الدولة الإسلامية - قصة شهيد: أذاق المرتدين في الفلوجة ألوان العذاب وسقاهم كأس الحتوف (أبو ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد:

أذاق المرتدين في الفلوجة ألوان العذاب وسقاهم كأس الحتوف

(أبو عبيدة) التحق بركب الخلافة ولمّا يبلغ 15 عاما ورحل إلى مولاه وهو ابن 20

بالرغم من صغر سنه إلا أنه أذاق المرتدين ألوان العذاب وسقاهم كأس الحتوف، التحق بصفوف المجاهدين وهو ابن 15 عاما ورحل إلى لقاء ربه ولم يكمل العشرين، أبصر نور الهداية وأنقذه الله تعالى من ظلمة الغواية رغم كثرة الضالين حوله.
إنه أحد أبطال مدينة الفلوجة ورجالاتها، نفر للذود عن حياض الدين والتحق بثغور المجاهدين في الفلوجة فور إعلان الخلافة وظهور الحق المبين ساطعا، وشارك في أكثر معاركها شراسة وفي أوج شدتها، عُرف خلالها بإقدامه وشجاعته فكان يتقدّم الصفوف رغبةً بالحتوف.

إنه أبو عبيدة (حسين حسن حسان) فتًى من فتيان عشيرة (البوعيسى)، تلك العشيرة التي ضل عدد ليس بالقليل من أبنائها -نسأل الله لهم الهداية- حيث دفعت بالكثير منهم لمحاربة الموحدين.

وُلدَ بطلنا اليافع عام (1420هـ) في بيئة لا تعرف للجهاد قدرا أو طعما، فأرشده الله واستقام وثبُت حتى منَّ الله عليه بالالتحاق بركب المجاهدين في الفلوجة، وشهد ارتقاء شقيقيه شهيدين -نحسبهما والله حسيبهما- في خضم المعارك التي دارت في الولاية فما ضعفت عزيمته وما استكانت جوارحه.
وتوقاً لشقيقيه اللذين سبقوه بالطريق ذاتها، وسعياً لنيل ما نالا من عظيمِ الدرجات، سارع لركب المفخخات وقرر الالتحاق بموكب النور في معارك مدينة هيت، فامتطى جواده ليعقره في جموع المرتدين، وقدر الله تعالى ألا يتيسر له سبل التنفيذ فعاد لخطوط الرباط مرة أخرى.

ثمّ انحازَ مع المجاهدين الى ولاية الشام فالتحق بأحد ألويتها وخاض المعارك إثر المعارك، والصولات تتبعها الصولات، وقدّر الله إصابته ثلاثة مرات، لكنّه مع هذا كلّه ما ركنَ وما لان، بل واصل جهاده بصبر ويقين، يقين بموعود ربّه بنصر الدين ولو بعد حين.

ولمّا وطأ أعداء الله من الرافضة والمرتدين أرض الفلوجة وعاثوا فيها فساداً، ضربت الخيل بحوافرها الأرض غيظاً ممّا فعل المرتدون، فاستلزم الأمر رجالاً يُلبسونَ الخيل لجامها ويمتطونها ليذيقوا أعداء الله أمرَّ الحتوف بالعمليات الأمنية.

وثب فارسنا لهذا الأمر العظيم يُسابق لطعن الكلى وضرب الرقاب، غير مكترث بكثرة المتحزبين ولا بتساقط المنهزمين، فتوكّل على الله وانطلق بهمّة عالية وعزيمة متينة ليكون أحد رجال المفارز الأمنية في ولاية الفلوجة.

انطلق ولسان حاله يقول: (والله لن ندع السلاح حتى يحكم الله بيننا والله خير الحاكمين). فيسّر الله له الوصول لداخل الولاية واتّخذ من قاطع العامرية التي يقطنها العديد من أبناء عمومته سكناً ومنطلقاً لعملياته، وهناك جدَّ واجتهد فكان جيشاً بمفرده، شارك في عمليات عدة بالرصد والمتابعة والتنفيذ واستعمله اللهُ ليكون غصة تنغّص عيش المرتدين في عُقر دارهم.

وفي يوم ١٤ صفر من الشهر الماضي كُلّف فارسنا بزرع عبوة ناسفة، وركن دراجة مفخخة بمفرده لرتل للمرتدين في عامرية الفلوجة، فأعدَّ له العدة وتوكّل على الله وحاديه قوله تعالى: (فتربّصوا إنّا معكم مُتربِّصون) وعند اقترابهم من مكان العبوة فجّرها عليهم ثم اتبعها بتفجير الدرّاجة التي سبق وركنها بمكان توقع تجمع المرتدين فيه، وأثخنَ فيهم إثخانا عظيما، إلّا أنّه أحسّ من نفسه طول المقام، فابتدر الحِمام منغمساً بنفسه على ما تبقّى منهم وبين عينيه قوله تعالى: (وعجلتُ إليكَ ربّ لِتَرضى) فأستلَّ حزامه وفجّره في جموعهم حاصداً عدداً أكبر من الهلكى والمصابين الذين وقعوا في تفجير العبوتين، ولسان حاله يقول:

لمّا نخاطب فالصوارم تنطقُ ..
إنّ الصوارمَ للجماجمِ تفلقُ.

وهنا كانت نقطة التحول الجوهرية حيث انتقل من ساحات الوغى الى منزلة أسمى وأعلى من ذلك ألا وهي الشهادة ! نحسبهُ نالها والله حسيبه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 156
الخميس 7 ربيع الأول 1440 هـ
...المزيد

ارتكبوا العديد من الجرائم بحق الموحدين حركة (الشباب الصومالية) تطلق يدها في دماء جنود وأنصار ...

ارتكبوا العديد من الجرائم بحق الموحدين
حركة (الشباب الصومالية) تطلق يدها في دماء جنود وأنصار الدولة الإسلامية وتغدر بهم


• الصومال

منذ بزوغ شمس الخلافة -حفظها الله- حاول الصليبييون والكفار والمشركون والمرتدون والمنافقون وغيرهم، إطفاء نورها في كل ولايات الدولة الإسلامية، بدءا من العراق والشام واليمن وخراسان وليبيا، ولم تكن الصومال استثناء من ذلك، فما إن أعلنت ثلة من مجاهدي الصومال بيعتهم لخليفة المسلمين الشيخ أبي بكر البغدادي -تقبله الله- مُتَحَدّين جبروت الفصائل والتنظيمات ومحطمين أصنامها، حتى سارع فرع تنظيم القاعدة في الصومال إلى سفك دماء أولئك الموحدين فاغتالوا الشيخ (أبا النعمان)، والشيخ (حسين عبدي جيدي)، والأخ (محمد مكاوي)، والأخ المعلم (عبد الودود) تقبلهم الله جمعيا.

ولم يتوقفوا عند ذلك الحد بل زاد غيهم وطال شرهم وتمادوا في طغيانهم، وظنوا أن الدولة الإسلامية -أعزها الله- غافلة عما يفعل هؤلاء الأقزام بالموحدين، فطالت يدهم الجبانة خلال الفترة الماضية العشرات من جنود الدولة الإسلامية ومناصريها غدرا فباتوا يعتقلون كل من يؤيد أو يتعاطف مع الدولة الإسلامية، ولم تستثني حملة اعتقالهم النساء كذلك، حيث اعتقلوا سبعة نساء من بينهن مهاجرات، نسأل الله أن يفك أسرهن.

• السجن 6 أشهر لمن يحوز إصدارات الدولة الإسلامية

حيث أطلقت الحركة -أخزاها الله- قبل يومين الرصاص على مهاجر سواحيلي من مناصري الدولة الإسلامية واقتادوه وهو ينزف دما ولم يعرف ما إذا كان قد توفى أم اقتادوه وهو جريح إلى السجن.

وبحسب الأنباء الواردة فإن الحركة شنت حملة الاعتقالات والقتل هذه من باب توجيه ضربة استباقية لأنصار الخلافة خوفا من موجة بيعات جديدة لخليفة المسلمين كتلك التي وقعت قبل 3 أعوام تقريبا والتي أسفرت عن قيام ولاية الصومال حفظها الله.

وصرح عدد من أقرباء الأسرى أن معظم التهم التي وجهت لأقربائهم هي مشاهدة أو حيازة إصدارات الدولة الإسلامية، وعادة ما يقضي الأسير المتهم بحيازة إصدارات الدولة الإسلامية 6 أشهر في سجونهم وقد تصل إلى سنتين.

ولم تقتصر جرائم هؤلاء السفهاء الحمقى على القتل فقط، بل كان الموت تحت التعذيب في المعتقلات وخارجها من نصيب عدد من الإخوة والمناصرين فك الله أسرهم، فقتلوا الأخ (نور غني) ضربا قبل أن يصل إلى السجن، ثم قتلوا الأخ المعلم (أبو الكرم) -تقبله الله- داخل السجن، وتوفي الأخ المعلم (سعيد بلبل) -تقبله الله- من شدة المرض بعد أن قطعوا عنه الدواء حتى توفي رحمه الله، وهناك قائمة طويلة أخرى من المفقودين الذين لا يُعلم مصيرهم حتى الآن، وكثير ممن خرج من سجونهم لم ينج من كسر أو عاهة مستديمة وبعضهم لم يبق له من بصره إلى القليل بسبب التعذيب وفقدان العناية الصحية داخل سجونهم.

• قتلوه بعد أن فقأوا عينيه وقطعوا لسانه لأن أخاه من جند الخلافة

وفي الآونة الأخيرة تواصلت جرائمهم ضد الموحدين من جنود الدولة الإسلامية وأنصارها ومحبيها، فطالت يدهم الغادرة الأخ (عبد العزيز عبد الله مرسل) الذي خطفوه من مزرعته التي تقع بين مدينتي (بلعد) و(أفجوي) جنوبي الصومال، ثم قتلوه ضربا ورموا جثته في النهر بعد أن قيدوا يديه ورجليه وفقأوا عينيه وقطعوا طرف لسانه قاتلهم الله، وكل ذنبه أن شقيقه من جنود الدولة الإسلامية.

واغتالوا الشيخ (مهد معلم) -تقبله الله- أحد جنود الدولة الإسلامية بتاريخ (3/ صفر) الماضي أمام عائلته في مدينة مقديشو، ثم اغتالوا الأخ (محمد عبد الله حسن) بمقديشو في (12/ صفر) المنصرم لأن شقيقه من جنود الدولة الإسلامية، واغتالوا معه الأخ (محمود محمد حسن) -تقبلهما الله-، واغتالوا العشرات من مناصري الدولة الإسلامية ومؤيديها في مدينة بوصاصو وفي مقديشو والمناطق المحيطة بها نسأل الله أن يرحمهم جميعا.

يفعلون كل ذلك ليصدوا ويرهبوا الموحدين الصادقين الذين أبصروا حقيقة التنظيم وحاله المتردية التي وصل لها عن اللحاق بولاية الصومال، وأنّا لهم ذلك بإذن الله.

وإنا إذ نسجل هذه الجرائم لا نفعل ذلك شكاية أو ضعفا منا، ولكن ليعلم الناس وخاصة أهلنا في الصومال ما وصل له فرع القاعدة في الصومال، لأنه حين يأتي الرد القادم من الدولة الإسلامية بحول الله وقوته نكون قد أعذرنا، قال تعالى {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (الشورى) الآية 41.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 156
الخميس 7 ربيع الأول 1440 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - أضواء على عملية (ملبورن) المباركة ● أستراليا ما زالت نداءات استهداف ...

الدولة الإسلامية - أضواء على عملية (ملبورن) المباركة


● أستراليا

ما زالت نداءات استهداف الصليبيين في ديارهم من قبل الدولة الإسلامية -حفظها الله- تلقى آذانا مصغية واستجابة قلّ مثيلها، حيث لا يمضي أسبوعين أو ثلاثة إلا وتطالعنا وسائل الإعلام بعمليات دهس وطعن للصليبيين في شوارع مدنهم.

ففي الوقت الذي أعلن فيه الصليبيّون وأذنابهم المرتدون عن انتهاء الدولة الإسلامية وطي صفحتها يفاجئنا بين الحين والآخر أحد رجالها الجدد، المبايعين لها عن بعد دون أن يصلوا لسلطانها، فكانوا يد دولة الخلافة الباطش داخل ديار العدو.

فلقد طالعتنا وسائل الإعلام الجمعة (1/ ربيع الأول) الماضي عن قيام أحد جنود الخلافة بتنفيذ هجوم دهس وطعن لعدد من رعايا دول التحالف الصليبي بمدينة ملبورن جنوب شرقي أستراليا موقعاً عددا من القتلى والجرحى.

نتج عن العملية -المباركة- طعن ثلاثة أشخاص أحدهم فارق الحياة وحالة أحد الجرحى حرجة، رافق ذلك اشتعال النار في سيارة المنفذ، حيث قضى الأخ المجاهد البطل قتلا برصاص الشرطة إثر مواجهة مع عناصرها بعد مطاردته لهم في أحد شوارع المدينة المزدحمة.

هؤلاء الأبطال على الأغلب أنهم لم يلتقوا بقادة الدولة الإسلامية ولا بأحد رجالها، ولم يتلقوا أي دورات شرعية أو عسكرية في معسكراتها، ولم يصلهم أي تمويل من قبلها، لكنهم تعرفوا إليها من خلال أفعالها، وكلمات قادتها، ومواقف رجالها، ومنهجها -منهاج النبوة- الذي لم تزغ عنه قيد أنملة.

تأتي هذه العملية لتؤكد بأن الدافع وراء قيام شباب نشؤوا في أحياء تلك الدول وتعلموا في مدارسها وتلقوا الخداع والكذب طيلة أعوام عبر محطاتها ووسائل إعلامها، -قيامهم بتنفيذ عمليات بطولية بهذه الشجاعة والجرأة، حيث يطارد أحدهم الصليبيين في شوارع مدنهم، ويعمل الطعن والقتل بهم-، أن الدافع وراء ذلك هو العقيدة.

فوضوح المنهج الذي اعتمدته الدولة الإسلامية منذ قيامها في العراق دون كذب أو مواراة بزعم مصالح عامة أو خاصة تقدم على الدين، حيث لا شيء أعظم مصلحة من توحيد الناس لربهم، وتعليمهم ذلك التوحيد من خلال ممارسته واقعا على الأرض، وإعلان ذلك والخضوع والإذعان إليه، وتوضيح معنى الكفر والكافر والمرتد وأحكامهما للناس، وطريقة التعامل مع الكفار والمرتدين، وتبيين ذلك للناس أجمع، والصدع بذلك دون اعتبارات سياسية أو زمانية أو مكانية هو ما جعل الشاب الذي عاش في أحضان الغرب وترعرع في مدراسه واستقى ماديته وعلومه المدمرة يستجيب لهذه النداءات ويُقدّم أغلى ما يملك، طمعا برضى الله وتطبيق أوامره وتوحيده، وإقرار ذلك على أرضه.

إنه وضوح المنهج المتوافق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، العقيدة التي تخلص العبودية لله، والعمل لله، وتسند الأمر كله لله، حيث الله هو الحاكم والآمر والناهي ولا شيء سواه، إنه التحرر من العبودية للأنظمة الوضعية والحياة المادية، والخضوع لعبودية الله ونظامه وحده.

أضف إلى ذلك كله تطبيق الدولة الإسلامية لهذا المنهج على أرض الواقع والقتال من أجله والثبات عليه، والنجاح في تطبيقه، واجتماع أمم الكفر قاطبة لقتال أصحابه، هو ما جعل هؤلاء الشبان الأبطال يقدمون على ما أقدموا عليه، ثائرين لإخوانهم المستضعفين الذين لا تفارق طائرات الصليبين سماءهم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 156
الخميس 7 ربيع الأول 1440 هـ
...المزيد

مقال: سبل الطواغيت من سنن الله في الحياة الدنيا أن أفعال الناس تتشابه مهما اختلف الزمان ...

مقال: سبل الطواغيت


من سنن الله في الحياة الدنيا أن أفعال الناس تتشابه مهما اختلف الزمان والمكان إن تقاربت الظروف { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 62]، ومن ذلك تشابه أفعال الطواغيت على مرّ الزمان من تدرج في الطغيان وإذلال خلق الله ما داموا عليهم قادرين، وطلب رضى الناس إن خافوا زوال ملكهم، أو استبدال ذلك بالبطش بهم بكل رعونة وتجبر إن ظنوا أنهم قادرين عليهم.

وقد ذكر ربنا سبحانه في كتابه العزيز فرعون نموذجاً وقص علينا شيئا مما دار بينه وبين نبي الله موسى عليه السلام، وفي ذلك عبرة لكل معتبر وبيان لحال كل طاغوت من بعده، فعندما جاءه موسى بادئ الأمر حاول الظهور بمظهر المحاور الذي يبحث عن الحجة، فجمع السحرة ليردوا على موسى بعد أن زعم أنّ ما عنده من آيات الله سحر جاء به موسى عليه السلام، فلما اجتمع السحرة وظهرت لهم الآيات آمنوا بموسى فظهرت حقيقة فرعون التي حاول أن يخفيها {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأعراف: 123، 124].

فلم يردعه عن التنكيل بهم نظر الناس له وإبصارهم كيف انتصر الحق الذي أراد أن يغلبه بالدجل والسحر، بل تغلبت عليه صفات الكبر والجبروت والطغيان، ثم نكل ببني إسرائيل وآذاهم، فلما أرادو الخروج من عنده لاحقهم حتى ألجأهم للبحر الذي كان فيه غرقه، ومع ما فعل من طغيان وما رد من آيات الله إلا أن رغبته وطمعه في الحياة لم يرده عن زعم الإيمان {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90] فكان جواب الله له {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91].

فكان هذا حال الطواغيت من قبله ومن بعده، فقد آذت قريش رسول الله صلى عليه وسلم بكل وسيلة وقد ارتكبوا في المسلمين كثيرا مما يصنفونه من العار، كل ذلك حسدًا وحقداً على أهل الحق والإيمان.

وطواغيت الغرب الصليبيين اليوم ليسوا ببعيدين عنهم، حيث ادعوا في حكمهم حفظ حقوق الإنسان زعموا! وسنوا في ذلك القوانين تلو القوانين، ولكنهم إن أحسوا بالخطر على أنفسهم من أيّ جهة كانت أو حتى إن أثّر ذلك على شهواتهم، تصبح قوانينهم هباء منثورا وعرض الحائط أولى بها عندهم، وكأنما صورة فرعون تتجسد فيهم مرة أخرى.

فأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من دول الصليب والمرتدين الذين ملؤوا الدنيا ضجيجا عند مقتل رجل واحد على يد طواغيت آل سلول، بينما لم يتوانى هؤلاء عن صب حمم طائراتهم على المسلمين في الموصل وحلب والرقة وغيرها من ديار الإسلام دون مراعاة لنساء أو أطفال وشيوخ، لا لشيء إلا أنهم قالوا ربنا الله فنسفوا البيوت فوق رؤوسهم ومزقوا أجسادهم وأحرقوا جثثهم فلا يرى هؤلاء الطواغيت فيهم أكثر من أرقام.
فكلما رأى الطواغيت أنّ الأمور خرجت من أيديهم وأنّ هناك من يحاول كسر طوقهم، يلجؤون مباشرة إلى طريقة فرعون الأولى {قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف: 127]، فيشنّون حملات إبادة، هدفهم في ذلك كسر عزيمة أهل الإيمان وتحطيم عزائمهم وتمكين اليأس من قلوبهم.

ولم يعي الطواغيت أنّ هذه الحيلة لم تفلح لا قديما ولا حديثا، فلم تكسر عزيمة موسى عليه السلام ولم تؤثر في رسول الله وصحابته ولم يهن أهل الإسلام على مر العصور، ولا أدل على هذا من أفعالهم في الماضي القريب في سجن جونتنامو وأبو غريب التي أرادو فيها كسر المجاهدين، فلم تمضي عدة سنين حتى أعلنت الخلافة من رحم هذه الأهوال وتحت سمع وبصر الطواغيت ورغما عن أنوفهم، فلم تزل الدولة باقية من إعلانها ولم تزدها المحن إلا قوة وصلابة، ولن يعي ذلك أهل الكفر الذي أعمى الطغيان أعينهم حتى يغشاهم اليمَّ فيفيقوا ولن ينفع حينها الندم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 156
الخميس 7 ربيع الأول 1440 هـ
...المزيد

متغيرات وثابت وحيد أن سبيل نجاتك وهدايتك وسط هذه الظلمة هو كفرك بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن ...

متغيرات وثابت وحيد

أن سبيل نجاتك وهدايتك وسط هذه الظلمة هو كفرك بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا}، والعروة الوثقى هي عين ما تبحث عنه وتطلبه أيها الهائم، وهي "الطريقة المثلى والصراط المستقيم".


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [514]
"متغيرات وثابت وحيد"
...المزيد

سبيل النجاة إن سبيل نجاتك وهدايتك وسط هذه الظلمة هو كفرك بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ ...

سبيل النجاة


إن سبيل نجاتك وهدايتك وسط هذه الظلمة هو كفرك بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا}، والعروة الوثقى هي عين ما تبحث عنه وتطلبه أيها الهائم، وهي "الطريقة المثلى والصراط المستقيم".


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [514]
"متغيرات وثابت وحيد"
...المزيد

البيض الصفاح فلن نعود أعزة كرماء بديننا إلا بضرب البيض الصفاح، ومصادمة العدو في كل ...

البيض الصفاح


فلن نعود أعزة كرماء بديننا إلا بضرب البيض الصفاح، ومصادمة العدو في كل ساح


الشيخ أبو بكر الحسيني القرشي البغدادي
(تقبله الله تعالى)

أيها المؤمنون: لا تغفلوا عن أوامر رب العزة حيث قال: ● { إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ ...

أيها المؤمنون: لا تغفلوا عن أوامر رب العزة حيث قال:

● { إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } الحجرات: 6
● { اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } التوبة: 119
● { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } آل عمران: 103
● { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } المائدة: 92
● { لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ } الحجرات: 11
● { لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } المائدة: 92
● { لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ } الممتحنة: 1
● { وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } البقرة: 168
● { لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ } البقرة 264
● { اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } الأحزاب: 41
● { تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا } التحريم: 8
● { صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } الأحزاب: 56
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية الحلقة الثانية: الفقرة (4) عند استخدام Tor يجب ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الثانية: الفقرة (4)

عند استخدام Tor يجب مراعاة بعض الأمور مثل تغيير الشبكات المستخدمة للاتصال بـ Tor مثل المطاعم والفنادق أو غيرها لكن يحذر من الكاميرات.

وكذلك استعمال مزودي خدمة مختلفين كل فترة أو استعمال شرائح بيانات بأسماء آخرين مجهولين أو دون أسماء إن أمكن.
...المزيد

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة ...

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد


الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين، وبعد..

فإن عبادة الجهاد من أعظم العبادات التي رغّب فيها الشرع وحثّ عليها وبيّن وفصّل في ثواب أهلها أعظم التفصيل وأوضح التبيين، جاء في الأثر "كتب الله على المؤمنين القتال فكرهته النفوس وثقل عليها فبيّن الله من ثوابِ أهلها وما أعدّہ اللهُ لهم من الكرامات، حتى اشتاقت إليه النفوس ولم تعدل به عبادة من العبادات".

وقد عدّ بعضُ العلماء الجهادَ من أركان الدين، كما جاء عن أبي عبد الله الحليمي "رحمه الله"قال: "اعلم أن سبب قيام الدين واتساع أهله للعبادة هو الجهاد، وما كان كذلك كان حريًا أن يكون من أركان الدين وأن يكون أهله من الاهتمام به في أقصى الغايات (بالمعنى) ولما كان المانع من الجهاد قويًا؛ ففي القتال إزهاق الأنفس والأرواح وإتلاف الأموال ومفارقة الأهل والعيال، كثرت عليه الشبهات والتلبيسات والأعذار التي يطلقها أهل النفاق من رضوا بالقعود مع النساء سبيلاً وآثروا منهجَ السلامة على سلامة المنهج".

وفي هذه الأسطر نعرّج على شيء من شبهات المنافقين الذين يحاولون بها حرف الجهاد عن معناه الذي أراده الله من كونه القتال لتكون كلمة الله هي العليا إلى مصطلحات أتوا بها من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان، كجهاد التنمية! أو جهاد الديمقراطية أو الدفاع عن الوطن وغيرها من المصطلحات والمفردات الغريبة عن شرع الله والتي لم يستضئ أصحابها بنور من الله.


والناظر إلى شبهات أهل القعود يرى أنها لا تخرج عن نوعين:

الأول: شبهات قادحة في مشروعية الجهاد.
الثاني: عوارض وأعذار يتعلل بها القاعدون.

والنوع الأول يكثر في من غلب عليه النفاق المنهجي العقدي، فلم ينقدْ أصلا لشرع الله ولم يسلّم لأوامره كالعلمانيين والإخوان المرتدين والليبراليين وغيرهم.

أما النوع الثاني من الشبهات فتكثر فيمن غلب عليه النفاق الطبعِي كالجبن والشح.

ومن النوع الأول:
الشبهة الأولى: قولهم: إنّ الجهاد الذي بمعنى القتال قد انتهت أيامه ونحن الآن في عصر اختلف فيه الجهاد، فنحن في جهاد التنمية والعلم ولا حاجة لنا للقتال.
وقولهم هذا على ركته وضعفه مصادم مصادمة واضحة للشرع والعقل والفطرة.

فأما مصادمته للشرع فلأن الله سنَّ سنّة لا تتخلف وهي: سنة التدافع بين الحق والباطل وأنّ الأرض لا تصلح إلا بهذا التدافع والصراع، قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا...} [الحج:40]
وقال جلّ شأنه: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ...} [البقرة:251]
وبيّن سبحانه أنّ بأس الكفّار وصيالهم على الدّين والعرض لا يدفع إلّا بالقتال ولو كان فرديًّا قال سبحانه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء:84]، قال ابن كثير "رحمه الله": أمر الله نبيّه صلّ الله عليه وسلّم أن يباشر القتال بنفسه ومن نكل فلا عليه منه. انتهى

وبيّن سبحانه أنّ بأس الكفّار لا يندفع إلّا بالقتال فأنّ كلمة "عسى" في القرآن تفيد التحقيق.
أفأنتم أعلم بخلق الله من ربهم يا دعاة السّلمية؟ نعوذ بالله من الغواية والضلالة.

أما مناقضة هذه الشبهة للعقل فقد أجمع العقلاء جميعهم أنّ الحقوق لا تسترد إلّا بالقوة، فهل نقول لمن دخل اللصوص بيته وأخذوا ماله وانتهكوا عرضه أن يسعى في"جهاد التنمية" هل يقول بهذا عاقل؟

وأما مناقضة هذه الشبهة للفطرة فإنّك تجد كلّ من أُسيء إليه يسارع إلى الردّ دفاعًا عن نفسه حتى الحيوان، فانظر كيف انتكست فطر وعقول هؤلاء ممّن يسمّون أنفسهم بدعاة الاعتدال.

الشبهة الثانية: قالوا إنّنا اليوم في مرحلة مكّية والتي يجب علينا فيها ألا نقاتل بل نكف ونعفو ونصفح.

وللجواب عن هذه الشبهة نقول:
أولًا: إنّ الدّين قد تمّ وأكمله الله وأتمّ النّعمة قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}...[المائدة:3] وكلّ الآيات التي تكلّمت عن العفو والصفح عن الكفّار قد نُسخت بآيات القتال وترصد الكفّار قال تعالى:{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ..}[التوبة:5] وآيات القتال هي من آخر ما نزل على النبي صلَّ الله عليه وسلّم ومن أراد أن يأخذ من الدين أحكاما ويترك أحكاما، فإنّ حاله كحال اليهود الذين قال الله فيهم:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ..} [البقرة:85]

ثانيًا: يلزم من هذا القول لوازم باطلة كإبطال تحريم الخمر والربا لأن هذه الأحكام إنما جاءت في المدينة.

ثالثًا: يلزم منه السّماح بتسلط الكفّار على المسلمين وتضييع حرماتهم وانتهاك أعراضهم.

رابعًا: إنّ الصّحابة أجمعوا على قتال من امتنع عن شيء من الشّريعة، ويومها قال الصّحابي الجليل أبو بكر الصّديق "رضي الله عنه": (لقد انقطع الوحي وتم الدّين أينقص الدّين وأنا حيّ).

الشبهة الثالثة: قالوا إنّا نعلم وجوب الجهاد ولكنّنا الآن نُعدّ الأجيال ونربّيهم على الجهاد ثم هم من سيجاهدون.

ونقول ردا على هذه الشبهة:
أولاً: إن خير الهدي هدي محمّد صلّ الله عليه وسلّم فلو كان ما تقولونه خيرا لكان الأولى بفعله محمّد صلّ الله عليه وسلّم وهو من جاهد في سبيل الله عشر سنين وخاض غمار تسع وعشرين حربا سوى ما أرسله من البعوث والسرايا (وفي هذا ردّ على جميع شبهاتهم لمن كان له عقل).

ثانيًا: كيف ستربّي الأجيال على الجهاد وأنت قاعد فتأمرهم بلسانك وتنهاهم عنه بفعلك؟!

ثالثًا: مجرّد القعود بين أظهر الطّواغيت من أعظم الفتن كيف وهم يراقبون تحركاتك ويعرفون دقائق أمورك ولا يسمحون بإقامة أيّ فعالية دون معرفتهم ووجود جواسيسهم ولا يمكن أن تترك لتحرّض النّاس على الجهاد فتكون بين حالين،
أن تداهن وتسكت، فكيف ستربّي على الجهاد حينها؟!

أن تتكلم وتحرّض وتصدع بالحق، فيكون مصيرك الزنازين والسّجون!

الشبهة الرابعة: قالوا: لا داعي للدعوة للجهاد ولا للاصطدام بالطواغيت نحن سنرغّب النّاس في الأعمال الصّالحة حتى يحدث الله أمرا.

الجواب:
1- إنّ في هذا الطّرح مخالفة صريحة لمنهج الأنبياء، فهم جميعا اصطدموا بالطّواغيت وخلاصة دعوتهم الكفر بالطّواغيت، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوْا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُوْدُنَّ في مِلَّتِنَا..} [إبراهيم:13]
وقال سبحانه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوْكَ أَوْ يَقْتُلُوْكَ أَوْ يُخْرِجُوْكَ...}[الأنفال:30]

2- أنّ أعداء الله من يهود ونصارى ومرتدّين ورافضة تسلّطوا هم وجنودهم على ديار المسلمين فهل سيُدفع هؤلاء ويُكفُّ بأسهم وشرّهم بالدّعوة إلى الأعمال الصّالحة؟! وكيف تدعو إلى العمل الصّالح والنّاس يساقون الى الكفر سوقا؟!

3- أنّ أعظم الأعمال الصّالحة التوحيد، فإقامته تمحو الشرك الذي يحكم به أهل الديمقراطيّة الذين ينتمون إلى الإسلام زورا وبهتانا، فعن أيّ دعوة تتكلمون يا دعاة الهزيمة.

4- من قال أنّ الطّواغيت سيتركوننا إن تركناهم، فهو يعيش في مستنقع من الوهم، وهو مخالف لهدي النّبي صلى الله عليه وسلّم، منكِرٌ لأحاديث صحيحة أو متناس لها، قال تعالى: {وَلَا يَزَالُوْنَ يُقَاتِلُوْنَكُمْ حَتى يَرُدُوْكُمْ عَنْ دِيْنِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوْا...} [البقرة:217] فإنّ هدف الكفّار هو الخروج النهائي عن ديننا إن استطاعوا ذلك، وإن لم يستطيعوا، فلا بأس من الإبقاء على بعض مظاهر الدّين، مما لا يهدّد دولهم ولا حكمهم مع خضوع ما بقي من الدّين في كلّ مرّة إلى مبضع الجّراح، ليستأصل جزءا منه حتّى لا يبقى من الدّين إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 153
الخميس 16 صفر 1440 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 515 الافتتاحية: اقعدوا مع القاعدين! من عجائب أقدار الله ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 515

الافتتاحية:
اقعدوا مع القاعدين!

من عجائب أقدار الله النافذة وحكمته البالغة المشاهَدة، شدّة التضاد وحدّة التباعد بين سبيل المجاهدين وسبيل المنافقين، فالنفاق عدو الجهاد دوما، وهما خصمان لا يجتمعان أبدا، ومساران لا يتقاطعان مطلقا.

وهذا الواقع لا تكاد تخطئه العين في ساحات الجهاد، فنفور المنافقين من طريق الجهاد لا يكافئه مقدارا ويخالفه مسارا، سوى نفور المجاهدين من النفاق، فلكل فعل ردّ فعل؛ مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، كما يقول أرباب التفسيرات الفيزيائية.

والقاعد عن الجهاد المتخلّف عنه بغير عذر معتبر، تدركه لمّة من النفاق لا محالة! لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه مسلم: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ)، قال النووي في شرحه: "والمراد: أنّ من فعل هذا، فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإنّ ترك الجهاد أحد شعب النفاق". أهـ.

ولشدّة وضوح معالم التباعد بين النفاق والجهاد؛ فإنها تبرز مبكرا حتى قبل أن تبدأ مراحله أو تنطلق قافلته! فقد جعل سبحانه إعداد العدة والأهبة للجهاد؛ دليلا على صدق نيّة طالبه ومريده، وبمفهوم المخالفة، فالقاعد البليد المتثاقل عن الإعداد المتقاعس عن أولى خطوات الجهاد؛ كاذب في سعيه ودعواه وإنْ أفنى عمره يدّعي محبته ووصله، والدليل قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}. قال القرطبي: "أي: لو أرادوا الجهاد لتأهبوا أهبة السفر، فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلّف". أهـ.

ومن تلبيس إبليس على الناس في هذه الآية، إيهامهم أنها خاصة نزلت في أعيان من المنافقين المتخلّفين عن غزوة تبوك، وأنها مقتصرة عليهم لا تطال غيرهم، وكأنها قصة فردية انتهت بانتهاء زمانها وموت أشخاصها، متناسين أنها قصة تتكرر في واقعنا كل يوم، بل هي آفة عصرنا وبلية زماننا، وقد استفحلت حتى عمّت وطمّت، فتكاثرت جيوش المنافقين وقلت طائفة المجاهدين.

وقد تضمنت الآية السابقة ردودا على أولئك الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ من إرادة الخروج للجهاد دون الإعداد له، فلو كانوا صادقين في دعواهم وإرادتهم إيّاه؛ لتأهّبوا له وبذلوا جهدهم واستفرغوا وسعهم في التهيؤ له وأخذ عدته، ولكنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك! فكيف يبغي الجهاد من لا يتأهب له؟! أرأيت لو أن أحدهم همَّ بسفر إلى بلاد أخرى، هل يخرج إليها بغير راحلة ولا زاد؟ وكذلك الجهاد لا يقصده ويحمل رايته إلا من أخذ له أهبته ومهّد له بين يديه، وهذا معلوم شرعا وعقلا ولذا قال: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}.

ثم يخبرنا سبحانه في تمام الآية بالحقيقة المرعبة في قوله: {وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، يعني كره الله خروجهم للجهاد لما علمه من فساد أحوالهم، قال الإمام الطبري: "فثقَّل عليهم الخروجَ حتى استخفُّوا القعودَ في منازلهم، واستثقلوا السفر والخروج". أهـ.

أفما تخشى أيها القاعد عن الجهاد المتخلّف عن ميادين الإعداد، أن تكون ممن كره الله انبعاثهم وخروجهم؛ فثبطهم وثقّلهم؟! وكفى بقوله: (فَثَبَّطَهُمْ) زاجرا يقرع سمع المؤمن كقرع الحديد، بل كفى بالآية كلها أن تخلع فؤاده وهو يرى أنها نزلت في المنافقين، وقد نزل منازلهم وقعد مقاعدهم؛ بتخلُّفه عن الإعداد وتقاعسه عن أهبة الجهاد.

أما من كان صادقا في طلب الجهاد تجده يتهم نفسه ولا يعذرها، ويبذل كل الأسباب الموصلة إلى ساحات الجهاد، فلا يُبقِ بابا إليها إلا طرقه، ولا يدع مدخلا إليها إلا ولجه، ولم يتعذر بأعذار القاعدين، فلم يتعلل بزوج أو بنين، ولم يأسره شوق ولا حنين، بل خشي على نفسه سبيل المنافقين، فانطلق يشق طريقه نحو البراءة من شعابهم والخلاص من شرنقتهم، منتصرا على نفسه الأمارة قائدا لها لا مقودا، متجاهلا الشيطان ووساوسه، متجاوزا جميع عوائقه، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام.. ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك.. ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتُقتل فتُنكح المرأة ويُقسم المال.. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة) [أحمد].
...المزيد

والمتأمل في أحوال القاعدين المتخلّفين عن الإعداد والجهاد، يجد أعذارهم وقيودهم التي تشدهم إلى الأرض ...

والمتأمل في أحوال القاعدين المتخلّفين عن الإعداد والجهاد، يجد أعذارهم وقيودهم التي تشدهم إلى الأرض وتمنعهم من الخروج للجهاد، كلها لا تخرج عما ذكره الحديث النبوي السابق من الإخلاد لمسقط الرأس الذي سقط بسببه الكثيرون، وحب الدنيا وكراهية الموت، والتعلق بالزوج والولد، فاعلم أنّ ها هنا تتمايز النفوس وتتفاضل الشخوص، وتبرز معادن الرجال ويتغربل الأبطال، فهذا نافر ناج بفضل مولاه، وذلك قاعد محجوب قيّدته سريرته وأقعدته خطاياه.

وفي ذلك قال المجاهد المجرِّب ابن النحاس في المشارع: "هل سبب إحجامك عن القتال، واقتحامك معارك الأبطال، وبخلك في سبيل الله بالنفس والمال؛ إلا طول أمل، أو خوف هجوم أجل، أو فراق محبوب من أهل ومال، أو أخ لك شقيق، أو قريب عليك شفيق، أو ولي كريم، أو صديق حميم، أو حب زوجة ذات حسن وجمال، أو جاه منيع، أو منصب رفيع، أو قصر مشيد، أو ظل مديد، أو ملبس بهي، أو مأكل هني؟! ليس غير هذا يقعدك عن الجهاد". أهـ.

أيها القاعد المتخلّف عن الجهاد، خف على نفسك أن يكون قد كره الله انبعاثك؛ فحرمك بلوغ ساحات الجهاد، بما اقترفته يداك من سوء نية أو فساد طوية أو تقديم فانية على باقية؛ ثم يقال لك توبيخا وتقريعا كما قيل للمتخلّفين عن الجهاد قبلك: {وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، يعني اقعدوا مع "المرضى والزمنى، والنساء والصبيان!"، فأي تقريع يفوق هذا؟! وأي نفس أبية ترضى بهذا المقعد؟! الذي تأباه -والله- بعض الحرائر اليوم، ممن يتحرقن لحمل السلاح والمشاركة في الجهاد، بينما يتسابق أشباه الرجال إلى القعود والتدثر في الخدور! في زمان انقلاب المعايير وانتكاس الفطر.

إننا نجد الباحث عن الجهاد بصدق، متأهبا مستنفرا يسابق الريح نحو ساحاته وميادينه، فإن وصل أرض الجهاد ولم يُتح له مباشرة القتال، تجده مكثّرا سواد المؤمنين، مرابطا حارسا ثغور المسلمين، فرِحا بذلك مبتهجا لا يرتاح جسده على فراشه كما يرتاح في ثغره ومرابطته، حتى إذا نادى المنادي حي على الجهاد طار قلبه قبل بدنه وانطلق لا يلوي على شيء قاصدا مرضاة ربه، باذلا له روحه ومهجته، فهل يستوي حال هذا ومن قيل لهم: {اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}؟! شتان شتان.

فيا طالب الجهاد بحق، ومبتغي مرضاة ربك بصدق، إنّ أمارة صدقك في طلبك ومبتغاك؛ أن تعدّ له عدته وتأخذ له أهبته، فإنْ تأخَّر نفيرك، لم يتوقف إعدادك فتلك عبادة بحد ذاتها، فأعدّ نفسك إيمانيا وشرعيا وبدنيا وأمنيا، فأنت في جهاد ما دمت في الإعداد، ثم اعلم أنّ إخلاص النوايا وإصلاح الطوايا، والصدق مع الله تعالى، هي بريد الوصول إلى أرض الجهاد، وهي أول الإعداد وأوسطه وآخره، وهي ملاكه كله، وهي التي عليها العهدة.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 515
السنة السابعة عشرة - الخميس 10 ربيع الآخر 1447 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً