الرجل يقاتل شجاعة • جاء في السُّنة المطهرة ضمن صور القتال الباطلة: (الرجل يقاتل شجاعة) أي أنّ ...

الرجل يقاتل شجاعة

• جاء في السُّنة المطهرة ضمن صور القتال الباطلة: (الرجل يقاتل شجاعة) أي أنّ طبعه مجبول على الشجاعة فهو يقاتل بها وتغلب عليه، و (يقاتل حميّة) يعني عن قومه ووطنه كما هو حال أغلب قتال "حركات التحرُّر" اليوم، ومع ذلك لم تكن الشجاعة وحدها كافية لتصحيح النية وتزكية القتال أو المقاتل، ما لم يكن في سبيل الله تعالى، نصرة للشريعة ومراغمة لأعدائها.

وبالتالي، فالشجاعة بغير توحيد لا تنفع صاحبها سوى في الدنيا، كقولهم: إنّ فلانا شجاع، وقد قيل! أما في الآخرة فلا اعتبار للشجاعة بدون توحيد صاف وعقيدة سليمة توافق اعتقاد أهل السنة والجماعة الذين ليس منهم بالقطع "الإمام الخميني!" ولا "سوريّة الأسد!" ولا حزب الشيطان "الذي يمثل الشطر الأهم من جند الشام!" بحسب تعبير "جيفارا العرب".

وقد جاء في حديث آخر أورده الإمام البخاري في باب: (إذا بقي حثالة من الناس)، يصف فيه حال آخر الزمان حين تختل موازين الناس، فيتمادحون ويتفاخرون بكل شيء إلا الإيمان، (ويقال للرّجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان!)، أي يكون الرجل فطنا، فصيحا، وقويا شجاعا وليس في قلبه أدنى درجات الإيمان.

ولذلك أشكل على الناس فهم كيف يُقتل الرجل "شجاعا مُشتبكا" وهو على غير عقيدة التوحيد، بل هو مفارق محاد لها، في صفوف خصومها مواليا لهم مكثّرا سوادهم، مع أن الماضي والحاضر يضجّان بقصص مقاتلين شجعان قاتلوا حتى آخر رمق، لكن في سبل باطلة وتحت رايات جاهلية، وماذا سيفعل عُمّار الجاهلية الثانية، لو رأوا شجاعة وجلد قادة الجاهلية الأولى؟!

وجريا على طريقة المتطفلين على أصول الفقه الهادمين لأصول الشريعة؛ الذين برّروا موالاة الرافضة بـ "انفكاك الجهة" تلبيسا وتضليلا؛ ألا يصح أن يكون في مقتل "الشجاع المشتبِك" هذا "انفكاك جهة"؟! ألا تنفكّ جهة الشجاعة عن جهة صحة التوحيد، فيكون الرجل مقاتلا شجاعا من جهة؛ ناقضا للتوحيد من جهة أخرى؟ أم أنه لا تنفك الجهة عندهم إلا في أسلمة الروافض والترقيع لمحورهم؟!

ومن سوء جريرتهم، فتنوا الناس في دينهم أحياء وأمواتا، فكانت حياتهم فتنة وموتهم فتنة، قعودهم فتنة وقتالهم فتنة، إنه شؤم مسلكهم الذي سلكوه ومسارهم الذي اتبعوه، وكيف يفلح من ارتمى في أحضان الرافضة مدافعا عنهم مفارقا هدي النبوة والصحابة لأجلهم، كيف يفلح من عدّ بشار وأوباشه "جند الشام!" وحزب الشيطان "الشطر الأهم من جند الشام!"، ولا نعرف أحدا من غلاة الفرق الضالة سبق إلى هذا وتجرأ عليه كما فعل هؤلاء، فما أجرأهم على الشريعة وما أصبرهم على النار!

وقد طغى على المشهد لوثة الغلو في الرجل وتقديسه على طريقة الرافضة والمتصوفة، خلافا لطريقة أهل السنة الذين يقدّرون ولا يقدسون، حتى تجرأ سفهاؤهم ودراويشهم على تشبيهه بنبيّ الله موسى -عليه السلام- لِعلّة العصا! وهل فَضُل وعلا مقام موسى بالعصا؟! إنه تقزيم للأنبياء واستخفاف بجناب الشريعة والديانة، وهم في الحقيقة أبعد الناس عن نبي الله موسى، فقد جاء -وسائر الرسل- بالتوحيد ونبذ الشرك، وهؤلاء نبذوا التوحيد ونقضوه وأقروا الشرك وبرروه وهونوه وصرح الولاء والبراء هدموه.

من زاوية أخرى، فالقوم يناقضون أنفسهم، فالإشادة والتفاخر بمقتل رجلهم خارج نفق، يشعرك وكأن الأنفاق التي حفروها مذمة! والموت فيها منقصة! مع أن العشرات منهم قضوا فيها من قبل ومن بعد، وإن تعجب فهناك الأعجب، طار القوم بمشهد مقتل الرجل على هذا النحو، وهو قائد الهرم، وكأنهم أكبروا ذلك عليه أو كانوا يتوقعون خلافه، مع أنه بحسب بثوثهم المرئية، فالعديد من جنودهم قُتلوا على نحو مشابه، فهل كانوا ينظرون إلى قائدهم نظرة دونية أقل من جنودهم؟! ثم أليس في ذلك اعتراف ضمني بأن مقتل غيره من القادة وسط الزحام وليس بين الركام، أو تحت الأرض لا فوقها، أو خارج البلد لا داخلها، أو مقتلهم بملابس مدنية لا عسكرية، أليس كل ذلك يعني -بمفهوم المخالفة-، مذمة وانتقاص لهؤلاء القادة، فإن كان كذلك فيا للتناقض! وإن كان غير ذلك فأين المدهش في المشهد؟

إن كل هذه الأوصاف التي بدرت من القوم ليست شرعية ولا اعتبار لها في الشرع للحكم على الأفراد، ثم إننا طفنا في نصوص الكتاب والسنة وأفهام علماء الملة، فلم نجد أن من قُتل مشتبكا مرتديا بزّته العسكرية حاملا عصاه جالسا على أريكته... لم نجد أن من قتل على هذه الحالة فقد سلِم مذهبه وصحّ معتقده، إنها تبعات طوفان الانحراف في العقيدة، وطغيان العاطفة على الشريعة.

وإن منهج الإسلام في الحكم على الأفراد والجماعات صحة أو بطلانا؛ لا يعتمد على ما تبثه القنوات أو تحجبه، ولا على ما تحبه الجماهير أو تبغضه، بل يعتمد على ميزان الشرع العدل، فما حكم له الشرع بالصحة فهو الصحيح، وما حكم له بالبطلان والفساد فهو كذلك، ولو جاءت بضده كل بثوث الأرض وشعوبها.

▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 466
الخميس 21 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

حسبنا أن الله يعلم ⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا سعينا بكل صدق وإخلاص لنحمي المسلمين، ونذود عن ...

حسبنا أن الله يعلم

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا سعينا بكل صدق وإخلاص لنحمي المسلمين، ونذود عن أعراضهم، ونصون دماءهم، فنتهم بين ليلة وضحاها أننا نكفر أهلنا في الشام! معاذ الله، ونستبيح دماءهم! كلا والله.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا حرصنا على أمن وسلامة أهلنا في الشام وأننا الوحيدون من تحمل علانية عبء مقاتلة عصابات قطاع الطرق، وملاحقة اللصوص والقتلة، فنتهم بين ليلة وضحاها أننا قتلة لأهلنا في الشام، وأصحاب المقابر الجماعية لهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا ما دخلنا قرية أو حيًا أو شارعًا إلا وأمن فيه المسلمون على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، وفرّ منه اللصوص وقطاع الطرق والمجرمون، ونتهم بين ليلة وضحاها أننا نروّع المسلمين ونستبيح حرماتهم.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا تكلمنا مع كل الناس وفتحنا أيدينا لكل الجماعات، ثم نتهم أننا لا نرى إلا أنفسنا، ولا نعترف بمجاهد غيرنا، ونبخس الناس أعمالهم، حاشا وكلا.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا لم نَدَّعِ العصمة يومًا، أو نتعمد الخطأ أو نصر عليه كما نتهم.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا ما هجرنا أهلنا وديارنا، وحملنا أرواحنا على أكفنا نبذلها رخيصة في سبيل الله إلا لتحكيم شرع الله، فنصوّر بين ليلة وضحاها أننا طواغيت لا نحتكم لشرع الله والعياذ بالله.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا من أشد الناس على الروافض والنصيرية، وقد علموا هم أنفسهم ذلك.

• من كلمة صوتية بعنوان: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
للشيخ أبي بكر البغدادي (رحمه الله تعالى)
...المزيد

خِفَافًا وَثِقَالا • وما زال العدد الذي نفر إلى الجهاد قليل بالنسبة للعالم الإسلامي، فأرجوا من ...

خِفَافًا وَثِقَالا

• وما زال العدد الذي نفر إلى الجهاد قليل بالنسبة للعالم الإسلامي، فأرجوا من إخواني أن يشمّروا عن أيديهم وينفروا كما أمر - سبحانه وتعالى -:{ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا } [التوبة: ٤١]، حتى ينالوا الأجر العظيم، وكفاهم عبرة وبشرى بفضل الشهيد والشهادة حديث رسول الله ﷺ الصحيح، والذي هو مفتدى بآبائنا وأمهاتنا - عليه الصلاة والسلام -، والذي هو بقتله ينقطع الوحي من السماء إلى الأرض، يتمنى أن يُقتل شهيدًا، يُعلّمنا - عليه الصلاة والسلام - عظيمَ مكانة الشهادة، فقد صحّ - عليه الصلاة والسلام - في الصحيحين، يقول: "والذي نفسُ محمدٍ بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله فأُقتل، ثم أغزو فأُقتل ثم أغزو فأُقتل"، لعظيم هذه المكانة فانفروا يرحمني اللهُ وإيّاكم لنصرة هذا الدين، واتباعاً لأمر الله - سبحانه وتعالى - وأمر رسوله ﷺ.

• من كلمة { وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ }
الشيخ أسامة بن لادن (رحمه الله)
...المزيد

اقتلوا اليهود بل وألحق الله تعالى باليهود مَن حالفهم ووالاهم وعدّه منهم، فقال تعالى: {يَا ...

اقتلوا اليهود

بل وألحق الله تعالى باليهود مَن حالفهم ووالاهم وعدّه منهم، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.

وبعد كل هذا البيان والإيضاح، هل يبقى لأحد حجة في أن يزعم بأن الحرب مع اليهود ليست دينية، فإن لم تكن دينية فلن تلبث حتى تتحول إلى "مصالحات وتفاهمات" طال الزمان أم قصر، كما رأينا في كثير من الساحات التي كانت الحرب فيها أشد مما يجري في فلسطين، فكل العداوات تنتهي بانتهاء المُسبب إلا العداوة في الدين! ومعلوم في عقيدة أهل السنة والجماعة أن أوثق عرى الإيمان؛ الولاء للمؤمنين والعداء للكافرين، وهي ملة إبراهيم -عليه السلام- التي فرضها الله على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال: {ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا}، وملة إبراهيم هي قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُ}، فهذا هو أصل المعركة، منه المبتدى وإليه المنتهى.

وما تشهده فلسطين قديما وحديثا هو حالة طبيعية من عداء اليهود للمسلمين وإفسادهم في الأرض؛ مستعينين بحلفائهم من حكّام العرب المرتدين الذين تكفّرهم الدولة الإسلامية وتراهم جميعا جزءا من الغزو اليهودي لفلسطين، وتدعو لقتالهم وتساوي بين كلّ مَحاورهم قَطرية كانت أم إماراتية، عربية أو أعجمية، فكل أولياء اليهود منهم لقوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، فمثلا حكومة تشاد المرتدة هاجمها الوطنيون بألسنتهم مؤخرا لما أعلنت عن توطيد علاقتها مع اليهود، بينما كانت الدولة الإسلامية الوحيدة التي تقاتلها وحلفاءها في غرب إفريقية من قبل ومن بعد.

وعليه، فإننا نكرر الدعوة والتذكير لشباب فلسطين بأن تكون حربهم مع اليهود في هذا السياق القرآني المبارك، حربا دينية بعيدة كل البعد عن الرايات الوطنية الجاهلية التي تخالف القرآن والسنة، ونشدّد ونؤكد على جدوى استهداف المعابد والكُنس اليهودية وتقصّدها بهجمات دامية، فإنها أجدى وأنكى في اليهود، وأكثر إبرازا لملامح المعركة في ظلال القرآن لا البرلمان، ونوصيهم بأن يتزوّدوا بعد الإيمان بالأحزمة الناسفة فقد طال غيابها وإقصاؤها عن تلك الساحة؛ وإنْ لاح طيفها في تفجيرات القدس التي خبا ذكرها في الإعلام الجاهلي لمّا ظهرت هوية المنفّذ، بينما لم يغب شبحها عن أذهان أفراخ اليهود الذين يخشون تكرارها.

كما نحرض المسلمين في كل مكان، على قتال اليهود واستهدافهم داخل الأحياء والكُنس اليهودية المنتشرة في أوروبا وغيرها من الدول، فاقتلوا اليهود بكل وسيلة وشدّوا عليهم، وكونوا أنتم مبتدأ الحرب التي تحرق اليهود الكافرين بعد أن اجتمع طواغيت العالم بأسره على إيقافها، ولن يفلحوا بإذن الله تعالى، وإن غدا لناظره لقريب.

• المصدر: صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 376
...المزيد

اقتلوا اليهود لقد بيّن الله تعالى صفات اليهود الكافرين في آيات كثيرة من كتابه الحكيم، ووصفهم ...

اقتلوا اليهود

لقد بيّن الله تعالى صفات اليهود الكافرين في آيات كثيرة من كتابه الحكيم، ووصفهم وصفا تفصيليا دقيقا، ولا شك أن الحكمة من هذا التوصيف الإلهي الدقيق إنما هو أخذ العبرة والعظة، والحذر والاستعداد، فينأى المسلم عن سلوك سبيل اليهود واتباع سننهم أو موالاتهم، ويحذر مكرهم، وبالضرورة؛ يستعد لحربهم وقتالهم.

ولكنّ أكثر الناس أهملوا التوصيف القرآني لليهود والمراد منه، واهتمّوا بالسرد التاريخي للأحداث بدلا من ذلك، فانحرفوا بذلك عن أصل المعركة، فحكموا على الحرب مع اليهود بأنها معركة وطنية سببها "الاعتداء على الأراضي والممتلكات"، بل صاروا يحذّرون من خطورة الانجرار إلى حرب دينية مع اليهود وكأنها تهمة!

وقد تطرق شيخ الإسلام ابن تيمية لذلك في معرض حديثه عن تاريخ اليهود فقال: "هذا الاستقراء والتتبع، يبيّن أن نصر الله وإظهاره هو بسبب اتباع النبي، وأنه سبحانه يريد إعلاء كلمته ونصره ونصر أتباعه على من خالفه". والمعنى أن ما أخبرنا به القرآن عن تاريخ اليهود إنما هو للاعتبار والاتعاظ، وليس لمجرد السرد التاريخي الذي شغل الناس بتاريخ نهاية اليهود، وأشغلهم عن بلوغ السبيل الصحيح لذلك.

ولنستعرض صفات اليهود الكافرين كما جاءت في القرآن الكريم، فقد قال تعالى عن كفر اليهود وشركهم به سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}، وعن تطاولهم وتجرئهم على الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}، وقولهم: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}، وعن تحريفهم وتبديلهم لكلام الله قال تعالى: {مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}، وعن كتمهم للحق قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وعن غدرهم ونقضهم المواثيق وقتلهم الأنبياء قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}، وعن عدائهم الشديد للمؤمنين قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، وعن لعنهم وقسوة قلوبهم قال: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}، وعن جبنهم عند المواجهة قال تعالى: {وَإِن يُقَٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ}، وعن تعاملهم بالربا وسلبهم أموال الناس، قال تعالى: {وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَٰطِلِ}، وعن سعيهم الدائم للإفساد والفتن قال سبحانه: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ ويسعون في الأرض فسادا}، وعن قبولهم بالمنكر قال: {كَانُوا لَا یَتَنَاهَونَ عَن مُّنكَر فَعَلُوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا یَفعَلُونَ}، وعن حبهم للحياة أيّا كانت قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ}، وعن كبرهم وغرورهم قال: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}، وعن حسدهم وحقدهم على المسلمين قال الله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَٰنِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم}.

بل وألحق الله تعالى باليهود مَن حالفهم ووالاهم وعدّه منهم، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.

وبعد كل هذا البيان والإيضاح، هل يبقى لأحد حجة في أن يزعم بأن الحرب مع اليهود ليست دينية، فإن لم تكن دينية فلن تلبث حتى تتحول إلى "مصالحات وتفاهمات" طال الزمان أم قصر، كما رأينا في كثير من الساحات التي كانت الحرب فيها أشد مما يجري في فلسطين، فكل العداوات تنتهي بانتهاء المُسبب إلا العداوة في الدين! ومعلوم في عقيدة أهل السنة والجماعة أن أوثق عرى الإيمان؛ الولاء للمؤمنين والعداء للكافرين، وهي ملة إبراهيم -عليه السلام- التي فرضها الله على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال: {ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا}، وملة إبراهيم هي قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُ}، فهذا هو أصل المعركة، منه المبتدى وإليه المنتهى.

• المصدر: صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 376
...المزيد

لا سواء... والعاقبة للمتقين "٣" • فإنْ كان أعداء الله يتكلّمون عن استعادتهم لجزءٍ من المساحة ...

لا سواء... والعاقبة للمتقين "٣"

• فإنْ كان أعداء الله يتكلّمون عن استعادتهم لجزءٍ من المساحة التي سيطرت عليها الدّولة الإسلاميّة خلال عامٍ من حربهم الشّديدة عليها، فهلّا سألوا أنفسهم: كم هي المساحة الجديدة التي امتدّ إليها سلطان الخلافة في جهات أخرى من ساحة المعركة؟ بل كم هي السّاحات الجديدة التي انضم مجاهدوها إلى جيش الخلافة في مشارق الأرض ومغاربها؟ وإنْ كانوا يتكلّمون عن قتلهم لعددٍ من جنود الدّولة الإسلاميّة خلال العام المنصرم بواسطة أكثر من ٧٥٠٠ غارةٍ جويّةٍ، فهلّا سألوا أنفسهم: كم تضاعف عديد جيش الخلافة خلال هذا العام؟

وإن كانوا يتكلّمون عن تراجع في إمكانات جيش الخلافة من التّسليح والعتاد يحسبونه بتعداد ما استطاعوا تدميره بطائراتهم، أو استهلكه المجاهدون في معاركهم التي لا تنتهي، فهلّا سألوا أنفسهم: كم هي كميّة السلاح والعتاد الذي اغتنمه جيش الخلافة من أعدائه الكثيرين خلال هذا العام فقط؟

وإن كانوا يتكلّمون زاعمين إضعافهم للدّولة الإسلاميّة من خلال هذه الحرب الطّويلة على كلّ الجبهات، فهلّا سألوا أنفسهم: وما كان حالها قبل أنْ يمنّ الله على جنودها بالفتح والتّمكين؟ وهل يستوي حال من كانوا قليلاً مستضعفين يخافون أن يتخطّفهم النّاس، مع من حاله القوّة والتّمكين، يخافه المشركون في مشارق الأرض ومغاربها، ويحشدون لاحتواء خطره عدّة تحالفات من الدّول الطّاغوتيّة تضمّ أكثر من نصف أمم الأرض، في حين يؤيدها النّصف الآخر وإن لم يشارك في الحرب مباشرة؟ أم يستوي حال من كانوا يقتلون ويؤسرون ويعذبون دون أن يتمكّنوا من النّيل من عدوّهم، مع من حاله قتالهم ومنازلتهم في الميدان، فينالون منه مرّة وينال منهم مرّات، وإن قصفوه بطائراتهم في حلب ردّ عليهم فأسقط طائراتهم في سيناء، وإن أسقطوا على أهله برميلاً متفجّراً في الرقّة، فجّر عليهم المفخّخات "من ديالى إلى بيروت"، فكانت الحرب بينه وبين عدّوه سجالاً؟ أم يستوي حال من إنْ خسر نصيباً من الدنيا، لقي الفوز العظيم في الآخرة، مع من شأنه إنْ خسر الدنيا، خسر الدنيا والآخرة معاً وذلك هو الخسران المبين؟

كلّا... لا سواء... والعاقبة للمتّقين.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لا سواء... والعاقبة للمتقين"
...المزيد

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة: النّاخِب والمنتَخب كافرٌ بالله العظيم • لا يزال الله سبحانه يَبتلي ...

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة:
النّاخِب والمنتَخب كافرٌ بالله العظيم

• لا يزال الله سبحانه يَبتلي عبادَه، فمنهم من يثبت فذاك المسلم المؤمن، ومنهم إذا حلّت الفتن ركبها، وخلع ربقة الإسلام من عنقه.

إن الفتنةَ الشرك، ومنها فتنة الانتخابات التي حلَّت اليوم بأرض الجزائر، فتنة عمياء لا تُبقي ولا تذر، تعصف بدين الرّجل فتدعه كهشيم تَذروه الرِّياح، وإنّا في هذا المقام نتوجّه بالنُّصح والتَّذكير لأهلنا المسلمين، وندعوهم لاجتناب صناديق الاقتراع فإنها كفر بالله، فالله تعالى يقول: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [يوسف ٤٠] واجتنابها من اجتناب الطَّاغوت الذي لا يصحُّ إسلام المرء بغيره، فإنّ الحكم لله لا للشعب كما يزعم أهل الصناديق المشركين، فالله الله في دينكم، ولا تكن الدنيا أكبر همكم.

لا سواء... والعاقبة للمتقين "١"

• كما هو الشّأن في كل أحداث التّاريخ التي تمرّ بها الأمم، لا تكون الحرب غالباً إلا سِجالاً بين الأمم المتح𑇅اربة المتكافئة في القوّة، ويشترك في هذه القاعدة كلّ من يخوض الحروب سواء كانوا من أهل الكفر أم من أهل الإيمان، قال الله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)، وكذلك قال أبو سفيان لملك الرّوم لمّا سأله عن الحرب بين قريشٍ والرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (تكون الحربُ بيننا وبينه سِجالاً، يُصيب منَّا، ونُصيب منه)، وهي العبارة ذاتها التي قالها للرّسول عليه الصّلاة والسّلام بعد أُحدٍ (يومٌ بيومِ بدرٍ، والحربُ سِجالٌ)، فأبو سفيان رضي الله عنه تكلّم بالسُّنن التي يعرفها عن حياة الأمم، ولكنّ الذي غاب عنه أيّام جاهليّته أنّ الحرب التي يخوضها الرّسل وأتباعهم تختلف عن باقي الحروب لا في غاياتها فقط، وإنّما في أهميّتها ومآلاتها أيضاً، لذلك نجد أنَّ هرقل عظيم الرّوم بما لديه من بقيّة علمٍ من الكتاب ردّ على مقالة أبي سفيان فقال: (وكذلك الرسُل تُبْتَلَى، ثم تكون لها العاقبة)، وكذلك ردّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه على مقالته في أحدٍ فقال: (لا سواء، قتلانا في الجنّة، وقتلاكم في النّار) (رواه الحاكم وصحّحه).

فهذا الفقه في المآلات الأخرويّة والدنيويّة لكلٍّ من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وعظيم الرّوم هرقل، يوضّح أنّ حرب الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وأتباعهم، ليست كبقيّة الحروب في نتائجها، وإن اشتركتْ معها في حقيقتها ومجرياتها، فالرّسل وأتباعهم بثباتهم على الحقِّ، وصبرهم على جهاد أعدائهم، وعدم تركهم لأمر الله بقتالهم، تكون لهم العاقبة بنصر الله تعالى لهم، بعد مراحل عديدةٍ تمسّهم فيها البأساء والضّرّاء والزّلزلة، وكذلك فإنّ جيش الرّسل لا يشارك بقيّة الجيوش في الحال عند الانكسار وإن كان يشابهها في بعضٍ من نتائج الانتصار، وذلك أنّ جيوش الجاهليّة بانكسارها تكون قد خسرتْ كلّ شيءٍ، فيما المجاهدون يكونون بانكسارهم قد فازوا بما لا يُقارن بما خسروه من متاع الدّنيا وفرحة النّصر، كما قال عليه الصّلاة والسّلام: «ما مِنْ غازيةٍ أو سريّةٍ تغزو فتغنمُ وتسلمُ إلّا كانوا قد تعجّلوا ثُلثَي أُجورِهم، وما مِنْ غازيةٍ أو سريّةٍ تُخفق وتُصاب إلا تمّ أجورهم» (صحيح مسلم).

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لا سواء... والعاقبة للمتقين"

لا سواء... والعاقبة للمتقين "٢"

• الجانب الآخر من فقه حقيقة حروب الرّسل وأتباعهم، أنّ المساجلة في الحرب بين أهل الإيمان وأهل الكفر ليست دليل استواءٍ بين حال الطّرفين، وإن تساووا بعَدَد المرّات التي يَنال فيها كلٌّ منهم من الآخر، أو بعدد من يَقتلُ كلٌ منهم من الآخر، أو بحجم ما يغتنمونه من بعضهم، فالرّسل وأتباعهم إنّما يكونون مستضعفين في بادئ أمرهم، يسومهم أنصار الطّواغيت، وأجناد الفراعنة القهر والعذاب، ويحيونهم حياة الذّلّ والمهانة إن استبقوهم أحياء، فإذا بلغ هؤلاء المستضعفون المرحلة التي يساجلون فيها أعداءهم، فإنّ هذا دليل غلبةٍ لا دليل استواءٍ، كما ورد في الحديث عنْ أوس بن حذيفة (قالَ: كنتُ في الوفدِ الذين أتَوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسلمُوا مِنْ ثَقيف مِنْ بني مالك أَنْزَلَنا في قبّةٍ له، فكان يختلفُ إلينا بين بيوته وبين المسجد، فإذا صلّى العشاءَ الآخرةَ انصرفَ إلينا فلا يبرحُ يحدّثُنا ويشتكي قريشاً ويشتكي أهلَ مكّةَ ثم يقولُ لا سواء، كنَّا بمكّةَ مُستذَلّين أو مُستضعَفين، فلمّا خرجْنا إلى المدينة كانت سِجال الحرب علينا ولنا) (رواه أحمد وابن ماجة وأبو داود وغيرهم)، فانتقال العصبة المؤمنة إلى المرحلة التي تكون فيها تكاليف الصّراع مع أهل الشّرك لهم وعليهم، لا يمكن مقارنتها بمرحلة الاستضعاف التي تكون فيها التّكاليف الشّديدة للصّراع محصورةً بأهل التّوحيد، وهذا ما حَدَثَ للرّسول عليه الصلاة والسلام ومَنْ معه بانتقالهم مِنْ مرحلة الاستذلال والاستضعاف (في مكّة) إلى مرحلة الشّوكة والتّمكين (في المدينة)، ثم الانتقال إلى المرحلة اللّاحقة وهي مرحلة الفتح التي تكون فيها التكاليف محصورةً بجانب المشركين كما حَدَثَ بعد صلح الحديبية حتى فتح مكّة.

إنَّ أكثر مَنْ يُدرك هذه المعاني من جنود الدّولة الإسلاميّة هم المجاهدون القدماء، ومن ناصر المجاهدين قبل قيام الدّولة الإسلاميّة، فقد كانت الأيّام الماضية أيّام استضعاف وقهر لهم، فكم منهم من قضى سنيناً في سجون المشركين يسومونه سوء العذاب، يُهان دينهم، ويُسبّ إلههم، ويُشتم عرض نبيّهم، ويُداس قرآنهم أمام أعينهم، ولا يملكون لكلّ ذلك شيئاً، بل ويُمنعون من الصّلاة، وتُمنع زوجاتهم من الحجاب، ولا ملجأ لهم من هذا الاستضعاف، ولا قوّة لديهم كي ينتقموا من عدوّهم، ولا ركناً شديداً كي يأووا إليه، وكان أملهم بالله أنْ يهيّء لهم قيام الخلافة، فيهاجروا إليها، فتمكّنهم من إقامة دينهم، وتجعلهم أعزّةً بعد ذلّهم، ويكونوا من جنودها فينتقموا من الطّواغيت وجنودهم، ويذيقوهم كأس الع→لقم التي لطالما ش←ربها المسلمون على أيديهم.

ولذلك تجد هذا الصّنف من المجاهدين أقل جنود الدّولة الإسلاميّة تأثّراً بخسارة الأرض، أو فقدان الموارد، بسبب المعارك مع أعداء الله، إذ تكون صورة حالهم أيّام الاستضعاف حاضرةً في أذهانهم دائماً، فلم يكنْ شبرٌ من الأرض تحت أيديهم، بل حتّى بيوتهم الخاصّة كان بقاؤهم فيها رهناً ببقائهم خارج السّجون، ولم يكنْ لديهم من السّلاح والمعدّات أيّ شيءٍ، فكان كثيرٌ منهم يخشى اقتناء قطعة سلاحٍ ولو كانت بندقيّة صيدٍ صدئةً، ولم يكنْ لديهم من المال أحياناً ما يسدّ رمقهم ويغنيهم عن سؤال النّاس، فمكّنهم الله، وآواهم، وأغناهم، وما داموا يتمكّنون بفضل الله من النيل من أعدائهم، فلا سواء بين الحالين.

وتجد هذا الصّنف من المجاهدين أقلّ النّاس تأثّراً بالمُرجفين والمُخذّلين، وأقلّ النّاس تأثّراً بكلام أعداء الله، وادّعاءات إعلامهم بتحقيقِ الانتصارات على الدّولة الإسلاميّة، وتجد أنّ لديه في الغالب الجواب على كلّ الأراجيف التي يبثّونها.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لا سواء... والعاقبة للمتقين"

لا سواء... والعاقبة للمتقين "٣"

• فإنْ كان أعداء الله يتكلّمون عن استعادتهم لجزءٍ من المساحة التي سيطرت عليها الدّولة الإسلاميّة خلال عامٍ من حربهم الشّديدة عليها، فهلّا سألوا أنفسهم: كم هي المساحة الجديدة التي امتدّ إليها سلطان الخلافة في جهات أخرى من ساحة المعركة؟ بل كم هي السّاحات الجديدة التي انضم مجاهدوها إلى جيش الخلافة في مشارق الأرض ومغاربها؟ وإنْ كانوا يتكلّمون عن قتلهم لعددٍ من جنود الدّولة الإسلاميّة خلال العام المنصرم بواسطة أكثر من ٧٥٠٠ غارةٍ جويّةٍ، فهلّا سألوا أنفسهم: كم تضاعف عديد جيش الخلافة خلال هذا العام؟

وإن كانوا يتكلّمون عن تراجع في إمكانات جيش الخلافة من التّسليح والعتاد يحسبونه بتعداد ما استطاعوا تدميره بطائراتهم، أو استهلكه المجاهدون في معاركهم التي لا تنتهي، فهلّا سألوا أنفسهم: كم هي كميّة السلاح والعتاد الذي اغتنمه جيش الخلافة من أعدائه الكثيرين خلال هذا العام فقط؟

وإن كانوا يتكلّمون زاعمين إضعافهم للدّولة الإسلاميّة من خلال هذه الحرب الطّويلة على كلّ الجبهات، فهلّا سألوا أنفسهم: وما كان حالها قبل أنْ يمنّ الله على جنودها بالفتح والتّمكين؟ وهل يستوي حال من كانوا قليلاً مستضعفين يخافون أن يتخطّفهم النّاس، مع من حاله القوّة والتّمكين، يخافه المشركون في مشارق الأرض ومغاربها، ويحشدون لاحتواء خطره عدّة تحالفات من الدّول الطّاغوتيّة تضمّ أكثر من نصف أمم الأرض، في حين يؤيدها النّصف الآخر وإن لم يشارك في الحرب مباشرة؟ أم يستوي حال من كانوا يقتلون ويؤسرون ويعذبون دون أن يتمكّنوا من النّيل من عدوّهم، مع من حاله قتالهم ومنازلتهم في الميدان، فينالون منه مرّة وينال منهم مرّات، وإن قصفوه بطائراتهم في حلب ردّ عليهم فأسقط طائراتهم في سيناء، وإن أسقطوا على أهله برميلاً متفجّراً في الرقّة، فجّر عليهم المفخّخات "من ديالى إلى بيروت"، فكانت الحرب بينه وبين عدّوه سجالاً؟ أم يستوي حال من إنْ خسر نصيباً من الدنيا، لقي الفوز العظيم في الآخرة، مع من شأنه إنْ خسر الدنيا، خسر الدنيا والآخرة معاً وذلك هو الخسران المبين؟

كلّا... لا سواء... والعاقبة للمتّقين.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لا سواء... والعاقبة للمتقين"
...المزيد

ولأن الكلماتِ لا بدَ أن تُقرنَ بالأفعال، وانطلاقا من واجبنا الشرعيِ في نصرة إخواننا المسلمين أينما ...

ولأن الكلماتِ لا بدَ أن تُقرنَ بالأفعال، وانطلاقا من واجبنا الشرعيِ في نصرة إخواننا المسلمين أينما كانوا ومنها فِلسطين، وفي ضوءِ إيمانِنا بأن المعركةَ مع اليهودِ وحلفائهِم في كل مكان، فإن الدولة الإسلاميةَ تستنفرُ جنودَها خاصة والمسلمين المتشوقين لنُصرةِ المستضعفين عامة، لاستهدافِ اليهودِ والصليبيينَ وحلفائِهم المجرمين، فوق كل أرضٍ وتحت كلِ سماء.

فيا أيها الأسدُ المتأهبةُ للثأر لدينكم وأعراض إخوانكم، أيها الموحدون الغيارى، نستنفرُكم اليومَ لتجديدِ نشاطِكم، وإحياءِ العملياتِ المباركةِ في عقرِ ديار اليهودِ والنصارى، والتي كبّدتهم من قبلُ خسائرَ كبيرة، وأدخلتهم في دوّامةٍ من الرعبِ والترقُب.

يا ليوثَ الإسلام.. طاردوا فرائسَكم من اليهود والنصارى وحلفائهم، في شوارعِ وطرقاتِ أمريكا وأوروبا والعالم، اقتحموا عليهم بيوتَهم، واقتُلوهم ونكِّلوا بهمْ بكلِ وسيلةٍ تقدِرون عليها، وضعوا نصبَ أعيُنِكم أنكم اليومَ يدُ الدولة الإسلاميةِ التي تضربُ في عُقرِ الكافرين، وتثأرُ للمسلمين في فلسطين والعراقِ والشام، وسائرِ بلاد المسلمين.

أحكموا الخطط ونوّعوا العمليات: فنسفا بالمتفجرات، وحرقا بالقنابل الحارقات، ورميا بالطلقات الفالقات، وحزا ونحرا بالسكاكين القاطعات، ودهسا وسحقا بالحافلات، ولن يَعدمَ الصادقُ حِيلةً يُدمي بها قلوبَ اليهودِ والنصارى وحلفائِهم، ويَشفِي مِنهم صُدورَ قومٍ مؤمنين.

ادخُلوا عليهم من كلِ باب، واقتُلوهم شرَّ قِتلة وأحيلوا تَجمعاتِهم واحتِفالاتِهم مجازرَ دامية، لا تُفرقوا بين كافر مدني أو عسكري، فكلُهم كفارٌ وهم في الحكم سواء، فجيوشُ اليهودِ والصليبيين تَدكُ بطائراتِها بلادَ المسلمين لا تفرّقُ بين مدني أو عسكري، يقصفون بلا رحمة، ويقتلون بِلا هوادة، اجعلوهم يعرفون أن جرائمهم في فلسطين والعراقِ والشامِ وغيرها من بلاد المسلمين، ترتدُ عليهم في عقرِ دارهم في واشنطن وباريس ولندن وروما وغيرها من ديار الكافرين.

أيها الأسد الغِضاب.. إن أمتكمَ اليومَ مجروحةٌ مكلومة، أدمتها الجِراحُ وآخرُها في فلسطين، فتسابقوا وتنافسوا لتشفُوا صدرَها، وتمسحوا دمعتها وتُضمدوا جراحها، فإن هذا من أفضل القرباتِ إلى الله تعالى، وهو فرض الساعةِ وثمرةُ التوحيد، وعينُ الولاء والبراء، وأعظمُ الجهادِ وأجداهُ وأنجعُه.

فتقصّدوا بالعمل الأهدافَ السهلةَ قبل الصعبة، والمدنيةَ قبل العسكرية، والأهدافَ الدينيةَ كالكُنس والكنائس قبل غيرها، فإن ذلك أشفى للصدر وأظهرَ لمعالم المعركة، فإن حربنا معهم حربٌ دينية، نقاتلهم أينما ثُقِفوا استجابة لأمر الله تعالى.

كما نُذكِّر المسلمين بالإنفاقِ في سبيل الله تعالى، وإرسالِ الدعم المالي لمستحقِيِه في ديار المسلمين التي تتعرضُ للحروب والأزماتِ عبرَ طرق آمنةٍ موثوقة، فانصروا إخوانكم بأموالِكم وقدموا لأنفسكم: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}، فنحن أولى بالمسلمين من مؤسسات الإغاثةِ الصليبية والرافضيةِ والعلمانية، التي لن تقدمَ قِطميرا إلا في سبيلِ مشاريعِهم الخبيثة، قال سبحانه: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ}.

مقتطف من الكلمة الصوتية للمتحدث الرسمي للدولة الإسلامية الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري -حفظه الله تعالى- بعنوان:
{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}
...المزيد

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة: خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود وعليه، فهذا تنبيه وتحريض للمسلمين في كل ...

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة:
خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود

وعليه، فهذا تنبيه وتحريض للمسلمين في كل مكان بأنّ أمامهم خطة عمليّة للمشاركة في قتال دويلة يهود وتخليص المسلمين من شرورها، هذه الخطة تتمثل بالسعي الميداني الجاد والسريع لاستهداف "الوجود اليهودي" في كل العالم، أيًّا كان شكل هذا الوجود، وخصوصا "الأحياء اليهودية" في أمريكا وأوروبا والتي تشكّل عصب الاقتصاد اليهودي وبؤر التحكم في دوائر صنع القرار الغربي الصليبي الداعم لدويلة يهود، وبالضرورة استهداف ومهاجمة "السفارات اليهودية والصليبية" في كل مكان.

وبالتوزاي مع ذلك، وجوب استهداف خطوط وجُدر الدفاع المتقدِّمة عن دويلة يهود ممثلةً بالجيوش والحكومات العربية المرتدة وتحديدًا جيوش "دول الطوق" التي تطوّق وتخنق فلسطين، وكذلك استهداف خطوط الدفاع الخلفيَّة كجيوش الدول الخليجية التي تحتضن القواعد الأمريكية الداعمة الحامية لأمن دويلة يهود.. فكل هذه الأطراف من الكفار والمرتدين من العرب والعجم، هم حبال دويلة اليهود التي بانقطاعها يتحقق اقتلاع دويلتهم من جذورها.

هذا هو السبيل الشرعي العملي الواقعي لقتال اليهود وتحقيق وعد الله بزوال دويلتهم، كما إنَّ فيه نصرة عملية حقيقية لأهلنا المسلمين في فلسطين، وهو السبيل الذي سلكته الدولة الإسلامية بقتالها لكل هذه المحاور والحكومات والجيوش الكافرة، وما زالت ماضية في طريقها توشك أنْ تصل لمرادها بإذن الله، في ظلّ التغيُّرات والمنعطفات الحادة التي تشهدها المنطقة والتي لا تخرج عن تدبير الله تعالى ومكره لعباده.

ميدانيًّا، وفي ظلِّ الحديث عن إمكانية تعرُّض "القطاع" الصغير القصير لتوغُّل بريٍّ يهوديٍّ سواء في هذه المرحلة أو في غيرها؛ فإنَّ أول ما يجابَه به هو إعداد العدة الإيمانية بتجريد التوحيد لله تعالى، وتنقية الراية التي تقاتل لتحكيم الشريعة الإسلامية وفي إطارها، وليس في إطار "الشرائع والقوانين الدولية" الأمريكية اليهودية أصلا وفرعا.

فإنْ أُحكمت وحُسمت هذه العدة الإيمانية؛ فعلى شباب المسلمين هناك أنْ يأخذوا أُهبتهم ويتزوَّدوا بما توفَّر من العُدة العسكرية المتاحة لهم، لكن نخصُّ منها الأحزمة الناسفة التي غابت عن ساحة المواجهة مع اليهود، فهذه الأحزمة المباركة علامة فارقة بين القتال المكفول بالشرائع الدولية والقتال المكفول بالشريعة الربانية، ونسأل الله تعالى أنْ يحقن دماء أهلنا في فلسطين، وأنْ يكفيهم شرور اليهود والصليبيين.

والخلاصة، فإنَّ لليهود "جُدرًا وحبالًا" يستندون إليها ويقاتلون مِن ورائها للحفاظ على دويلتهم المتهالكة، ولا سبيل لإسقاط دويلة اليهود بغير إسقاط هذه الجُدر وقطع هذه الحبال، حتى يصل اليهود إلى الحدِّ الذي لا يجدون شيئًا يحتمون به ويختبئون خلفه غير الحجر والشجر، عندها سيدرك اليهود أنهم لم يعيشوا "المحرقة" بعد!

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 413

مقتطفات من الكلمة الصوتية وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ للشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري (حفظه الله تعالى)

▪ نسأل المولى في عليائه أن يتقبل قتلى إخوانِنا المسلمين المستضعفين من الرجال والنساء والولدانِ في فلسطين، وأن يُعظم أجورَهم ويُحسنَ عزاءهم، ويَحقنَ دماءهم ويداويَ جرحاهم، ويرحمَ ضعْفهم، ويجبرَ كسرهم، ويُؤويَ شريدَهم، وأن يتولى أمرهم ويلطفَ بهم، إنه لطيف خبير.

▪ لقد كشفتِ الحربُ الأخيرةُ على غزة حقيقةَ هذا المحورِ الوهمي، وأن إيران أنشأته خدمةً لمشاريعها، وأن هدفَه الأولَ والأخيرَ أن تنخرطَ الفصائلُ الفلسطينيةُ في حربٍ بالوكالة عن إيرانَ وليس العكس، وهو ما كان، فسلِمت إيرانُ وحزبُها من معركةٍ طاحنة تحمَّلتها غزةُ لوحدِها من دماء أطفالِها ونسائِها، وإنا لله وإنّا إليه راجعون.

▪ إن موقفَ الدولةِ الإسلاميةِ مما يجري للمسلمين في غزة هو موقفها من سائر ما يصيبُ المسلمين من جراحات كثيرةٍ في سائر بلاد المسلمين، وإن هذا الموقفَ نابعٌ من رابطة الأخوةِ الإيمانيةِ التي تجمعُنا بالمسلمين كافة، والمنبثقةِ عن الكتاب والسنة في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وكما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المسلم أخو المسلم)، وهذه الرابطةُ تفرضها عقيدةُ الولاءِ والبراء التي هي أوثقُ عرى الإيمان، وأصلٌ أصيلٌ من عقيدة المسلمين.

▪ إننا نقولُ ونؤكدُ على أن المعركةَ مع اليهود اليومَ هي في حقيقتِها معركةٌ مع حلفاءِ اليهودِ أكثرَ من اليهودِ أنفسِهم، وتُؤكّدُ ذلك فُصولُ الحربِ الأخيرةِ التي شنُّوها على غزة، وكيف كان تواطؤُ الحكوماتِ العربيةِ المرتدةِ ثقيلا على أهل غزةَ كثِقَلِ القنابلِ والصواريخِ الأمريكية، ولذلك فالحلُ الشرعيُّ يكمن في قتالِ هؤلاء كافة.

▪ أيها المقاتل الفلسطيني، إنّ مجردَ قتالِ اليهودِ ليس أمارةً على صحةِ الطريقِ ولا سلامةِ المنهج، فلقد قاتلَ من قَبلكَ اليهودَ المقاتلُ الشيوعيُّ والمقاتلُ القوميُّ والمقاتلُ الوطنيُّ؛ كلُ هؤلاء قاتلوا اليهودَ لسنوات وخاضوا معهم جوْلات، فهل أسفرَ قِتالُهم عن إعلاء كلمةِ الله تعالى وتحكيم شريعتِه؟ وهل كانت هذه الغايةُ أصلا مطروحةً ضِمن خُططهم؟ وهل هي مطروحةٌ ضِمن خُطط قادتكم اليوم؟ وها أنتم قد جربتموهم 17 عاما فلم يُحكّموا الشريعةَ ساعةً من نهار.

▪ ولأن الكلماتِ لا بدَ أن تُقرنَ بالأفعال، وانطلاقا من واجبنا الشرعيِّ في نصرة إخواننا المسلمين أينما كانوا ومنها فِلسطين، وفي ضوءِ إيمانِنا بأن المعركةَ مع اليهودِ وحلفائهِم في كل مكان، فإن الدولة الإسلاميةَ تستنفرُ جنودَها خاصة والمسلمين المتشوقين لنُصرةِ المستضعفين عامة، لاستهدافِ اليهودِ والصليبيينَ وحلفائِهم المجرمين، فوق كل أرضٍ وتحت كلِ سماء.

▪ فاسمع أيها المقاتلُ فإني لك ناصح أمين، وأنت تتعرضُ للقتلِ في كل حِين، آن الأوانُ لِتُصححَ مسارَك وتقاتلَ اليهودَ بحكمِ السماءِ لا بحكمِ الأرض، في ظلال شريعةِ الله تعالى لا شريعةِ البشر، كما قاتلَ من قبلُ نبيُنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكما قاتلَ أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ رضي الله عنهم، اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد.

▪ وقبل الختامِ نبلغُكم وصيةَ أميرِ المؤمنين حفظه الله فإنه "يقرئُكم السلام، ويُوصيكم بتقوى الله في السر والعلن، والإقبالِ على الله والتقربِ إليه بصالح العمل، وعلى رأسِ ذلك مقارعةُ أعداء الله ومراغمتُهم، فذلك ذِروة الأمرِ وأعلاه، ويحُثكم على نصرةِ المستضعفين من المسلمين في غزّةَ حيثما كنتم، فوق كلِ أرض وتحت كل سماء فإن ملّة الكفر واحدةٌ، وقد رمونا اليومَ عن قوسٍ واحدة، وأصبح ما كانت تُكنُّه صدورُهم من الشرور بعد البغضاءِ باديًا ظاهرًا فلا عذر للمتخلفين بعد كلِ هذه الجرائم الظاهرةِ عن نصرة إخوانهم". انتهى كلامُه حفظه الله تعالى.

• صحيفة النبأ – العدد 424
السنة الخامسة عشرة - الخميس 22 جمادى الآخرة 1445 هـ
...المزيد

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء ...

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود

ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء اليهود إلى تقديم دعمهم الشامل واللامحدود، وهذا ليس جديدًا ولا مستغربًا وإنْ جاء هذه المرة أكثر حِدّة، كما ظهر جليًّا في خطابات القادة الأمريكيين التي طفحت بالتهديد والتحريض "غير المسبوق" على غزة بكل من فيها! وسرعان ما تُرجمت هذه الخطابات "الصليبية-اليهودية" إلى حملة واسعة من القصف الهمجي لتدخل غزة في دوامة "غير مسبوقة" من الألم والمجازر والأشلاء، والله المستعان.

وفي كل مرةٍ تتجدّد فيها المواجهة مع اليهود على الساحة الفلسطينية؛ يتصاعد الحديث حول الخطوات العملية لقتال دويلة اليهود، وسُبل نصرة فلسطين خصوصًا ممَّن هم خارجها، وتتفاعل أطراف كثيرة مع ذلك دون أنْ تقدِّم رؤيةً شرعيّةً شاملةً تصحُّ أنْ تكون مشروعًا أو سبيلًا عمليًّا لتحقيق "الوعد الإلهي" بزوال دويلة يهود.

في حين يبقى المشهد الفلسطيني على حاله؛ في ظلّ استمرار الوهم السائد أنَّ بالإمكان تحقيق ذلك "الوعد الإلهي" عبر القتال تحت راية "المحور الإيراني" المعادي المحارب للمنهج الإلهي!، أو من خلال الانخراط في تحالفاتٍ وطنيةٍ أو قوميةٍ تُهمل بالأساس الغاية الشرعية من القتال، وفي ظلّ الإصرار والافتخار باحترام والتزام "القوانين الدولية" الجاهليّة! وفي ظلّ التأكيد على أنَّ المعركة والعداء مع اليهود ينحصر داخل فلسطين! ولا علاقة لهم بقتال اليهود خارجها.

شرعيًّا وعمليًّا، فإنّ الاقتصار على قتال يهود فلسطين مهما بلغ من نكاية؛ فليس كافيًا لتحقيق القضاء على اليهود، لأنَّ دويلة يهود في تركيبتها منذ البداية قامت بالاعتماد والاستناد على "حبل من الناس"، فاليهود على مرّ التاريخ لم يتمكنوا من النهوض إلا بالاتكاء على أطراف أخرى سخَّروها لخدمتهم بالمكر، فقد أقاموا دولتهم بدايةً اتكاءً على بريطانيا، ثم احتماءً بأمريكا، وأخيرًا بتطويع حكومات الردة.

بل إنَّ المتأمل لخطابات ومواقف القادة الأمريكيين المتباكين على الدم اليهودي من "الجمهوريين أو الديمقراطيين" وهم سيَّان؛ يدرك حجم السيطرة اليهودية على دوائر صنع القرار الأمريكي والأوروبي، وحجم الضغط الذي تمارسه عليهم "جماعات الضغط" اليهودية التي تعيش وتفرِّخ في أحياء أمريكا وأوروبا، وتسيطر على مفاصل الاقتصاد والتجارة والإعلام الغربي، وتتدخل في رسم سياسات هذه الدول وتعقد حبال المكر بما يضمن الحفاظ على المصالح اليهودية.

والحال نفسه عندما يتعلق الأمر بالحكومات والجيوش العربية المرتدة التي تُعدّ هي الأخرى طرفًا مِن حبال المكر اليهودي التي تخنق "الشعوب" لإبقائها بعيدة عن تهديد مصالح اليهود أو مهاجمة دويلتهم، وهو ما يفسّر سبب استماتة اليهود في "تطبيع" علاقاتهم مع هذه الحكومات المرتدة.

وبناءً على هذه المقدّمات والمعطيات الشرعيّة والتاريخيّة والواقعيّة؛ يتضح لنا بجلاء أنَّ السبيل العملي لمواجهة دويلة اليهود تمهيدًا للقضاء عليها؛ لا يتحقق إلا بضرب جميع هذه المكوّنات والتحالفات وجميع المنخرطين فيها، الذين يشكّلون معًا "حصونًا وجُدُرًا وحبالًا" لحماية اليهود وإدامة سطوتهم وسيطرتهم على فلسطين.

وعليه، فهذا تنبيه وتحريض للمسلمين في كل مكان بأنّ أمامهم خطة عمليّة للمشاركة في قتال دويلة يهود وتخليص المسلمين من شرورها، هذه الخطة تتمثل بالسعي الميداني الجاد والسريع لاستهداف "الوجود اليهودي" في كل العالم، أيًّا كان شكل هذا الوجود، وخصوصا "الأحياء اليهودية" في أمريكا وأوروبا والتي تشكّل عصب الاقتصاد اليهودي وبؤر التحكم في دوائر صنع القرار الغربي الصليبي الداعم لدويلة يهود، وبالضرورة استهداف ومهاجمة "السفارات اليهودية والصليبية" في كل مكان.

وبالتوزاي مع ذلك، وجوب استهداف خطوط وجُدر الدفاع المتقدِّمة عن دويلة يهود ممثلةً بالجيوش والحكومات العربية المرتدة وتحديدًا جيوش "دول الطوق" التي تطوّق وتخنق فلسطين، وكذلك استهداف خطوط الدفاع الخلفيَّة كجيوش الدول الخليجية التي تحتضن القواعد الأمريكية الداعمة الحامية لأمن دويلة يهود.. فكل هذه الأطراف من الكفار والمرتدين من العرب والعجم، هم حبال دويلة اليهود التي بانقطاعها يتحقق اقتلاع دويلتهم من جذورها.

هذا هو السبيل الشرعي العملي الواقعي لقتال اليهود وتحقيق وعد الله بزوال دويلتهم، كما إنَّ فيه نصرة عملية حقيقية لأهلنا المسلمين في فلسطين، وهو السبيل الذي سلكته الدولة الإسلامية بقتالها لكل هذه المحاور والحكومات والجيوش الكافرة، وما زالت ماضية في طريقها توشك أنْ تصل لمرادها بإذن الله، في ظلّ التغيُّرات والمنعطفات الحادة التي تشهدها المنطقة والتي لا تخرج عن تدبير الله تعالى ومكره لعباده.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 413
...المزيد

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء ...

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود

ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء اليهود إلى تقديم دعمهم الشامل واللامحدود، وهذا ليس جديدًا ولا مستغربًا وإنْ جاء هذه المرة أكثر حِدّة، كما ظهر جليًّا في خطابات القادة الأمريكيين التي طفحت بالتهديد والتحريض "غير المسبوق" على غزة بكل من فيها! وسرعان ما تُرجمت هذه الخطابات "الصليبية-اليهودية" إلى حملة واسعة من القصف الهمجي لتدخل غزة في دوامة "غير مسبوقة" من الألم والمجازر والأشلاء، والله المستعان.

وفي كل مرةٍ تتجدّد فيها المواجهة مع اليهود على الساحة الفلسطينية؛ يتصاعد الحديث حول الخطوات العملية لقتال دويلة اليهود، وسُبل نصرة فلسطين خصوصًا ممَّن هم خارجها، وتتفاعل أطراف كثيرة مع ذلك دون أنْ تقدِّم رؤيةً شرعيّةً شاملةً تصحُّ أنْ تكون مشروعًا أو سبيلًا عمليًّا لتحقيق "الوعد الإلهي" بزوال دويلة يهود.

في حين يبقى المشهد الفلسطيني على حاله؛ في ظلّ استمرار الوهم السائد أنَّ بالإمكان تحقيق ذلك "الوعد الإلهي" عبر القتال تحت راية "المحور الإيراني" المعادي المحارب للمنهج الإلهي!، أو من خلال الانخراط في تحالفاتٍ وطنيةٍ أو قوميةٍ تُهمل بالأساس الغاية الشرعية من القتال، وفي ظلّ الإصرار والافتخار باحترام والتزام "القوانين الدولية" الجاهليّة! وفي ظلّ التأكيد على أنَّ المعركة والعداء مع اليهود ينحصر داخل فلسطين! ولا علاقة لهم بقتال اليهود خارجها.

شرعيًّا وعمليًّا، فإنّ الاقتصار على قتال يهود فلسطين مهما بلغ من نكاية؛ فليس كافيًا لتحقيق القضاء على اليهود، لأنَّ دويلة يهود في تركيبتها منذ البداية قامت بالاعتماد والاستناد على "حبل من الناس"، فاليهود على مرّ التاريخ لم يتمكنوا من النهوض إلا بالاتكاء على أطراف أخرى سخَّروها لخدمتهم بالمكر، فقد أقاموا دولتهم بدايةً اتكاءً على بريطانيا، ثم احتماءً بأمريكا، وأخيرًا بتطويع حكومات الردة.

بل إنَّ المتأمل لخطابات ومواقف القادة الأمريكيين المتباكين على الدم اليهودي من "الجمهوريين أو الديمقراطيين" وهم سيَّان؛ يدرك حجم السيطرة اليهودية على دوائر صنع القرار الأمريكي والأوروبي، وحجم الضغط الذي تمارسه عليهم "جماعات الضغط" اليهودية التي تعيش وتفرِّخ في أحياء أمريكا وأوروبا، وتسيطر على مفاصل الاقتصاد والتجارة والإعلام الغربي، وتتدخل في رسم سياسات هذه الدول وتعقد حبال المكر بما يضمن الحفاظ على المصالح اليهودية.

والحال نفسه عندما يتعلق الأمر بالحكومات والجيوش العربية المرتدة التي تُعدّ هي الأخرى طرفًا مِن حبال المكر اليهودي التي تخنق "الشعوب" لإبقائها بعيدة عن تهديد مصالح اليهود أو مهاجمة دويلتهم، وهو ما يفسّر سبب استماتة اليهود في "تطبيع" علاقاتهم مع هذه الحكومات المرتدة.

وبناءً على هذه المقدّمات والمعطيات الشرعيّة والتاريخيّة والواقعيّة؛ يتضح لنا بجلاء أنَّ السبيل العملي لمواجهة دويلة اليهود تمهيدًا للقضاء عليها؛ لا يتحقق إلا بضرب جميع هذه المكوّنات والتحالفات وجميع المنخرطين فيها، الذين يشكّلون معًا "حصونًا وجُدُرًا وحبالًا" لحماية اليهود وإدامة سطوتهم وسيطرتهم على فلسطين.

وعليه، فهذا تنبيه وتحريض للمسلمين في كل مكان بأنّ أمامهم خطة عمليّة للمشاركة في قتال دويلة يهود وتخليص المسلمين من شرورها، هذه الخطة تتمثل بالسعي الميداني الجاد والسريع لاستهداف "الوجود اليهودي" في كل العالم، أيًّا كان شكل هذا الوجود، وخصوصا "الأحياء اليهودية" في أمريكا وأوروبا والتي تشكّل عصب الاقتصاد اليهودي وبؤر التحكم في دوائر صنع القرار الغربي الصليبي الداعم لدويلة يهود، وبالضرورة استهداف ومهاجمة "السفارات اليهودية والصليبية" في كل مكان.

وبالتوزاي مع ذلك، وجوب استهداف خطوط وجُدر الدفاع المتقدِّمة عن دويلة يهود ممثلةً بالجيوش والحكومات العربية المرتدة وتحديدًا جيوش "دول الطوق" التي تطوّق وتخنق فلسطين، وكذلك استهداف خطوط الدفاع الخلفيَّة كجيوش الدول الخليجية التي تحتضن القواعد الأمريكية الداعمة الحامية لأمن دويلة يهود.. فكل هذه الأطراف من الكفار والمرتدين من العرب والعجم، هم حبال دويلة اليهود التي بانقطاعها يتحقق اقتلاع دويلتهم من جذورها.

هذا هو السبيل الشرعي العملي الواقعي لقتال اليهود وتحقيق وعد الله بزوال دويلتهم، كما إنَّ فيه نصرة عملية حقيقية لأهلنا المسلمين في فلسطين، وهو السبيل الذي سلكته الدولة الإسلامية بقتالها لكل هذه المحاور والحكومات والجيوش الكافرة، وما زالت ماضية في طريقها توشك أنْ تصل لمرادها بإذن الله، في ظلّ التغيُّرات والمنعطفات الحادة التي تشهدها المنطقة والتي لا تخرج عن تدبير الله تعالى ومكره لعباده.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 413
...المزيد

▫ في زمن المجزرة في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق ...

▫ في زمن المجزرة

في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!.

وليس اليهود أو الأمريكان وحدهم المتورطين في مجازر فلسطين، بل هناك أطراف أخرى شاركت قصدا أو تبعا في هذه المجازر وإنْ ظهروا اليوم يتباكون على ضحاياها، فدعاة السوء الذين نذروا حياتهم للدفاع عن الطواغيت وجيوشهم الكافرة الحامية لحدود اليهود؛ هم مشاركون في المجزرة، الحركات والجبهات المرتدة التي حاربت المجاهدين وقطعت الطريق عليهم وأخَّرت مسيرهم، هي جزء من هذه المجزرة، الكتّاب والإعلاميون المنافقون أو ما يطلق عليهم في الوسط الجاهلي "المثقفون والنخب"، والذين تسلطوا على المجاهدين وسلقوهم بألسنة حداد، هؤلاء أيضا مشاركون في المجزرة، هؤلاء وغيرهم متورطون في المجزرة بقدر حربهم وتشويههم للمجاهدين الذين خاضوا غمار الحروب ضد قوى الكفر، فاصطف هؤلاء في صف تحالف الكفر ضد المجاهدين، فاستمرت المجزرة بحق المسلمين.

لا شيء يدفع المجزرة عن أمة الإسلام غير المجزرة، واقرأوا التاريخ أيها "الإسلاميون" لكي تعرفوا كيف كان المسلمون! اقرأوا سير الصحابة والفاتحين، اقرأوا عن بأس الصدّيق يوم حروب الردة، اقرأوا عن مغازي خالد بن الوليد ونكايته بالكافرين، اقرأوا تاريخ الإسلام من مظانه فهو التطبيق العملي لما جاء في الوحيين، اقرأوا وامتثلوا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، وقوله سبحانه: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}، اقرأوا تاريخكم بوحييه لتعلموا أن المسلمين دفعوا المجزرة بالمجزرة، وفلّوا الحديد بالحديد، وحقنوا دماء المسلمين بسفك دم الكافرين، فأدموا الروم والفرس وقبلهم المشركين والمرتدين، نصروا الإسلام بالجهاد الذي لا يستحي من النكاية والبأس والغلظة والشدة على الكافرين حتى امتلأت الصحارى بنتن قتلاهم، وكان زهم الموت يملأ الأجواء، هكذا واجه سلفُنا السابقون المجزرة ودفعوها.

وإن المتأمل في حتمية نزول عيسى عليه السلام في نهاية الزمان رافعا الجزية مخيّرا أهل الكتاب بين الإسلام أو السيف؛ يدرك أنّ الغلبة في زمن الملحمة للسيف، وأنه سيُقدّم على سواه من الوسائل التي اتسع لها صدر الإسلام، وسيغدو السيف خير داع إلى الإسلام بشروط الكتاب والسنة، ولذلك جرّدوا أيها المسلمون توحيدكم ثم سيوفكم فلا شيء أنفى للمجزرة من المجزرة، لا شيء أنفى للقتل من القتل، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 456
الخميس 11 صفر 1446 هـ
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً