الأرزاق قسما مقدرا
فقلة حرص المرء في الرّزق أجمل
وإن كانت الأموال للتّرك جمعها
فما بال متروك به المرء يبخل
وإن كانت الدّنيا تعدّ نفيسة
فقدر ثواب الله أعلى وأنبل
وإن كانت الأبدان للموت أنشئت
فقتل امرئ في اللّه بالسّيف أجمل
انتهى.

والحاصل أن هذا النوع من الشبهات يحتاج أولا إلى زيادة الإيمان في قلوب أصحابها، وكذلك اليقين بموعود الله، بالإضافة إلى المواعظ البالغة التي تنقاد لها القلوب، والمرجع كله إلى توفيق الله للعبد وهدايته.

هذا والله أعلم، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد، وصلّ الله وسلّم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 154
الخميس 23 صفر 1440 هـ
...المزيد

دولة الخلافة تُنْفذ وعيدَها في نصارى مصر في إنجاز أمني جديد لدولة الخلافة، وإنفاذاً لوعيدها ...

دولة الخلافة تُنْفذ وعيدَها في نصارى مصر

في إنجاز أمني جديد لدولة الخلافة، وإنفاذاً لوعيدها للنَّصارى مُنذ كانت في العراق، نجح جنودها بتوفيق الله في مصر بتنفيذ هجوم مسلح استهدف حافلات تُقل نصارى كانوا في طريقهم إلى (كنيسة الهالك صموئيل) بمنطقة المنيا جنوب القاهرة، نتج عنه مقتل وإصابة نحو ثلاثين منهم في ثاني هجوم يستهدفهم في ذات المنطقة وبالأسلوب ذاته.

حيث استهدف المجاهدون العام الماضي تجمعات النَّصارى في نفس المنطقة بهجوم مماثل سقط فيه خمسون نصرانياً بين قتيل وجريح، الأمر الذي أدى في حينه إلى وقف رحلاتهم إلى هذا الديْر، وإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إليه، ليعيد المجاهدون في استهدافه مرة أخرى هذا العام بعد استئناف الرحلات إليه.

شكّل الهجوم ضربة أمنية جديدة للنِّظام المصري المرتد بقيادة الطاغوت السيسي والذي كان يستعرض في "شرم الشيخ" أمنَ واستقرارَ حُكمه مِن على "درَّاجتهِ" قبل أن يعود أدراجه بخُفَّي حنين معزياً بقتلى حلفائه، ليذهب "الاستقرار والأمن" المزعوم أدراج الرياح.

فقد حدث الهجوم قبل ساعات من انعقاد ما يسمى "مؤتمر شباب العالم" برعاية الطاغوت السيسي، كما جاء في وقت حرِج يحاول فيه النِّظام المرتد استعادة توازنه السياحي والاقتصادي بعد تضرره إثر عملية إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، وأتى أيضاً بعد الإعلان المتكرر للمرتدين عن نجاحات مزعومة في مكافحة "الإرهاب."

ومن حيث المكان، وقع الهجوم في محافظة المنيا الواقعة في (الظهير الصحراوي غرب وادي النيل) وهي المنطقة التي دأب الطواغيت على القول بأنَّها تحت سيطرتهم الأمنية.

وأظهر الهجوم قوة الجهد الأمني لمفارز جند الخلافة في مصر بعد توفيق الله لهم، مقابل ضعف وهشاشة الأجهزة الأمنية للنِّظام المرتد، فالهجوم لم يقع على الطريق الرئيس المؤدية إلى الديْر، والذي كان مغلقاً لخطورة الوضع الأمني! وإنَّما وقع على طريق فرعي غير مُعلن! ما يعني رصداً ومعرفة تامة -من قبل المنُفذين- بتضاريس المنطقة ودروبها، بل وما هو أبعد من ذلك "موعد تحرك الرحلة وخط سيرها"!

ورغم سريان حالة الطوارئ التي لا تنتهي في البلاد والاستنفار الأمني المتواصل لعناصر الجيش والشرطِ، وغلق المعابر والمنافذ وتشديد "الإجراءات الأمنية" على الطرق، كل ذلك لم يمنع الأُسد الغضاب من ترصُّد فريستهم والانقضاض عليها في وضح النهار، في صولة جريئة -بأسلحة خفيفة- نفذها عدد من جنود الخلافة صالوا وجالوا ووصلوا هدفهم ونفذوا عمليتهم في زمن قياسي، ثم انحازوا آمنين إلى قواعدهم تحفهم عناية الرحمن، تاركين وراءهم جثث النَّصارى تشخب دماً! ومن نجا منهم هرع مذعوراً يُخبر قومه بهول ما رأى.

وقد يتساءل البعض عن أسباب استهدافنا للنَّصارى فنقول وبالله التوفيق:

إنَّ جميع النَّصارى في مصر اليوم هم "نصارى حربيون" ليسوا بأهل ذمة ودمهم هدر سواء أحملوا علينا السلاح أم لم يحملوه، ولا يُعصم دمهم إلا بإيمان منهم أو أمان من خليفة المسلمين إليهم، وهو ما لم يتحقق فيهم، قال تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ).

فهم لم يخضعوا لأحكام الإسلام، فلا جزية دفعوا ولا هم صاغرون، بل هم يحاربون دين الله تعالى ويصدُّون عن سبيله، فيسجنون ويُعذِّبون كل من أسلم منهم ليفتنوه عن دينه، وفي المقابل يوفرون الحماية لكل من ارتد عن الإسلام! والشواهد على ذلك كثيرة.

كما أنَّهم من أخلصِ أنصار السيسي ومؤيديه، فهم حلفاؤه في الحكم وشركاؤه في الحرب على الإسلام، وكثير منهم عناصر وقادة في جيش السيسي ونظامه المرتد ومن أكبر الداعمين له.

وقساوستهم ورهبانهم يطعنون في دين الإسلام والقرآن الكريم والنَّبي -صلى الله عليه وسلم- على مرأى ومسمع من "أتباعهم" دونما إنكار من أحد منهم!

وأما كنائسهم وأديِرَتهم فهي بيوت يُكفر فيها بالله! وهي دور ندوتهم وأوكار شرهم ومكرهم بالإسلام وأهله، وعليه فإنَّ دم هؤلاء النَّصارى مهدور، واستهداف كنائسهم بالنسف والتخريب مشروع.
وعملياً؛ فإنَّ استهداف النَّصارى أشدُّ وأنكى على النِّظام المصري، فالنَّصارى لهم أيدٍ متنفذة داخل النِّظام سياسياً واقتصادياً، ومن تابع ردة فعلهم بعد الهجوم أدرك ذلك جيداً، كما أنَّ في ضربهم ضربٌ لتحالفهم مع النِّظام المرتد، فها هي أصوات النَّصارى تتعالى بمهاجمة النِّظام المرتد وإلقاء اللوم عليه، ووصفه بالتقصير والفشل والضعف، ونحن لا نُخفي سعينا لتمزيق صفهم وفلّ جمعهم بإذن الله.

وإنَّ دولة الإسلام منذ نشأتها أخذت على عاتقها محاربة النَّصارى والتصدي لكفرهم والثأر لأهل الإسلام منهم، ولا زلنا نذكر تهديد ووعيد دولة الإسلام في العراق بعد تفجيرها لكنيسة "النجاة" في بغداد، حيث أمهل المجاهدون الكنيسةَ النَّصرانيةَ في مصر مُهلةً للإفراج عن المسلمات المأسورات في أديرتها، وهددت بفتح "أبواب الخراب وبحور الدم" عليهم!

وهذا ما نراه اليوم بأم أعيننا، ويعيشه النَّصارى المحاربون واقعاً مريراً مرعباً، فقد أنفذت دولةُ الإسلام وعيدها ونفذّت تهديدها وشفت صدور المؤمنين من النَّصارى المحاربين جزاءً وفاقاً لهم على كفرهم وحربهم للمسلمين واعتدائهم على أعراضهم، وبتنا نرى جثثهم ورؤوسهم تتدحرج في كل مكان! ففُتحت عليهم أبواب الخراب وغرقوا في بحور الدم.

فلم يكن هجوم المنيا هو الأول ولن يكون الأخير بإذن الله، فقد مكَّن الله دولة الإسلام من تنفيذ سلسلة هجمات دامية استهدفت النَّصارى ومعابدهم في مصر خلال الأعوام الماضية، ففي 13 ربيع أول عام 1438هـ استهدف المجاهدون الكنيسة (البطرسية) وسط القاهرة، بعملية استشهادية حصدت 80 منهم بين قتيل وجريح، وفي شهر جمادى الأولى من نفس العام شن جنود الخلافة عدة هجمات مسلحة استهدفت نصارى سيناء، أدت إلى مقتل عدد منهم في العريش، ونزوح المئات منهم إلى خارج سيناء، وفي 12 رجب في العام ذاته نفذ استشهاديان من الدولة الإسلامية هجومين منفصلين بسُتر ناسفة استهدفا كل من الكنيسة (المرقسية) في الاسكندرية، وكنيسة (مار جرجس) في طنطا، ليحصد الهجومان زهاء 190 نصرانياً بين قتيل وجريح، وفي1 رمضان 1438هـ شن جنود الخلافة هجوماً مسلحاً على حافلات تُقل عشرات النَّصارى كانوا في طريقهم إلى " كنيسة الهالك صموئيل" غرب المنيا، فقتلوا وأصابوا نحو55 منهم وأحرقوا إحدى سياراتهم، وفي 11 ربيع الآخر 1439هـ نفذت مفرزة أمنية للدولة الإسلامية هجوماً مسلحاً على كنيسة (مار مينا) بحلوان جنوب القاهرة، قتل فيه 10 من النَّصارى والشرطة المصرية وأصيب آخرون.

ولا زال جنودُ الخلافة ماضون في طريقهم الذي بدؤُوه من العراق، يُمضون ووعودهم باستهداف النَّصارى في مصر وغيرها طاعة لله وجهاداً في سبيله، ولا زالت فاتورة الحساب العسير مفتوحة لم تغلق بعد حتى يؤمنوا بالله وحده أو يدفعوا الجزية للمسلمين عن يد وهم صاغرون، وما دون ذلك فلن تُرفع السيوف عن رقابهم ولن تنفك مفارز المجاهدين تتخطف أرواحهم وتنثر أشلاءهم في كل صعيد.

ونُجدد دعوتنا لأهلنا المسلمين في مصر بضرورة الابتعاد عن كنائس وتجمعات النَّصارى أينما كانت، وكذلك مراكز الجيش والشرطِ وكل ما يتبع للنِّظام المرتد، والابتعاد عن السفارات وأماكن تواجد رعايا الدول الصليبية فهي أهداف لنا، نعرف طريقنا جيداً إليها، وإنّ غداً لناظره لقريب



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 155
الخميس 30 صفر 1440 هـ
...المزيد

مقال: رؤوس الكفر خلق الله الناس وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا بينهم ويكون ذلك عونا لهم في سير ...

مقال: رؤوس الكفر


خلق الله الناس وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا بينهم ويكون ذلك عونا لهم في سير حياتهم، وأخبر سبحانه أن الفضل والكرامة بتقوى الله سبحانه لا بالحسب والنسب فالله يعلم ما تضمره الصدور فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

وقد كانت رابطة القبيلة والعشيرة معينا للناس على التعاون فيما بينهم وتسيير أمورهم فلا يُنسى فقيرهم ولا يطغى غنيهم أو يتعدى بعضهم على بعض وكذا يكون فيها هدايتهم إن كان علية القوم فيهم منقادين للحق مذعنين له، وحال هذه الرابطة كحال الحديد الذين أنزله الله سبحانه {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25] فإن كان بيد مؤمن استعمله في الخير أو فيما أباحه الله وإن كان في يد متجبر كافر استعان به لأذية المؤمنين والصد عن سبيل الله القويم.

فكما علا الأوس والخزرج بنصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقامتهم أول دار للإسلام على أرضهم وحمايتها بدمائهم، فمن جهة أخرى كفرت وتجبرت بعض القبائل طاعة لكبرائهم وسادة قومهم الذين وقفوا معاندين للحق وأهله إما عن حقد وحسد كما كان من فرعون هذه الأمة أبو جهل أو حب للرياسة وبغية للرفعة بين الناس كما فعل مسيلمة الكذاب وغير هذا من الأهواء التي يتبعها أهل الباطل ويتعصبون لها.

وفي زماننا هذا علم الطواغيت من كفار ومرتدين أهمية استغلال هذه الرابطة وحرصوا على استغلالها واستعمالها في تطويع الناس لهم وكذلك للتفرقة بينهم بنزع رابطة الدين من قلوبهم وتقوية الروابط الجاهلية الأخرى فلا يجد الناس ما يجمعهم غير ذلك الطاغوت فيدينون له بالطاعة ليكون لهم عنده حظوة ومكانة لينالوا من غيرهم أو يعصموا دمائهم وأموالهم.

فأقبل كثير من هؤلاء الرؤوس على الصليبيين في خراسان والعراق وتقربوا منهم وحاولوا تطويع أبناء عشائرهم لخدمة الصليبيين ليفتحوا بذلك أبوابا واسعة للردة الجماعية في أبناء قومهم مستغلين دعوى الجاهلية، فيقاتلون تعصبا لقبائلهم لا لشيء إلا خدمة لبعض سادتهم الذين باعوا دينهم وقومهم بعرض من الدنيا قليل، فخسر أولئك المخدوعون الدنيا والآخرة.

وقد كان للمجاهدين من هذه الجاهلية موقفا واضحا حازما، فقد حذروهم من أول يوم خطت فيه أقدامهم إلى طريق الردة، ومن كابر وعاند قطفوا رأسه وجعلوه عبرة لغيره كما فعلوا برأس الكفر المرتد عبد الستار أبو ريشة والذي كان من أوائل من أعلن مشروع الردة في العراق الذي أسموه (الصحوة)، فاجتمع مع الطاغوت بوش، وخرج من عنده مزهوا مغرورا يظن أنه في مأمن من سيوف المجاهدين، فنفذ فيه أحد المجاهدين من أبناء عشيرته الذين علت عندهم روابط الإيمان فوق كل رابطة فمزق جسده بحزامه الناسف فانتقلا إلى ربهما ما بين شهيد بإذن الله وطاغوت محارب لله ورسوله فشتان بينهما.

وقد تساقط في مشروع الصحوات الكثير من رؤوس الكفر والردة على أيدي المجاهدين وكذلك انقلب عليهم الرافضة بعد أن انجزوا مهمتهم فأخذوهم قتلا وتشريدا وسجنا، فيفتدي أحدهم نفسه ليخرج من سجونهم بكل ما يملك هو وأهله من وراءه لينفق كل ما دُفع له سابقاً ثمناً لردته فخسروا جميعا دنياهم وآخرتهم بدنيا غيرهم فأي خسران بعد هذا؟ بينما كان حال المجاهدين من حَسن إلى أحسن فلم تزدهم حروب أهل الردة إلا قوة وصلابة ونقاءً للصف، فانتهى حالهم إلى إعلان الخلافة بعد أن دانت لهم أجزاء واسعة من العراق والشام وغيرهما، فأعاد الطواغيت الكرة مرة أخرى فاستعملوا رؤوس العشائر لحرب المجاهدين وإضعافهم.

ومع كل الدروس والعبر التي رآها المرتدون في العراق إلا أنهم سارعوا في تلبية الدعوة وجعلوا أنفسهم رأس حربة ودرعا للطواغيت فأعلنها المجاهدون عليهم حرب شاملة، فقال الشيخ أبو الحسن المهاجر تقبله الله (لا تدعوا مفصلاً أمنيًا أو عسكريًا أو اقتصاديًا أو إعلاميًا لحكومة الرافضة إلا وجعلتموه أثرًا بعد عين، ولا تبقوا رأس عشيرة عفن مرتد إلا وقطفتموه، ولا قرية محاربة إلا وتركتموها آية لمعتبر، وعظة لكل مغترٍّ أشر؛ فهؤلاء هم من وقفوا أنفسهم خدامًا للرافضة وعبيدًا لهم وعينًا ساهرة تحول بين المجاهدين وعدوهم).

وكذلك كان المرتدون في الشام فسلم بعض رؤوس العشائر زمام أموره إلى ملاحدة الأكراد يوجهونه حيث شاؤوا، فيعمل عندهم مرياعاً ليجر أبناء قومه إلى الكفر عياذا بالله، فتربص بهم المجاهدون وكمنوا لهم في كل مرصد وكان من آخرهم قطف رأس المرتد بشير الهويدي والذي كان من رؤوس الكفر في الرقة وحذاءً لملاحدة الأكراد فكانت نهايته عبرة لكل معتبر.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 155
الخميس 30 صفر 1440 هـ
...المزيد

النبأ تكشف تفاصيل الإنزال الأمريكي الفاشل في الأنبار الزمان: مطلع محرم الماضي المكان: ...

النبأ تكشف تفاصيل الإنزال الأمريكي الفاشل في الأنبار


الزمان: مطلع محرم الماضي
المكان: إحدى فيافي صحراء الأنبار
الحدث: مقتل وإصابة أمريكيين في محاولة إنزال فاشلة على أسود الصحراء.


يبدو أن الصَلَف الأمريكي ساق جنود الصليب -كما في العديد من المرات- لحتفهم مرة أخرى، متناسين ما أصابهم من قتل وأسر وتدمير لأحدث قطعهم العسكرية، وكسر هيبتهم وتمريغ أنوفهم لما يزيد على 15 عاما على يد أسود التوحيد، تلامذة أمير الاستشهاديين الشيخ المجاهد "أبي مصعب الزرقاوي" تقبله الله.

ويبدو كذلك أن الكذب الأمريكي والتضليل الذي تمارسه وسائل إعلامهم ومحاولة إخفائهم لخسائرهم وخسائر وكلائهم وأذنابهم من الروافض والصحوات، إضافة إلى الحرب التي تمارسها آلتهم الإعلامية بشراسة في تشويه صورة جنود الدولة الإسلامية لم تنجح في تغيير واقع الحرب التي يخوضها مجاهدو الدولة ضدهم بثبات، دون تغيير للمنهج أو حرف عن المقصد، ولم تعد مقنعة كذلك لعامة المسلمين الذين تيقنوا من كذبها، لذا من الملاحظ أنه ما إن تسيطر الدولة الإسلامية على قرية أو مدينة أو منطقة إلا وترى شبابها يتوافدون للالتحاق بركبها.

ولقد بات من المؤكد كذلك أن العقيدة التي يحملها جنود الخلافة هي الضامن الوحيد، والمحرك الأساس في استمرارية المعركة وإردافها برجال رغبوا بما عند الله عن ما عند الناس، وزهدوا بالحياة الدنيا، إضافة إلى ذلك إدراكهم لطبيعة المعركة ومخرجاتها ونتائجها، ومفهومهم للنصر الذي يتلخص بـأن "الثبات على العقيدة والموت عليها هو النصر"، يحدوهم في ذلك أن الجزاء هو الجنة، وأن ما عند الله خير وأبقى، وبما أن العمر محسوم أمره والمرء مقدّر أجله، فلم العزوف عن القتال ومقارعة الجبناء المدججين بالسلاح، فلم يضرهم بعد ذلك قلة عدد، أو شح عدة، أو انفضاض نصير، ما دام الله تعالى حاضرا، والصبر والتوكل والأخذ بالأسباب وإفراغ الوسع في نيلها قائما.

هنا بين أيدينا قصة ثبات تلخص السرد أعلاه، وتوضح لنا خيبة الصليبيين الأمريكيين وسبب إخفائهم خسائرهم فالأمر -لا شك- محرج ومخجل لهم.

يقول أحد المجاهدين الذين شاركوا في إفشال الإنزال الأمريكي -الذي وقع بداية محرم الماضي في صحراء الأنبار-، وشهد قتل أحد الأمريكيين، يقول: "كانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلاً حيث جاء الطيران الصليبي بكل انواعه (من طائرات حربية ومروحية وطائرات مسيرة)، حيث قامت هذه الطائرات بقصف المكان المتواجدين فيه، بما يقارب30 صاروخا، وتمشيط المكان بمدفع 37، وبفضل الله لم يقتل أحد منا".

وأضاف: "بعدها أقبلت الطائرات المروحية وقاموا بعملية الإنزال في المكان، وكنا 13 عشر مجاهداً، متربصين بالصليبيين في مكان أعددناه مسبقا لمثل هذه العمليات، وكمنا لهم، في حفرة داخل هذا المكان مموهة بالحجارة حتى لا يتمكن الأمريكان الصليبيون من رؤيتنا".

وتابع: "بعد دخول الصليبيين الى المكان قاموا بالبحث في أغراضنا ظنا منهم أننا غير موجودين في الداخل، وأثناء بحثهم رأى أحد الأمريكيين أخا لنا داخل الحفرة، وبدأ الصليبي بالصياح بصوت عال، وارتعب من رؤية الأخ، وطلب من الأخ تسليم نفسه -وكان معهم مترجم- فصاح به الأخ بصوت عال "الله أكبر" وسحب سلاحه وقتل الصليبي الذي كان بالقرب منه، لحظتها كبر الإخوة جميعا بصوت عال رجّ له كل ما في المكان وبدأ الأمريكان الصليبيون بالركض إلى الخارج، واشتبكنا معهم فقتلنا وأصبنا منهم ما الله به أعلم، فحملوا جرحاهم وسحبوا جثث قتلاهم، وابتعدوا أمتارا عديدة، وبعدها خرج عليهم أخ ورمى في وسطهم قذيفة "آر بي جي" كما رمى عليهم بعض المجاهدين قنابل يدويه وفرغوا فيهم عدداً من مخازن الرشاشات، فبدؤوا يتصايحون بصوت عالٍ للانسحاب، وقد دام الاشتباك معهم ما يقارب الساعتين، وبفضل الله فشل انزالهم، ولم ينالوا ما أرادوا، ولم يصب أو يقتل أحد من الإخوة في الاشتباك، وليعلم عباد الصليب أننا لن نستكين عن مقارعتهم ما بقي فينا عرق ينبض أو نفس يزفر.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 151
الخميس 2 صفر 1440 ه‍ـ
...المزيد

المسارعة في الخيرات إنها طريقة الأصفياء الأخيار ودأب الأتقياء الأطهار وصفة محبوبة إلى الواحد ...

المسارعة في الخيرات


إنها طريقة الأصفياء الأخيار ودأب الأتقياء الأطهار وصفة محبوبة إلى الواحد القهار أَثْنَى بها عَلَى عباده الصالحين، فقال سبحانه وتعالى:{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }[الأنبياء:90].

وقد قص الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه المبين عن عباده الصالحين وكيف أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويأخذون أوامر ربهم سبحانه للتطبيق ولا يعرضونها على العقول والأذواق والفهم العميق ولا يردونها لأجل قول بلعام فسيق وهذه حقيقة العبودية وحقيقة الاستسلام لله رب العالمين.

ومن ذلك قصة كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام فقد كان صلى الله عليه وسلم سريع الاستجابة لأمر ربه سبحانه وتعالى فعندما أمره الله سبحانه وتعالى بإلقاء العصا التي كان يحتاجها لبى سريعا دون تردد قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}[طه:20-17] وبعد أن صارت حية تسعى أمره بأخذها بدون خوف فاستجاب سريعا لأمر الله، وكذلك عندما اجتمع بفرعون وزبانيته أمره الله بقوله: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69]فاستجاب سريعا كما قال الله تعالى:{فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَْ} [الشعراء:45]وهذه الاستجابة السريعة سبب في قوة الإيمان والثبات فعندما ألقى العصا وصارت حية ولى مدبرا بينما تغير الأمر عندما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم فلم يفر بل أوجس في نفسه خيفة فقط بينما قال في كل ثبات عندما أدركهم فرعون وجنوده قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62] وهكذا كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ففي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ» هكذا وهم في صلاتهم، إنها الاستجابة السريعة لأمر الله سبحانه وتعالى وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدون تردد ولا تفكير وبلا تأمل ولا تأخير.

وفي الصحيحين أيضا عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كُنْتُ سَاقِيَ القَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الفَضِيخَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا يُنَادِي: «أَلاَ إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ» قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ، فَأَهْرِقْهَا، فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ المَدِينَةِ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآيَةَ.

وفي رواية لمسلم:" فَمَا رَاجَعُوهَا، وَلَا سَأَلُوا عَنْهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ".

نعم أخي في الله تطبيق سريع لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وانتهاء سريع عما نهى الله عنه بل عدم السؤال عن ذلك المنهي عنه وهنا يعلم السر في المكانة المرموقة العالية والمنزلة المرفوعة السامية التي وصل إليها ذلك الجيل الفريد رضوان الله عليهم، ولا عجب فقد خالط التوحيد شغاف قلوبهم وسارت العقيدة في عروقهم فكما أن الاستجابة السريعة سبب في قوة الإيمان فإن الإيمان ينتج عنه تلك الاستجابة السريعة للأوامر، وهكذا فكلما حصل من العبد استجابة للأوامر زاد إيمانه وكلما زاد إيمانه حسنت أعماله واستجابته لأمر ربه.

وليس ذلك بمقتصر على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بل كل من سار على نهجهم واقتفى أثرهم نال ما نالوه ووصل إلى ما وصلوا إليه وليس الأمر بالتمني ولا بالتحلي وإنما هو الجد والاجتهاد والصبر والمصابرة.
وكما قيل:

دببت للمجد والساعون قد بلغوا
جُهد النفوس وألقوا دونه الأُزرا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهُم
وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تَلْعَقَ الصَبِرَا

وقد ندب الله عباده إلى المسارعة والمسابقة في الخيرات في أكثر من آية فقال:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} وهي طاعة الله واتباع شرعه، الذي جعله ناسخا لما قبله، والتصديق بكتابه القرآن الذي هو آخر كتاب أنزله. كما ذكر ذلك الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية.

وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134-133].

قال الإمام الطبري رحمه الله -في تفسيره لهذه الآية-: "يعني تعالى ذكره بقوله: "وسارعوا" وبادروا وسابقوا" إلى مغفرة من ربكم"، يعني: إلى ما يستر عليكم ذنوبكم من رحمته، وما يغطيها عليكم من عفوه عن عقوبتكم عليها "وجنة عرضها السموات والأرض"، يعني: وسارعوا أيضًا إلى جنة عرضها السموات والأرض... وأما قوله :"أعدت للمتقين" فإنه يعني: إنّ الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرضين السبع، أعدها الله للمتقين، الذين اتقوا الله فأطاعوه فيما أمرهم ونهاهم، فلم يتعدوا حدوده، ولم يقصِّروا في واجب حقه عليهم فيضيِّعوه" ا. هـ

وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:21].

فلتكن همتك يا عبد الله سامية ولا ترضَ بالدون، ولتكن عزيمتك عالية في كل الأمور، وإياك والنقص مع قدرتك على التمام فإنه عيب وشنار وعار وكما قيل:

ولم أر في عيوب الناس شيئا
كنقص القادرين على التمام

فلتكن سريع الاستجابة لأمر ربك ونبيك صلى الله عليه وسلم ومن ولاهم الله عليك فذلك أمر ربك حيث قال سبحانه:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا {[النساء:59].

قال الإمام الطبري رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية-:" يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، وأطيعوا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته" ا. هـ

ثم قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى:" وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ":" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان لله طاعةً، وللمسلمين مصلحة" ا. هـ

ولتكن من المسارعين للقيام والصيام المتسابقين على الأعمال الصالحة في الليل والنهار من خدمة المجاهدين وتنفيس هم المهمومين ومساعدة المحتاجين وحراسة الموحدين والرباط في الثغور ومقارعة أعداء الدين، وسارع إلى رضى الرحمن بكل همة.

فيا فوز من كان هذا حاله ويا فلاح من كانت هذه صفاته ويا حسرة أهل التجارة الخاسرة من أعرض عن شريعة رب العالمين.

جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون.

والحمد لله رب العالمين


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 151
الخميس 2 صفر 1440 ه‍ـ
...المزيد

ملاحدة الأكراد تكالبت أمم الكفر في الشام على المجاهدين ودولتهم، يرومون القضاء عليهم وإفناء ...

ملاحدة الأكراد

تكالبت أمم الكفر في الشام على المجاهدين ودولتهم، يرومون القضاء عليهم وإفناء مشروعهم في إقامة شرع الله وإعلاء كلمته سبحانه، بعدما أغاظهم وزاد من حنقهم إقبال المسلمين على دينهم واجتماعهم على إمامهم، فطاشت عقول الطواغيت لما رأوا من يخالفهم ويعاندهم علانية دون خوف ويسير عكس مسارهم الذي رسموه للعالم.

ولأن دروس العراق ما زالت حاضرة في أذهان طواغيت أمريكا وحلفها، لم يجرؤوا على التفكير بالنزول للأرض والقتال وجها لوجه، فعادوا لحيلة الطواغيت القديمة التي استعملها قبلهم الفرس والروم في زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قدموا المشركين من العرب ليقاتلوا عنهم ويبذلوا دمائهم في سبيلهم فيكونون لهم درعا وحصنا، فلم يغن عنهم ذلك شيئا حيث أزال الله ملكهم على أيدي المؤمنين وأورثهم أرضهم وديارهم، وكذلك فعل التحالف الصليبي اليوم فاختاروا من المرتدين من يأخذ دورهم ويضحي بنفسه من أجلهم، بعدما وعدوه بمشاريع وهمية أو حركوه ببعض الدولارات.

وكان من هؤلاء ملاحدة الأكراد في الشام وحزبهم المسمى بالـ PKK الذين كانوا من أكثر الناس بعدا عن الدين وفجوراً في نقض عراه، المخدوعين من قبل ساستهم أولا حيث ربوهم على قومية نتنة، وجعلوا أقصى آمالهم إقامة دولة كردية لا دين لها، فنذر كثير منهم نفسه لهذ المشروع وانتقل ليتدرب على القتال في الجبال وارخصوا أنفسهم في سبيله.

هذه الخلفية لملاحدة الأكراد ميزتهم عن غيرهم، خصوصا بعد تجاربهم الأولى في القتال بالشام، حيث كان قتالهم إما مع بعض ميلشيات النظام النصيري أو مع جماعات الصحوات والتي لا تبعد عنهم كثيرا في البعد عن الدين، وتقل عنهم في إرادة القتال، فتجبرت نفوسهم وظنوا ألا أحد قادرٌ على قهرهم.

كان ذلك كله إلى أن قيض الله لهم جنود دولة الإسلام، فصالوا عليهم في عقر دارهم (كوباني) وأشعلوا الأرض من تحت أقدامهم وحطموا حصونهم التي عملوا على إقامتها عددا من السنين، فلم يقفوا في وجه المجاهدين ساعة وشهدت عيونهم كيف يكون القتال مع من يقاتل في سبيل الله، حيث سيطر المجاهدون على مئات القرى في أيام معدودة وقد تبخرت مع هذا الهجوم كل أحلامهم وعادوا إلى حجمهم الحقيقي قبل ينتفشوا ويتجبروا.

وبعد أن بقيت منطقة صغيرة لا تتجاوز مئات الأمتار، تدخل التحالف الدولي لينقذ ما بقي من شتاتهم حتى يكونوا له ركيزة في الحرب على المجاهدين، وبدأ التحالف عمله والذي أعلن عنه الطاغوت أوباما مع أكثر من 40 دولة لقتال عباد الله المستضعفين الذين لا يملكون من الأسباب الدنيوية شيئًا يذكر، وظنوا أنها أيام معدودة ويعود المجاهدون أدراجهم ليكملوا حملتهم، فصمد أسود الإسلام أشهراً طويلة تحت أشد وأعنف حملة قصف صليبي بطيران لم يفارق الأجواء ساعة من ليل أو نهار، فانحاز المجاهدون بعد أن تركوا المدينة قاعاً صفصفا، ليعلم أعداء الله من الصليبيين وأذنابهم أن المجاهدين ليسوا لقمة سائغة.

وبعد سنين من القتال في كل الجبهات، شاء الله أن يبتلي عبادة بالانحسار وزوال أجزاء واسعة من التمكين وكان حلف الصليب رأس حربة في هذه المعارك يسير أسفلهم ملاحدة الـ PKK والذين عاد إليهم الزهو والجبروت والطغيان بعد أن قدر الله على عباده هذا الانحسار بعد أن بذلوا وسعهم.

لكن الأمر الذي غفل عنه ملاحدة الأكراد، أن المجاهدين فعلوا بهم كل هذه الأفاعيل مع وجود التحالف الصليبي بكل قوته ومع وجود عدد كبير من الجبهات غيرهم، من نصيرية وصحوات ورافضة، فكان للمجاهدين في كل فترة صولة ينعشون فيها ذاكرتهم ويعلمونهم فيها حجمهم وحقارتهم، ومثال ذلك عندما صال عليهم المجاهدون مطلع العام الماضي فلم يصمدوا دقيقة واحدة في وجه المجاهدين ولم يأخذ الوصول من حوض الفرات إلى الشدادي غير مسافة الطريق.

وفي هذه الأيام أعاد أبطال الإسلام في البركة هذه المشاهد من جديد فصالوا على ثكناتهم على طول خط القتال من هجين حتى الباغوز فلم يقف أعداء الله في وجوههم ساعة فيكفي أن يتأخر الطيران دقائق معدودة حتى يفروا وكأنهم {حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}.

وإننا إذ نذكر شيئاً يسير من هذا الماضي القريب حتى يعلم المؤمنون أن نصر الله غير بعيد إن صدقنا معه، وليعلم الملاحدة أن يوم القصاص منهم قريب بإذن الله، ولن يغني عنهم أربابهم في التحالف الصليبي الذي يعبدونه من دون الله تعالى ولا أشتات الأعراب الذين قدموهم في القتال أمامهم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

أهل الهمم هم صفوة الأمم الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا ...

أهل الهمم هم صفوة الأمم

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين أما بعد:

إن الثبات على الحق والتمسك بمواقف الصدق هو شيم الصالحين وصفات الأنبياء والمرسلين وإن هذا الدين ما وصلكم وما جاء بنوره إليكم إلا بصبر على البلاء وتمزق وتناثر الأشلاء وإراقة الدماء فلم يردّهم ذلك عن مرادهم ولم يوقف شيئا من سعيهم، وإن الإنسان ليعجز أن يصف موقف خبيب بن عدي "رضي الله عنه" بكلمات حين أسره المشركون وعذبوه عذابا شديدا ثم قالوا: ننشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأنى جالس في أهلي.

فحينما أيقن بوعد الله للثابتين، الباذلين نفوسهم رخيصة لدين الله عز وجل نطق بتلك الكلمات.
فيا أبناء الإسلام اعلموا أن الدفاع عن دين الله وبذل المهج في سبيل إقامته لهو أمانة عظيمة في أعناقكم قد كلفكم الله بها، فلا تتركوها ولا تهملوها، وأعطوها حقها، موقنين بوعد الله عز وجل متوكلين عليه في استجلاب النصر.

فهذا الدين لا يقوم إلا على أشلاء ودماء فرسان صادقين، ممن ساروا على نهج الأولين، فنالوا الرفعة والعزة وضربت سنابك خيلهم المشرق والمغرب فاتحين.


• من قصص أهل العزائم والهمم:

إن الصراع اليوم بحاجة لرجال عزائمهم كعزيمة أنس بن النضر -رضي الله عنه-، وموقف كموقف الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- يوم الردة، والذي قال لعمر -رضي الله عنه-: (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه) [البخاري].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، اللهم إني أسالك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.

إن الهمة العالية لتغلي في القلوب غليان الماء في القدر فتحث صاحبها على عظائم الأمور فكونوا علي قدر المسؤولية وحملها.


• عبد الله بن حذافة:

أما سمعت قصة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المملوأة بالثبات واسترخاص النفس في سبيل الله عز وجل، ففي أحد غزوات المسلمين على الروم في الشام، حملت الروم على طائفة من المسلمين فأسروهم ومنهم عبد الله بن حذافة السهمي، فلما دخل الروم على هرقل قالوا له إن هذا الرجل من قريش يعنون عبد الله بن حذافة وهو ابن عم محمد قال فدفعه إلى رجل فقال أجعه قال فأجاعه الرجل فكان يأتيه في كل يوم بلحم خنزير فيضعه بين يديه فيعرض عنه عبد الله بن حذافة وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فدخل الرجل على هرقل فقال له أتيته بلحم خنزير وخمر فأعرض عنه وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فإن كان لك في الرجل حاجة فأطعمه قال فاذهب فأطعمه شيئا قال فذهب فأتاه بطعام فأكله، فلما أخبر هرقل بذلك قال قد بلوته بالضراء، فأبتليه بالسراء فأتاه بالجواري وبألطاف وملاهي قال فلم يلتفت عبد الله بن حذافة إلى شيء من ذلك قال فأتاه الرجل فأخبره بذلك فقال للجواري ما كان منه إليكن حركة فقلن لا والله ما التفت إلينا فأرسل إليه هرقل فأتاه فقال له هرقل قد بلوتك بالسراء والضراء فصبرت فهل لك أن تقبل رأسي وتنجو بنفسك قال لا قال فهل لك أن تقبل رأسي وأدفع لك كل أسير من المسلمين عندي قال نعم فقبل رأسه عبد الله بن حذافة فدفع إليه كل أسير عنده من المسلمين.

• أنس بن النضر:

ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنس بن النضر -رضي الله عنه-، فعند البخاري رحمه الله، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر اليك مما صنع هؤلاء "يعني أصحابه" وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء "يعني المشركين" ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة وربِّ النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل ومثَّل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه قال الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، إنه أنس بن النضر صدق الله وعاهده وطلب منه، فنال النعيم المقيم بإذن الله (جنة عرضها السموات والأرض) فالسلام على أهل الهمم فهم صفوة الأمم وأهل المجد والكرم طارت بهم أرواحهم إلى مراتب الصعود ومنازل الخلود، من أراد المعالي هان عليه كل هم؛ لأنه لولا المشقة والتعب لساد الناس كلهم، فكل رجل يطمع بالمجد ويرجو أن يصل إلى المعالي ولكن القليل من يدفع ثمن ذلك (وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي تورمت قدماه وربط الحجر علي بطنه من الجوع).


• الصبر الصبر:

أيها المجاهدون في سبيل الله المستجيبون لأمر الله:

قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:162] فلتكن حياتنا كلها لله صبرا على الأذى وصبرا على الحصار وصبرا على فقدان الأحبة فكلها لله.
فالصبر على أمرائنا وقادتنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري رحمه الله: (السمع والطاعة حق مالم يؤمر بمعصية)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه وسلم يقول: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويُتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه) [رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي والبيهقي]
قال الله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر:3] فالثبات الثبات حتى الممات، والثبات الثبات حتى نصل إلى جنة عرضها السماوات والأرض، نعلم أنكم تحبون المواجهات وأرواحكم على أكفكم تقدموها رخيصة لنصرة دين الله وإعلاء راية التوحيد ثبتكم الله، أرواحنا يارب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنما وجوارا.


أيها الموحدون عليكم بتقوى الله عز وجل والثبات والصبر، ولا تحقرن من المعروف شيئا، واعمل بما أقدرك الله عليه ولا تهن أو تركن مهما قل ما تستطيعه من عمل ومهما بلغ بك الضعف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) [البخاري].

ونسأل الله أن يرزقنا من واسع فضله وأن ينعم علينا من وافر عطائه وأن يجعلنا من أهل العزائم والهمم وييسر لنا بذلها فيما أمر وأن يستعملنا سبحانه في إعلاء دينه ورفع رايته والنيل من أعدائه ويثبتنا على ذلك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

فضل الرباط في سبيل الله الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: قال ...

فضل الرباط في سبيل الله


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران الآية: 200)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من الدنيا وما فيها وإن مات أجري عليه رزقه وعمله وأمن الفتان).
الرباط: رابط, يرابط مرابطة ورباطاً الربط هو الشد واللزوم والثبات قال تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) أي: ثبتناها فلم تبح بأمر موسى ولم تتكلم به وقال سبحانه: {ربطنا على قلوبهم...} أي: ثبتنا قلوبَهم على الإيمان فلم تتزعزع عقيدتُهم ولم تضطرب أفئدتُهم.

والرباط هو ملازمة الثغر الذي يخاف المؤمن على نفسه من الكفار ويخافه الكفار على أنفسهم، فهو يُخِيفُ الكفار ويغيظُهم ويناله الخوفُ والأذى والمشقةُ من ملازمة الثغر وما يعتريه من أنواع البلاء من برد وجوع وخوف وألم وقلة نوم وتعبٍ ونصبٍ وعدم التحرك وحبس النفس وتضجرها ومللها وسآمتها، فيكابد كل هذه المشاق رغبة في ثواب الله وما عنده من الفضل العظيم والكرم الجزيل.

والرباط هو أشد شيء في الجهاد وأكثره أجراً قال الإمام أحمد رحمه الله: "الرباط عندي أعظم من القتال؛ لأن في الرباط حفظاً لدماء المسلمين وفي القتال سفك لدماء الكفار، وحفظ دماء المسلمين مقدم على سفك دماء الكفار". الناس آمنون وهم خائفون والناس ينامون وهم يسهرون الناس يشبعون وهم جائعون ظامئون فأي فضل أعظم من فضلهم.

قال ابن حزم رحمه الله:

منايا من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهداً
إذا هيعة نادت فأولُ نافِرِ
كفاحاً مع الكفار في حَوْمةِ الوغى
وأشرفُ موتٍ للفتى قتل كافر
فيارب لا تجعل حِمامي بغيرِها
ولا تجعلنِّي من قطين المقابر

وليهنَ أهل الثغور والرباط ما هم فيه مما أصبح الناس فيه، فهم بين خيرين شهيد مرزوق أو فتح قريب، ولِيعلم المرابطُ أن الشدةَ التي في الرباط يهونُها تذكر الأحاديث التي ينبهنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على فضلِ الرباط وأن إخوانه من ورائه لا يصلون صلاة ولا يصومون يوماً إلا كان للمرابط مثل أجورهم فلولا رباطهم لدخل عليهم العدو فاستباح بيضتَهم وأعلى شعارَ الكفر وأذلَ أهلَ الإسلام.

وليعلم من حدثته نفسُه في الرباط، أن حاجةَ الرباطِ إلى الصبرِ والمصابرةِ كحاجتِهِ إلى الطعامِ والشراب و من يتصبَّر يصبره الله.

وليعلم المرابط أن هذا الرباط على ثغورٍ يخشى من نفاذ عدوه منها إلى المسلمين ليس رباطه الوحيد، وأن عليه أن يلزم ثغراً آخر هو لا يقل أهمية عن ثغره الذي هو فيه، هذا الثغر هو ثغر القلب الذي يتربَّصُ الشيطانُ للدخول عليه منه ليُفسِد إيمانه وإخلاصَه ويقينه فإذا فسد إيمانُ المرابِط ويقينُه، ذهب رباطه أدراجَ الرياح وذهب معه الأجر، فالقلب هو أساس الأعمال ومن خلى قلبُه من الإخلاص والتقوى والإيمان فسرعان ما يتهاوى أمامَ ضربات عدوه فينكسر ويرتكس.

والشيطان يدخل على القلب من عدة أبواب، فيدخل عليه من باب الغفلة وعلاجها بالذكر وقراءة القرآن ذكر يواطئ القلب فيه اللسان، ويدخل عليه من باب الشهوة فعلاجها الصبر والنظر في عواقب اتباع الشهوة وأن يعلم أن لذة ساعة أعقبت ندماً وألم الدهر، ويدخل عليه من باب الشبهة وعلاجه بالعلم الشرعي وسؤال أهل العلم واليقين، وليتحلَّ المرابط بالإيمان وليتسلَّح بالتوكل وليتزيَّن بالصبر وليتجمَّل باليقين.

وما يُحْدِثُهُ اللهُ لأهلِ الرباطِ من بركةٍ في الوقت والرزق وسَعَةٍ في المعيشة أمرٌ يعرِفُه من رابط وعاشَرَ الرباط فيرزق اللهُ المجاهدَ المرابط صحةً في بدنه وبركةً في عُمُره وقوةً في إيمانه ونعيماً في معيشته وراحةً وطمأنينةً وزوالًا للهم والغم مع أول قدم يضعها في الرباط.

فما أحلى العيش في أرض الرباط مظَلَّلاً بظلال العقيدة محفوفاً بالعز متنعّماً بنعيم الأُخوة، مع الله في خَلْوته وجَلْوته، تصحبُهُ معيةُ الرحمن وتتنزّلُ عليه بركاتُ المنان.

كن مع الله نقياً لا تبالِ
كل شيء صائر نحوَ الزوال
عش قنوعاً بالرضى مستسلماً
خالياً من كل حال ذات بال
إن أردتم عزةً في كل أمر
دونكم خوضوا ميادين القتال
ذروة الأمر جهاد فارتضوها
فاز من لبّى وضحّى كلَّ غالي


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

حرب كفر وإيمان نعم، إنها حرب على كل طواغيتهم وأوثانهم، حرب على العلمانية التي تقوم على الكفر ...

حرب كفر وإيمان

نعم، إنها حرب على كل طواغيتهم وأوثانهم، حرب على العلمانية التي تقوم على الكفر بربوبية الله في ملكه وأمره، حرب على الديموقراطية التي تكفر بألوهية الله وتعطي للإنسان الحق أن يتألّه غيره من البشر بما يشرعه لهم من أحكام وقوانين، حرب على عبودية المنفعة التي أباحت لهم أن يفعلوا كل الموبقات، من قتل لعباد الله، واستعباد لهم، وسرقة لأموالهم وثمرة عرقهم، إنها حرب على كل ذلك.

إن حربنا اليوم عليهم هي فأس إبراهيم الخليل -عليه السلام- التي ستدمر بإذن الله كل ما يعبده مشركو الغرب من دون الله، حتى يُعبد الله وحده.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [24]
"نعم.. إنها حرب على الديمقراطية"
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً