بين مسلمي غزة ونصارى إفريقية عقب هذه الموجة تعالت أصوات الدول الصليبية و "مؤسسات حقوقهم" ...

بين مسلمي غزة ونصارى إفريقية

عقب هذه الموجة تعالت أصوات الدول الصليبية و "مؤسسات حقوقهم" البهيمية بإدانة الهجمات، لأن القتلى والمشردين هذه المرة هم أولياؤهم عبدة الصلبان، بينما يتعامون عما يجري في فلسطين من مجازر جماعية تُرتكب بأسلحة نفس الدول الراعية لهذه المؤسسات، التي تبكي الدم الصليبي واليهودي، بينما تتجشأ الدم المسلم! هذه هي حقيقة "الإنسانية" ومؤسساتها أيها الإنسان.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [507]
"نور الجهاد"
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية الحلقة الأولى: الفقرة (١) أيها المناصر لدين الله، ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الأولى: الفقرة (١)

أيها المناصر لدين الله، خصص جهازاً للنصرة ولا تجعل جهازك الشخصي جهازاً للنصرة.

حتى تستطيع التخلص من جهاز النصرة بسرعة إن حصل مكروه، لا قدر الله. ...المزيد

استنارت أرض إفريقية بنور الجهاد الذي أضاء دروب المؤمنين، وناره التي أحرقت أكباد الكافرين؛ ...

استنارت أرض إفريقية

بنور الجهاد الذي أضاء دروب المؤمنين، وناره التي أحرقت أكباد الكافرين؛ استنارت أرض إفريقية وحصلت البركة فيها وصار قليلها كثيرا وضعيفها قويا، لأن الجهاد شريعة ربانية ووصفة نبوية من امتثلها -كما هي- بغير زيادة ولا نقصان، وأخذها بحقها باذلا ثمرة فؤاده لها، أبدلت ذله عزا وضعفه قوة بإذن الله تعالى.

وعلى النقيض من ذلك، من فارق هذه الشريعة الإلهية، وسلك طرق الديمقراطية وهام في مداشر السياسة الدولية، أو بدّل وغيّر فخلط الجهاد المصفّى بكدر الجاهلية والرايات العمية؛ فقد خالف شروطه وأبطل مفعوله، ولن يظفر بغير المهانة والتبعية، ولن يحصد غير الضياع والتيه والظلمات، وتفحّصوا وجوه المنتكسين ما أظلمها وإنْ كانوا صُفرا وشُقرا، وتأملوا وجوه المجاهدين يلفها النور وإنْ كانوا شُعثا وغُبرا، أيستوي نور الجهاد وظلام الجاهلية؟


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [507]
"نور الجهاد"
...المزيد

حصحص الحق إن مسلسل التبديل والانحراف في الأوساط الجهادية، يقيم الحجة على هؤلاء الخصوم، ويضع كل ...

حصحص الحق

إن مسلسل التبديل والانحراف في الأوساط الجهادية، يقيم الحجة على هؤلاء الخصوم، ويضع كل فرد منهم أمام مفترق طرق؛ هل يتبع هواه وينكر البيّنات والحقائق والواضحات؟ أم يتبع الحق الذي حصحص وبان، فيكثّر سواده ويعذر إلى ربه قبل فوات الأوان.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [503]
"حصحص الحق!"
...المزيد

واعتصموا بحبل الله جميعا وكما أن الواجب على المسلمين أن لا يقنطوا من نصر الله، ولا تهتز ثقتهم ...

واعتصموا بحبل الله جميعا

وكما أن الواجب على المسلمين أن لا يقنطوا من نصر الله، ولا تهتز ثقتهم بتحقُّق وعده الإلهي؛ فكذلك عليهم وجوبا أن يجتهدوا كل الجهد في بذل الأسباب الشرعية التي أمرهم الله بها استنزالا لنصره كما في قوله سبحانه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}، وذلك بنصرة شريعته ومحاربة أعدائه وموالاة أوليائه، وليعتصموا بحبل الله جميعا ويجتمعوا خلف راية الجماعة التي حافظت على نقاء الراية في زمن التلون والنكوص، وبقيت ثابتة راسخة في الأرض، بينما ذهب زبد الجماعات المرتدة، وبان زيف دعاويها، وتجلى لكل ذي عمى أنهم باتوا أدوات جاهلية بأيدي أئمة الكفر يدفعون بهم لحرب الموحدين، باذلين لذلك أنفسهم وأموالهم فدى لطوائف الكفر المختلفة الأقلية منها والأكثرية، وهم بين هذا وذاك لم يوقفوا حربهم ضد المجاهدين ولم يجمعوا على شيء إجماعهم على قتال الدولة الإسلامية!


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [504]
"فأما الزبد فيذهب جُفاءً"
...المزيد

بَواسِل أرض السَّواد قوافل شهدائهم ماضية، ومحن أسراهم في السجون لا يضاهيها محنة ومعهم ذووهم ...

بَواسِل أرض السَّواد

قوافل شهدائهم ماضية، ومحن أسراهم في السجون لا يضاهيها محنة ومعهم ذووهم الكرام البررة المغيبون عن ذاكرة الأمة، وجلَد جنودهم في القفار والوديان لا يطيقه الرجال، ولولا الموانع لسردنا ما تشيب له مفارق الرأس من الأهوال، ومع ذلك لم يتهاونوا في دينهم، ولم يبخلوا على أمتهم ولم يبادلوها الخذلان بالخذلان، يستعذبون الموت في سبيل الله تعالى، ويقدّمونه على التنازلات والمساومات، شعارهم التجلُّد خير من التبلُّد، والمنية خير من الدنيا، صمتوا ولم تصمت بنادقهم بعيدا عن عدسات الإعلام في ثبات ملحمي لم تُحط به الطبقات ولا سير الأعلام، وعذرا أجناد العراق فمؤرّخو زماننا لم يعتادوا سوى تأريخ النكبات والخيانات، لا المفاخر والمكرمات، أما الملائكة الكرام فقد فعلوا، فأبشروا وقروا عينا فوارس العراق، فما عند الله خير وأبقى.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [508]
"عراق المراغمة"
...المزيد

المحنة العراقية ولأنه يُبتلى المؤمن على قدر دينه، فقد جاءت المحنة العراقية على قدر الجهد الذي ...

المحنة العراقية

ولأنه يُبتلى المؤمن على قدر دينه، فقد جاءت المحنة العراقية على قدر الجهد الذي بذله مجاهدو العراق في حفظ مسيرة الجهاد وتدويله وإخراجه من قمقم السواتر والحدود، وردفه بالرجال والمال، وقبل ذلك أطره على منهاج النبوة الذي انتصر على مناهج التمييع والترقيع التي اخترقت ساحات الجهاد وأنتجت مسوخا جهادية وخلائط منهجية لم تعرفها القرون المفضلة.

وإنّ لفوارس العراق حبا في قلوب المؤمنين، وغيظا ورعبا في قلوب الكافرين، وحسدا وحقدا في قلوب المنافقين، وما ذلك إلا لشدتهم على الكافرين وتقديمهم مصلحة العقيدة على كل المصالح الموهومة، ووقوفهم سدا في وجه المؤامرات التي تستهدف العقيدة والجهاد، حتى صار أجناد العراق مضرب المثل في الولاء والبراء، نحسبهم والله حسيبهم.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [508]
"عراق المراغمة"
...المزيد

عزيمة لا تليّنها الصعاب عقدان أو يزيد لم توقف فيهما الحكومات الرافضية المتعاقبة على العراق ...

عزيمة لا تليّنها الصعاب

عقدان أو يزيد لم توقف فيهما الحكومات الرافضية المتعاقبة على العراق حملاتها بحثا عن الأمن المفقود، بينما يعيش مبدِّدو أمنها فصولا متتابعة من الجهاد والعطاء، لم يكلّوا ولم يملّوا رغم طول الطريق وشدة الخذلان وكثرة المناوئين وثقل المحنة التي ناءت بحملها الجبال، وحملها أولئك الأبطال الذين هضمت الأمة حقهم وتواصى الجميع بحربهم.

ونحسب أنهم كانوا قطب الرحى في إشعال جذوة الجهاد الأصيل الذي غيّر وجه المنطقة وغزا العالم، ودشّن عصرا جديدا من المراغمة والمفاصلة، بعد أن كاد الجهاد يضيع بين مشاريع الضرار الإخوانية والمتأخونة التي أرادوها بديلا لمشروع الدولة الإسلامية والخلافة على منهاج النبوة.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [508]
"عراق المراغمة"
...المزيد

سبيل النصر تتطلع أعناق المسلمين للنصر وتتوق نفوسهم إليه، لكن القليل من يبادر ويسعى جاهدا ليكون ...

سبيل النصر

تتطلع أعناق المسلمين للنصر وتتوق نفوسهم إليه، لكن القليل من يبادر ويسعى جاهدا ليكون سببا في تحقيقه، والكثيرون صاروا سببا في إعاقته وتأخيره، وأكثر منهم الذين يكتفون بالمشاهدة عن بعد ويتنقلون بين مقاعد المشجعين المصفقين أو مراصد المنتقدين المنتقصين هوى وعبثية، كأن الساحة لا تعنيهم والتكاليف لا تشملهم، من هنا تأخر النصر وحلت بالمسلمين الهزائم.

فتذكيرا لمن نسي، وتعليما لمن جهل، وإيقاظا لمن غفل، نسوق بعض عوامل النصر في ضوء الكتاب والسنة بفهم القرون المفضلة، توجيها للعامة ووصية للخاصة، إبراء للذمة ونصحا للأمة، واستنهاضا للهمم العاثرة والعزائم الخائرة التي ضلّت طريق النصر وطلبته في غير مظانه فلم تظفر بغير الهزيمة المضاعفة.

إن الله تعالى سطّر في كتابه وعدا لعباده لا يُخلفه سبحانه، فقال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ... يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، وأكّد ذلك الوعد للباذلين أسبابه، وحسمه وبيّنه بقوله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}، قال إمام المفسرين: "يقولُ تعالى ذكرُه: وليُعِينَنَّ اللَّهُ مَن يُقاتِلُ في سبيله لتكونَ كلمتُه العُلْيَا على عدوِّه، فنَصْرُ اللَّهِ عبدَه؛ مَعونتُه إياه، ونَصْرُ العبدِ ربَّه؛ جهادُه في سبيله، لتكون كلمتُه العُلْيا". أهـ.

وعليه فلا نصر للأمة حتى تنصر ربّها سبحانه وتعلي كلمته على الوجه الذي ارتضاه سبحانه وشرَعه، لا على الوجوه المبتدعة التي أغرقت الأمة اليوم.

واعلموا أن كلمته -سبحانه- لا تكون هي العليا إلا بعلو شريعته على ما سواها من الشرائع الوضعية، وتحكيمها والرجوع إليها دون غيرها في سائر الأمور الدينية والدنيوية، ولا تكون كلمته هي العليا إلا بمحبته -تعالى- وتقديمها على سائر المحابّ، ومحبة أوليائه ونصرتهم وبغض أعدائه ومحاربتهم، وتكون كلمة الله هي العليا بتعظيم دينه وشعائره والقيام بها على أكمل الوجوه وأحسنها، كل هذه المعاني تنسلّ من مفهوم "نصرة العبد مولاه" بالجهاد في سبيله، إعلاءً لكلمته.

فهذا العامل الأول وهو القتال في سبيل الله صونا للتوحيد ومحقا للشرك، لقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، قال البغوي: "أَيْ: شِرْكٌ، قَالَ الرَّبِيعُ: حَتَّى لَا يُفْتَنَ مُؤْمِنٌ عَنْ دِينِهِ، وَيَكُونَ الدِّينُ خَالِصًا لِلَّهِ لَا شِرْكَ فِيهِ". أهـ.

فالسبيل حتى يكون الدين كله لله، وحتى ينتهي الكافرون عن الكفر، هو الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى، ولا سبيل غيره يحقق هذه الغاية مهما سلك الناس سبلا أخرى، بل إن من أخص صفات الطائفة المنصورة؛ القتال على الحق حتى يأتيهم أمر الله تعالى.

ويرتبط هذا العامل ارتباطا وثيقا بأمرين لا ينفكان؛ أحدهما: الجهاد بالمال في سبيل الله، ولئن عجز الكثيرون عن الجهاد بالنفس أو أحصروا عن الهجرة، فدونهم الجهاد بالمال فهو اليوم من أوسع أبواب الجهاد، والأمر الثاني هو الإعداد وهو متعلق بالأول، ولنا عبرة بصنيع عثمان رضي الله عنه، عندما جهّز جيش العسرة بألف دينار، وصبّها في حجر النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل يقلّبها بيده، ويقول: (ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم) يرددها مرارا. [أحمد والترمذي]

ومن عوامل النصر الهجرة في سبيل الله، وهي باقية ما قوتل الكفار، وما لم تطلع الشمس من مغربها، كما روى أبو داود عن عبد الله بن وقدان قال: وفدت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، إني تركت مَن خلفي وهم يزعمون أن الهجرة قد انقطعت، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار)، ومعلوم أن الإسلام ما قام وعزّ إلا بعد الهجرة وانطلاق قوافل المهاجرين، في طليعتهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وخيرة أصحابه من حوله.

ومن عوامل النصر الثبات على الدين والاستقامة عليه علما وعملا ولو تخلّف عنه الأكثرون واستثقلوه، أو تنكروا له، بل ولو حاربوه، وقد صحّ عن ابن مسعود موقوفا: "لا يكن أحدكم إمّعة، يقول: أنا مع الناس.. ألا ليوطن أحدكم نفسه على إنْ كفر الناس، ألا يكفر"، ورُوي قريبا من ذلك عن الإمام أحمد وغيره من أئمة السلف، وقد ذم سبحانه الأكثرية في غير موضع من كتابه كقوله: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}، فعُلم بذلك أن الثبات على الدين يخالف هوى الأكثرية خصوصا في زماننا هذا، وبمثل هذا الثبات ولزوم الجادة، يتحقق النصر ويتنزل.

ومن عوامل النصر اجتماع المسلمين والتفافهم حول إمام واحد وخلف راية واحدة ومنهاج واحد، ونبذ كل أسباب الفرقة والاختلاف من الحدود الوهمية والنعرات والعصبيات القومية والوطنية والحزبية، وإبدالها بالولاء والبراء وجعله حكما وقائدا.

وأما التوكل على الله فهو باب النصر ومفتاحه، فإذا اقترن بالصبر والتقوى وبذل الأسباب ومراعاة السنن؛ فحري أن يُمكّن صاحبه ويورثه -تعالى- أرضه يعمرها بالإسلام والتقوى، لقوله تعالى: {قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

وأخيرا؛ فليكن في الحسبان أن مقومات النصر كُلها مرتكزة على التضحية والبذل والصبر والمصابرة، ومن أراد نصرا بلا تضحية فهو مخذول يتمنى على الله الأماني ويخالف منطوق كتابه: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ}، وقال: {ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ}، ولنا في النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم أسوة حسنة، فقد ضحوا بالنفس والنفيس، وبذلوا الغالي والرخيص، ولم يترخَّصوا أو يستقيلوا يوما، حتى فتح الله على أيديهم البلاد وقلوب العباد ونصرهم نصرا مؤزرا، فهذا سبيل النصر في الأولين وهو ذاته في الآخرين، ولينصرن الله من ينصره.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 509
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 صفر 1447 هـ

المقال الافتتاحي:
سبيل النصر
...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-: "ما رأيتُ أكثر أذى للمؤمن من ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-:

"ما رأيتُ أكثر أذى للمؤمن من مخالطة مَن لا يصلح، فإنَّ الطبع يسرق؛ فإنْ لم يتشبه بهم، ولم يسرق منهم، فتر عن عمله، فإنَّ رؤية الدنيا تحث على طلبها، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- سترًا على بابه، فهتكه وقال: (ما لي وللدنيا؟)، ولبس ثوبًا له طراز، فرماه وقال: (شغلتني أعلامه)، ولبس خاتمًا ثم رماه وقال: (نظرة إليكم، ونظرة إليه)، وكذلك رؤية أرباب الدنيا، ودورهم وأحوالهم، خصوصًا لمن له نفس تطلب الرفعة".

[صيد الخاطر]
...المزيد

عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه-: أَنّ أبا سفيان بن حرب أخبره، أنّ هرقل قال له: سألتك كيف كان ...

عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه-:

أَنّ أبا سفيان بن حرب أخبره، أنّ هرقل قال له: سألتك كيف كان قتالكم إيّاه؟ فزعمت أنّ الحرب سجال ودول، فكذلك الرسّل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة.

[رواه البخاري]

أخي المجاهد: سادات الناس في الدنيا الأسخياء أخي المجاهد، للسخاء معانٍ عظيمة حثَّ عليها الإسلام ...

أخي المجاهد: سادات الناس في الدنيا الأسخياء

أخي المجاهد، للسخاء معانٍ عظيمة حثَّ عليها الإسلام ورغَّب بها، وأجزل العطاء لفاعلها، ووصف بالفلاح أصحابها، فقال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].

فالسخاء هو العطاء عن طيب نفس بدون أن تستكثر النفس ذلك العطاء أو تجد موجدة بعد إنفاقه، وإن أرفع درجات السخاء أن يجود المرء بنفسه في سبيل مولاه، فيقاتل أعداءه لتحكيم شرعه، ويتحمل في سبيل ذلك الأذى والجوع والنصب، ويقدم المال والأهل والولد، ومن جاد بنفسه هان عليه ما دون ذلك، ولذلك فإن الكرم والشجاعة صنوان.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "وبالشجاعة والكرم في سبيل الله فضَّل الله السابقين فقال: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10]" [مجموع الفتاوى].

وعن جابر -رضي الله عنه- قال: (ما سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شيء قط فقال: لا) [متفق عليه].

ولنا في سيرة صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند تجهيز جيش العسرة خير مثال، وقد قدَّم أبو بكر الصديق كل ماله، وجاء عمر بن الخطاب بنصف ماله، وجهَّز عثمان بن عفان ثلث الجيش، وتصدَّق عبد الرحمن بن عوف بمئتي أوقية من الفضة، وقدَّم عاصم بن عدي سبعين وسقاً من تمر، وتصدَّقت النساء بالمعاضد والخلاخل، وتصدَّق العباس بتسعين ألفاً.

وتروي لنا السير أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- اشترى بئر رومية من اليهودي الذي كان يبيع الماء للمسلمين بسعر مرتفع، وجعلها للمسلمين دون مقابل، واشتهر عنه -رضي الله عنه- أنه كان عتَّاقاً للرقاب.

قال الإمام عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "ومقام الإنفاق من أشرف مقامات الدين وتفاوت الناس فيه بحسب ما جبلوا عليه من الكرم وضدهما من البخل والشح فالأول: محمود في الكتاب والسنة والثاني: مذموم فيهما، وقد حث الله -تعالى- عباده على الإنفاق لعظم نفعه وتعديه وكثرة ثوابه" [فتح المجيد].

وقال بعضهم للسخاء صور كثيرة غير مقتصرة على بذل المال فحسب، بل هي أعم وأشمل، منها سعي الإنسان في قضاء حوائج الناس وتنفيس كرباتهم، ومنها السخاوة بالجاه، بحيث يبذل المرء استطاعته في الشفاعات الحسنة، وبذل القدرة في إحقاق الحق، ونصرة المظلوم، وإعانة الضعيف، وسخاوة الإنسان بوقته في سبيل نفع الناس، كالتعليم والتدريب وغيره، والنصح والإرشاد، ومن صوره كذلك البشاشة في وجوه الناس، والتجاوز عمن أساء.

أخي المجاهد، أنفق وأبشر بالثواب، وأبشر فلا خوف ولا حزن، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 262].

أخي المجاهد، أنفق فقد تكفل لمن يعطي بأن يخلف له ويرزقه، كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].

فتأمل أخي هذه النصوص المباركة وتذكرها دائما واجعلها دافعا لك على السخاء في جميع حالاتك، تنل عطاءً لا حدود له من الله تعالى.


• المصدر
صحيفة النبأ - العدد 122
الخميس 20 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً